أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2016
2084
التاريخ: 11-1-2016
2112
التاريخ: 17-6-2016
2191
التاريخ: 9-1-2016
1874
|
في هذا الموضوع لا نتحدث عن رفع المستوى المادي لمعيشتك، ولكن بالأحرى الارتقاء بالأسلوب الذي تعيش به حياتك.
إن إحدى أفضل العبارات المقتبسة، وهي من مصدر مجهول، يذكر لنا الأمر هكذا: ((إن ما تفعله يتحدث بصوت عال لدرجة أنني لا أستطيع أن أسمع ما تقوله أنت)) ونحن نفسر ذلك المثل على أنه يعني أن حياتنا هي في واقعها من أعظم رسالتنا. إن طريقتنا التي نمارس بها استقامتنا ، أمانتنا ، تواضعنا ، وكذلك إحساسنا بالرفاهية والشفقة ، السخاء ورغبتنا في الصفح ، والعديد من الصفات النبيلة الأخرى يوضح أكثر من أي شيء آخر كانه الإنسان الذي نمثله نحن.
إن التطبيقات لرفع مستوى الأسلوب الذي نحيا به في علاقاتنا الشخصية تعتبر قوية ومؤثرة. فبينما نقوم برفع مستوياتنا بأنفسنا سوف يدرك الآخرون ويتأثرون أيضاً من التغييرات التي ستحدث في حياتنا ، بكلمات أخرى عندما نصير أقل أنانية وأقل طمعا سوف ينجذب الآخرون لنا وعندما نصبح أكثر طيبة وأكثر رقة وأكثر إنصاتاً ، فإن الذين نقابلهم سيشعرون بالارتياح وهم حولنا سيرغبون في أن يتشاركوا معنا: لأن قدرتنا على أن نصبح أكثر تواضعاً وأكثر رقة سيلحظها ويحس بها كل من يعرفنا.
التقيت مع بروس بعد عيد ميلاده الخامس والثلاثين بقليل ، وعندما قابلته لأول مرة كان يشتكي من عدم تمكنه من الإبقاء على علاقة جيدة مع الآخرين ، وكان يبدو من مظهره أنه ليس ينقصه شيء حيث كان بهي الطلعة وذا أخلاق حسنة يتمتع بصحة جيدة ومستقبل باهر ، كان يمارس العديد من الهوايات الممتعة ولديه ما يكفي من المال ليتمتع بكل تلك الهوايات والأكثر من ذلك فإنه كان ودوداً ويتمتع بحس دعابة وفكاهة عال.
أين هي المشكلة إذاً ؟
بعد أن تحدثت إليه لأقل من ساعة اتضح لي أن بروس شديد الاهتمام بنفسه فهو يحب التحدث عن نفسه ونادراً ما كان يهتم بالسؤال عن الآخرين حيث كان يحب التحدث ولكنه لم يكن ينصت جيداً ، كان دائم السرحان ويظهر عدم الاهتمام بالموضوع حتى يأتي دوره في التحدث مرة أخرى ، ولم يكن صعباً فهم لماذا شخص مثل بروس وبالرغم من العديد من صفاته الطيبة ، يواجه صعوبة في تكوين علاقات جيدة مع الآخرين وتستمر لمدة طويلة.
الشيء الجيد في هذا أن بروس كان لديه ما يكفي من التواضع والحكمة ليدرك أنه لا بد من وجود خطأ ما في شخصيته وأنه بحاجة لبعض المساعدة ، توجه بروس إلى مستشار نفسي أقنعه أنه بالإضافة للصفات الجيدة العديدة التي يتمتع بها فإنه بحاجة إلى العمل على تقوية مهاراته الإنسانية والروحية وكان المستشار يهدف بذلك أن يقوم بتعليمه مدى ما سوف يحسه من شعور السعادة عند الإصغاء للآخرين وبذلك يزداد من معرفة الآخرين عن قرب أكثر.
وبمحض الصدفة ، رأيت بروس بصورة سريعة بعد ذلك بعدة سنوات ، وصدمت فوراً بالتغيرات التي طرأت عليه ، وأخبرني بروس أنه خلال فترة من الزمن قد طرأ عليه تغيير جوهري كبير ، وأن اهتمامه بالآخرين الناشئ حديثاً ومهارات الاستماع للآخرين قد تطورت وحولته إلى شخص أكثر كرماً وحكمة وحسن الصحبة ، وكان بإمكانك أن تحس بحضور مختلف حيث أصبح أكثر هدوءاً وأكثر ارتياحاً في تعامله مع الآخرين وكان يبدوا سعيداً ، وابهجني كثيرا ان اعلم انه قد خطب احدى الفتيات ويستعد لإتمام الزواج , وكان من السهل ان ندرك لماذا رفع مستوى تعامله في الحياة.
بالنسبة لبروس فإن رفع مستوى علاقاته في الحياة كان متمركزاً حول أن يصبح أقل انكباباً على ذاته ، ويمكن أن يكون الأمر بالنسبة للآخرين أن يصبحوا أقل دفاعاً عن النفس وأن يصيروا أكثر تسامحاً ، وبالنسبة لي فهناك العديد من النواحي في الحياة التي أريد أن أرفع مستواها. مثلاً: أحاول أن أصبح أكثر صبراً ، وأقل ميلاً لمقاطعة الآخرين ، وأن أصبح أقل انفعالاً وذلك على سبيل الذكر لا الحصر.
لا يوجد جدال حول أن رفع مستويات حياتك – أياً ما يعنيه ذلك لك – سوف يؤدي بك إلى جني الكثير من الفوائد في طبيعة علاقاتك ، وسوف ترى نتائج فورية مقابل كل تغيير إيجابي تقوم بتطبيقه ، ولا يوجد ما يحد مقدار ما تستطيع تغييره: لأن معظمنا لديه العديد من الأمور ليقوم بتصحيحها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|