المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الروم والفرس  
  
2577   06:12 مساءً   التاريخ: 7-6-2020
المؤلف : علي الكوراني العاملي
الكتاب أو المصدر : قراءة جديدة للفتوحات الإسلامية ج1
الجزء والصفحة : ص 72-82
القسم : التاريخ / العهود الاجنبية القديمة في العراق / الساسانيون /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-25 113
التاريخ: 2024-10-26 100
التاريخ: 17-10-2016 1573
التاريخ: 17-10-2016 1646

الدولتان الكبريان: الروم وفارس

كانت الدولتان الكبيرتان في العالم عند بعثة النبي (صلى الله عليه وآله): دولة الروم، وعاصمتها القسطنطينية، التي أسسها الإمبراطور قسطنطين، وهي إستانبول .

ودولة فارس ، وعاصمتها المدائن التي أسسها كسرى ، وهي قرب بغداد ، واسمها الآن سلمان باك ، أي سلمان الطاهر ، لأن فيها قبر سلمان الفارسي . وما زال فيها هيكل طاق كسرى الضخم ، وهو الصالة الكبرى في قصر كسرى .

فكان كسرى يحكم قسماً من العراق مباشرة ، وقسماً بواسطة المناذرة ، وكان في العراق قبائل عربية كبيرة أكبرها ربيعة بفروعها .

وكانت البحرين ومحيطها تحت حكم كسرى مباشرة أيضاً ، يعين لها حاكماً يسمى المرزبان ، وأبرز قبائلها عبد القيس وتميم .

وكانت اليمن تحت حكم كسرى فيها حاكم فارسي إلى جنب الملك ، من أبناء الذين حرروها من الحبشة مع سيف بن ذي يزن ، وكان فيها قبائل قوية عديدة كهمدان وكندة .

وكانت قبائل الحجاز شبه مستقلة ، وأبرزها قريش بسبب ولايتها للكعبة ، وأكثرها عدداً تميم ، وهوازن في نجد .

وشمل حكم كسرى بلاد فارس وما وراء النهر وقسماً من الهند ، وكانت بلاد الشام منطقة صراع بين الفرس والروم ، وقد غلب عليها الفرس ، فأخبر القرآن بأن الروم سيغلبونهم بعد بضع سنين ، فغلبوهم أيام معركة بدر .

وكانت أمبراطورية الروم أوسع ، إذ تشمل أكثر أوروبا الغربية والشرقية . وكان قيصر روما الشرقية في القسطنطينية يحكم تركيا وبلاد الشام وفلسطين ومصر والحبشة ، ويمد منها نفوذه إلى أفريقيا ، كما يمد نفوذه من جهة الشام إلى الجوف في وسط الجزيرة ، ويطمع أن يخضع المدينة ، ويقضي على النبوة .

وكان اليهود عملاء للرومان الذين دمروا دولتهم ، وبعضهم عملاء للفرس الذين دمروا دولتهم من قبل ، وقد هاجرت قبائل منهم إلى أرض العرب ، تنتظر النبي الموعود ، على أمل أن يكون من أبنائهم !

أما بقية دول العالم فكان أهمها الهند والصين ، وكان ينظر إليهما على أنهما دولتان نائيتان مقفلتان على نفسيهما . وكانت توجد ممالك صغيرة تحكمها أسر وقبائل .

ونورد خلاصة عن ملوك الروم وفارس ، من كتاب المؤرخ ابن واضح اليعقوبي . قال في تاريخه ( 1 / 153 ) : « وكان أول من ملك من ملوك الروم فخرج من مقالة اليونانية إلى النصرانية : قسطنطين . . وقد ملك قسطنطين خمساً وخمسين سنة . ثم ملك يوليانوس سنة واحدة ، ثم ملك دسيوس سنة واحدة ، وفي أيامه ظهر أصحاب الكهف بعد موتهم ثلاث مئة وتسع سنين . . ثم ماتوا فبنوا على المغارة مسجداً يصلى فيه . .

ثم ملك والنطيانوس أربع سنين ، ثم ملك تيدوسوس الأكبر سبع عشرة سنة . ثم ملك ابن أخيه تيدوسوس الأصغر والنطيانوس سبعاً وعشرين سنة . ثم ملك مرقيانوس خمس سنين . ثم ملك بعده اليون واليموس سبع عشرة سنة، ثم ملك زينون ثماني عشرة سنة، ثم ملك انسطاسيوس سبعاً وعشرين سنة .

ثم ملك يوسطوس الثاني تسعاً وعشرين سنة، وفي عصره ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ثم ملك يوسطوس الثالث ، عشرين سنة . ثم ملك طيبريوس ، أربع سنين . ثم ملك هرقل وقسطنطين ابنه . . وكان ملكهما اثنتين وثلاثين سنة . ثم ملك قسطنطينوس ثماني عشرة سنة ، ثم ملك بطرخ رومية ثلاث سنين ، ثم ملك فلسعررنى أربع سنين ، ثم ملك اليون وقسطنطين ابنه تسعاً وعشرين سنة .

وكانت مملكتهم من حد الفرات إلى حد الإسكندرية ، مما صار في أرض الإسلام ، سوى ما بأرض الروم ، مما هو في أيديهم إلى هذه الغاية . .

وكانت أعظم مدائنهم : الرها من أرض الجزيرة ، وهي من ديار مضر ، ثم أنطاكية ، وبها كرسي بطرس وكف يحيى بن زكرياء ، في كنيسة القسيان ، وهي الكرسي الرابع والبطرك الكبير .

فما كان في مملكة الروم وصار في الإسلام : أرض الجزيرة من حران والرها وسائر كورها ، وبالس ، وسميساط ، وملطية ، وأذنة ، وطرسوس ، وجند قنسرين ، والعواصم وسائر كورها ، وجند حمص ، ومدينة حمص إحدى المدن المعدودة في مملكة الروم ، ثم اللاذقية ، وهي من حمص أيضاً . وجند دمشق ، وكان عمال ملك الروم بها آل جفنة من غسان . وجند الأردن ، وكانت إليهم أيضاً ، وعمالها من قبل ملك الروم من آل جفنة الغسانيين . وجند فلسطين ، وتنيس ، ودمياط ، والإسكندرية .

ثم لهم ما خلف الدرب إلى بلاد الصقالبة والألان، والإفرنج، ومن المدن التي في بلاد الروم المشهورة المعروفة مثل: رومية، ونيقية، وقسطنطينية، وأماسية، وخرشنة، وقره، وعمورية ، وصمله ، والقلمة ، وسلندوا ، وهرقلة ، وصقلية ، وقلطينة ، وأنطاكية المحترقة ، ودهبرناطه ، وملوية ، وسلوقية ، وامريه ، وقونية ، وجيوس ، وبلوس ، وبراوعس ، وسلنيقة » .

وقال اليعقوبي ( 1 / 158 ) في تعداد ملوك الفرس ، ملخصاً : « فارس تَدَّعي لملوكها أموراً كثيرة مما لا يقبل مثلها ، من الزيادة في الخلقة ، وطول المدة في العمر .

فالمملكة الأولى عندهم قبل أردشير : شيومرث سبعون سنة ، أوشهنج فيشداد أربعون سنة ، طهمورث ثلاثين سنة ، جم شاد سبع مائة سنة ، الضحاك ألف سنة ، أفريدون خمس مائة سنة ، منوجهر مائة وعشرين سنة .

أفراسياب ملك الترك ، مائة وعشرون سنة ، وطهماسب خمس سنين ، وكيقباذ مائة سنة ، وكي كاووس مائة وعشرون سنة . كي خسرو ستون سنة . كي لهراسب مائة وعشرون سنة . كي بشتاسب مائة واثنتا عشرة سنة . كي أردشير مائة واثنتي عشرة سنة . خماني بنت جهرزاد ثلاثون سنة . دارا بن جهرزاد اثنتا

عشرة سنة ، ثم قتله الإسكندر الذي يقال له ذو القرنين فافترق ملك فارس ، وملك ملوك يسمون ملوك الطوائف ، وهؤلاء كان ملكهم ببلخ . .

 

المملكة الثانية : من أردشير بابكان وهو أول ملوك الفرس المتمجسة ، وسمي أردشير شاهنشاه ، وبنى بيت نار بأردشير خره ، ثم صار إلى الجزيرة وأرمينية وأذربيجان ، ثم صار إلى سواد العراق فسكنه ، وصار إلى خراسان فافتتح كوراً منها . . وكان ملكه أربع عشرة سنة .

وملك سابور بن أردشير ، فغزا بلاد الروم ، وفتح منها بلاداً وأسر خلقاً من الروم فبنى مدينة جنديسابور وأسكنها سبي الروم ، وهندس له رئيس الروم القنطرة التي على نهر تستر ، عرضها ألف ذراع .

وفي أيام سابور بن أردشير ظهر ماني بن حماد الزنديق ، فدعا سابور إلى الثنوية وعاب مذهبه ، فمال سابور إليه . وقال ماني : إن مدبر العالم اثنان وهما شيئان قديمان : نور وظلمة ، خالقان ، فخالق خير ، وخالق شر !

فأقام سابور على هذه المقالة بضع عشرة سنة ، ثم أتاه الموبذ ( كبير رجال الدين المجوس ) فقال : إن هذا قد أفسد عليك دينك ، فاجمع بيني وبينه لأناظره ، فجمع بينهما فظهر عليه الموبذ بالحجة ، فرجع سابور عن الثنوية إلى المجوسية ، وهمَّ بقتل ماني فهرب ، فأتى إلى بلاد الهند فأقام بها حتى مات سابور .

ثم ملك بعد سابور هرمز بن سابور وكان رجلاً شجاعاً ، وهو الذي بنى مدينة رامهرمز ، ولم تطل أيامه وكان ملكه سنة واحدة .

ثم ملك بهرام بن هرمز ، وكان مشغوفاً بالعبيد والملاهي ، وكتب له تلاميذ ماني أن قد ملك ملك حديث السن كثير التشاغل ، فقدم إلى أرض فارس واشتهر أمره وظهر موضعه فأحضره بهرام ، فسأله عن أمره ، فذكر له حاله ، فجمع بينه وبين الموبذ فناظره ، ثم قال له الموبذ : يذاب لي ولك رصاص يصب على معدتي ومعدتك ، فأينا لم يضره ذلك فهو على الحق . فقال : هذا فعل الظلمة ! فأمر به بهرام فحبس وقال له : إذا أصبحت دعوت بك ، فقتلتك قتلة ما قتل بها أحداً قبلك ، فلم يزل ماني ليله يسلح حتى خرجت نفسه ! وأصبح بهرام فدعا به فوجدوه قد مات ، فأمر بجز رأسه وحشى جسده بالتبن ، وتتبع أصحابه فقتل منهم خلقاً عظيماً . وكانت مدة ملك بهرام ثلاث سنين .

ثم ملك بهرام بن بهرام وكان ملكه سبع عشرة سنة ، ثم ملك بعده ابنه بهرام بن بهرام بن بهرام فكان ملكه أربع سنين . ثم ملك أخوه نرسي بن بهرام تسع سنين . ثم ملك هرمز بن نرسي تسع سنين . وولد له ابن سماه سابور وعقد له الملك ، ومات هرمز وسابور صبي في المهد ، فأقام أهل مملكته متلومين عليه حتى ترعرع وشب ، ثم ظهر منه عتو وجبرية ، فغزا بلاد العرب وغوَّر عليهم المياه .

وغزاه ملك الروم إليانوس فأعانته العرب على سابور ، ثم تسرعت قبائل العرب فأوقعت بسابور في دار ملكه حتى هرب فانتهبت مدينته ، ثم جاء سهم غرب فقتل إليانوس ملك الروم فملكت الروم يوبنيانوس ، فصالح سابور .

وأقام سابور على معاداة العرب لا يظفر بأحد منهم إلا خلع كتفه ، فلذلك سمي سابور ذا الأكتاف . وكان ملكه اثنتين وسبعين سنة .

ثم ملك أردشير بن هرمز أخو سابور ، فساءت سيرته ، وقتل من كبار شخصيات الفرس ، فخلعوه بعد أربع سنين .

وملك الفرس سابور بن سابور ، فخضع له أردشير المخلوع ومنحه الطاعة ، وسقط على سابور فسطاط فقتله وكان ملكه خمس سنين .

وملك بعده بهرام بن سابور إحدى عشرة سنة ، وكتب إلى الآفاق يعدهم العدل والإحسان ، ثم ثار عليه قوم فقتلوه .

ثم ملك يزدجرد بن سابور ، وكان فظاً غليظاً قليل الخير كثير الشر ، فسامهم سوء العذاب ، وطال حكمه إحدى وعشرين سنة ، ثم رمَحَهُ فرس فقتله .

ثم ملك بهرام جور بن يزدجرد ، وكان قد نشأ بأرض العرب وأرضعته نساؤهم فقال الفرس : نشأ بأرض العرب ولا علم له بالملك ! وأرادوا أن يملكوا رجلاً غيره فجاءهم فهابوه ، فأخذوا تاج الملك والزينة التي تلبسها الملوك فوضعوهما بين أسدين ، وقالوا لبهرام ولكسرى : أيكما أخذ التاج والزينة من بين هذين الأسدين فهو الملك . فأخذ بهرام جرزاً وتقدم فضرب الأسدين حتى قتلهما، وأخذ التاج والزينة فأذعنوا له وأعطوه الطاعة، فوعدهم من نفسه خيراً، وكتب إلى الآفاق يعدهم بالعدل، وتوخى عمارة البلاد، وأكرم مربيه المنذر بن النعمان ورفع منزلته. وكان مغرماً بالصيد فطرحه فرسه فمات، وكان ملكه تسع عشرة سنة .

ثم ملك يزدجرد بن بهرام سبع عشرة سنة ، وكان له ابنان هرمز وفيروز ، فغلب هرمز على الملك بعد أبيه ، فهرب فيروز ، ولحق ببلاد الهياطلة ( وهي ما وراء خراسان إلى الصين والهند ) فأمده ملكهم بجيش فقاتل أخاه فقتله ، وملك سبعاً وعشرين سنة ، وكان في أيامه جدب وقحط ومجاعة ثلاث سنين ، ثم خصبت البلاد . وغزا بلاد الترك فحفروا له ولجيشه خندقاً فسقط مع جنده فيه فقتل ، فانتقم له الفرس فسار القائد سوخرا فقاتل خاقان الترك ثم تصالح معه على أن يدفع إليه ما حواه من خزائن فيروز ، ويرد أخته .

ثم ملك بلاش بن فيروز أربع سنين ، ثم أخوه قباذ بن فيروز ، وكان صغير السن ، فترك لسوخرا تدبير المملكة ، فلما بلغ قتل سوخرا وقدم مهران ، فغضب عليه الفرس وحبسوه ، وملكوا أخاه جامسب بن فيروز ، فهرب من السجن إلى بلاط الهياطلة وزحف قباذ إلى بلاده فغلب على الملك واشتدت شوكته ، وغزا بلاد الروم ، وكان ملكه ثلاثاً وأربعين سنة .

ثم عهد لابنه أنوشروان بن قباذ ، فعفا عن قوم مخالفين لأبيه ، وقتل مزدق وأصحابه ، الذي كان أمر الناس بأن يتساووا في الأموال والحرم ، وقتل زراذشت بن خركان وأصحابه لما ابتدع في المجوسية . وغزا بلاد الروم ففتح مدناً كثيرة من الجزيرة والشام منها : الرها ، ومنبج ، وقنسرين ، والعواصم ، وحلب ، وأنطاكية ، وأفامية ، وحمص وغيرها ، وأعجبته أنطاكية ، فبنى مدينة مثلها لم يخرم منها شيئاً ، ثم جاء بسبي أنطاكية فأرسلهم فيها ، فلم ينكروا شيئاً .

ومسح أنوشروان أراضي امبراطوريته ووضع عليها الخراج ، ورتب ديوان المقاتلة والسلاح ، وجعل ديوان العطاء ، ودفاتر أسماء الناس وسماتهم ، وسمات الدواب ، وديوان العرض .

وهو الذي وفد عليه سيف بن ذي يزن ، فأعلمه أن الحبشة قدمت بلاد اليمن ، وغلبت عليها ، وأنه هرقل ملك الروم لم ينصره ، فبعث معه بأهل السجون وأمر عليهم رجلاً من مشيخة قواده شجاعاً مجرباً يقال له وهرز ، فصار إلى بلاد اليمن ، وقتل ملك الحبشة ، وملَّك سيف بن ذي يزن . وكانت مدة ملك أنوشروان ثمانياً وأربعين سنة .

وعقد لابنه هرمز من بعده ، فطمع بمملكته خاقان الترك وزحف عليه بجيشه ودخل بلاد خراسان ، وأقبل ملك الخزر في جموع حتى نزل آذربيجان ، فخاف أنوشروان وأرسل له قائداً مغموراً اسمه بهرام شوبين أو جوبين ، فانتصر على ملك الترك وقتله وكتب بالفتح مع ابنه برموذه إلى هرمز ، فسر به فأكرمه هرمز ، وأجلسه معه على السرير ، فأخبره بما صار إلى أبيه بهرام من الأموال والكنوز ، وأنه كتمها عن هرمز ، فكتب إليه هرمز يأمره أن يحملها إليه ، فخلعه هو وجنده وساءت علاقتهما وأرسل بهرام إلى خاقان ملك الترك يطلب صلحه على أن يرد عليه كل أرض حازها من بلاده .

وسار بهرام إلى الري ودبر أن يوقع الخلاف بين هرمز وبين ابنه كسرى أبرويز ، فأراد هرمز أن يحبس ابنه كسرى ، فهرب إلى آذربيجان ، فاجتمع إليه رؤساؤه وبايعوه . وكتب قادة جيش أبيه له بالبيعة فقدم من آذربيجان ، فخلعوا أباه وملكوه فحبس أباه وسمل عينيه ! وكان ملك هرمز اثنتي عشرة سنة .

واستقام أمر كسرى أبرويز لكنه اختلف مع بهرام فتفرق عنه جنده فلحقته خيل بهرام فهرب حتى طلب طعاما فلم يجد إلا خبز شعير . ثم ذهب إلى الرها

يريد مورق ملك الروم لينصره على بهرام ، فنصره وزوجه ابنته ، وشرط عليه شروط قبلها كسرى ووجه معه جيشاً ووجه معه أخاه ثيادوس ، فتوجه إلى آذربيجان وكانت بينه وبين بهرام معركة شديدة انهزم فيها بهرام وهرب إلى ملك الترك . واستقام الأمر لكسرى ابرويز ، فكتب إلى ملك الروم بذلك ، فأهدى له ثوبين فيهما الصلب فلبسهما ، فقال الفرس : قد تنصر ، ثم كتب في النصارى أن يكرموا ويقدموا ويبرزوا . .

ووثب بَنْدي خال كسرى بثيادوس أخي ملك الروم فصمَّه فوقع الشر ، وقال أخو ملك الروم : إما أن تدفع إلي بندي ، وإما أن يعود الشر ، فسكنه كسرى .

وأما خاقان الترك فأكرم بهرام ، فأرسل له كسرى بهدايا ليقتله فلم يفعل ، فأرسل إلى الخاتون زوجة الخاقان وأهدى لها جواهر ومتاعاً ، وطلب منها أن تقتل بهرام ففعلت ، فاستقامت لكسرى أموره ، ودانت له بلاده .

ثم وثبت الروم بمورق ملكها ، فقتلوه وملكوا غيره ، فجاء ابنه إلى كسرى يستنصره ، فوجه معه جيشاً لكن ابن مورق قتله الروم وملكوا هرقل ، فغزا كسرى وكانت بينهما حروب . وكان ملك كسرى أبرويز ثمانياً وثلاثين سنة » !

أقول : سبي كسرى أهل أنطاكية وأراد إثبات قدرته وقدرة مهندسيه ، فبنى لهم قرب بغداد : « مدينة على مثال أنطاكية ، بأسواقها وشوارعها ودورها ، وسماها رند خسره ، وهي التي يسميها العرب الرومية ، وأمر أن يدخل إليها سبي أنطاكية ، فلما دخلوها لم ينكروا من منازلهم شيئاً ، فانطلق كل رجل منهم إلى منزله ، إلا رجل إسكاف كان على باب داره بأنطاكية شجرة فرصاد ، فلم يرها على بابه ذلك ، فتحير ساعة ثم دخل الدار ، فوجدها مثل داره » ! ( تاريخ حلب : 1 / 91 ، والروض المعطار / 276 ، ومعجم البلدان : 2 / 170 ) . وتسمى رومية بغداد أيضاً .

وقال الطبري ( 1 / 528 ) يصف سعة ملك كسرى : « ثم قصد لمدينة هرقل ( القسطنطينية ) فافتتحها ، ثم الإسكندرية وما دونها ، وخلف طائفة من جنوده بأرض الروم ، بعد أن أذعن له قيصر وحمل إليه الفدية ، ثم انصرف من الروم فأخذ نحو الخزر ، فأدرك فيهم تَبَله ( ثأره ) وما كانوا وتروه به في رعيته ، ثم انصرف نحو عدن فسكَّرَ ناحية من البحر هناك بين جبلين مما يلي أرض الحبشة بالسفن العظام والصخور وعمد الحديد والسلاسل ، وقتل عظماء تلك البلاد ثم انصرف إلى المدائن وقد استقام له ما دون هرقلة من بلاد الروم وأرمينية ، وما بينه وبين البحرين من ناحية عدن ، وملَّك المنذر بن النعمان على العرب وأكرمه ، ثم أقام في ملكه بالمدائن ، وتعاهد ما كان يحتاج إلى تعاهده ، ثم سار بعد ذلك إلى الهياطلة مطالباً بوتر فيروز جده » . وبلاد الهياطلة هي ما وراء نهر جيحون ، شرقاً .

وقال المسعودي في مروج الذهب ( 1 / 280 ) : « وكان مبعثه ( صلى الله عليه وآله ) على رأس عشرين سنة من مُلْك كسرى أبرويز . . وكانت سنة إحدى من الهجرة، وهي سنة اثنتين وثلاثين من ملك كسرى أبرويز، وسنة تسع من ملك هرقل ملك النصرانية» .

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).