أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-5-2017
2069
التاريخ: 2023-05-06
946
التاريخ: 2023-05-28
1544
التاريخ: 21-4-2019
2553
|
مبتدأ الخلق
قال أبو محمد رحمه الله: قرأت في أول سفر من أسفار التوراة أن أول ما خلق الله تعالى من خليقته السماء والأرض، وكانت الأرض خربة خاوية وكانت الظلمة على الغمرة وكانت ريح الله تبارك وتعالى ترف على وجه الماء.
فقال الله عز وجل ليكن النور، فكان نوراً فرآه الله حسناً فميزه من الظلمة وسماه نهاراً وسمى الظلمة ليلاً فكان مساء وكان إصباح يوم الأحد.
وقال الله تعالى ليكن سقف وسط الماء فليحل بين الماء والماء فكان سقفه، وميز بين الماء الذي هو أسفل وبين الماء الذي هو أعلى فسمى الله السقف سماء، وكان مساء وكان إصباح يوم الاثنين.
قال أو محمد: حدثني أبو الخطاب، قال: حدثنا مالك بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قول الله عز وجل: " والبحر المسجور " الطور6 " قال: كان علي رضي الله عنه يقول: هو بحر تحت العرش وهذا شبيه بما ذكر في التوراة من أن السماء بين ماءين.
وعاد الخبر إلى التوراة: وقال الله عز وجل: ليجتمع الماء كله الذي تحت السماء إلى مكان واحد فليرَ اليبس، وكان كذلك فدعا الله عز وجل اليبس أرضاً، وسمى ما اجتمع من المياه البحور.
ثم قال الله تبارك وتعالى لتخرج الأرض زهرة العشب والشجر ذا الحمل كلاً لسوسه، فأخرجت الأرض ذلك فرآه الله حسناً، وكان مساء وكان إصباح يوم الثلاثاء.
وقال الله ليكن نوران في سقف السماء ليميزا بين الليل والنهار وليكونا آيات للأيام والسنين، فكان نوران الأكبر لسلطان النهار والأصغر والنجوم لسلطان الليل، فرآه الله حسناً وكان مساء وكان إصباح يوم الأربعاء.
وقال الله: ليحرك الماء كل نفس حية وليطر الطير على وجه الأرض في جو السقف، وخلق الله تنانين عظاماً، وحرك الماء كل نفس حية لجنسها وكل طائر لجنسه، فرأى الله ذلك حسناً فبركهن وقال: أثمروا وأكثروا، وكان مساء وكان إصباح يوم الخميس.
ثم قال الله تعالى: نخلق بشراً بصورتنا فخلق آدم من أدمة الأرض ونفخ في وجهه نسمة الحياة وقال: إن آدم لا يصلح أن يكون وحده ولكن أصنع له عيناً مثله، فألقى عليه السبات، فأخذ إحدى أضلاعه فلامها وسمي الضلع الذي أخذ امرأة لأنها من المرء أخذت، فقربها إلى آدم فقال آدم: عظم من عظامي ولحم من لحمي. ومن أجل ذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتبع امرأته، ويكونان كلاهما جسماً واحداً وبركهما الله وقال: أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وتسلطوا على أنوان البحور وطير السماء والأنعام والدواب وعشب الأرض وشجرها وثمرها ورأى كل ما خلق فإذا هو حسن جداً، وكان مساء وكان إصباح يوم السادس. فكمل كل أعمال الله التي عمل ثم استراح في اليوم السابع من خليقته فبركه وطهره.
ونصب ربنا الفردوس في عدن، وبها نهر يسقي الفردوس فانقسم على أربعة رؤوس: فجيحون وهو محيط بأرض خويلا كلها، وثم يكون أجود الذهب وحجارة البللور والفيروزج. واسم النهر الثاني: سيحون وهو محيط بأرض كوش والحبش. واسم النهر الثالث: دجلة وهو الذي يذهب قبل أثور. والنهر الرابع: الفرات. ونصف شجرة الحياة وسط الفردوس وشجرة علم الخير والشر. وقال لآدم كل ما شئت من شجر الفردوس، ولا تأكل من شجرة علم الخير والشر، فإنك يوم تأكل منها تموت.
وقال أبو محمد: يريد أنك تتحول إلى حال من يموت، وكانت الحية أمكر دواب البر، فقالت للمرأة إنكما لا تموتان إن أكلتما منها ولكن أعينكما تنفتح وتكونان كالآلهة، تعلمان الخير والشر.
فأخذت المرأة من ثمرها فأكلت وأطعمت بعلها فانفتحت أبصارهما وعلما أنهما عريانان فوصلا من ورق التين واصطنعاه أزراً، ثم سمعا صوت الله في الجنة حين بورك النهار فاختبأ آدم وامرأته في شجر الجنة فدعاهما. فقال آدم: سمعت صوتك في الفردوس، ورأيتني عرياناً فاختبأت منك. فقال: ومن أراك أنك عريان؟ ها! لقد أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها، فقالت: إن المرأة أطعمتني. وقالت المرأة: إن الحية أطعمتني! قال الله تعالى للحية: من أجل فعلك هذا فأنت ملعونة وعلى بطنك تمشين، وتأكلين التراب وسأغري بينك وبين المرأة وولدها فيكون يطأ رأسك، وتكونين أنت تلدغينه بعقبه.
وقال للمرأة: وأنت فأكثر أوجاعك وأحبالك وتلدين الأولاد بالألم، وتردين إلى بعلك فيكون مسلطاً عليك.
وقال لآدم ملعونة الأرض من أجلك وتنبت الحاج والشوك، وتأكل منها بالشقاء ورشح وجهك حتى تعود إلى التراب من أجل إنك تراب. وسمى الله امرأته حواء لأنها أم كل حي، وألبسها وإياه سرابيل من جلود، وقال إن آدم قد علم الخير والشر فلعله يقدم يده ويأخذ من شجرة الحياة فيأكل منها فيعيش الدهر، فأخرجه من مشرق جنة عدن إلى الأرض التي منها أخذ فهذا ما في التوراة!.
وأما وهب بن منبه: فذكر أن الجن كانت سكان الأرض قبل آدم فكفرت طائفة منهم فسفكوا الدماء، فأمر الله جنداً من الملائكة من أهل سماء الدنيا، منهم إبليس وكان رئيسهم فهبطوا إلى الأرض فاجلوا عنها الجان واستشهد على ذلك: بقول الله عز وجل: " والجان خلقناه من قبل من نار السموم " الحجر:27 أي من قبل أن نخلق آدم فألحقوهم بأطراف التخوم وجزائر البحر، وسكن إبليس والجند الذي معه عمران الأرض وأريافها.
وكان اسم إبليس عزازيل، ثم ذكر خلق الله آدم وقال: ثم كساه لباساً من ظفر يزداد جلده في كل يوم حسناً، فلما أكلا من الشجرة انكشط عنهما اللباس، وكان له مثل شعاع الشمس حتى صار في أطراف أصابعهما من أيديهما وأرجلهما.
قال وخلقه يوم الجمعة ومكنه في الجنة ستة أيام.
وكان أول شيء أكلا في الجنة العنب وكانت الشجرة التي نهيا عنها شجرة البر.
وكان الله أخدم آدم الحية في الجنة، وكانت أحسن خلق الله، لها قوائم كقوائم البعير، فعرض إبليس نفسه على دواب الأرض كلها أنها تدخله الجنة فكلها أبى ذلك عليه إلا الحية فإنها حملته بين نابين من أنيابها ثم أدخلته الجنة.
قال: ولما تاب الله على آدم أمره أن يسير إلى مكة فطوى له الأرض وقبض عنه المفاوز فلم يضع قدمه إلى شيء من الأرض إلا صار عمراناً حتى انتهى إلى مكة، وكان مهبطه حين أهبط من جنة عدن في شرقي أرض الهند وأهبط الله حواء بجدة والحية بالبرية وإبليس على ساحل بحر الإبلة.
وقال ابن إسحاق: يذكر أهل العلم أن مهبط آدم وحواء على جبل يقال له واسم، من أرض الهند وهو جبل بين قرى الهند واليوم به الدهنج والمندل.
قال أبو محمد: والعرب تنسب الطيب واليلنجوج إلى المندل. قال الشاعر يذكر امرأة:
إذا برزت نادى بها في ثيابها *** ذكي الشذا والمندلي المطير
والمندلي العود والمطير المشقق. قال: وكان آدم صلى الله عليه وسلم أمرد وإنما نبتت اللحا لولده بعده، وكان طويلاً كثير الشعر جعداً. آدم أجمل البرية، ولما هبط إلى الأرض حرث وغزلت حواء الشعر وحاكته بيدها.
وقال أبو محمد: وقرأت في التوراة أن آدم عليه السلام جامع امرأته حواء فولدت له قابيل فقالت: استفدت لله رجلاً ثم ولدت هابيل أخاه فكان قابيل حراثاً وكان هابيل راعي غنم، فقربا قرباناً فتقبل من هابيل ولم يتقبل من قابيل فقتل أخاه هابيل.
وقال وهب: إن آدم كان يولد له من كل بطن ذكر وأنثى وكان الرجل منهم يتزوج أي أخواته شاء إلا توأمته فأبى فغضب آدم عليه السلام وقال اذهبا فتحاكما إلى الله قابيل أن يزوج أخته التي هي توأمته هابيل فقال أنا أحق ﺑﻬا، تعالى بالقربان فأيكما قبل قربانه فهو أحق ﺑﻬا، فقربا القربان بمنى فمن ثم صار مذبح الناس إلى اليوم فنزلت نار فقبلت قربان هابيل فقتل قابيل هابيل ورضخ رأسه بحجر، واحتمل أخته حتى أتى وادياً من أودية اليمن في شرقي عدن فكمن فيه، فبلغ آدم ما صنع فوجد هابيل قتي ً لا، وقد نشفت الأرض دمه فلعن الأرض فمن أجل لعنة آدم لا تنشف الأرض دمًا وأنبتت الشوك.
قال أبو محمد: وفي التوراة أن آدم طاف على امرأته حواء فولدت له غلامًا سماء شيئًا من أجل أنه خلف من عند الله مكان هابيل، وولد لآدم أربعون ولدًا في عشرين بطنًا، وأنزل عليه تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وحروف المعجم في إحدى وعشرين ورقة، وهو أول كتاب كان في الدنيا حد الله عليه الألسنة كلها.
قال أبو محمد: حدثني زيد بن أخزم قال: حدثني يحيى بن كثير قال: حدثنا عثمان بن سعد الكاتب عن الحسن عن عتي عن أبي أن آدم لما احتضر اشتهى قطفًا من قطف الجنة، فانطلق بنوه ليطلبوه له فلقيتهم الملائكة، فقالوا أين تريدون يا بني آدم؟ قالوا: إن أبانا اشتهى قطفًا من قطف الجنة. فقالوا: ارجعوا فقد كفيتموه، فانتهوا إليه فقبضوا روحه وغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلى عليه جبريل والملائكة صلى الله وسلم عليهم خلفه وبنوه خلف الملائكة، ودفنوه وقالوا هذه سنتكم في موتاكم يا بني آدم.
قال وهب: وحفر له في موضع من أبي قبيس يقال له غار الكنز، فلم يزل آدم في ذلك الغار حتى كان زمان الغرق فاستخرجه نوح وجعله في تابوت معه في السفينة، فلما نصب الماء وبدت الأرض لأهل السفينة رده نوح إلى مكانه.
قال أبو محمد: ووجدت في التوراة أن جميع ما عاش آدم تسعمائة سنة وثلاثون سنة. قال وهب: وعاش آدم ألف سنة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|