المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16333 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الأية (24-29) من سورة الأنبياء  
  
4456   03:45 مساءً   التاريخ: 12-9-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الألف / سورة الأنبياء /

 

قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } [الأنبياء: 24 - 29]

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} وهذا استفهام إنكار وتوبيخ أيضا {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} أي: قل لهم يا محمد هاتوا حجتكم على صحة ما فعلتموه لأنهم لا يقدرون على ذلك أبدا وفي هذا دلالة على فساد التقليد لأنه طالبهم بالحجة على صحة قولهم والبرهان هو الدليل المؤدي إلى العلم { هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} أي: وقل لهم يا محمد هذا القرآن ذكر من معي بما يلزمهم من الأحكام وذكر من قبلي من الأمم ممن نجا بالإيمان أو هلك بالكفر عن قتادة وقيل: هذا ذكر من معي بالحق في إخلاص الإلهية والتوحيد في القرآن وعلى هذا ذكر من قبلي في التوراة والإنجيل عن الجبائي ، قال لأن القرآن ذكر أتاه الله ومن معه والتوراة والإنجيل ذكر تلك الأمم وقال أبوعبد الله (عليه السلام) يعني بذكر من معي من معه وما هو كائن وبذكر من قبلي ما قد كان وقيل: إن معناه في القرآن خبر من معي على ديني ممن يتبعني إلى يوم القيامة بما لهم من الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية وذكر ما أنزل الله من الكتب قبلي فانظروا هل في واحد من الكتب أن الله أمر باتخاذ إله سواه فبطل بهذا البيان جواز اتخاذ معبود سواه من حيث الأمر به وقال الزجاج قل لهم هاتوا برهانكم بأن رسولا من الرسل أتى أمته بأن لهم إلها غير الله فهل في ذكر من معي وذكر من قبلي إلا توحيد الله ويدل على صحة هذا قوله فيما بعد {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}.

 فلما توجهت الحجة عليهم ذمهم سبحانه على جهلهم بمواضع الحق فقال {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} عن التأمل والتفكر واختص الأكثر منهم لأن فيهم من آمن {وما أرسلنا من قبلك} يا محمد {من رسول} أي: رسولا ومن مزيدة {إلا نوحي إليه} نحن أو يوحى إليه أي: يوحي الله إليه ب {أنه لا إله} أي: لا معبود على الحقيقة {إلا أنا فاعبدون} أي: فوجهوا العبادة إلي دون غيري {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا} يعني من الملائكة {سبحانه} نزه نفسه عن ذلك لأن اتخاذ الولد لا يخلو أما أن يكون على سبيل التوالد أو على سبيل التبني وكلاهما لا يجوز عليه لأن الأول يقتضي أن يكون من قبيل الأجسام والثاني وهو التبني يكون بأن يقيم غير ولده مقام ولده وإذا كان حقيقة الولد مستحيلا منه فالمشبه به كذلك وليس ذلك كالخلة لأنه من الاختصاص وحقيقته جائزة عليه.

 {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} أي: ليسوا أولاد الله كما يزعمون بل هم عباد مكرمون أكرمهم الله واصطفاهم {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ} أي: لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ربهم فكل أقوالهم طاعة لربهم وناهيك بذلك جلالة قدرهم {وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} ومن كان بهذه الصفة لا يوصف بأنه ولده { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} أي: ما قدموا من أعمالهم وما أخروا منها يعني ما عملوا وما هم عاملون { وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} الله دينه وقال مجاهد إلا لمن رضي الله عنه وقيل: إنهم أهل شهادة أن لا إله إلا الله عن ابن عباس وقيل هم المؤمنون المستحقون للثواب وحقيقته أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله أن يشفع فيه فيكون في معنى قوله من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه.

 {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ} أي: من خشيتهم منه فأضيف المصدر إلى المفعول {مشفقون} خائفون وجلون من التقصير في عبادته { وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ} أي: من يقل من هؤلاء الملائكة إني إله تحق لي العبادة من دون الله {فذلك} أي: فذلك القائل {نجزيه جهنم} يعني إن حالهم مثل حال سائر العبيد في استحقاق الوعيد وقيل إنه عنى به إبليس لأنه الذي دعا الناس إلى عبادته عن ابن جريج وقتادة وقيل إن هذا لا يصح لأن الله سبحانه علق الوعيد بالشرط ولأن إبليس ليس من الملائكة عند الأكثرين { كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} يعني المشركين الذين يصفون الله بما لا يليق به وفي هذه الآية دلالة على أن الملائكة ليسوا مطبوعين على الطاعات على ما قاله بعضهم وأنهم مكلفون.

_________________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج7،ص80-82.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ }. كل الناس تقول : البينة على من ادعى ، حتى ولو كان المدعى به حقيرا تافها . . فكيف إذا كان شريكا  للَّه في خلقه ؟ فأين الدليل ؟ { هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ } القرآن { وذِكْرُ مَنْ قَبْلِي } الكتب السماوية الأخرى كلها تأمر بالتوحيد ، وتنهى عن الشرك ، وإذا انتفى الدليل على الشرك من العقل والنقل تعين أن يكون مصدره العمى والجهل { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ }. هذا تقريع وتوبيخ على جهلهم وضلالهم .

{ وما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهً إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } .

هذه الآية بيان وتفسير للآية التي قبلها ، فالأولى تقول : لا أثر للشرك في كتب اللَّه ، وهذه تقول : ما أرسل رسولا إلا بالتوحيد ، والإخلاص للَّه في العبادة .

( وقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ) . قال اليهود أو طائفة منهم : عزير ابن اللَّه . وقالت النصارى : المسيح ابن اللَّه . وقالت بعض قبائل العرب : الملائكة بنات اللَّه . . فرد اللَّه على الجميع بأن هؤلاء الذين ذكرتم هم عباد ، لا أولاد ، ولهم عند ربهم منزل كريم . ومن الطريف ما جاء في تفسير الطبري نقلا عن الذين قالوا : الملائكة بنات اللَّه : {ان اللَّه تزوج الجن فأولدهم الملائكة} والى هذا يومئ قوله تعالى : {وجَعَلُوا بَيْنَهُ وبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً} - 158 الصافات .

ثم بيّن سبحانه السبب لمنزلة عزير والمسيح والملائكة عند اللَّه ، بيّن السبب بقوله :

{ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ } انهم لا يعملون بالرأي والقياس { يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وما خَلْفَهُمْ } . ما بين أيديهم كناية عن أعمالهم الحالية ، وما خلفهم كناية عن أعمالهم الماضية ، والمعنى انه تعالى قد أحاط علما بجميع أعمالهم الخيرة ، ومقاصدهم الحسنة ، وهو يجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون .

{ ولا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى } . هذا رد على من عبد نبيا أو وليا أو ملكا طمعا في أن يشفع له عند اللَّه ، ووجه الرد ان العباد المكرمين يشفعون للموحدين المرضيّين عند اللَّه ، لا للمشركين المغضوب عليهم .

{ وهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } على أنفسهم مع إخلاصهم ومكانتهم عند اللَّه { ومَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } .

فهؤلاء العباد المكرمون لو ادعى أحدهم انه إله من دون اللَّه أو شريك له فجزاؤه عذاب الحريق ، تماما كجزاء غيره من المشركين من دون تفاوت .

___________________

1- التفسير الكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص 270-271.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى:{ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} إلى آخر الآية.{هاتوا} اسم فعل بمعنى ائتوا به، والبرهان الدليل المفيد للعلم، والمراد بالذكر - على ما يستفاد من السياق - الكتاب المنزل من عند الله فالمراد بذكر من معي القرآن المنزل عليه الذي هو ذكر أمته إلى يوم القيامة وبذكر من قبلي كتب الأنبياء السابقين كالتوراة والإنجيل والزبور وغيرها.

ويمكن أن يكون المراد به الوحي النازل عليه في القرآن وهو ذكر من معه (صلى الله عليه وآله وسلم) والوحي النازل على من قبله في أمر توحيد العبادة المنقول في القرآن فالمشار إليه بهذا هو ما في القرآن من الأمر بتوحيد العبادة النازل عليه والنازل على من تقدمه من الأنبياء (عليهم السلام)، وربما فسر الذكر بالخبر وغيره ولا يعبأ به.

وفي الآية دفع احتمال آخر من الاحتمالات المنافية لإثبات المعاد والحساب المذكور سابقا وهو أن يتخذوا آلهة من دون الله سبحانه فيعبدوهم ويستغنوا بذلك عن عبادة الله وولايته المستلزمة للمعاد إليه وحسابه ووجوب إجابة دعوة أنبيائه، ودفع هذا الاحتمال بعدم الدليل عليه وقد خاصمهم بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يطالبهم بالدليل بقوله:{قل هاتوا برهانكم}... إلخ.

وقوله:{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} من قبيل المنع مع السند - باصطلاح فن المناظرة - ومحصل معناه طلب الخصم من المدعي الدليل على مدعاه غير المدلل مستندا في طلبه ذلك إلى أن عنده دليلا يدل على خلافه.

يقول تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): قل لهؤلاء المتخذين الآلهة من دون الله هاتوا برهانكم على دعواكم فإن الدعوى التي لا دليل عليها لا تسمع ولا يجوز عقلا أن يركن إليها، والذي استند إليه في طلب الدليل أن الكتب السماوية النازلة من عند الله سبحانه لا يوافقكم على ما ادعيتم بل يخالفكم فيه فهذا القرآن وهو ذكر من معي وهذه سائر الكتب كالتوراة والإنجيل وغيرهما وهي ذكر من قبلي تذكر انحصار الألوهية فيه تعالى وحده ووجوب عبادته.

أو أن ما في القرآن من الوحي النازل علي وهو ذكر من معي والوحي النازل على من سبقني من الأنبياء وهو ذكر من قبلي في أمر عبادة الإله يحصر الألوهية والعبادة فيه تعالى.

وقوله:{ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} رجوع إلى خطاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالإشارة إلى أن أكثرهم لا يميزون الحق من الباطل فليسوا من أهل التمييز الذين لا يتبعون إلا الدليل فهم معرضون عن الحق واتباعه.

قوله تعالى:{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} تثبيت لما قيل في الآية السابقة أن الذكر يذكر توحيده ووجوب عبادته ولا يخلومن تأييد ما للمعنى الثاني من معنيي الذكر.

وقوله:{نوحي إليه} مفيد للاستمرار، وقوله:{فاعبدون} خطاب للرسل ومن معهم من أممهم والباقي ظاهر.

قوله تعالى:{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} ظاهر السياق يشهد أنه حكاية قول الوثنيين أن الملائكة أولاده سبحانه فالمراد بالعباد المكرمين الملائكة، وقد نزه الله نفسه عن ذلك بقوله:{سبحانه} ثم ذكر حقيقة حالهم بالإضراب.

وإذ كان قوله بعد:{ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ}... إلخ بيان كمال عبوديتهم من حيث الآثار وصفائها من جهة الخواص والتبعات وقد ذكر قبلا كونهم عبادا كان ظاهر ذلك أن المراد بإكرامهم إكرامهم بالعبودية لا بغيرها فيئول المعنى إلى أنهم عباد بحقيقة معنى العبودية ومن الدليل عليه صدور آثارها الكاملة عنهم.

فالمراد بكونهم عبادا - وجميع أرباب الشعور عباد الله - إكرامهم في أنفسهم بالعبودية فلا يشاهدون من أنفسهم إلا أنهم عباد، والمراد بكونهم مكرمين إكرامه تعالى لهم بإفاضة العبودية الكاملة عليهم، وهذا نظير كون العبد مخلصا - بكسر اللام - لربه ومقابلته تعالى ذلك بجعله مخلصا - بفتح اللام - لنفسه، وإنما الفرق بين كرامة الملائكة والبشر أنها في البشر اكتسابي بخلاف ما في الملائكة، وأما إكرامه تعالى فهو موهبي في القبيلين جميعا فافهم ذلك.

قوله تعالى:{ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} لا يسبق فلان فلانا بالقول أي لا يقول شيئا قبل أن يقوله فقوله تبع، وربما يكنى به عن الإرادة والمشية أي إرادته تبع إرادته، وقوله:{وهم بأمره يعملون} الظرف متعلق بيعملون قدم عليه لإفادة الحصر أي يعملون بأمره لا بغير أمره، وليس المراد لا يعملون بأمر غيره ففعلهم تابع لأمره أي لإرادته كما أن قولهم تابع لقوله فهم تابعون لربهم قولا وفعلا.

وبعبارة أخرى إرادتهم وعملهم تابعان لإرادته نظرا إلى كون القول كناية عن الإرادة - فلا يريدون إلا ما أراد ولا يعملون إلا ما أراد وهو كمال العبودية فإن لازم عبودية العبد أن يكون إرادته وعمله مملوكين لمولاه.

هذا ما يفيده ظاهر الآية على أن يكون المراد بالأمر ما يقابل النهي، وتفيد الآية أن الملائكة لا يعرفون النهي إذ النهي فرع جواز الإتيان بالفعل المنهي عنه وهم لا يفعلون إلا عن أمر.

ويمكن أن يستفاد من قوله تعالى:{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ:} يس: 83، وقوله:{ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ:} القمر: 50، حقيقة معنى أمره تعالى وقد تقدم في بعض المباحث السابقة كلام في ذلك وسيجيء استيفاء البحث في كلام خاص بالملائكة فيما يعطيه القرآن في حقيقة الملك.

قوله تعالى:{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} فسروا{ما بين أيديهم وما خلفهم} بما قدموا من أعمالهم وما أخروا، والمعنى: يعلم ما عملوا وما هم عاملون.

فقوله:{يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم} استئناف في مقام التعليل لما تقدمه من قوله:{لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} كأنه قيل: إنما لم يقدموا على قول أوعمل بغير أمره تعالى لأنه يعلم ما قدموا من قول وعمل وما أخروا فلا يزالون يراقبون أحوالهم حيث إنهم يعلمون ذلك.

وهو معنى جيد في نفسه لكنه إنما يصلح لتعليل عدم إقدامهم على المعصية لا لتعليل قصر عملهم على مورد الأمر وهو المطلوب، على أن لفظ الآية لا دلالة فيه على أنهم يعلمون ذلك ولو لا ذلك لم يتم البيان.

وقد تقدم في تفسير قوله تعالى:{ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا:} مريم: 64، أن الأوجه حمل قوله:{ما بين أيدينا} على الأعمال والآثار المتفرعة على وجودهم، وقوله:{وما خلفنا} على ما هو من أسباب وجودهم مما تقدمهم وتحقق قبلهم فلو حمل اللفظتان في هذه الآية على ما حملتا عليه هناك كانت الجملة تعليلا واضحا لمجموع قوله:{بل عباد مكرمون} - إلى قوله - بأمره يعملون} الذي يذكرهم بشرافة الذات وشرافة آثار الذات من القول والفعل ويكون المعنى: إنما أكرم الله ذواتهم وحمد آثارهم لأنه يعلم أعمالهم وأقوالهم وهي ما بين أيديهم ويعلم السبب الذي به وجدوا والأصل الذي عليه نشئوا وهو ما خلفهم كما يقال: فلان كريم النفس حميد السيرة لأنه مرضي الأعمال من أسرة كريمة.

وقوله:{ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} تعرض لشفاعتهم لغيرهم وهو الذي تعلق به الوثنيون في عبادتهم الملائكة كما ينبىء عنه قولهم:{هؤلاء شفعاؤنا عند الله}{ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} فرد تعالى عليهم بأن الملائكة إنما يشفعون لمن ارتضاه الله والمراد به ارتضاء دينه لقوله تعالى:{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء:} النساء: 48، فالإيمان بالله من غير شرك هو الارتضاء، والوثنيون مشركون، ومن عجيب أمرهم أنهم يشركون بنفس الملائكة الذين لا يشفعون إلا لغير المشركين من الموحدين.

وقوله:{ وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} هي الخشية من سخطه وعذابه مع الأمن منه بسبب عدم المعصية وذلك لأن جعله تعالى إياهم في أمن من العذاب بما أفاض عليهم من العصمة لا يحدد قدرته تعالى ولا ينتزع الملك من يده، فهو يملك بعد الأمن عين ما كان يملكه قبله، وهو على كل شيء قدير، وبذلك يستقيم معنى الآية التالية.

قوله تعالى:{ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } أي من قال كذا كان ظالما ونجزيه جهنم لأنها جزاء الظالم، والآية قضية شرطية والشرطية لا تقتضي تحقق الشرط.

_____________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج14،ص223-226.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

ويمكن أن تُستخلص نتيجة من هذا الكلام، وهي: إنّ أحداً إذا سأل سؤالا من النوع الثّاني، فهو دليل على أنّه لم يعرف الله معرفة صحيحة لحدّ الآن، وهو جاهل بكونه حكيماً.

وتشتمل الآية التالية على دليلين آخرين في مجال نفي الشرك، فمضافاً إلى الدليل السابق يصبح مجموعها ثلاثة أدلّة.

تقول الآية أوّلا: { أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} وهو إشارة إلى أنّكم إذا صرفتم النظر عن الدليل السابق القائم على أنّ نظام عالم الوجود دليل على التوحيد، فإنّه لا يوجد أي دليل ـ على الأقل ـ على إثبات الشرك واُلوهيّة هذه الآلهة، فكيف يتقبّل إنسان عاقل مطلباً لا دليل عليه؟

ثمّ تشير إلى الدليل الأخير فتقول: { هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} وهذا هو الدليل الذي ذكره علماء العقائد تحت عنوان (إجماع وإتّفاق الأنبياء على التوحيد).

ولمّا كانت كثرة المشركين (وخاصّةً في ظروف حياة المسلمين في مكّة، والتي نزلت فيها هذه السورة) مانعاً أحياناً من قبول التوحيد من قبل بعض الأفراد، فهي تضيف: { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ}.

لقد كانت مخالفة الأكثرية الجاهلة في كثير من المجتمعات دليلا وحجّة لإعراض الغافلين الجاهلين دائماً، وقد إنتقد القرآن الإستناد إلى هذه الأكثرية بشدّة في كثير من الآيات، سواء التي نزلت في مكّة أو المدينة، ولم يعرها أيّة أهميّة، بل إعتبر المعيار هو الدليل والمنطق.

ولمّا كان من المحتمل أن يقول بعض الجهلة الغافلين أنّ لدينا أنبياء كعيسى مثلا دعوا إلى آلهة متعدّدة، فإنّ القرآن الكريم يقول في آخر آية من الآيات محلّ البحث بصراحة تامّة: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } وبهذا يثبت أنّه لا عيسى ولا غيره قد دعا إلى الشرك، ومثل هذه النسبة إليه تهمة وإفتراء.

الملائكة عباد مُكْرَمُون مطيعون:

لمّا كان الكلام في آخر آية عن الأنبياء، ونفي كلّ أنواع الشرك، ونفي كون المسيح (عليه السلام) ولداً، فإنّ كلّ الآيات محلّ البحث تتحدّث حول نفي كون الملائكة أولاداً.

وتوضيح ذلك أنّ كثيراً من مشركي العرب كانوا يعتقدون أنّ الملائكة بنات الله سبحانه، ولهذا السبب كانوا يعبدونها أحياناً، والقرآن الكريم إنتقد هذه العقيدة الخرافية التي لا أساس لها، وبيّن بطلانها بالأدلّة المختلفة.

يقول أوّلا: { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا } فإن كان مرادهم الولد الحقيقي، فإنّه يلزم من هذا الجسميّة، وإن كان المراد التبنّي ـ والذي كان إعتيادياً ومتداولا بين العرب ـ فإنّ ذلك أيضاً دليل على الضعف والإحتياج، وفوق كلّ ذلك فإنّ الذي يحتاج إلى الولد هو الذي يفنى، ويجب أن يديم إبنه حياته على المدى البعيد، وكذلك ليبقى نسله وكيانه وآثاره، أو لإبعاد الإحساس بالوحدة والحاجة إلى المؤنس، أو ليكتسب القدرة والقوّة. إلاّ أنّ الوجود الأزلي الأبدي وغير الجسماني، وغير المحتاج من جميع الجهات، لا معنى لوجود الولد له. ولذلك فإنّ القرآن يقول مباشرةً: (سبحانه).

ثمّ تُبيّن أوصاف الملائكة في ستّة أقسام تشكّل بمجموعها دليلا واضحاً على نفي كونهم أولاداً:

1 ـ {بل عباد}.

2 ـ {مكرمون}.

فليس هؤلاء عباداً هاربين خضعوا للخدمة تحت ضغط المولى، بل هم عباد لائقون يعرفون طريق العبودية واُصولها ويفتخرون بها، ولذلك فإنّ الله سبحانه قد أحبّهم، وأفاض عليهم من مواهبه نتيجة لإخلاصهم في العبودية.

3 ـ إنّ هؤلاء على درجة من الأدب والخضوع والطاعة لله بحيث {لا يسبقونه بالقول}.

4 ـ وكذلك من ناحية العمل أيضاً فهم مطيعون { وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ }.

فهل هذه صفات الأولاد، أم صفات العبيد؟

ثمّ أشارت إلى إحاطة علم الله بهؤلاء فتقول: إنّ الله تعالى يعلم أعمالهم الحاضرة وفي المستقبل، وكذلك أعمالهم السالفة، وأيضاً يعلم دنياهم وآخرتهم وقبل وجودهم وبعده: { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}(2) ومن المسلّم أنّ الملائكة مطّلعون على هذا الموضوع، وهو أنّ لله إحاطة علمية بهم، وهذا العرفان هو السبب في أنّهم لا يسبقونه بالقول، ولا يعصون أمره، ولهذا فإنّ هذه الجملة يمكن أن تكون بمثابة تعليل للآية السابقة.

5 ـ ولا شكّ أنّ هؤلاء الذين هم عباد الله المكرمون المحترمون يشفعون للمحتاجين، لكن ينبغي الإلتفات إلى أنّ هؤلاء { وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} ومن المسلّم أنّ رضى الله وإذنه في الشفاعة لا يمكن أن يكون أي منهما إعتباطياً، بل لابدّ أن يكون من أجل الإيمان الحقيقي، أو الأعمال التي تحفظ علاقة الإنسان بالله.

وبتعبير آخر، فإنّ من الممكن أن يتلوّث الإنسان بالمعصية، إلاّ أنّه إذا لم يقطع علاقته بالله وأوليائه تماماً، فإنّ الشفاعة تؤمّل في حقّه. أمّا إذا قطع علاقته تماماً من ناحية الإتّجاه الفكري والعقائدي، أو أنّه غرق في المعاصي والإنحراف من الناحية العملية، إلى الحدّ الذي يفقد معه لياقة الشفاعة أو إستحقاقها، ففي هذه الحال سوف لا يشفع له أي نبي مرسل أو ملك مقرّب.

إنّ هذا هو نفس المطلب الذي أوردناه في بحث فلسفة الشفاعة ضمن البحوث السابقة، بأنّ الشفاعة هي طريق لتهذيب الإنسان، ووسيلة لإرجاع المذنبين إلى الصراط المستقيم، والمنع من اليأس أو القنوط، والذي هو بنفسه عامل للإنزلاق والغرق في الإنحراف والمعصية.

إنّ الإيمان بمثل هذه الشفاعة يبعث على بقاء إرتباط المذنبين بالله ورسله والأئمّة، ولا يهدموا كلّ الجسور خلفهم، ويحفظوا خطّ الرجعة(3).

ثمّ إنّ هذه الجملة تجيب ضمناً اُولئك الذين يقولون: إنّنا نعبد الملائكة لتشفع لنا عند الله، فيقول القرآن لهم: إنّ هؤلاء لا يقدرون على فعل شيء من تلقاء أنفسهم، وكلّ ما تريدونه يجب أن تطلبوه من الله مباشرةً، وحتّى إذن شفاعة الشافعين.

6 ـ ونتيجة لهذه المعرفة والوعي { وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} فهم لا يخشون من أن يكونوا قد أذنبوا، بل يخافون من التقصير في العبادة أو ترك الأُولى.

ومن بديع اللغة العربية، أنّ «الخشية» من ناحية الأصل اللغوي لا تعني كلّ خوف، بل الخوف المقترن بالتعظيم والإحترام.

وكلمة «مشفق» من مادّة الإشفاق، بمعنى التوجّه الممتزج بالخوف، لأنّها في الأصل مأخوذة من الشفق، وهو الضياء الممتزج بالظلمة.

فبناءً على هذا، فإنّ خوف الملائكة ليس كخوف الإنسان من حادثة مرعبة مخيفة، وكذلك إشفاقهم فإنّه لا يشبه خوف الإنسان من موجود خطر، بل إنّ خوفهم وإشفاقهم ممزوجان بالإحترام، والعناية والتوجّه، والمعرفة والإحساس بالمسؤولية(4).

من الواضح أنّ الملائكة مع هذه الصفات البارزة والممتازة، ومقام العبودية الخالصة لا يدّعون الاُلوهية مطلقاً، أمّا إذا فرضنا ذلك { وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ}.

إنّ إدّعاء الاُلوهية في الحقيقة مصداق واضح على ظلم النفس والمجتمع، ويندرج في القانون العامّ { كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ }.

_________________

1- تفسير الامثل،ناصر مكارم الشيرازي،ج8،ص250-253.

2ـ للمفسّرين في هذه الجملة ثلاثة تفاسير أوردناها معاً في العبارات أعلاه لعدم المنافاة فيما بينها.

3ـ بحثنا في مجال الشفاعة بصورة مفصّلة في ذيل الآيتين (48 و254) من سورة البقرة، فراجع.

4ـ مفردات الراغب مادّة خشية وشفق، وتفسير الصافي ذيل الآيات مورد البحث.

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحسيني الثاني عشر في جامعة بغداد تعلن مجموعة من التوصيات
السيد الصافي يزور قسم التربية والتعليم ويؤكد على دعم العملية التربوية للارتقاء بها
لمنتسبي العتبة العباسية قسم التطوير ينظم ورشة عن مهارات الاتصال والتواصل الفعال
في جامعة بغداد.. المؤتمر الحسيني الثاني عشر يشهد جلسات بحثية وحوارية