إن الصرامة لا تعني بالضرورة الخروج عن حدود اللباقة. فمن المهم جداً أولا أن يعرف الضيف لماذا تمت دعوته لهذه المقابلة، وما هي المواضيع التي ستوجه إليه الأسئلة عنها. ولكن ليس من المفروض إبلاغ الضيف مقدماً بمضمون الأسئلة بشكل تفصيلي (في بعض الأحيان تصر بعض الشخصيات السياسية وخاصة شخصيات المقام الأول والثاني كرؤساء الدول ورؤساء الوزراء استلام الأسئلة قبل المقابلة حتى يتسنى لهم تحضير أنفسهم قبل المقابلة، أو رفض بعض الأسئلة المحرجة. في مثل هذه الحالات لا مفر من إرسال الأسئلة والا لن يتم الحصول على المقابلة، ولكن يمكن للصحافي وخلال المقابلة أن يسأل أسئلة أخرى غير تلك التي أرسلت للموافقة عليها. فكثير من الأحيان ينسى المتحدث مهما كانت مرتبته الأسئلة التي وجهت إليه كتابياً أو أنه يسترسل في الإجابات دون اعتراض حتى ولو أحرجته، خاصة إذا عرف الصحافي كيف يستميله ويريحه في حديثه). ويجب احترام الضيف وعدم الاستهتار به لأن ذلك يعود بالضرر على الصحافي وليس على الضيف، عدا عن أن الضيف الذي يشعر بالإساءة لن يوافق على تجديد مثل هذه اللقاءات فيما بعد.

من ناحية أخرى ليست كل الاسئلة ذات طابع واحد. ولا تؤدي كل الأسئلة إلى نفس النتيجة. ولا توجه إلى جميع من يجرى معهم مقابلات أسئلة نمطية ذات قالب معين. إذ نوجه إلى رئيس الدولة أسئلة تختلف مثلا عن أسئلة نوجهها لوزير خارجيته، لأن المسؤوليات مختلفة، والمرتبة السياسية في بعض الأحيان تحتم علينا اختيار الأسئلة بشكل معين لتتواءم ومكانة الضيف.