المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

خسائس صفات الدنيا
5-10-2016
وجوه التّفصيل
2023-11-26
الشاهد
24-4-2022
Cognates
4-3-2022
التوزيع الأفقي للضغط الجوي
الغوص
27-11-2016


الإيجازُ  
  
6042   04:33 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : علي بن نايف الشحود
الكتاب أو المصدر : الخلاصة في علوم البلاغة
الجزء والصفحة : ص22ـــــــ23
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / المعاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-03-2015 9765
التاريخ: 26-09-2015 3439
التاريخ: 26-03-2015 7199
التاريخ: 26-03-2015 17657

هو وضعُ المعاني الكثيرةِ في ألفاظٍ أقلَّ منها، وافيةٍ بالغرضِ المقصودِ، مع الإبانةِ والإفصاحِ، كقوله تعالى :{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (199) سورة الأعراف فهذه الآيةُ القصيرةُ جمعتْ مكارم َالأخلاقِ بأسرها ، وكقوله تعالى :(أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) [الأعراف/54] وكقوله عليه الصلاة والسلام : « إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ »(1) .

فإذا لم تفِ العبارةُ بالغرضِ سميَ إخلالاً وحذفاً رديئاً ،كقول اليشكريِّ (2):

والعيشُ خيرٌ في ظِلا ... لِ النوكِ ممنْ عاَش كدَّا

مرادهُ: أنَّ العيشَ الناعمَ الرَّغدَ في حال الحمقِ والجهلِ، خيرٌ من العيشِ الشاقِّ في حالِ العقلِ، لكنَّ كلامَه لا يعدُّ صحيحاً مقبولاً.

ومثالُ التطويلِ، قول ابن مالكِ في ألفيته (3):

كَذَا إِذَا عَادَ عَلَيْهِ مُضْمَرُ مِمَّا بِهِ عَنْهُ مُبِيناً يُخْبَرُ

أي يجبُ تقديمِ الخبرِ إذا عادَ عليه ضميرٌ من المبتدأِ،

وينقسمُ الإيجازُ إلى قسمينِ: إيجازُ قصرٍ وإيجازُ حذف ِ:

(فإيجازُ القصرِ) «و يسمَّى إيجازَ البلاغةِ» : يكونُ بتضمينِ المعاني الكثيرة ِفي ألفاظَ قليلةٍ من غيرِ حذفٍ، كقوله تعالى : ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) [البقرة/179] ، فإنَّ معناهُ كثيرٌ، ولفظهُ يسيرُ، إذِ المرادُ بأنَّ الإنسانَ إذا علم أنه متى قتلَ قُتلَ امتنعَ عن القتلِ، وفي ذلك حياتُه وحياةُ غيره، لأنَّ القتلَ أنفَى للقتلِ وبذلك تطولُ الأعمارُ، وتكثرُ الذريةُ، ويقبِلُ كلُّ واحدٍ على ما يعودُ عليهِ بالنفعِ، ويتمُّ النظامُ، ويكثرُ العمرانُ ، فالقصاصُ هو سببُ ابتعادِ الناسِ عن القتلِ، فهو الحافظُ للحياةِ.

و كقوله تعالى: {.. وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} (72) سورة الفرقان ،فإنَّ مقتضَى الكرامةِ في كلِّ مقامٍ شيءٌ، ففي مقامِ الإعراض: الإعراضُ، وفي مقامِ النهي: النهيُ، وفي مقام النصحِ: النصحُ، وهكذا.. وهكذا..

وهذا القسْمُ مطمحُ نظرِ البلغاءِ، وبه تتفاوتُ أقدارُهم، حتى أنَّ بعضَهم سُئلَ عن (البلاغةِ) فقال: « هي إيجازُ القصرِ» .

(وإيجازُ الحذفِ) يكونُ بحذف شيءٍ من العبارةِ لا يخلُّ بالفهْم، عند وجودِ ما يدل ُّعلى المحذوفِ، من قرينة لفظيةٍ أو معنويةٍ ،وذلك المحذوفُ إمَّا أنْ يكونَ:

(1)- حرفاً - كقوله تعالى : ( قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا [مريم/20]) - أصلُه: ولم أكنْ

(2)- أو اسماً مضافاً ،نحو قوله تعالى : (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ [الحج/78]) أي: في سبيلِ الله

(3)- أو اسماً مضافاً إليه - نحو قوله تعالى : (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ [الأعراف/142]) أْي: بعشر ليالٍ.

(4)- أو اسماً موصوفاً - كقوله تعالى :(وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) [الفرقان/71]) أي: عملاً صالحاً.

(5)- أو اسماً صفةً - نحو قوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ )[التوبة/125] أي: مضافاً إلى رجسِهم.

(6)- أو شرطاً - نحو قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [آل عمران/31] أي: فإنْ تتبعوني.

(7)- أو جوابَ شرط ٍ- نحو قوله تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [الأنعام/27] أي: لرأيتَ أمراً فظيعاً.

(8)- أو مسنَداً - نحو قوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) [العنكبوت/61] أي: خلقهُنَّ اللهُ.

(9)- أو مسنداً إليهِ - كما في قول حاتم الطائي (4):

أَمَاوِيَّ ما يُغْنِي الثَّرَاءُ عنِ الْفَتَى ... إذا حَشْرَجَتْ يوْماً وضاقً بها الصَّدْرُ

أي إذا حشرجتِ النفسُ يوماً

(10)- أو مُتعلِّقا - نحو قوله تعالى : (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء/23]) أي عمّا يفعلونَ

(11)- أو جملةً - نحو قوله تعالى : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ [البقرة/213]) أي فاختلُفوا: فبعثَ.

(12)- أو جُمَلاً - كقوله تعالى : (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ [يوسف/45، 46]) ،أي فأرسلوني إلى يوسفَ لأستعبرَه الرؤيا، فأرسلوه فأتاه، وقال له: يوسفُ أيها الصِّدِّيقُ .

واعلم أنَّ دواعيَ الإيجازِ كثيرةٌ- منها الاختصارُ، وتسهيلُ الحفظ وتقريبُ الفهم، وضيقُ المقام، وإخفاءُ الأمر على غير السَّامع، والضجرُ والسآمةُ، وتحصيلُ المعنى الكثيرِ باللفظ اليسيرِ - الخ.

ويُستحسنُ «الإيجازُ» في الأمور التالية :

1 ـ الشكرُ على النّعم.2 ـ الاعتذارُ.3 ـ الوعدُ.4 ـ الوعيدُ5 ـ العتابُ.6 ـ التوبيخُ.7 ـ التعزيةُ.8 ـ شكوَى الحالِ.9 ـ الاستعطافُ.10 ـ أوامرُ الملوك ونواهِيهم.

ومرجعكَ في إدراكِ أسرارِ البلاغةِ إلى الذوقِ الأدبيِّ والإحساسِ الروحيِّ .

__________

(1) - أخرجه البخاري برقم(1)

(2) - نقد الشعر - (ج 1 / ص 41)وسر الفصاحة - (ج 1 / ص 75) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 59) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 101)

(3) - شرح ابن عقيل - (ج 1 / ص 240) و ألفية ابن مالك - (ج 1 / ص 1)

(4) -لباب الآداب لأسامة بن منقذ - (ج 1 / ص 38) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 206) ولباب الآداب للثعالبي - (ج 1 / ص 34)وزهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 320)والحماسة البصرية - (ج 1 / ص 138) والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 182)ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 269)والأغاني - (ج 4 / ص 495)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.