أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-7-2021
2979
التاريخ: 21-4-2020
1924
التاريخ: 18-3-2021
3355
التاريخ: 3-3-2021
2184
|
قال (عليه السلام) : (غيرة (1) المرأة كفر ، وغيرة الرجل إيمان).
الدعوة إلى أمرين :
الامر الاول : تخلي المرأة عن الغيرة، وما تعنيه من انسياقها المفرط وراء عاطفتها ، وما تجره من تصرفات غير مرضية – غالبا – بل عليها التصرف بحكمة ورزانة فيما تتعرض له من مواقف ضاغطة ، لتكون بذلك اكثر تطبعا وتعودا على تقبل الاحكام الشرعية ، وتلقيها بإيمان ومعرفة ، وإلا فينتج ان تقابل الاحكام الشرعية بالرفض وحالات من التشنج والمجابهة ، متناسية الجهة المشرعة، ومتجاهلة التبعات المترتبة على ذلك ، وعندها فتكون عاصية غير ممتلئة للأحكام الشرعية ، كما يشهد بذلك بعض حالات الغيرة ، وعدم التحكم بالغضب والانفعال النفسي ، بما يخرج عن الاتزان والحكمة ، ومن تلك الحالات :
1- عدم تقيدها بالحجاب والملابس المحتشمة التي تضفي عليها الوقار والحشمة والعفة ، وذلك من واقع شعورها المتصاعد بالغيرة ممن فعلن ذلك ، فتحاول ان لا تبقى وحيدة منفردة (نشاز) ولئلا يعيبها احد وغير ذلك ، مما تفسير به تصرفاته ، متغاضية عن مراعاة الوقار والعفة ، وما يستلزمه وضعها كمسلمة ، ملتزمة ، إنسانة، تتقيد بضوابط شرعية واخلاقية ، ولكنها بسبب ضغط الغيرة ترضى ان تتحول إلى بعض المعروضات ، التي ينظر إليها من يرغب ، ومن يريد إشباع فضوله ، حتى لتكون – احيانا – اداة طيعة لا ترفض يد لامس ، ولا تحتشم من عين ناظر، ولا تتحرج من سماع كلمة غير لائقة وغير ذلك مما يسببه عدم التقيد بالحجاب.
2- عدم تفهمها للحالة الطبيعية التي قد يمر بها بعض الرجال من الحاجة إلى تعدد الزوجات لأسباب وأحوال كثيرة.
فتغار ممن تشاركها في زوجها ، متناسية أن التعدد ، جائز بشروط تكفل لها حقوقها كاملة ، وان قصر بعض الازواج في أدائها ومراعاتها ، فذلك خطأ في التطبيق، وليس من خلل في التشريع ، وهذا ما يحتم ضرورة عدم التعنت والإصرار على الرفض ، بل من حقها المطالبة بالعدل والإنصاف ، وليس الاعتراض على التشريع او التشكيك في حكمته.
نعم ، لاشك ان المرأة تتعرض لحالة انفعال نفسي ، فتعترض وهي متأثرة بموجة من القلق والشعور بالقصور ، محاولة التعويض بشتى الطرق، لكن يجب عليها عدم التعدي عن الحدود الشرعية والاخلاقية .
3- عدم تعاملها اللائق مع سائر النساء ، وذلك بالإغاظة ، واشعار الاخرى بوضعها المتدني اجتماعيا ، اقتصاديا ، مما يؤذي ويجرح – احيانا - ، فيؤدي إلى ظلم المؤمنات واحتقارهن ، وايذائهن ، وغيرها مما يحرم ، وذلك تحت وطأة الغيرة ، وحب الذات ، والاستعلاء ، مع انها في واقعها تشعر بالنقص ، تحاول سده بما هو أفدح – وأعظم خسارة.
4- عدم مبالاته بنتائج ما تقول او تفعل ، إرضاء لما في نفسها ، وتأثرا بما تعانيه من مشكلات ، فلا تبالي بغيرها ، ومدى تأثره النفسي بقولها او فعلها ، وفي هذا استخفاف بالآخرين ، ممن جعل الله تعالى لهم حقا ، بل يتضمن استهانتها بأحكام الله عز وجل ، إذ قد يلحق قولها او فعلها الاذى او الضرر بغيرها ، سواء بموت ام اتهام بخيانة او غير ذلك مما يستهان بأثره ، ولا يعتني بتبعاته ، مع انه من كبائر الذنوب أو صغائرها ، فضلا عن تسبيبه فقدان التوازن ، والخروج عن الايمان ، وما يفرضه من التزامات.
فالدعوة إلى ان تتخلى المرأة عن انسياقها المفرط وراء عاطفتها ، وان لا تتسرع في اتخاذ بعض القرارات الحساسة ، لما لذلك من آثار سلبية عليها ، او على الآخرين ، وان لا تتهور بتصرف لا تحمد عقباه ، بل يجب عليها الالتزام بالأحكام الشرعية والآداب الانسانية ، التي عمت الحياة بأكملها ، فقننت لها القوانين المناسبة ، فلم يبق فراغ تشريعي لتتولى – هي – إشغاله.
الامر الاخر : من الامرين اللذين تدعو إليهما الحكمة :
تحلي الرجل بالغير وما تعنيه من اتصافه بالمعاني الايجابية التي تجتمع لتكمل شخصية الرجل بما يجب ان يكون فيه ، كالحمية ورفض كل ما من شأنه الخدشة بحرمة عرضه ، وما يصونه من الاهل والمال والوطن وسائر القيم والمبادئ والمقدسات ، لأن اتصافه بذلك دليل تكامله المستمر في خط الايمان ، وعلى درب الفضيلة ، بما يجعله بحق لائقا بوصف انه رجل ، مؤمن ، محافظ على التزاماته ، غيور فلا يكتفي بالاسم دون المضمون ، ولا بأن يوصف بكونه المسئول عن اسرة ، زوجة ، أولاد ، ام ، اخت ، ... ويكفل لهم تأمين الحاجات الحياتية الاولية ، او الكمالية ، ليكون هو المملو ، وهو من يستهلك ، بل يضم إلى ذلك شعوره بالمسؤولية الاخلاقية تجاههم ، بما تعنيه الكلمة من انضباط وتقيد ، وحسن تصرف وسلوك.
ولا احسب ان احدا يغفل عن النتيجة المعاكسة فيما لو تخلى الرجل عن غيرته ، وفيما لو اصرت المرأة على التمسك بالأفكار أو الافعال التي تمليها عليها اعتبارات ضيقة ، وما يسببه ذلك من مفاسد وإفرازات سيئة.
اسأله تعالى ان يعين الجميع ، للأخذ بما صلح حالهم ، ويرفع مستواهم انه سميع مجيب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيرة : الحمية والانفة. لسان العرب ج2 / ص1036 مادة (غير).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|