الاشتراكية العلمية او الماركسيـة

ـ التشأة والتكويـن

ظهرت افكار الاشتراكية العلمية نتاجاً لسلسلة من الأفكار التي سبقت ظهور الاشتراكية العلمية⁽¹⁾ ومن مختلف الدول الاوربية  تضمنت افكار المرحلة الاغريقية افلاطون والعصور الوسطى والمركنتالية والفيزيوقراط ثم المذهب الحر ، وقد حصلت على تراث غزير في الأفكار وبدأ المفكرين الذين جاءوا من بعدهم ينتهلون من منهلهم ويجعلونه القاعدة التي تنطلق منها افكارهم وقد تأثر كارل ماركس بهذه الافكار وبدأ نظريته من آراء الاغريق حيث تأثر بالأفكار التي طرحها افلاطون في جعل الفلاسفة والمفكرين في وضع خاص منع عليهم الملكية الخاصة والزواج من اجل التفكير لمصلحة المجتمع الاغريقي بعيداً عن المصالح الشخصية حيث ان الزواج يجعل الفرد يهتم باسرته ويليها الاهتمام الأكبر في مصلحته دون النظر الى مصلحة البلد وكذلك التملك حيث ينشغل بتنمية مواله واملاكه على حساب خدمة المجتمع ، ثم افكار التجاريين والكلاسيكيين عن عامل وقيمة العمل وقد خضع في افكاره الى مقتضيات عصره ⁽²⁾، وكان مصدره الثاني الفلسفة الالمانية المتمثلة بأكبر منظريها فريدريك هيجل ، فيما كان خير عون له صديقه فريدريك انجلز (1895-1820) ، وقد تجلت افكار ماركس الاشتراكية ذات الصياغة العلمية عبر منشوره السياسي الذي اصدره عام (1848) بالاشتراكل مع صديقه فريدريك انجلز والذي يحمل عنوان (البيان الشيوعي)⁽³⁾ ، وقد كان له وقع كبير على الجماهير العمالية حيث استثار فيه سخط الجماهير العمالية على النظام الرأسمالي ،فيما كان انجازه الأكبر كتابه (رأس المال) ذو المجلدات الاربعة ، الموازي من حيث الأهمية التاريخية لكتاب (ثروة الأمم) لآدم سميث ، وقد صدر جزءه الاول في حياته فيما صدرت الأجزاء الاخرى بعد وفاته⁽⁴⁾ ، وعبر الافكار الماركسية العلمية وُضعت القواعد الاساسية والخصائص الرئيسة للنظام الاشتراكي وصولاً الى المرحلة الشيوعية التي كان ينظّر لها ماركس .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ عادل احمد حشيش ، الاقتصاد الاشتراكي ، مؤسسة الثقافة الجامعية ، الاسكندرية ، 1972 ،74 .  

2ـ نفس المصدر السابق ، ص75 .  

3ـ جورج بوليتزر ، جي بيس ، موريس كافين ، اصول الفلسلفة الماركسية ، ترجمـة شعبان بركات ، ج1 ، المكتبة المصرية ،بيروت ، لبنان ، ص348 . 

4 ـ مجذاب بدر العناد ، مصدر سابق ، ص16 .