أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016
2987
التاريخ: 6/10/2022
1568
التاريخ: 15-04-2015
3463
التاريخ: 30-3-2016
3293
|
كانت العبودية حينما ظهر الإسلام سائدة في ذلك العصر في أنحاء العالم حتى في حضارة اليونان والروم، ولمّا كان القضاء على هذه الظاهرة المنتشرة غير ممكن دفعة واحدة، وفّر الإسلام ومن خلال طرق مختلفة الأرضية للقضاء عليها بالتدريج.
فمن ناحية قلّص طرق الاسترقاق وحدّدها، وقد جعل العتق كفّارة لكثير من الذنوب والمعاصي.
من ناحية ثانية وفّر لهم سبل الحرية ؛ ومن جهة ثالثة قد أوصى نبي الإسلام المسلمين بأن يعاملوا العبيد معاملة حسنة كما لو كانوا عضواً من أعضاء الأُسرة، وأمر الموالي بأن يطعموهم مما هم يأكلون ويكسوهم ما يكتسون هم به.
وفضلاً عن ذلك قدّم عملية العتق بأنّها تحتوي على قيمة وثواب وفضل كبير لدرجة نجد انّ رواياتنا شبّهت الكثير من الأعمال الصالحة من ناحية كثرة الثواب والفضيلة بالعتق وتحرير العبيد، وبهذا النحو شُجع المسلمون على القيام بذلك .
كلّ ذلك يوضح نظرة الإسلام حول العبودية لدرجة ما.
ومن هذا المنطلق ينبغي تحليل التعامل الخاص والرائع للإسلام وأئمته مع قضية العبودية.
وعلى أية حال تبقى قضية تحرير العبيد حينما ندرس حياة الإمام الرابع أيضاً ملفتة للنظر بيد أن نطاق هذه العملية واسع جداً لدرجة انّه لا يمكن تبريرها وفق التقديرات المسبقة، ويبدو انّ للإمام الرابع في عمله هذا دوافع أُخرى أرقى ممّا ذكر، ويوضح لنا التدقيق في هذا المجال انّه كان للإمام في عمله هذا نظرة تربوية وإنسانية، وذلك انّه كان يشتري العبيد ويخضعهم لأجواء تعليمية وتربوية ثمّ يحرّرهم بعد ذلك وكانوا يمارسون نشاطهم الثقافي والتربوي بصفتهم شخصيات نموذجية، وتظل علاقتهم بالإمام مستمرة بعد تحريرهم أيضاً.
كتب علي بن طاووس ضمن أعمال شهر رمضان : وكان علي بن الحسين (عليهما السَّلام) يعتق في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأساً إلى أقل أو أكثر، وكان يقول: «إنّ للّه تعالى في كلّ ليلة من شهر رمضان عند الإفطار سبعين ألف عتيق من النار كلاً قد استوجب النار، فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما اعتق في جميعه، وأنّي لأُحب أن يراني اللّه وقد أعتقت رقاباً في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار<< وما استخدم خادماً فوق حول كان إذا ملك عبداً في أوّل السنة أو في وسط السنّة إذا كان ليلة الفطر أعتق واستبدل سواهم في الحول الثاني ثمّ أعتق كذلك كان يفعل حتى لحق باللّه تعالى، ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم من حاجة يأتي بهم عرفات فيسدّبهم تلك الفرج والخلال، فإذا أفاض أمر بعتق رقابهم وجوائز لهم من المال.
وحسب ما قاله أحد الكتّاب: إنّ العبيد ما ان يسمعون بذلك يحررون أنفسهم من أسر عبودية الأشراف والوجهاء ويقدّمون أنفسهم لخدمة زين العابدين.
وكانت الأيام تمضي وعلي بن الحسين يواصل تحريره للعبيد، فقد كان يكرر ذلك في كلّ عام وشهر وكلّ يوم وبمناسبات مختلفة، لدرجة انّه قد تشكّلت مجموعة ضخمة من العبيد والجواري الذين حرّرهم في المدينة.
وكما أُشير إليه يمكن أن نستنتج من كلّ ذلك انّ الإمام و من خلال هذا المنهاج قد أحدث مركزاً تربوياً كان يشتري العبيد ويعيّشهم في أجواء تعليمية
وتربوية لفترة ثمّ بعد تحريرهم يصبح كلّ منهم نموذجاً يحتذى به، ولم يكونوا يقطعون علاقتهم المعنوية والروحية مع الإمام و كانوا بدورهم يقومون بنشاطهم التربوي تجاه الآخرين.
إنّ هذا المنهاج الذي اتّبعه الإمام وعلى الرغم من وجود التضييق من ناحية قيادة وإرشاد المجتمع بشكل مباشر جدير جداً بالالتفات والدراسة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|