المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Morphological criterion
29-1-2022
العِبرةُ بعموم اللفظ لا بخصوص المورد
18-09-2014
mood (n.)
2023-10-14
Reflection: Spatial deixis and comparisons with today’s English
23-4-2022
هل كانت قضية المباهلة في السنة التاسعة؟
5-7-2017
في أحوال الشهداء من غير بني هاشم
5/9/2022


حديث الصادق (عليه السلام) ووصاياه  
  
3172   03:05 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الأئمة
الجزء والصفحة : ج3,ص201-208.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / التراث الصادقيّ الشريف /

قال الحافظ أبو نعيم (رحمه الله) : الإمام الناطق أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أقبل على العبادة و الخضوع و أثر العزلة و الخشوع ولها عن الرئاسة و الجموع و قيل إن التصوف انتفاع بالنسب و ارتفاع بالسبب .

عن عمرو بن أبي المقدام قال : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين.

وروى عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد (عليه السلام) أن سفيان الثوري دخل عليه و سأله الحديث فقال جعفر أحدثك و ما كثرة الحديث لك بخير : يا سفيان إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقائها و دوامها فأكثر من الحمد و الشكر الحديث إلى قوله (عليه السلام) ثلاث و أي ثلاث.

وعن محمد بن بشير عن جعفر بن محمد (عليه السلام) : أوحى الله إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني و أتعبي من خدمك.

وعنه (عليه السلام) {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } [الحجر: 75] قال للمتفرسين .

وكان يقول : كيف أعتذر و قد احتججت و كيف أحتج و قد علمت.

وكان (عليه السلام) يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء.

وسئل لم حرم الله الربا قال : لئلا يتمانع الناس المعروف.

وقال : بني الإنسان على خصال فمهما بني عليه فإنه لا يبني على الخيانة و الكذب.

وقال (عليه السلام) : الفقهاء أمناء الرسل فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتهموهم .

وعن الأصمعي قال : قال جعفر بن محمد (عليه السلام) : الصلاة قربان كل تقي و الحج جهاد كل ضعيف و زكاة البدن الصيام و الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر و استنزلوا الرزق بالصدقة و حصنوا أموالكم بالزكاة و ما عال امرئ اقتصد و التقدير نصف العيش و التودد نصف العقل و قلة العيال إحدى اليسارين و من حزن والديه فقد عقهما و من ضرب بيده على فخذه عند المصيبة فقد حبط أجره و الصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو دين و الله عز و جل ينزل الصبر على قدر المصيبة و ينزل الرزق على قدر المئونة و من قدر معيشته رزقه الله و من بذر معيشته حرمه الله ؛ و عن بعض أصحاب جعفر (عليه السلام) قال دخلت عليه و موسى (عليه السلام) بين يديه و هو يوصيه بهذه الوصية فكان مما حفظت منها أن قال : يا بني اقبل وصيتي و احفظ مقالتي فإنك إن حفظتها تعش سعيدا و تمت حميدا يا بني من قنع بما قسم له استغنى و من مد عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا و من لم يرض بما قسم الله له اتهم الله في قضائه و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره يا بني من كشف عن حجاب غيره تكشفت عورات بيته و من سل سيف البغي قتل به و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها و من داخل السفهاء حقر و من خالط العلماء وقر و من دخل مداخل السوء اتهم يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزرى بك و إياك و الدخول فيما لا يعنيك فتزل يا بني قل الحق لك و عليك تستشار من بين أقرانك يا بني كن لكتاب الله تاليا و للإسلام فاشيا و بالمعروف آمرا و عن المنكر ناهيا ولمن قطعك واصلا و لمن سكت عنك مبتدئا و لمن سألك معطيا و إياك و النميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال و إياك و التعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس كمنزلة الهدف يا بني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه فإن للجود معادن و للمعادن أصولا وللأصول فروعا و للفروع ثمرا و لا يطيب ثمر إلا بفرع و لا فرع إلا بأصل و لا أصل ثابت إلا بمعدن طيب يا بني إذا زرت فزر الأخيار و لا تزر الفجار فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها و شجرة لا يخضر ورقها و أرض لا تظهر عشبها قال علي بن موسى (عليه السلام) فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن توفي.

قلت قد نقلت هذه الوصية آنفا و نقلتها الآن لزيادة في هذه الرواية .

وقال جعفر بن محمد (عليه السلام) : لا زاد أفضل من التقوى و لا شيء أحسن من الصمت و لا عدو أضر من الجهل و لا داء أدوى من الكذب .

وعن شيخ من أهل المدينة كان من دعاء جعفر بن محمد (عليه السلام) : اللهم اعمرني بطاعتك و لا تخزني بمعصيتك اللهم ارزقني مواساة من قترت عليه رزقك بما وسعت علي من فضلك . قال غسان فحدثت بهذا سعيد بن مسلم فقال هذا دعاء الأشراف.

وعن نضر بن كثير قال دخلت أنا و سفيان على جعفر بن محمد (عليه السلام) فقلت إني أريد البيت الحرام فعلمني ما أدعو به فقال إذا بلغت الحرم فضع يدك على الحائط و قل : يا سابق الفوت يا سامع الصوت يا كاسي العظام لحما بعد الموت ثم ادع بما شئت فقال له سفيان شيئا لم أفهمه فقال له يا سفيان إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد لله و إذا جاءك ما تكره فأكثر من لا حول و لا قوة إلا بالله و إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.

وعن عبد الله بن شبرمة قال دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال لابن أبي ليلى من هذا معك فقال هذا رجل له بصر و نفاذ في أمر الدين قال لعله الذي يقيس الدين برأيه قال نعم إلى آخرها ؛ وإنما لم أذكرها لأن الصادق (عليه السلام) كان أعلى شأنا و أشرف مكانا و أعظم بيانا و أقوى دليلا و برهانا من أن يسأل مثل أبي حنيفة مع دقة نظره و فرط ذكائه و قوة عارضته و شدة استخراجه عن هذه المسائل الواضحة ثم إن المسائل الأولى إنما ينظر فيها و يعللها الطبيب و ليست من تكليف الفقيه و العهدة على الناقل و أنا أستغفر الله.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.