المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Vowels MOUTH
2024-05-15
الإطراد وعدم الإطراد
11-6-2019
Infixation in English?
19-1-2022
نموذج الحداثة والتدهور البيئي
3-8-2019
فوائد تحديد الأسئلة المطروحة في الحديث الصحفي للقراء
25-4-2022
دودة الملابس الناسجة biselliella Hein Tineola
22-5-2019


صفوان بن مهران الجمّال الأسدي الكوفي و عبد اللّه بن أبي يعفور  
  
4251   03:19 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص224-225.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

صفوان بن مهران الجمّال الأسدي الكوفي يكنّى بابي محمد، و هو ثقة جليل القدر يروي عن الامام الصادق (عليه السلام) و قد عرض عليه ايمانه و اعتقاده بالأئمة (عليهم السّلام) فقال الامام له  :  رحمك اللّه‏ ، و هو الذي أكرى جماله لهارون الرشيد في سفره إلى الحج، فلمّا دخل على الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال له  :  يا صفوان كلّ شي‏ء منك حسن و جميل ما خلا شيئا واحدا، قلت :  جعلت فداك و أيّ شي‏ء؟

قال  :  اكراؤك جمالك من هذا الرجل يعني هارون، فقلت :  و اللّه ما اكريته أشرا و لا بطرا و لا لصيد و لا للهو و لكنّي اكريته لهذا الطريق يعني طريق مكة، و لا أتولاه بنفسي و لكن أنصب غلماني، فقال لي :  يا صفوان أيقع كراؤك عليهم؟ قلت :  نعم جعلت فداك، قال :  فقال لي :  أ تحب بقاءهم حتى يخرج كراؤك؟ قلت :  نعم، قال :  فمن أحبّ بقاءهم فهو منهم و من كان منهم كان ورد النار.

قال صفوان :  فذهبت و بعت جمالي عن آخرها فبلغ ذلك إلى هارون فدعاني فقال لي :  يا صفوان بلغني انّك بعت جمالك؟ قلت :  نعم، فقال :  لم؟ قلت :  أنا شيخ كبير و انّ الغلمان لا يفون بالأعمال، فقال :  هيهات هيهات انّي لأعلم من أشار عليك بهذا، موسى بن جعفر، قلت :  ما لي و لموسى بن جعفر، فقال :  دع هذا عنك فو اللّه لو لا حسن صحبتك لقتلتك‏ .

و قد روى زيارة الاربعين للامام الحسين (عليه السلام) و زيارة الوارث و الدعاء المعروف بدعاء علقمة الذي يقرأ بعد زيارة عاشوراء عن الامام الصادق (عليه السّلام)، و هو الذي حمل الامام مرارا من المدينة إلى الكوفة على جماله و تشرّف معه لزيارة قبر أمير المؤمنين (عليه السّلام)، و كان ممّن اطّلع بصورة تامة على موضع القبر الشريف.

و روي عن كامل الزيارات انّه :  سأل عن موضع قبر أمير المؤمنين، فأعلمه الامام‏ الصادق (عليه السلام) بموضعه فقال صفوان : فمكثت عشرين سنة اصلّي عنده .

و صفوان هذا هو جدّ الثقة الجليل و الفقيه النبيل شيخ الطائفة الامامية أبو عبد اللّه الصفواني الذي باهل القاضي الموصلي في الامامة عند سيف الدولة الحمداني، فلمّا خرج القاضي مرض و اسودّت يده التي باهل بها و تورّمت و مات في اليوم الثاني.

اما عبد اللّه بن أبي يعفور: ثقة جليل القدر للغاية و من أصحاب الأئمة و حواري الصادقين (عليهما السّلام) و كان محبوبا لدى الامام الصادق (عليه السّلام)، و كان (عليه السلام) راضيا عنه و ذلك لثباته في طاعة الامام و امتثال أوامره و قبول كلامه، كما روي انّه قال لابي عبد اللّه (عليه السّلام) :  و اللّه لو فلقت رمانة بنصفين فقلت هذا حرام و هذا حلال لشهدت انّ الذي قلت حلال حلال و انّ الذي قلت حرام حرام، فقال :  رحمك اللّه رحمك اللّه‏ ، و روي انّ الامام الصادق (عليه السلام)قال : ما وجدت أحدا يقبل وصيّتي و يطيع أمري الّا عبد اللّه بن أبي يعفور ؛ و قد عرض دينه و معتقده على الامام الصادق (عليه السّلام)، و هو الذي بعث إليه الإمام بالسلام و وصّاه بصدق الحديث و أداء الأمانة، و قد مات في عام الطاعون في زمن الامام الصادق (عليه السّلام)، و بعد وفاته كتب الامام كتابا إلى المفضّل بن عمر مشحونا بالثناء على ابن أبي يعفور و اظهار الرضا عنه بكلمات محيّرة للعقل و تدلّ على جلالة شأنه و من جملة ما كتبه :  و قبض صلوات اللّه على روحه، محمود الأثر، مشكور السعي، مغفورا له، مرحوما برضى اللّه و رسوله و إمامه عنه، فبولادتي من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ما كان في عصرنا أحد أطوع للّه و لرسوله و لإمامه منه فما زال كذلك حتى قبضه اللّه إليه برحمته و صيّره إلى جنّته ... الخ.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.