المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

أسباب مغفرة الذنوب
23-10-2014
النص عليه في القران الكريم
8-02-2015
أربعة نماذج تقليدية للعلاقات العامة
15-7-2022
الخلاف العامل في خبر إن وخواتها
2-03-2015
لماذا دفنت السيدة زينب (عليها السلام) في الشام؟
2024-10-21
Hydrogen
9-10-2018


العاطفة: التنمية الاخلاقية والعاطفية  
  
2583   04:30 مساءً   التاريخ: 14-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 190-191.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

ان التنمية الاخلاقية لشخصية الانسان مرتبطة بشكل وثيق بالدين. فالدين يربي الانسان على التعاون الاجتماعي ونبذ العدوان، ويربيه على سلوك طريق الخير ونبذ طريق الشر، ويربيه على التفكر دائماً في الخالق والاعتبار بما خلق وصوّر.

وبصورة أعم، فان العافة اذا هذبت بطريقة دينية فان الانسان سوف يستفيد من ثمار ثلاثة ابعاد في شخصيته:

الاول: السلوك الصحيح. وهو السلوك المستند على دوافع الخير ومقاومة اغراءات الدنيا ومفاسدها. وهنا يصبح سلوك الانسان معبّراً عن الشخصية الاخلاقية التي يحملها. بمعنى ان الشخصية التي تحمل مجموعة كاملة من الفضائل اقلها مقاومة الاغراء لكسر القواعد الشرعية، تستطيع ان تستند على دوافع الخير دائماً.

الثاني: العاطفة السلمية النقية من الرذائل. وهي العاطفة التي تُنمّي ارادة النفس اللوامة في ذات الانسان، وتجعل في مواجهة التفكير بالذنب طرقاً انتقادية ذاتية. فالانسان يفكر بمعاقبة نفسه ان هي تجرأت على مولاها وسلكت في طريق المعصية. هنا يصبح التفكير بالذنب ولوم الانسان ذاته من اهم القواعد الاخلاقية للشخصية الدينية. وهذا البعد على جانب عظيم من الاهمية. فقد اقسم القرآن المجيد بتلك النفس اللوامة، فقال: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2].

الثالث: الحكم على الاشياء ضمن اطار الاخلاق الدينية. وهي قابلية لا تنمو عند الانسان ما لم يمر بمراحل تربوية على فهم قضايا الخير والشر، والمصلحة والمفسدة، وملاكات الاحكام التي أنشأها الباري عزّ وجلّ. واعلى مستويات الاخلاق هو ان تؤدى الاعمال دون النظر الى حجم المكافأة او العقوبة التي تنتظر العامل. بل ان الطاعة والتذلل للمولى سبحانه، ومقاومة اغراءات المعصية هو اهم ثمار الحكم على الاشياء ضمن الاطار الاخلاقي للدين. وقد اشار علي (عليه السلام) الى ذلك المعنى بالقول: «عبدتك لا خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك وانما وجدتك اهلاً للعبادة فعبدتك».

ولا شك ان العلم بالقيم الاخلاقية في الصغر له تأثير بالغ على السلوك الاخلاقي للانسان عندما يشبّ ويكبر، خصوصاً عندما يلمس اهمية العلاقة بين العلم النظري للاخلاق والمصاديق التي تمثله. وهذا ما رأيناه في شخصية علي (عليه السلام) المقاتل، العابد، الخليفة، الزاهد.

وبكلمة، فقد كانت عملية تنمية الاخلاق عند الامام (عليه السلام) منذ الصغر نافذة لترسيخ قيم الخير في شخصيته في نواحي الصدق والامانة والاستقامة والاخلاص للمبدأ الذي يعتنقه. ولم تقتصر العاطفة الانسانية على القضايا المعنوية التي كانت تعيش في ذهن الامام (عليه السلام)، بل تعدت الى قضايا جسدية كالشجاعة والبطولة والاقدام. فالعواطف تشمل الامور النفسية كالخوف والغضب والفرح. وتشمل الامور الجسدية، التي هي اثر من آثار القضايا النفسية، مثل مصاديق الشجاعة والتضحية بالنفس.

والمتفق عليه بين علماء النفس ان عواطف الانسان مكتسبة عن طريق التعلم. فالطفل الرضيع لا يخاف الظلام، ولكن الخوف من الظلام مكتسب عن طريق محيط الانسان ؛ فقد يتعلم الطفل الخوف من امه التي تخاف من الظلام مثلاً. وفي ضوء ذلك نفهم ان علياً (عليه السلام) تعلم الشجاعة والاقدام من مربيه الاول رسول الله (صلى الله عليه واله). فقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) لا يهاب الموت، فلا غرابة ان نسمع علياً (عليه السلام) يقول: «كُنّا إذا احمرَّ البأسُ اتقينا برسول الله (صلى الله عليه واله)، فلم يكن أحدٌ منّا أقربَ الى العدوِّ منه» فشجاعة الامام (عليه السلام) كانت امتداداً لشجاعة رسول الله (صلى الله عليه واله) التي غيرت وجه العالم الى ابد الدهر.

4- الاخلاق:

والصعيد الاخلاقي في مجهود النبي (صلى الله عليه واله) التربوي اكتسب علياً (عليه السلام) صفاتاً في ابعادٍ ثلاثة ايضاً، هي: العبد المتعلق بالسلوك، والبعد المتعلق بالصفات كالخصال والشهامة والشجاعة، والبعد المتعلق بالحكم على الاشياء عبر التمييز بين الخير والشر والمصلحة والمفسدة.

أ- البعد السلوكي: وهو يعني تربية علي (عليه السلام) على تنمية دافع الخير في شخصيته (عليه السلام)، وتهذيب نفسه على مقاومة اغراءات الدنيا من مال وجاه وحب للغرائز الجسدية. وبذلك اصبحت شخصية علي (عليه السلام) _ بفضل تربية رسول الله (صلى الله عليه واله) _ شخصية اسلامية تُستلهم منها مبادئ الفلسفة الاخلاقية في الاسلام.

والشخصية الاخلاقية تعني الكيان الذي يحمل جميع القيم الدينية ويطبقها، كالصدق والامانة والشهامة والشجاعة والتعفف والتعبد والزهد والتقوى. ولذلك فان الشخصية الاخلاقية لا تستطيع ان تعبد الصنم مثلاً، لانها تعلمت على مقاومة اغراءات التقليد الاجتماعي. والشخصية الاخلاقية لا تستطيع ان تظلم الناس، لانها بُنيت على اساس قيم العدالة الدينية والاجتماعية. والشخصية الاخلاقية لا تستطيع ان تتمتع بملذات الدنيا المادية، لانها تنظر ابداً الى السماء والحياة الآخرة حيث ترى فيها وجودها الحقيقي.

ب- البعد الصفاتي: وتعني قيام شخصية علي (عليه السلام) على اصل الخصال السماوية التي وضعته على سلم العصمة، فقوله (عليه السلام): «يا دنيا غري غيري ...» يعني انه كان (عليه السلام) يرى مجرد الطموح والنظر الى ملذات الدنيا على اساس انه عمل لا اخلاقي. ولذك فانه يريد ان يعلمنا طرد شبح تلك الذنوب قبل ان تصل الى مخيلتنا. فان الاغترار بالدنيا مرتبة سابقة لمرتبة الوقوع في الذنب وما يلحقه من آثار.

ج- الحكم على الاشياء: ان القابلية على ربط الاشياء بالحكم الشرعي في الحلية والحرمة والخير والشر والمصلحة والمفسدة، نابع من تمتع علي (عليه السلام) بمعيارشرعي سماوي نطلق عليه لفظ «العصمة». وقد اثبتت الايام بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) معرفته بشروط الحكم الشرعي وظروف انشائه وملاكاته، ومعرفته ايضاً بواقعية الربط بين الحكم والموضوع في مواقع التطبيق. ولا شك ان العلم بالاخلاق الدينية عند علي (عليه السلام) كان له تأثير حاسم على سلوكه الاخلاقي بين الناس. ولذلك فقد اخذ بطريق الزهد والتواضع ومساعدة الضعفاء والمحرومين وتثبيت اسس العدالة في المجتمع ومحاربة الظالمين، لان الاخلاق السماوية التي تعلمها من معلمه الاصيل (صلى الله عليه واله) كانت ترشده الى ذلك.

 

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.