المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



محاولة هشام الايقاع بالامام الباقر(عليه السلام)  
  
4522   03:38 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص147-150.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

أكتفي هنا بما كتبه العلامة المجلسي في جلاء العيون قال : روى السيد ابن طاوس (رضى اللّه عنه) بسنده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : حجّ هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين، و كان قد حجّ في تلك السنة محمد بن عليّ الباقر و ابنه جعفر بن محمد (عليهما السّلام)، فقال جعفر بن محمد (عليهما السّلام) : الحمد للّه الذي بعث محمدا بالحق نبيا و اكرمنا به، فنحن صفوة اللّه و خلفاؤه على خلقه و خيرته من عباده فالسعيد من اتبعنا و الشقي من عادانا و خالفنا.

ثم قال : فأخبر مسلمة أخاه هشام بما سمع، فلم يعرض لنا حتّى انصرف الى دمشق و انصرفنا الى المدينة، فأنفذ بريدا الى عامل المدينة بإشخاص أبي و أشخاصي فأشخصنا، فلمّا وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثا ثم أذن لنا في اليوم الرابع، فدخلنا، و إذا قد قعد على سرير الملك، و جنده و خاصّته وقوف على أرجلهم سماطان متسلّحان، و قد نصب البرجاس‏  حذاءه و أشياخ قومه يرمون ؛ فلمّا دخلنا و أبي أمامي و أنا خلفه، فنادى هشام أبي و قال : يا محمد ارم مع أشياخ قومك الغرض، فقال له : إنّي قد كبرت عن الرمي فان رأيت أن تعفيني، فقال : و حقّ من أعزّنا بدينه و نبيه محمد (صلى الله عليه واله) لا أعفيك، ثم أومأ الى شيخ من بني أمية أن أعطه قوسك فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ ثم تناول منه سهما، فوضعه في كبد القوس ثم انتزع و رمى وسط الغرض فنصبه فيه، ثم رمى فيه الثانية فشق فواق‏  سهمه الى نصله، ثم تابع الرّمي حتى شقّ تسعة أسهم بعضها في جوف بعض، و هشام يضطرب في مجلسه فلم يتمالك أن قال : أجدت يا أبا جعفر و أنت أرمى العرب و العجم، هلّا زعمت انّك كبرت عن الرمي، ثم أدركته ندامة على ما قال.

و كان هشام لم يكن كنّى أحدا قبل أبي و لا بعده في خلافته، فهمّ به و أطرق الى الأرض إطراقة يتروّى فيه و أنا و أبي واقف حذاءه مواجهين له، فلمّا طال وقوفنا غضب أبي فهمّ به، و كان أبي (عليه السلام) إذا غضب نظر الى السماء نظر غضبان يرى الناظر الغضب في وجهه، فلمّا نظر هشام الى ذلك من أبي قال له : إليّ يا محمد، فصعد أبي الى السرير و أنا أتبعه، فلمّا دنا من هشام قام إليه و اعتنقه و أقعده عن يمينه ثم اعتنقني و أقعدني عن يمين أبي.

ثم أقبل على أبي بوجهه فقال له : يا محمد لا تزال العرب و العجم تسودها قريش ما دام فيهم مثلك، للّه درّك من علّمك هذا الرمي؟ و في كم تعلّمته؟ فقال أبي : قد علمت أنّ أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته ايّام حداثتي ثم تركته، فلمّا أراد أمير المؤمنين منّي ذلك عدت فيه، فقال له : ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقلت، و ما ظننت انّ في الأرض أحدا يرمي مثل هذا الرمي، أ يرمي جعفر مثل رميك؟ فقال : إنّا نحن نتوارث الكمال و التمام الذين أنزلهما اللّه على نبيه (صلى الله عليه واله) في قوله : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة : 3] و الأرض لا تخلو ممّن يكمل هذه الأمور التي يقصر غيرنا عنها.

 قال : فلمّا سمع ذلك من أبي انقلبت عينه اليمنى فاحولّت و احمرّ وجهه و كان ذلك علامة غضبه إذا غضب، ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه ، فقال لأبي : ألسنا بنو عبد مناف نسبا و نسبكم واحد؟ فقال أبي : نحن كذلك و لكنّ اللّه جلّ ثناؤه اختصّنا من مكنون سرّه و خالص علمه بما لم يخصّ احدا به غيرنا، فقال : أ ليس اللّه جلّ ثناؤه بعث محمدا (صلى الله عليه واله) من شجرة عبد مناف الى الناس كافّة أبيضها و أسودها و أحمرها، من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟

و رسول اللّه مبعوث الى الناس كافّة و ذلك قول اللّه تبارك و تعالى : {وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [آل عمران : 180]  فمن أين ورثتم هذا العلم و ليس بعد محمد نبيّ و لا أنتم أنبياء؟

فقال : من قوله تبارك و تعالى لنبيّه (صلّى اللّه عليه و آله) : { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ } [القيامة : 16] .

الذي لم يحرّك به لسانه لغيرنا أمره اللّه أن يخصّنا به من دون غيرنا فلذلك كان ناجى أخاه عليّا من دون أصحابه فأنزل اللّه بذلك قرآنا في قوله : {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة : 12].

فقال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لأصحابه : سألت اللّه أن يجعلها أذنك يا عليّ، فلذلك قال عليّ بن أبي طالب (صلوات اللّه عليه) بالكوفة : علّمني رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ألف باب من العلم، ففتح كلّ باب ألف باب، خصّه رسول اللّه (صلى الله عليه واله) من مكنون سرّه بما يخصّ أمير المؤمنين اكرم الخلق عليه، فكما خصّ اللّه نبيّه (صلى الله عليه واله) خصّ نبيه (صلى الله عليه واله) أخاه عليّا من مكنون سرّه بما لم يخصّ به أحدا من قومه، حتى صار إلينا فتوارثنا من دون أهلنا.

فقال هشام بن عبد الملك : انّ عليّا كان يدّعي علم الغيب و اللّه لم يطلع على غيبه أحدا، فمن أين ادّعى ذلك؟ فقال أبي : انّ اللّه جلّ ذكره انزل على نبيّه (صلى الله عليه واله) كتابا بيّن فيه ما كان و ما يكون الى يوم القيامة في قوله تعالى : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل : 89] ‏ .

و في قوله : { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس : 12] ‏ .

و في قوله : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام : 38].

و أوحى اللّه الى نبيّه (صلى الله عليه واله)أن لا يبقي في غيبه و سرّه و مكنون علمه شيئا الّا يناجي به عليّا، فأمره أن يؤلّف القرآن من بعده و يتولّى غسله و تكفينه و تحنيطه من دون قومه، و قال لأصحابه : حرام على أصحابي و أهلي أن ينظروا الى عورتي غير أخي عليّ، فانّه منّي و أنا منه، له ما لي و عليه ما عليّ، و هو قاضي ديني و منجز وعدي.

ثم قال لأصحابه : عليّ بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، و لم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله و تمامه الّا عند عليّ (عليه السلام) و لذلك قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لأصحابه : أقضاكم عليّ، أي هو قاضيكم، و قال عمر بن الخطاب : لو لا علي لهلك عمر، يشهد له عمر و يجحده غيره.

فأطرق هشام طويلا ثم رفع رأسه فقال : سل حاجتك، فقال : خلّفت عيالي و أهلي مستوحشين لخروجي، فقال : قد آنس اللّه وحشتهم برجوعك إليهم و لا تقم، سر من يومك، فاعتنقه أبي و دعا له و فعلت أنا كفعل أبي، ثم نهض و نهضت معه و خرجنا.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.