المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22
Lexical Phonology and its predecessor
2024-11-22



التشبيه الضمني  
  
37754   01:33 صباحاً   التاريخ: 13-9-2020
المؤلف : علي الجارم ومصطفى أمين
الكتاب أو المصدر : البلاغة الواضحة
الجزء والصفحة : ص46-51
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البيان /

التشبيه الضمني

الأمثلة :

(1) قال أبو تمام :

لا تنكري عطل الكريم من الغنى
 

 

فالسيل حرب للمكان العالي (1)
 

 

(2) وقال ابن الرومي :

قد يشيب الفتى وليس عجيبا
 

 

أن يرى النور في القضيب الرطيب
 

 

 

(3) وقال أبو الطيب :

من يهن يسهل الهوان عليه
 

 

ما لجرح بميت إيلام
 

 

البحث :

قد ينحو الكاتب أو الشاعر منحى من البلاغة يوحى فيه بالتشبيه من غير أن يصرح به في صورة من صوره المعروفة (2)، يفعل ذلك نزوعا إلى الابتكار ؛ وإقامة للدليل على الحكم الذي أسنده إلى المشبه، ورغبة في إخفاء التشبيه ؛ لأن التشبيه كلما دق وخفى كان أبلغ وأفعل في النفس.

انظر بيت أبي تمام فإنه يقول لمن يخاطبها : لا تستنكري خلو الرجل الكريم من الغنى فإن ذلك ليس عجيبا لأن قمم الجبال وهي أشرف الأماكن وأعلاها لا يستقر فيها ماء السيل. ألم تلمح هنا تشبيها؟ ألم تر أنه يشبه ضمنا الرجل الكريم المحروم الغنى بقمة الجبل وقد خلت من ماء السيل؟ ولكنه لم يضع ذلك صريحا بل أتى بجملة مستقلة وضمنها هذا المعنى في صورة برهان.

ويقول ابن الرومي : إن الشاب قد يشيب ولم تتقدم به السن، وإن ذلك ليس بعجيب فإن الغصن الغض الرطب قد يظهر فيه الزهر الأبيض. فابن الرومي هنا لم يأت بتشبيه صريح فإنه لم يقل : إن الفتى وقد وخطه الشيب كالغصن الرطيب حين إزهاره، ولكنه أتى بذلك ضمنا.

ويقول أبو الطيب : إن الذي اعتاد الهوان يسهل عليه تحمله ولا يتألم له، وليس هذا الادعاء باطلا ؛ لأن الميت إذا جرح لا يتألم، وفي ذلك تلميح بالتشبيه في غير صراحة.

ففي الأبيات الثلاثة تجد أركان التشبيه وتلمحه ولكنك لا تجده في صورة من صوره التي عرفتها، وهذا يسمى بالتشبيه الضمني.

القاعدة

(9) التشبيه الضمني : تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة بل يلمحان في التركيب. وهذا النوع يؤتى به ليفيد أن الحكم الذي أسند إلى المشبه ممكن.

نموذج

(1) قال المتنبي :

وأصبح شعري منهما في مكانه
 

 

وفي عنق الحسناء يستحسن العقد (3)
 

 

(2) وقال :

كرم تبين في كلامك ماثلا
 

 

ويبين عتق الخيل من أصواتها (4)
 

 

 

الإجابة

48

تمرينات

(1)

بين المشبه والمشبه به ونوع التشبيه فيما يأتي مع ذكر السبب :

(1) قال البحتري :

ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم
 

 

وللسيف حد حين يسطو ورونق (5)
 

 

(2) وقال المتنبي :

ومن الخير بطء سيبك عني
 

 

أسرع السحب في المسير الجهام (6)
 

 

(3) وقال :

لا يعجبن مضي ما حسن بزته
 

 

وهل يروق دفينا جودة الكفن (7)
 

 

(4) وقال :

وما أنا منهم بالعيش فيهم
 

 

ولكن معدن الذهب الرغام (8)
 

 

(5) وقال أبو فراس :

سيذكرني قومي إذا جد جدهم
 

 

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر (9)
 

 

 

 

(6) تزدحم القصاد في بابه
 

 

والمنهل العذب كثير الزحام
 

 

(2)

بين التشبيه الصريح ونوعه والتشبيه الضمني فيما يأتي :

(1) قال أبو العتاهية (10) :

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها؟
 

 

إن السفينة لا تجرى على اليبس
 

 

(2) قال ابن الرومي في وصف المداد :

حبر أبي حفص لعاب الليل
 

 

كأنه ألوان دهم الخيل (11)
 

يجرى إلى الإخوان جرى السيل
 

 

بغير وزن وبغير كيل
 

 

(3) قال الشاعر :

ويلاه إن نظرت وإن هي أعرضت
 

 

وقع السهام ونزعهن أليم
 

 

(4) المؤمن مرآة المؤمن.

(5) وقال البحتري في وصف أخلاق ممدوحه :

وقد زادها إفراط حسن جوارها
 

 

خلائق أصفار من المجد خيب (12)
 

 

وحسن درارىء الكواكب أن ترى
 

 

طوالع في داج من الليل غيهب (13)
 

 

(3)

حول التشبيهات الضمنية الآتية إلى تشبيهات صريحة :

(1) قال أبو تمام :

اصبر على مضض الحسو
 

 

د فإن صبرك قاتله (14)
 

 

 

 

النار تأكل بعضها
 

 

إن لم تجد ما تأكله
 

 

(2) وقال :

ليس الحجاب بمقص عنك لي أملا
 

 

إن السماء ترجى حين تحتجب (15)
 

 

(3) وقال أبو الطيب :

فإن تفق الأنام وأنت متهم
 

 

فإن المسك بعض دم الغزال (16)
 

 

(4) وقال :

أعيا زوالك عن محل نلته
 

 

لا تخرج الأقمار عن هالاتها (17)
 

 

(5) وقال :

أعاذك الله من سهامهم
 

 

ومخطى من رميه القمر (18)
 

 

(6) وقال :

ليس بالمنكر أن برزت سبقا
 

 

غير مدفوع عن السبق العراب (19)
 

 

(4)

حول التشبيهات الصريحة الآتية إلى تشبيهات ضمنية.

(1) قال مسلم بن الوليد في وصف الراح وهي تصب من إبريق :

كأنها وحباب الماء يقرعها
 

 

در تحدر في سلك من الذهب (20)
 

 

(2) قال ابن النبيه (21) :

والليل تجرى الدراري في مجرته
 

 

كالروض تطفو على نهر أزاهره (22)
 

 

 

(3) وقال بشار بن برد (23) :

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
 

 

وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه (24)
 

 

(5)

كون تشبيها ضمنيا من كل طرفين مما يأتي :

(1) ظهور الحق بعد خفائه وبروز الشمس من وراء السحب.

(2) المصائب تظهر فضل الكريم والنار تزيد الذهب نقاء.

(3) وعد الكريم ثم عطاؤه والبرق يعقبه المطر.

(4) الكلمة لا يستطاع ردها والسهم يخرج من قوسه فيتعذر رده.

(6)

هات تشبيهين ضمنيين، الأول في وصف حديقة، والثاني في وصف طيارة.

(7)

اشرح قول أبي تمام في رثاء طفلين لعبد الله بن طاهر (25) وبين نوع التشبيه الذي به :

لهفي على تلك الشواهد منهما
 

 

لو أمهلت حتى تكون شمائلا (26)
 

إن الهلال إذا رأيت نموه
 

 

أيقنت أن سيصير بدرا كاملا
 

 

 

 

__________________

 (1) العطل : الخلو من الحلى.

ما ذكرت فيه الأداة نحو الماء كاللجين. أو حذفت والمشبه به خبر نحو الماء لجين وكان الماء لجينا. أو حال نحو سال الماء لجينا. أو مصدر مبين للنوع مضاف نحو صفا الماء صفاء اللجين. أو مضاف إلى المشبه نحو سال لجين الماء أو مفعول به ثان لفعل من أفعال اليقين والرجحان نحو علمت الماء لجينا، أو صفة على التأويل بالمشتق نحو سال ماء لجين، أو أضيف المشبه إلى المشبه به بحيث يكون الثاني بيانا للأول نحو ماء اللجين أي ماء هو اللجين. أو بين المشبه بالمشبه به نحو جرى ماء من لجين.

(2) صور التشبيه المعروفة هي ما يأتي :

(3) أي أصبح شعري في مدح الأمير وأبيه في المكان اللائق به لأنهما أهل للثناء فاستحسن وقعه فيهما كما يستحسن العقد في عنق الحسناء.

(4) يقول : من سمع كلامك عرف منه كرم أصلك كما يعرف الفرس العتيق الكريم من صهيله.

(5) يروعهم : يخيفهم ويفزعهم، ورونق السيف : بريقه.

(6) السيب : العطاء، والجهام : السحاب لا ماء فيه. يقول : بطء وصول عطائك خير لي ويقيم البرهان.

(7) المضيم : المظلوم، والبزة : اللباس، وراقه الشيء : أعجبه.

(8) الرغام : التراب، والمقصود في البيت أنه ليس مشابها للناس الذين يعيش بينهم.

(9) جد جدهم : أي اشتد بهم الأمر وحل بهم الكرب، ويفتقد : يطلب عند غيبته.

(10) هو أبو إسحق إسماعيل بن القاسم، ولد ونشأ بالكوفة سنة 130 ه‍، وكان شعره سهل اللفظ كثير المعاني قليل التكلف، وأكثر شعره في الزهد والأمثال، توفى سنة 211 ه‍.

(11) دهم : جمع أدهم وهو الأسود.

(12) الصفر مثلثة الصاد : الخالي.

(13) الدرارىء بالهمزة ويسهل : النجوم العظام التي لا تعرف أسماؤها، والغيهب : المظلم

(14) المضض : وجع المصيبة.

(15) يقصد بالحجاب هنا احتجاب الأمير الممدوح عن قصاده، وتحتجب : تختفى عن الناس بالغمام.

(16) يقول لا عجب أن فضلت الناس وأنت واحد منهم ؛ فإن بعض الشيء قد يفوق جملته كالمسك فإنه بعض دم الغزال وهو يفضله.

(17) يقول : تعذر انتقالك من المنزلة السامية التي نلتها، والهالة : دائرة من شعاع تحيط بالقمر.

(18) أعاذك الله : حفظك، والرمي : المرمى يقول : إن من يرى القمر بسهم مخطئ لا محالة ؛ لأنه أرفع محلا من أن يبلغه سهم راميه.

(19) برز : سبق أصحابه، وسبقا مفعول مطلق مرادف أو حال بمعنى سابقا، والعراب : الخيل العربية.

(20) حباب الماء : فقاقيعه التي تطفو.

(21) هو شاعر منشئ من أهل مصر، مدح الأيوبيين، وتولى ديوان الإنشاء للملك الأشرف موسى، ورحل إلى نصيبين فتوفى فيها سنة 619 ه‍.

(22) المجرة : نجوم كثيرة لا ترى، ويرى ضوؤها في انبساط واعوجاج.

(23) كان شاعرا مشهورا، أجمعت الرواة على تقدمه طبقات المحدثين المجيدين من الشعراء، وهو من شعراء الدولتين الأموية والعباسية، توفى سنة 167 ه

(24) النقع : الغبار، وتهاوى أصله تتهاوى : أي تتساقط. والشاعر يصف قومه في ساعة القتال.

(25) هو أمير خراسان، ومن أشهر الولاة في العصر العباسي، ولد سنة 182 ه‍ وتوفى بنيسابور سنة 230 ه‍ وكان من أكثر الناس بذلا للمال مع علم ومعرفة وتجربة.

(26) يقصد بالشواهد دلائل النبل والنبوغ، والشمائل جمع شمال : وهو الطبع.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.