أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2016
3223
التاريخ: 26-5-2022
1666
التاريخ: 5/11/2022
2608
التاريخ: 15-04-2015
9695
|
أكتفي هنا بما كتبه العلامة المجلسي في جلاء العيون قال : روى السيد ابن طاوس (رضى اللّه عنه) بسنده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : حجّ هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين، و كان قد حجّ في تلك السنة محمد بن عليّ الباقر و ابنه جعفر بن محمد (عليهما السّلام)، فقال جعفر بن محمد (عليهما السّلام) : الحمد للّه الذي بعث محمدا بالحق نبيا و اكرمنا به، فنحن صفوة اللّه و خلفاؤه على خلقه و خيرته من عباده فالسعيد من اتبعنا و الشقي من عادانا و خالفنا.
ثم قال : فأخبر مسلمة أخاه هشام بما سمع، فلم يعرض لنا حتّى انصرف الى دمشق و انصرفنا الى المدينة، فأنفذ بريدا الى عامل المدينة بإشخاص أبي و أشخاصي فأشخصنا، فلمّا وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثا ثم أذن لنا في اليوم الرابع، فدخلنا، و إذا قد قعد على سرير الملك، و جنده و خاصّته وقوف على أرجلهم سماطان متسلّحان، و قد نصب البرجاس حذاءه و أشياخ قومه يرمون ؛ فلمّا دخلنا و أبي أمامي و أنا خلفه، فنادى هشام أبي و قال : يا محمد ارم مع أشياخ قومك الغرض، فقال له : إنّي قد كبرت عن الرمي فان رأيت أن تعفيني، فقال : و حقّ من أعزّنا بدينه و نبيه محمد (صلى الله عليه واله) لا أعفيك، ثم أومأ الى شيخ من بني أمية أن أعطه قوسك فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ ثم تناول منه سهما، فوضعه في كبد القوس ثم انتزع و رمى وسط الغرض فنصبه فيه، ثم رمى فيه الثانية فشق فواق سهمه الى نصله، ثم تابع الرّمي حتى شقّ تسعة أسهم بعضها في جوف بعض، و هشام يضطرب في مجلسه فلم يتمالك أن قال : أجدت يا أبا جعفر و أنت أرمى العرب و العجم، هلّا زعمت انّك كبرت عن الرمي، ثم أدركته ندامة على ما قال.
و كان هشام لم يكن كنّى أحدا قبل أبي و لا بعده في خلافته، فهمّ به و أطرق الى الأرض إطراقة يتروّى فيه و أنا و أبي واقف حذاءه مواجهين له، فلمّا طال وقوفنا غضب أبي فهمّ به، و كان أبي (عليه السلام) إذا غضب نظر الى السماء نظر غضبان يرى الناظر الغضب في وجهه، فلمّا نظر هشام الى ذلك من أبي قال له : إليّ يا محمد، فصعد أبي الى السرير و أنا أتبعه، فلمّا دنا من هشام قام إليه و اعتنقه و أقعده عن يمينه ثم اعتنقني و أقعدني عن يمين أبي.
ثم أقبل على أبي بوجهه فقال له : يا محمد لا تزال العرب و العجم تسودها قريش ما دام فيهم مثلك، للّه درّك من علّمك هذا الرمي؟ و في كم تعلّمته؟ فقال أبي : قد علمت أنّ أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته ايّام حداثتي ثم تركته، فلمّا أراد أمير المؤمنين منّي ذلك عدت فيه، فقال له : ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقلت، و ما ظننت انّ في الأرض أحدا يرمي مثل هذا الرمي، أ يرمي جعفر مثل رميك؟ فقال : إنّا نحن نتوارث الكمال و التمام الذين أنزلهما اللّه على نبيه (صلى الله عليه واله) في قوله : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة : 3] و الأرض لا تخلو ممّن يكمل هذه الأمور التي يقصر غيرنا عنها.
قال : فلمّا سمع ذلك من أبي انقلبت عينه اليمنى فاحولّت و احمرّ وجهه و كان ذلك علامة غضبه إذا غضب، ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه ، فقال لأبي : ألسنا بنو عبد مناف نسبا و نسبكم واحد؟ فقال أبي : نحن كذلك و لكنّ اللّه جلّ ثناؤه اختصّنا من مكنون سرّه و خالص علمه بما لم يخصّ احدا به غيرنا، فقال : أ ليس اللّه جلّ ثناؤه بعث محمدا (صلى الله عليه واله) من شجرة عبد مناف الى الناس كافّة أبيضها و أسودها و أحمرها، من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟
و رسول اللّه مبعوث الى الناس كافّة و ذلك قول اللّه تبارك و تعالى : {وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [آل عمران : 180] فمن أين ورثتم هذا العلم و ليس بعد محمد نبيّ و لا أنتم أنبياء؟
فقال : من قوله تبارك و تعالى لنبيّه (صلّى اللّه عليه و آله) : { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } [القيامة : 16] .
الذي لم يحرّك به لسانه لغيرنا أمره اللّه أن يخصّنا به من دون غيرنا فلذلك كان ناجى أخاه عليّا من دون أصحابه فأنزل اللّه بذلك قرآنا في قوله : {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة : 12].
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لأصحابه : سألت اللّه أن يجعلها أذنك يا عليّ، فلذلك قال عليّ بن أبي طالب (صلوات اللّه عليه) بالكوفة : علّمني رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ألف باب من العلم، ففتح كلّ باب ألف باب، خصّه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) من مكنون سرّه بما يخصّ أمير المؤمنين اكرم الخلق عليه، فكما خصّ اللّه نبيّه (صلى الله عليه واله) خصّ نبيه (صلى الله عليه واله) أخاه عليّا من مكنون سرّه بما لم يخصّ به أحدا من قومه، حتى صار إلينا فتوارثنا من دون أهلنا.
فقال هشام بن عبد الملك : انّ عليّا كان يدّعي علم الغيب و اللّه لم يطلع على غيبه أحدا، فمن أين ادّعى ذلك؟ فقال أبي : انّ اللّه جلّ ذكره انزل على نبيّه (صلى الله عليه واله) كتابا بيّن فيه ما كان و ما يكون الى يوم القيامة في قوله تعالى : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل : 89] .
و في قوله : { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس : 12] .
و في قوله : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام : 38].
و أوحى اللّه الى نبيّه (صلى الله عليه واله)أن لا يبقي في غيبه و سرّه و مكنون علمه شيئا الّا يناجي به عليّا، فأمره أن يؤلّف القرآن من بعده و يتولّى غسله و تكفينه و تحنيطه من دون قومه، و قال لأصحابه : حرام على أصحابي و أهلي أن ينظروا الى عورتي غير أخي عليّ، فانّه منّي و أنا منه، له ما لي و عليه ما عليّ، و هو قاضي ديني و منجز وعدي.
ثم قال لأصحابه : عليّ بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، و لم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله و تمامه الّا عند عليّ (عليه السلام) و لذلك قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لأصحابه : أقضاكم عليّ، أي هو قاضيكم، و قال عمر بن الخطاب : لو لا علي لهلك عمر، يشهد له عمر و يجحده غيره.
فأطرق هشام طويلا ثم رفع رأسه فقال : سل حاجتك، فقال : خلّفت عيالي و أهلي مستوحشين لخروجي، فقال : قد آنس اللّه وحشتهم برجوعك إليهم و لا تقم، سر من يومك، فاعتنقه أبي و دعا له و فعلت أنا كفعل أبي، ثم نهض و نهضت معه و خرجنا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|