المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

مفهوم الأزمة وتعريفها
2023-02-10
تحديد الجهة التي توجه اليها الدعوى
18-1-2023
القرارات الإستراتيجية
28-7-2016
حاجِب بن زُرارة
27-09-2015
Lamé,s Differential Equation Types
22-6-2018
ذكاء الحيوانات‏ دليل عظمة الله
27-11-2015


إحضار الميت بأمره (عليه السّلام)  
  
3271   04:22 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص127-128.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / مناقب الإمام الباقر (عليه السلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2016 2898
التاريخ: 15-04-2015 3272
التاريخ: 22-8-2016 3769
التاريخ: 15-04-2015 3792

روى القطب الراوندي عن أبي عيينة  قال : كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فدخل رجل ، فقال: أنا من أهل الشام أتولاكم و أبرأ من عدوّكم و أبي كان يتولّى بني أمية و كان له مال كثير و لم يكن له ولد غيري، و كان مسكنه بالرملة، و كانت له جنينة  يتخلّى فيها بنفسه، فلمّا مات طلبت المال فلم أظفر به، و لا أشك انّه دفنه و أخفاه منّي.

قال أبو جعفر (عليه السّلام) : أ فتحبّ ان تراه و تسأله أين موضع ماله ؟ قال: إي و اللّه انّي فقير محتاج، فكتب أبو جعفر (عليه السلام) كتابا و ختمه بخاتمه، ثم قال : انطلق بهذا الكتاب الليلة الى البقيع حتى تتوسّطه ثم تنادي: يا درجان يا درجان، فانّه يأتيك رجل معتم فادفع إليه كتابي ، و قل: أنا رسول محمد بن عليّ بن الحسين، فانّه يأتيك به فاسأله عمّا بدا لك، فأخذ الرجل الكتاب و انطلق.

قال أبو عيينة : فلمّا كان من الغد أتيت أبا جعفر (عليه السلام)لأنظر ما حال الرجل، فاذا هو على الباب ينتظر أن يؤذن له، فاذن له فدخلنا جميعا، فقال الرجل: اللّه يعلم عند من يضع العلم، قد انطلقت البارحة و فعلت ما أمرت، فأتاني الرجل فقال: لا تبرح من موضعك حتى آتيك به.

فأتاني برجل أسود، فقال: هذا أبوك، قلت: ما هو أبي، قال: بل غيّره اللهب و دخان الجحيم و العذاب الأليم، فقلت له: أنت أبي؟ قال: نعم، قلت: فما غيّرك عن صورتك و هيئتك؟ قال : يا بني كنت أتولّى بني أمية و أفضلهم على أهل بيت النبي بعد النبي (صلى الله عليه واله) فعذّبني اللّه بذلك، و كنت أنت تتولّاهم فكنت أبغضك على ذلك، و حرمتك مالي فزويته عنك، و أنا اليوم على ذلك من النادمين، فانطلق يا بني الى جنينتي فاحتفر تحت الزيتونة، و خذ المال‏ و هو مائة الف و خمسون الفا فادفع الى محمد بن عليّ (عليه السلام) خمسين الفا و الباقي لك، ثم قال: فأنا منطلق حتى آخذ المال و آتيك بمالك.

قال أبو عيينة : فلمّا كان من قابل‏  دخلت على أبي جعفر، فقلت : ما فعل الرجل صاحب المال؟ قال: قد أتاني بخمسين ألف درهم فقضيت منها دينا كان عليّ و ابتعت منها أرضا بناحية خيبر و وصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي‏ .

 يقول المؤلف : قد ذكر ابن شهرآشوب هذه الرواية مع اختلاف يسير و في روايته ؛ فانطلق  درجان فلم يلبث الّا قليلا حتى أتاني رجل أسود في عنقه حبل أسود مدلع لسانه يلهث و عليه سرابيل أسود، و في آخر الرواية قال (عليه السّلام) : اما انّه سينفع الميت الندم على ما فرط من حبّنا و ضيّع من حقنا بما أدخل علينا من الرفق و السرور .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.