تاريخ النظرية الجزيئية

النظرية الجزيئية ومفهوم الجزيئة ظهرت قبل النظرية الذرية بمعناها العلمي الحديث. فبالرغم من ان الفكرة الذرية بدأت في القرن الخامس قبل الميلاد في اليونان القديمة فقد واجهت الشكوك ولم تقبل بشكل كامل الا بعد تطوير النظرية الذرية وفي اليونان القديمة اعتقد الفلاسفة بان المادة تتكون من جسيمات صغيرة وهم اول من استخدم كلمة ذرة بمعنى اصغر جزء غير قابل للتقسيم من المادة. ولكن كانت تنقصهم التجارب العملية لدعم تصوراتهم النظرية والفلسفية.

اما المحاولة التجريبية الاولى فكانت من قبل الكيمياوي البريطاني دالتون Dalton الذي كان يجري التجارب على الغازات وفتح طريق البحث العلمي التجريبي والنظري في هذا المجال. ثم تبين من اعمال افوكادرو Avogadro  وجود علاقة محدد بين عدد ذرات الغاز التكون من تفاعل غازين وعدد ذرات الغازين قبل التفاعل وان ناتج التفاعل يجب ان يدعى ذرة مركبة او جزئية، وهي مجموعات ذرية تسلك سلوك جسيمات مفردة في التفاعلات الكيميائية ويمكن ان تنقسم ويعاد استخدامها في التفاعلات الكيميائية ولقد استخدمت كلمة جزيئة كمصطلح علمي للمرة الاولى في عام 1811م من قبل افوكادرو ثم تلقت النظرية الجزيئية دعما اضافيا بعد ظهور النظرية الحركية للغازات.

وكانت المشاهد التجريبية الاولى للجزيئات من قبل الفيزيائي الفرنسي جين بيرن Jean perrin في عام 1908م ولاحظها براون Brown ايضا في عام 1827م في ماء يحتوي جسيمات صغيرة تتصادم مع بعضها وتتحرك حركة عشوائية. ينطبق نفس الشيء بالنسبة للحركة الحرارية العشوائية لجزيئات الغاز نتيجة لتصادم جزيئات الغاز مع بعضها.

بعد اعمال بيرن ترسخ مفهوم التركيب الجزيئي للمادة ولم يعد هناك شكوك في ذلك خصوصا بعد ظهور ميكانيكا الكم في عام 1927م والتي كان لها الاثر الكبير في تطوير النظرية الجزيئية.