أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-02-2015
4740
التاريخ: 25-04-2015
1647
التاريخ: 24-04-2015
7807
التاريخ: 2024-09-02
319
|
كان لعلماء هذه الطائفة مجال كبير في علم تفسير القرآن بداية من العهد الأول للإسلام، حتى هذا اليوم ، لأن مصدرهم في هذا المضمار بعد النبي العظيم (صلى الله عليه واله وسلم) الإمام علي عليه السّلام، الذي كان يتميز بخاصة دون غيره من الصحابة ، وهي تربية النبي (صلى الله عليه واله وسلم) له، حتى كان كظله يقتفي أثره ، وينتهل من نميره، بحيث أصبح - كما يصرح النبي (صلى الله عليه واله وسلم) به - باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) «1». وانه - كما نقل سليم بن قيس الهلالي «2» عنه - قال : «ما نزلت آية على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) إلّا أقرأنيها، وأملاها عليّ، فكتبتها بخطي، وعلمني تأويلها، وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها، ومتشابهها، ودعا اللّه لي أن يعلمني فهمها، وحفظها، فما نسيت آية من كتاب اللّه، ولا علما أملاه عليّ فكتبته منذ دعا لي بما دعا. وما ترك شيئا علّمه اللّه من حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي كان أو يكون، ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصية إلّا علّمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفا واحدا. ثم وضع يده على صدري، ودعا اللّه أن يملأ قلبي علما، وفهما، وحكمة، ونورا. فقلت : يا رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) بأبي أنت وأمي مذ دعوت اللّه لي بما دعوت لم أنس شيئا، ولم يفتني شيء لم أكتبه، أو تتخوف عليّ النسيان فيما بعد. فقال : «لست أتخوف عليك نسيانا، ولا جهلا» «3».
ولما كان تفسير القرآن هو إيضاح مراد اللّه سبحانه، وكشف معاني ألفاظه المشكلة «4» فقد كان دور صحابة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) المنتجبين- وفي مقدمتهم الإمام علي (عليه السلام) لأنه «كما نعلم باب هذا المنهل الفيّاض من علوم النبوة، وواضع حجر الأساس في الحضارة الروحية الإسلامية» «5».
- دورا ساطعا في تفسير ما يصعب فهمه، ويشكل توضيحه من المفردات القرآنية، والمشكلة اللغوية، بعيدا عن التفسير بالرأي، والاستحسان والظنون، وإنما الاعتماد على النقل عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) مما سمع منه ونقل عنه، مباشرة، أو بواسطة قريبة، وكان علي (عليه السلام) أشهر الخلفاء والصحابة بالتفسير «6»، معللا الزرقاني «7» ذلك : بأن «الإمام علي (عليه السلام) قد عاش بعدهم (أي الخلفاء الثلاثة) حتى كثرت حاجة الناس في زمانه إلى من يفسر لهم القرآن، وذلك من اتساع رقعة الإسلام، ودخول عجم في هذا الدين الجديد كادت تذوب بهم خصائص العروبة، ونشأة جيل من أبناء الصحابة كان في حاجة إلى علم الصحابة، فلا جرم كان ما نقل عن علي أكثر مما نقل عن غيره، أضف إلى ذلك ما امتاز به الإمام من خصوبة الفكر، وغزارة العلم، وإشراق القلب» «8».
وهذا التعليل وإن لم نناقش فيه، لكن لو أضاف بأن قرب الإمام من النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وملازمته له هيّأته للاستفادة منه أكثر من غيره وحينها لا نستغرب لو سمعنا من ابن أبي حمزة «9»- كما نقل السيوطي «10»- عن علي (عليه السلام) أنه قال : «لو شئت أن أوقر سبعين بعيرا من تفسير أم القرآن لفعلت» «11»، وغير ذلك من هذه الأقوال التي تنم عن مكانة على (عليه السلام) في علم التفسير، وتبحره في هذا المجال.
______________________________
(1) أشار إلى حديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها» رواه جل الرواة انظر : ابن شهرآشوب- مناقب آل أبي طالب : 2/ 34.
(2) من أصحاب الإمام علي والحسن (عليها السلام) ترجمة : السيد محسن الأمين- أعيان الشيعة : 7/ 293.
(3) المرحوم ملا محسن الفيض- تفسير الصافي : 1/ 19/ طبع الأعلمي- بيروت.
(4) ابن منظور- لسان العرب : مادة (فسر)
(5) د. حامد حفني داود- مقدمة تفسير الوجيز- السيد عبد اللّه شبر : 1/ 1 طبع دار إحياء التراث العربي- القاهرة 1397 هـ/ طبعة ثالثة.
(6) راجع عبد الرحمن السيوطي- الإتقان : 2/ 321.
(7) محمد عبد العظيم الزرقاني (معاصر)
(8) الزرقاني- مناهل العرفان في علوم القرآن : 1/ 482/ طبع دار إحياء الكتب العربية- القاهرة (د. ت.)
(9) علي بن أبي حمزة سالم البطايني الكوفي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم (عليه السلام)، وله تفسير القرآن ، ويروى أكثر تفسيره عن أبي بصير يحيى بن القاسم. وذكر النجاشي تفسيره وسائر كتبه. من علماء المائة الثامنة. راجع : تأسيس الشيعة : 328 والذريعة : 4/ 264.
(10) عبد الرحمن بن أبي بكر، المعروف بجلال الدين السيوطي، ولد في القاهرة عام 849 ه وتوفى فيها عام 911 ه له قرابة 600 مؤلف في مختلف العلوم. ترجمه : الزركلي الأعلام : 4/ 71.
وقد ذكر ان لعبد اللّه بن عباس كتاب في تفسير القرآن وأشار إليه ابن النديم في (الفهرست : 36/ طبع مصر في باب تسمية الكتب المصنفة في تفسير القرآن) : «كتاب ابن عباس، رواه مجاهد». وراجع آغا بزرك الطهراني- الذريعة : 4/ 244/ طبع دار الأضواء- بيروت.
ويقول العلامة المحقق الشيخ محمد حسن آل ياسين في (دائرة المعارف الإسلامية الشيعية- مادة (التفسير) : «و لدينا الآن بين كتب التفسير المطبوعة كتاب (تنوير المقباس من تفسير ابن عباس) الذي استخرجه الفيروزآبادي، صاحب القاموس المحيط ، وكتاب (سؤالات نافع بن الأزرق في التفسير، وجوابات ابن عباس عليها) وقد نشره الدكتور إبراهيم السامرائي».
ثم يقول : «إن النظرة الموضوعية الفاحصة في هذين الكتابين تثير لدينا الشكوك بما يسقط اعتبار نسبة هذين النصين لابن عباس» ..
وبعد ان يستدل على ما يراه يقول : «و هكذا يبدو أن ابن عباس لم يكن أول مؤلف في التفسير، لأنه لم يثبت له أي كتاب في التفسير، بل لم يثبت له في تفسير كل القرآن إلّا شبيه بمائة حديث فقط، ويصبح نص ابن النديم رواية من الروايات المرسلة التي لم نجد لها ما يصححها من الشواهد المعتمد عليها في هذا الباب».
(11) الإتقان : 2/ 186.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|