المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

الكاريكاتير
16-2-2022
Carmichael Function
16-8-2020
التكييف القانوني للاكتتاب
10-8-2017
المشترك اللفظي (الآثار السلبية للمشترك اللفظي)
15-8-2017
صَفْوان بن سُليم
19-8-2016
الغضب‏
29-9-2016


وصايا الباقر ووفاته(عليه السلام)  
  
3713   03:31 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص152-154.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / شهادة الامام الباقر (عليه السلام) /

روى الكليني بسند صحيح عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : رأيت كأنّي على رأس جبل و الناس يصعدون إليه من كلّ جانب حتى إذا كثروا عليه تطاول بهم في السماء و جعل الناس يتساقطون عنه من كلّ جانب حتى لم يبق منهم أحد الّا عصابة يسيرة ففعل ذلك خمس مرّات في كلّ مرّة يتساقط عنه الناس و تبقى تلك العصابة فكأن الامام (عليه السلام) فهم من هنا وفاته ؛ قال : فما مكث بعد ذلك الّا نحوا من خمس حتى هلك (صلوات اللّه عليه‏) .

 و روى الكليني أيضا بسند معتبر انّ أبا جعفر (عليه السلام) انقلع ضرس من أضراسه فوضعه في‏ كفّه ، ثم قال : الحمد للّه ، ثم قال : يا جعفر إذا أنا متّ و دفنتني فادفنه معي، ثم مكث بعد حين ثم انقلع أيضا آخر، فوضعه على كفّه ثم قال : الحمد للّه، يا جعفر إذا متّ فادفنه معي‏ .

و روي في الكافي و بصائر الدرجات و غيرهما من الكتب المعتبرة عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال : انّ أبي مرض مرضا شديدا حتى خفنا عليه فبكى بعض أهله عند رأسه فنظر إليه فقال : انّي لست بميّت من وجعي هذا، انّه أتاني اثنان فأخبراني انّي لست بميّت من وجعي هذا.

قال : فبرأ و مكث ما شاء اللّه أن يمكث فبينا هو صحيح ليس به بأس، قال : يا بني انّ اللذين أتياني من وجعي ذلك أتياني فأخبراني انّي ميّت يوم كذا و كذا، قال : فمات (عليه السلام) في ذلك اليوم‏ .

و قال الصادق (عليه السلام)  : انّ أبي (عليه السلام) قال لي ذات يوم في مرضه : يا بني أدخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، قال : فأدخلت عليه أناسا منهم، فقال : يا جعفر إذا أنا متّ فغسّلني و كفّنّي و ارفع قبري اربع اصابع و رشّه بالماء.

فلمّا خرجوا قلت : يا أبت لو أمرتني بهذا لصنعته و لم ترد أن أدخل عليك قوما تشهدهم؟

فقال : يا بني أردت أن لا تنازع‏ .

و في رواية انّه (عليه السلام) قال : يا بني أ ما سمعت عليّ بن الحسين (عليه السلام) ناداني من وراء الجدران يا محمد تعال عجّل‏ .

و روي أيضا في بصائر الدرجات عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه أتى أبا جعفر (عليه السلام) ليلة قبض و هو يناجي، فأومأ إليه بيده أن تأخّر، فتأخّر حتى فرغ من المناجاة ثم أتاه فقال : يا بني انّ هذه الليلة التي أقبض فيها و هي الليلة التي قبض فيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

 قال : و حدّثني أنّ أباه عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) أتاه بشراب في الليلة التي قبض فيها، و قال : اشرب هذا، فقال : يا بني انّ هذه الليلة التي وعدت أن أقبض فيها، فقبض فيها .

و روى القطب الراوندي بسند معتبر عن الصادق (عليه السلام) قال : لما كانت الليلة التي قبض فيها أبو جعفر، قال : يا بنيّ هذه الليلة التي وعدتها، و قد كان وضوءه قريبا، فقال : أريقوه أريقوه، فظنّنا أنّه يقول من الحمّى، فقال : يا بني أرقه، فأرقناه فاذا فيه فأرة .

و روى الكليني بسند معتبر صحيح عنه (عليه السلام) قال : انّ رجلا كان على أميال من المدينة فرأى في منامه فقيل له : انطلق فصلّ على أبي جعفر (عليه السلام) فانّ الملائكة تغسّله في البقيع‏.

و روي أيضا انّ أبا جعفر (عليه السلام) أوصى بثمانمائة درهم لمأتمه‏ .

و روي أيضا عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال : قال لي أبي : يا جعفر أوقف لي من مالي كذا و كذا لنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيّام منى‏ .

يقول المؤلف : وقع الخلاف في تاريخ وفاته (عليه السلام) و المختار عندي انّه (عليه السلام) توفي يوم الاثنين في السابع من ذي الحجة سنة (114) هـ و هو ابن سبع و خمسين سنة في المدينة المشرفة، و ذلك في ايّام خلافة هشام بن عبد الملك، و قيل انّ ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان سمّ الامام (عليه السلام) و لعلّه فعل ذلك بأمر هشام، و قبره المقدس في البقيع اجماعا جنب قبر أبيه و عمّه الامام الحسن (عليه السلام) .

و روى الكليني بسند معتبر : لما قبض أبو جعفر (عليه السلام) أمر أبو عبد اللّه (عليه السلام) بالسراج في البيت الذي كان يسكنه حتى قبض أبو عبد اللّه (عليه السلام) ‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.