الاصلاح في الولايات المتحدة الامريكية 

أخذت إجراءات لويد جورج الاصلاحية في انكلترا رغبة كبيرة ورضا على ما قامت به دولة الرفاه في انكلترا وكيف يمكن تطبيقها في امريكا وقد مهدت الاجواء لقيام اصلاحات مشابهة في امريكا حيث ظهر جون كومونز 1848- 1942 الاستاذ بجامعة وسكونسن كشخص مناظر لبسمارك ولويد جورج⁽¹⁾ قام بتهيئة الامور وقاد حملة لإنجاز قانون الخدمة المدنية والتنظيم الفعال لأسعار خدمات المرافق العامة وتحديد اسعار الفوائد وحاول دراسة الطرق التي تم اتباعها في انكلترا والمانيا وانتهج نفس النهج بتطبيق بتطبيق ذلك في ولاية وسكونسن الامريكية فقط وليس بكامل الولايات الامريكية وحينما لمس الجمهور الامريكي فائدته ونجاحه عمم على كامل الولايات التابعة للدولة المركزية الامريكية بوضع قانون لتعويض البطالة ونظام الزامي على المستوى الوطني للرواتب التقاعدية لكبار السن للاشخاص العاملين في الصناعات الرئيسية والقطاعات التجارية في الاقتصاد وقانون التأمينات الاجتماعية .
بدأ النهج الرأسمالي يصوغ القرارات التي تحقق اهداف المجتمع والمنتجين بزيادة الربح او تحسن النوعية ، وكما معلوم ان هذه القوانين لا تتماشى مع فكر النظام الرأسمالي بل متناقضة تماماً مع افكار الكلاسيك والمذهب الحر ، ولكنها صيغت ليجاري النظام الرأسمالي والطبقة العاملة وعدم إعطاء الفرصة لرواد النهج الماركسي بالعبث بافكار العاملين ويثير حالة عدم الاستقرار الرأسمالي بالاضافة الى ان هذه القرارات تقلل من معاناة الطبقة العاملة وتبعث الثقة بالعامل الرأسمالي وهو مطمئن على مصيره وهو وحده يعتبر انجاز كبير ، حيث كانت مشكلة الضياع والبطالة تشغل حيز كبير في المجتمع وقد كسر حاجز الخوف والهلع من المجهول وابعد التأثير الماركسي عن الطبقات العاملة ، ولا سيما وان السياسيين الاشتراكيين يروجون لافكار ماركس في بلدانهم ، لذا كانت تلك الإجراءات لحماية واصلاح النظام الرأسمالي والمحافظة عليه  ولا سيما في تزايد الازمة الاقتصادية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ جون كينيث كالبيرث ، تاريخ الفكر الاقتصادي الماضي صوت الحاضر، ترجمة احمد فؤاد بليغ سلسلة عالم المعرفة ، الكويت ، 2000 ،ص233 .