أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-7-2016
2074
التاريخ: 27-7-2016
1509
التاريخ: 21-4-2022
1935
التاريخ: 2-8-2019
2579
|
الفصل الخامس
مفهوم وخطوات تصميم وتنفيذ خارطة طريق الإدارة الاستراتيجية والرقابة عليها
1- مفهوم وعناصر خارطة طريق الإدارة الاستراتيجية :
استعرضنا في مقدمة الكتاب مفهوم خارطة طريق الإدارة الاستراتيجية على انها المسارات التي توجه مسيرة الإدارة بمستوياتها المختلفة نحو تحقيق افضل استغلال لمواردها المتاحة لتحقيق الاهداف المنشودة. وتتضمن تلك المسارات تحديد الخيارات الاستراتيجية والوظيفية والتنفيذية المطلوبة والمقومات التنظيمية والتنفيذية والرقابية المطلوبة لتنفيذ تلك الخيارات والتحقق من تنفيذها.
ان المسافر العادي الذي يريد السفر إلى اي مكان لا يعرف معالمه جيدا دولة كانت او مدينة معينة امامه خياران؛ الأول هو ان يبدأ يوم سفره بالسؤال عن كيفية السفر إلى هذه الدولة او المدينة وكيفية الوصول إليها وإذا وصل إليها بالطريقة التي استخدمها ، فإنه يبدأ مرة اخرى السؤال عن كيفية الوصول إليها وإذا وصل إليها بالطريقة التي استخدمها ، فإنه يبدأ مرة اخرى السؤال عن كيفية الوصول إلى المكان الذي يريد الوصول إليه في تلك الدولة او المدينة حتى يصل إليه. والخيار الثاني هو ان يبدأ قبل سفره بتحديد خيارات السفر المناسبة لتلك الدولة ، وكيفية الوصول إلى المكان الذي يريد الوصول إليه مع تحديد ما يجب ان يحمله معه من كافة مقومات السفر.
ان المقارنة بين الخيارين السابقين واضحة تماما. فإذا اتبع الخيار الاول فإنه ربما يصل إلى المكان الذي يرغب الوصول إليه ولكن بعد وقت وجهد وتكلفة إضافية وربما يصل إليه في وقت غير ملائم بسبب تضييع الوقت في السؤال عن المكان وايضا استنفاذ مقومات السفر ، بعكس الخيار الثاني الذي يساعده في الوصول إلى المكان الذي يرغب الوصول إليه بتكلفة ووقت وجهد اقل ، وايضا الوصول إليه في الوقت المناسب.
الخيار الاول ساهم في سوء استغلال الموارد المتاحة للمسافر والتي تتمثل في الجهد والوقت والمال اي عدم الكفاءة وفي نفس الوقت عدم الوصول في الوقت المناسب (عدم الفعالية)، بعكس الخيار الثاني الذي ساهم في استغلال الموارد المتاحة (زيادة الكفاءة) وايضا الوصول في الوقت المناسب (الفعالية المناسبة).
لعل السبب الرئيسي في عدم كفاءة وفعالية الخيار الاول هو عدم الاعتماد على خريطة جغرافية ودراستها جيدا لتحديد المقومات المناسبة للسفر بعكس البديل الثاني الذي اعتمد على تحديد خيارات السفر المناسبة لهذا المكان وتجهيز نفسه بالمقومات المناسبة للسفر.
إذا كان هذا هو حال المسافر العادي ، فإنه ينطبق ايضا على إدارة أي مؤسسة او دولة من الدول ، فالمؤسسة او الدولة التي تدير شؤونها اعتمادا على سؤال اهل الخبرة والتجارب الماضية دون الاعتماد على دليل او خارطة تحدد مسارات او خيارات العمل الإداري فإنها بلا شك سوف تضل الطريق المناسب والذي ستستنزف او تهدر مواردها (عدم الكفاءة) وفي نفس اوقت عدم القدرة على تحقيق الاهداف المنشودة او تحقيقها بتكلفة عالية (عدم الفعالية). أما المؤسسة او الدولة الذي تدبر شئونها اعتمادا على اعداد دليل او تصميم خارطة طريق تحدد المسارات والخيارات الاستراتيجية والوظيفية والتنفيذية في ضوء دراسة وتحليل الاوضاع الداخلية والخارجية ، ثم تحدد آليات ومقومات تنفيذها ومتابعة نتائجها ، فإنها بلا شك قد سلكت الطريق او المسارات المناسبة ومن ثم الوصول إلى تحقيق الاهداف المناسبة. أي انها في هذه الحالة استطاعت ان تستغل مواردها أفضل استغلال ممكن (الكفاءة العالية) ومن ثم تحقيق الاهداف المحددة سلفا (الفعالية المطلوبة).
يتضح مما سبق ان خارطة طريق الادارة الاستراتيجية هي بمثابة : دليل يحدد المسارات او الخيارات المختلفة التي يجب اتباعها عند التنفيذ والتي تم تحديدها من خلال مجموعة من القرارات الإدارية بعضها يتعلق بتصميم تلك الخريطة. اي التخطيط لعناصرها المختلفة سواء على مستوى المؤسسة (أو الدولة) وعلى المستوى الوظيفي ثم التنفيذي. والبعض الآخر من تلك القرارات يتعلق بتحديد المقومات التنظيمية والتنفيذية ثم اخيرا اتخاذ قرارات تنفيذ تلك الخطط والرقابة عليها في اطار المقومات التنظيمية والتنفيذية من أجل اتخاذ القرارات المتعلقة بعلاج فجوات الاداء.
خلاصة القول ان خارطة طريق الإدارة الاستراتيجية تعتبر بمثابة دليل لإدارة المؤسسة او الدولة بما تتضمنه من عناصر أساسية تتشكل بواسطة مجموعة من القرارات الإدارية يتم اتخاذها من خلال منظومة الوظائف الإدارية وتشكل مخرجات تلك القرارات عناصر تلك الخارطة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|