المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

كراهة ترك حديد أو غيره على بطن الميت
17-12-2015
عدسة مطلية coated lens
3-5-2018
تنوع دوافع استخدام القراء للصحف الالكترونية
5-2-2022
Osteology
20-7-2021
ما المقصود بالصرع في علم السموم Knock down؟
2023-10-13
Principal Bundle
27-5-2021


كيفية توجيه الأبناء لإعدادهم رجال معتمدين على أنفسهم  
  
1492   01:28 صباحاً   التاريخ: 28-5-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص85ـ86
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

قبل أن ابدأ بتناول الموضوع لا بد من رواية للقارئ الكريم هذه القصة حقيقية عن شخص ملياردير عراقي عاش في زمن (النظام البائد) فهذا الرجل متزوج لأكثر من زوجة واحدة وله عدد كبير من الأولاد والبنات وحينما يتخرج أي من أولاده من الجامعة يمنحه الخيار في العمل في شركات والده أو العمل في وظيفته لدى الحكومة وأمر طبيعي أن يقرر الشاب العمل لدى شركات أبيه لأنها تضمن له مستقبلاً زاهراً (لأن راتب الدولة للموظف آنذاك لا يزيد عن ثلاثة $ بالشهر) ولكن هذا الأب لديه شرط صعب لعمل أي من أولاده معه ألا وهو العمل في البناء كعامل لمدة شهرين متتاليين وهذا عمل مرهق لم يعتاد عليه في زمن الكلية والحياة الجامعية الناعمة والهادئة. ولكن الأب يصر على ذلك إصراراً كبيراً. ماذا تفهم من هذا التصرف؟!!

إن هذا التصرف يجعل الشاب مضطراً لاجتياز هذه المهمة الصعبة فهو المدلل أثناء فترة دراسته ويأتيه مصروفه بدون عناء وسيارته الفخمة تحت تصرفه إلى عامل بناء أو عامل حصاد تحت الشمس المحرقة وهذا ينطبق المثل الشعبي العراقي القائل (طلع المدلل للحصاد) حتى يشعر بقيمة الناس الذين يكدحون ولا يحصلون على لقمة العيش إلا بعد جهد جهيد والسبب الآخر هو أن يشعر بقساوة الظروف ليكون حامداً لله تعالى على الظروف الشجاعة في حل كثير من الصعاب الحياتية التي قد تواجهه في المستقبل مما يجعله على أرضية ثابتة وصلبة في سلم الحياة. والشجاعة هي ليست بفتل العضلات ولا بدخول صالات الملاكمة ولكن هي بالتفنن في حل المشكلات وحل المعضلات التي تواجه الشاب في حياته فالوالد الذي اكتسب خبرة الحياة الطويلة عليه أن يقدم إلى أولاده دائماً النصائح والإرشادات على طبق من ذهب وهذا لوحده لا يكفي وإنما يجب تعريضهم إلى مواقف أشبه بمواقف الامتحان في هذه الحياة.

أما عن ترك الشاب يصارع الحياة لوحده فأنه سيقدم الكثير الكثير من عمره ووقته وطاقته لكي يكتسب تجارب معينة في الحياة ولكي يصبح غنياً بهذه التجارب يكون العمر قد تقدم والشيب قد غزا رأسه ووجهه وهناك مثل شعبي عراقي يقول (ألما يعلمه أمه وأبوه يعلمه زمانه) وهذا هو شأن الشاب الذي يترك ليصارع الحياة لوحده فمرة تراه سكيرا ومرة تراه فاسداً عندما تضحك له الحياة قليلا ومرة تراه يعادي أقرب أصدقائه وحتى النافعين له والناصحين ليجلس بعد مرور الزمن بلا بيت ولا زوجة ولا طفل أو أطفال صغار بعد أن يكون الكبر قد أخذ منه مأخذه وزحفت عليه أمراض الشيخوخة في وقت مبكر من حياته.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.