المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22

إثبات نشوز الزوجة
22-3-2021
الطفل المبدع
16-1-2023
عنوان خبري
29-11-2019
مفهوم وأنواع شهادات المطابقة
2023-06-25
تكلفة السندات على الشركات ومزايا وعيوب السندات
1-5-2018
يحيى ابن اللبودي
2-6-2016


حسِّن مستوى معيشتك  
  
1953   03:07 مساءً   التاريخ: 27-3-2021
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص370-373
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016 2084
التاريخ: 11-1-2016 2112
التاريخ: 17-6-2016 2191
التاريخ: 9-1-2016 1874

في هذا الموضوع لا نتحدث عن رفع المستوى المادي لمعيشتك، ولكن بالأحرى الارتقاء بالأسلوب الذي تعيش به حياتك.

إن إحدى أفضل العبارات المقتبسة، وهي من مصدر مجهول، يذكر لنا الأمر هكذا: ((إن ما تفعله يتحدث بصوت عال لدرجة أنني لا أستطيع أن أسمع ما تقوله أنت)) ونحن نفسر ذلك المثل على أنه يعني أن حياتنا هي في واقعها من أعظم رسالتنا. إن طريقتنا التي نمارس بها استقامتنا ، أمانتنا ، تواضعنا ، وكذلك إحساسنا بالرفاهية والشفقة ، السخاء ورغبتنا في الصفح ، والعديد من الصفات النبيلة الأخرى يوضح أكثر من أي شيء آخر كانه الإنسان الذي نمثله نحن.

إن التطبيقات لرفع مستوى الأسلوب الذي نحيا به في علاقاتنا الشخصية تعتبر قوية ومؤثرة. فبينما نقوم برفع مستوياتنا بأنفسنا سوف يدرك الآخرون ويتأثرون أيضاً من التغييرات التي ستحدث في حياتنا ، بكلمات أخرى عندما نصير أقل أنانية وأقل طمعا سوف ينجذب الآخرون لنا وعندما نصبح أكثر طيبة وأكثر رقة وأكثر إنصاتاً ، فإن الذين نقابلهم سيشعرون بالارتياح وهم حولنا سيرغبون في أن يتشاركوا معنا: لأن قدرتنا على أن نصبح أكثر تواضعاً وأكثر رقة سيلحظها ويحس بها كل من يعرفنا.

التقيت مع بروس بعد عيد ميلاده الخامس والثلاثين بقليل ، وعندما قابلته لأول مرة كان يشتكي من عدم تمكنه من الإبقاء على علاقة جيدة مع الآخرين ، وكان يبدو من مظهره أنه ليس ينقصه شيء حيث كان بهي الطلعة وذا أخلاق حسنة يتمتع بصحة جيدة ومستقبل باهر ، كان يمارس العديد من الهوايات الممتعة ولديه ما يكفي من المال ليتمتع بكل تلك الهوايات والأكثر من ذلك فإنه كان ودوداً ويتمتع بحس دعابة وفكاهة عال.

أين هي المشكلة إذاً ؟

بعد أن تحدثت إليه لأقل من ساعة اتضح لي أن بروس شديد الاهتمام بنفسه فهو يحب التحدث عن نفسه ونادراً ما كان يهتم بالسؤال عن الآخرين حيث كان يحب التحدث ولكنه لم يكن ينصت جيداً ، كان دائم السرحان ويظهر عدم الاهتمام بالموضوع حتى يأتي دوره في التحدث مرة أخرى ، ولم يكن صعباً فهم لماذا شخص مثل بروس وبالرغم من العديد من صفاته الطيبة ، يواجه صعوبة في تكوين علاقات جيدة مع الآخرين وتستمر لمدة طويلة.

الشيء الجيد في هذا أن بروس كان لديه ما يكفي من التواضع والحكمة ليدرك أنه لا بد من وجود خطأ ما في شخصيته وأنه بحاجة لبعض المساعدة ، توجه بروس إلى مستشار نفسي أقنعه أنه بالإضافة للصفات الجيدة العديدة التي يتمتع بها فإنه بحاجة إلى العمل على تقوية مهاراته الإنسانية والروحية وكان المستشار يهدف بذلك أن يقوم بتعليمه مدى ما سوف يحسه من شعور السعادة عند الإصغاء للآخرين وبذلك يزداد من معرفة الآخرين عن قرب أكثر.

وبمحض الصدفة ، رأيت بروس بصورة سريعة بعد ذلك بعدة سنوات ، وصدمت فوراً بالتغيرات التي طرأت عليه ، وأخبرني بروس أنه خلال فترة من الزمن قد طرأ عليه تغيير جوهري كبير ، وأن اهتمامه بالآخرين الناشئ حديثاً ومهارات الاستماع للآخرين قد تطورت وحولته إلى شخص أكثر كرماً وحكمة وحسن الصحبة ، وكان بإمكانك أن تحس بحضور مختلف حيث أصبح أكثر هدوءاً وأكثر ارتياحاً في تعامله مع الآخرين وكان يبدوا سعيداً ، وابهجني كثيرا ان اعلم انه قد خطب احدى الفتيات ويستعد لإتمام الزواج , وكان من السهل ان ندرك لماذا رفع مستوى تعامله في الحياة.

بالنسبة لبروس فإن رفع مستوى علاقاته في الحياة كان متمركزاً حول أن يصبح أقل انكباباً على ذاته ، ويمكن أن يكون الأمر بالنسبة للآخرين أن يصبحوا أقل دفاعاً عن النفس وأن يصيروا أكثر تسامحاً ، وبالنسبة لي فهناك العديد من النواحي في الحياة التي أريد أن أرفع مستواها. مثلاً: أحاول أن أصبح أكثر صبراً ، وأقل ميلاً لمقاطعة الآخرين ، وأن أصبح أقل انفعالاً وذلك على سبيل الذكر لا الحصر.

لا يوجد جدال حول أن رفع مستويات حياتك – أياً ما يعنيه ذلك لك – سوف يؤدي بك إلى جني الكثير من الفوائد في طبيعة علاقاتك ، وسوف ترى نتائج فورية مقابل كل تغيير إيجابي تقوم بتطبيقه ، ولا يوجد ما يحد مقدار ما تستطيع تغييره: لأن معظمنا لديه العديد من الأمور ليقوم بتصحيحها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.