أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-04-2015
![]()
التاريخ: 23-04-2015
![]()
التاريخ: 2023-09-19
![]()
التاريخ: 11-9-2021
![]() |
لعل أقدم إشارة تدعو إلى التأمل في أصول الأداء القرآني ، ما روي عن الإمام علي عليه السلام في قوله تعالى : {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا } [المزمل : 4].
أنه قال : «الترتيل تجويد الحروف ، ومعرفة الوقوف» (1).
وفي رواية ابن الجزري أنه قال : «الترتيل معرفة الوقوف ، وتجويد الحروف» (2)
ونقف عند هاتين الظاهرتين : معرفة الوقوف ، وتجويد الحروف.
الأول : الوقف ، قال عبد اللّه بن محمد النكزاوي (ت : 683 هـ) :
«باب الوقف عظيم القدر جليل الخطر ، لأنه لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن ، ولا استنباط الأدلة الشرعية منه إلا بمعرفة الفواصل» (3) وهو بيان موضع الوقف عند الاستراحة لغرض الفصل ، إذ لا يجوز الفصل بين كلمتين حالة الوصل ، فتقف عند اللفظ الذي لا يتعلق ما بعده به ، ويحدث غالبا عند آخر حرف من الفاصلة ، كما يحدث في سواه ، وقد عرفه السيوطي (ت : 911 هـ) تعريفا صوتيا فقال : «الوقف : عبارة عن قطع الصوت عن الكلمة زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة لا بنية الإعراض ، ويكون في رءوس الآي وأوساطها ، ولا يأتي في وسط الكلمة ، ولا فيما اتصل رسما» (4). ولا يصح الوقف على المضاف دون المضاف إليه ، ولا المنعوت دون نعته ، ولا الرافع دون مرفوعه وعكسه ، ولا الناصب دون منصوبه وعكسه ، ولا إن أو كان أو ظن وأخواتها دون اسمها ، ولا اسمها دون خبرها ، ولا المستثنى منه دون الاستثناء ، ولا الموصول دون صلته ، اسميا أو حرفيا ، ولا الفعل دون مصدره ، ولا حرف دون متعلقه ، ولا شرط دون جزائه ، كما يرى ذلك ابن الأنباري (5).
وهذا التوقف عن الوقف قد لا يراد ببعضه التحريم الشرعي ، وإنما المراد هو عدم الجواز في الأداء القرآني ، مما تكون به التلاوة قائمة على أصولها ، والملحظ الصوتي متكاملا في التأدية التامة لأصوات الحروف.
والمقياس الفني لذلك : أن الكلام إذا كان متعلقا بما بعده فلا يوقف عليه ، وإن لم يكن كذلك فالمختار الوقوف عليه.
ولنأخذ كلمة «نعم» في موضعين من القرآن في حالتي الوقوف وعدمه :
أ- قال تعالى : {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [الأعراف : 44].
فالاختيار الفني الوقوف الطبيعي عند نعم ، لأن ما بعدها غير متعلق بها ، إذ ليس {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ} [الأعراف : 44] في الآية من قول أهل النار.
ب- وقال تعالى { أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ} [الصافات : 17 ، 18] فالاختيار الأدائي عدم الوقوف عند «نعم» بل وصلها بما بعدها ، لتعلقه بما قبلها ، وذلك لأنه من تمام القول وغير منفصل عنه.
لذلك فقد عبر الزركشي عن الوقف بأنه «فن جليل ، وبه يعرف كيف أداء القرآن ، وبه تتبين معاني الآيات ، ويؤمن الاحتراز عن الوقوع في المشكلات» (7).
وقد نقل السيوطي : أن للوقف في كلام العرب أوجها متعددة ، والمستعمل منها عند أئمة القراء تسعة : السكون ، والروم ، والإشمام ، والإبدال ، والنقل ، والإدغام ، والحذف ، والإثبات ، والإلحاق (8).
وهذه المفردات كلها مصطلحات فنية تتعلق بالصوت ، وتنظر إلى التحكم فيه ، أو تعتمد على إظهار الصوت بقدر معين.
فالسكون : عبارة عن ترك الحركة على الكلم المحركة وصلا.
والروم : النطق ببعض الحركة أو تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب أكثرها.
والإشمام : عبارة عن الإشارة إلى الحركة من غير تصويب.
والإبدال : فيما آخره همزة متطرفة بعد حركة أو ألف ، فإنه يوقف بإبدالها حرف مدّ من جنس ما قبلها.
والنقل : فيما آخره همزة بعد ساكن ، فتنقل حركتها إليه ، فتحرك بهاء ثم تحذف الهمزة.
والإدغام : فيما آخره همزة بعد ياء أو واو زائدين ، فإنه يوقف عليه بالإدغام بعد إبدال الهمزة من جنس ما قبله.
والحذف : إنما يكون في الياءات الزوائد عند من يثبتها وصلا.
والإثبات : في الياءات المحذوفات وصلا عند من يثبتها وقفا.
والإلحاق : ما يلحق آخر الكلم من هاءات السكت عند من يلحقها.
في : عم ، وفيم ، وبم ، ومم. والنون المشددة مع جمع الإناث ، نحو : هن ومثلهن. والنون المفتوحة ، نحو العالمين ، والدين ، والمفلحون ، والمشدد المبني ، نحو : «ألا تعلو علي» و«خلقت بيدي» ، و«مصرخي» و«يديّ» (9).
وستجد في غضون البحث نماذج قرآنية كافية لهذه المؤشرات الصوتية تطبيقيا ، وذلك في مواضعها من البحث ، وكل بحيث يراد.
ولما كان الوقف هو الأصل في هذا المبحث ، فإن موارده في الأداء القرآني متسعة الأطراف ، ومتعددة الجوانب ، ولما كانت الفاصلة القرآنية تشكل مظهر الوقف العام والمنتشر في القرآن ، فقد سلطنا الضوء الكاشف على جزئياتها في أصول الأداء القرآني بمختلف صورها ، واعتبرنا ذلك المورد الأساس للأداء بالنسبة للفاصلة فحسب ، على أننا قد خصصنا الفواصل بفصل منفرد بالنسبة للصوت اللغوي ، ولمّا كان مبنى الفواصل على الوقف ، وتلك ظاهرة صوتية في الأداء ، فإننا قد أضفنا إليها ظاهرة أخرى في رد الأصوات إلى مخارجها ، وتنظيم النطق بحسبها في إحداث الأصوات ، وهي ظاهرة ترتيب التلاوة صوتيا ، وبذلك اجتمع موردان هما الأصل في علم الأداء القرآني الوقف والتجويد منفرين بالمبحثين الآتيين.
________________
(1) السيوطي : 1/ 230.
(2) ابن الجزري ، النشر في القراءات العشر.
(3) السيوطي ، الاتقان في علوم القرآن : 1/ 230.
(4) السيوطي ، الاتقان في علوم القرآن : 1/ 244.
(5) المصدر نفسه 1/ 232.
(7) الزركشي ، البرهان في علوم القرآن : 1/ 342.
(8) ظ : السيوطي ، والاتقان : 1/ 248.
(9) السيوطي ، الاتقان : 1/ 249- 250 وقارن في كتب التجويد.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|