المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Isomerism
30-6-2019
Carbonyl group: Mechanisms of addition
8-10-2020
عاملهم كأشخاص بالغين
20-5-2021
ارسال الأشتر واليا على مصر وقتله
14-10-2015
البلمرات
2023-11-21
المقاومة
15-9-2016


المركز التربوي  
  
3340   03:04 مساءً   التاريخ: 10-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص264-267.
القسم :

كانت العبودية حينما ظهر الإسلام سائدة في ذلك العصر في أنحاء العالم حتى في حضارة اليونان والروم، ولمّا كان القضاء على هذه الظاهرة المنتشرة غير ممكن دفعة واحدة، وفّر الإسلام ومن خلال طرق مختلفة الأرضية للقضاء عليها بالتدريج.

فمن ناحية قلّص طرق الاسترقاق وحدّدها، وقد جعل العتق كفّارة لكثير من الذنوب والمعاصي.

من ناحية ثانية وفّر لهم سبل الحرية ؛ ومن جهة ثالثة قد أوصى نبي الإسلام المسلمين بأن يعاملوا العبيد معاملة حسنة كما لو كانوا عضواً من أعضاء الأُسرة، وأمر الموالي بأن يطعموهم مما هم يأكلون ويكسوهم ما يكتسون هم به.

وفضلاً عن ذلك قدّم عملية العتق بأنّها تحتوي على قيمة وثواب وفضل كبير لدرجة نجد انّ رواياتنا شبّهت الكثير من الأعمال الصالحة من ناحية كثرة الثواب والفضيلة بالعتق وتحرير العبيد، وبهذا النحو شُجع المسلمون على القيام بذلك .

كلّ ذلك يوضح نظرة الإسلام حول العبودية لدرجة ما.

ومن هذا المنطلق ينبغي تحليل التعامل الخاص والرائع للإسلام وأئمته مع قضية العبودية.

وعلى أية حال تبقى قضية تحرير العبيد حينما ندرس حياة الإمام الرابع أيضاً ملفتة للنظر بيد أن نطاق هذه العملية واسع جداً لدرجة انّه لا يمكن تبريرها وفق التقديرات المسبقة، ويبدو انّ للإمام الرابع في عمله هذا دوافع أُخرى أرقى ممّا ذكر، ويوضح لنا التدقيق في هذا المجال انّه كان للإمام في عمله هذا نظرة تربوية وإنسانية، وذلك انّه كان يشتري العبيد ويخضعهم لأجواء تعليمية وتربوية ثمّ يحرّرهم بعد ذلك وكانوا يمارسون نشاطهم الثقافي والتربوي بصفتهم شخصيات نموذجية، وتظل علاقتهم بالإمام مستمرة بعد تحريرهم أيضاً.

كتب علي بن طاووس ضمن أعمال شهر رمضان : وكان علي بن الحسين (عليهما السَّلام) يعتق في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأساً إلى أقل أو أكثر، وكان يقول: «إنّ للّه تعالى في كلّ ليلة من شهر رمضان عند الإفطار سبعين ألف عتيق من النار كلاً قد استوجب النار، فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما اعتق في جميعه، وأنّي لأُحب أن يراني اللّه وقد أعتقت رقاباً في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار<< وما استخدم خادماً فوق حول كان إذا ملك عبداً في أوّل السنة أو في وسط السنّة إذا كان ليلة الفطر أعتق واستبدل سواهم في الحول الثاني ثمّ أعتق كذلك كان يفعل حتى لحق باللّه تعالى، ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم من حاجة يأتي بهم عرفات فيسدّبهم تلك الفرج والخلال، فإذا أفاض أمر بعتق رقابهم وجوائز لهم من المال.

وحسب ما قاله أحد الكتّاب: إنّ العبيد ما ان يسمعون بذلك يحررون أنفسهم من أسر عبودية الأشراف والوجهاء ويقدّمون أنفسهم لخدمة زين العابدين.

وكانت الأيام تمضي وعلي بن الحسين يواصل تحريره للعبيد، فقد كان يكرر ذلك في كلّ عام وشهر وكلّ يوم وبمناسبات مختلفة، لدرجة انّه قد تشكّلت مجموعة ضخمة من العبيد والجواري الذين حرّرهم في المدينة.

وكما أُشير إليه يمكن أن نستنتج من كلّ ذلك انّ الإمام و من خلال هذا المنهاج قد أحدث مركزاً تربوياً كان يشتري العبيد ويعيّشهم في أجواء تعليمية

وتربوية لفترة ثمّ بعد تحريرهم يصبح كلّ منهم نموذجاً يحتذى به، ولم يكونوا يقطعون علاقتهم المعنوية والروحية مع الإمام و كانوا بدورهم يقومون بنشاطهم التربوي تجاه الآخرين.

إنّ هذا المنهاج الذي اتّبعه الإمام وعلى الرغم من وجود التضييق من ناحية قيادة وإرشاد المجتمع بشكل مباشر جدير جداً بالالتفات والدراسة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.