المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



النظام والإنضباط في العائلة  
  
2939   02:05 صباحاً   التاريخ: 14-1-2020
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص352ـ353
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

تحظى مراعاة الإنضباط والنظم في الأمور في المحيط العائلي بأهمية خاصة على صعيد تأهيل الأطفال، فكلما كان الوالدان جادين بشأن النظم والانضباط وتنفيذ البرامج كلما قلت أخطاء الطفل وتمرده بل ويكفي ذلك مؤونة اللجوء الى استخدام العصا والضرب. هذا الكلام لا يعني تحويل البيت الى مقر عسكري يكون الوالدان كآمري الجيش مسلطين سيفهما على رأس الأطفال بل المراد هو أن لا يكون هناك تساهل أو تهاون في مثل هذه الأمور.

على أن الإنضباط ثمرة التربية فيما النظم وسيلتها لكن ذلك الإنضباط وهذا النظم يجب أن يكونا متناسبين مع خصائص كل حالة حيث لا يمكن أن يكونا بنفس المستوى في كافة الظروف وعليه ينبغي الأخذ بنظر الإعتبار موضوع الجنس والموهبة والحيوية والمستوى الفكري والإجتماعي والإقتصادي وما شابهها.

العائلة التي تهتم بعملية تأهيل وتربية الأطفال تمتاز بنظم خاص في مجالات الحياة من قبيل النهوض من النوم والخلود إليه والجلوس والعمل والاستراحة والاكل و.. فكل هذه الأمور تؤثر في الطفل سواء بصورة مباشرة أم غير مباشرة، وهنا نشير أيضاً الى أن النظم وقوانينه يجب أن يكون هادفاً وعقلائياً ومناسباً وبإمكان الطفل تنفيذه.

وبطبيعة الحال فإن عدم إهتمام الوالدين بالنظم وعدم مبالاتهما بالضوابط يترك أثراً سلبياً على الطفل ويبطئ من علمية الإصلاح، فالطفل يترقب أن تصدر مخالفة من والديه كي يربط فيما بعد تمرده وعدم انضباطه بتلك المخالفة.

الأساليب:

من الضرورة بمكان اختيار الأسلوب المعقول والمؤثر في مسيرة تأهيل الأطفال.. القصد من الأسلوب هو كافة الأدوات والفنون التي تساعدنا على بلوغ الهدف المنشود، كما يمكن أن يشمل الأسلوب مجموعة التدابير الكفيلة بإيصال ولي الأمر إلى هدف مثمر. أما الإفتقار للأسلوب أو عشوائيته يؤديان إلى أن يكون الطريق الى تحقيق الهدف طويلاً حافلاً بالمشاكل والصعاب مما يعني إتلاف المزيد من الوقت والجهود مع عدم تحقق الإصلاح المنشود.

فمراعاة العدالة وأسلوب المساواة والتطبع على هذا المفهوم مثلاً يترك أثراً إيجابياً على الطفل ويزرع في نفسه الميل لذلك أو حينما يغضب الطفل نقابله بأسلوب المواساة بدل مواجهته بالغضب والإنفعال لأن ذلك سيكون أنجع في إصلاحه. بهذا الشكل لا نلجأ الى صفع الطفل حينما يتفوه بكلمات غير لائقة بل نعمد إلى أساليب إيجابية في تعليمه الألفاظ المستحسنة واللائقة كأن يقال أمامه "طفل محبوب" بدل "طفل أحمق" أو "ليغفر الله لك" بدل "يا سيء الحظ" وهكذا.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.