حوار أمير المؤمنين عليه السلام مع دهقان من دهاقين الفرس حول تناحس النجوم الطالعات |
1343
10:54 صباحاً
التاريخ: 30-12-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2019
709
التاريخ: 2-1-2020
420
التاريخ: 30-12-2019
1257
التاريخ: 4-1-2020
904
|
عن سعيد بن جبير (1) قال: استقبل أمير المؤمنين عليه السلام دهقان من دهاقين الفرس فقال له - بعد التهنية -:
يا أمير المؤمنين تناحست النجوم الطالعات، وتناحست السعود بالنحوس، وإذا كان مثل هذا اليوم وجب على الحكيم الاختفاء، ويومك هذا يوم صعب، قد اتصلت فيه كوكبان، وانقدح من برجك النيران، وليس لك الحرب بمكان، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ويحك يا دهقان المنبئ بآثار، والمحذر من الأقدار، ما قصة صاحب الميزان، وقصة صاحب السرطان، وكم المطالع من الأسد والساعات في المحركات، وكم بين السراري والذراري؟
قال: سأنظر وأومئ بيده إلى كمه، وأخرج منه أصطرلابا ينظر فيه.
فتبسم علي عليه السلام وقال: أتدري ما حدث البارحة؟ وقع بيت بالصين، وانفرج برج ماجين، وسقط سور سرنديب، وانهزم بطرق الروم بأرمينية، وفقد ديان اليهود بابلة، وهاج النمل بوادي النمل، وهلك ملك إفريقية، أكنت عالما بهذا؟
قال: لا يا أمير المؤمنين.
فقال: البارحة سعد سبعون ألف عالم، وولد في كل عالم سبعون ألفا، والليلة يموت مثلهم، وهذا منهم - وأومى بيده إلى سعد بن مسعدة الحارثي لعنه الله وكان جاسوسا للخوارج في عسكر أمير المؤمنين عليه السلام - فظن الملعون: أنه يقول: خذوه، فأخذ بنفسه فمات، فخر الدهقان ساجدا.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ألم أروك من عين التوفيق؟
قال: بلى يا أمير المؤمنين.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا وأصحابي لا شرقيون ولا غربيون، نحن ناشئة القطب وأعلام الفلك، أما قولك انقدح من برجلك النيران، فكان الواجب عليك أن تحكم لي به إلا علي، أما نوره وضياؤه فعندي، وأما حريقه ولهبه فذاهب عني، وهذه مسألة عميقة احسبها إن كنت حاسبا.
_______________
(1) سعيد بن جبير - بالجيم المضمومة - بن هشام الأسدي الوالبي مولى بني والبة أصله الكوفة نزل مكة تابعي.
عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام زين العابدين " عليه السلام " والعلامة في القسم الأول من خلاصته، روى عن أبي عبد الله " عليه السلام " أنه قال: إن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين " عليه السلام " وكان علي " عليه السلام " يثني عليه، وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الأمر وكان مستقيما، وذكر أنه لما دخل على الحجاج بن يوسف قال له: أنت شقي بن كسير قال: أمي كانت أعرف باسمي سمتني: " سعيد بن جبير "، قال: ما تقول في أبي بكر وعمر هما في الجنة أو في النار؟ قال: لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها، ولو دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها، قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل، قال: أيهم أحب إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي، قال: فأيهم أرضى للخالق قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم، قال: أبيت أن تصدقني قال: بل لم أحب أن أكذبك.
وكان ثقة مشهورا بالفقه والزهد والعبادة وعلم التفسير وكان أخذ العلم عن ابن عباس، وكان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول. أليس فيكم ابن أم الدهماء؟
يعني: سعيد بن جبير، وكان يسمى جهبذ العلماء " بالكسر - أي: النقاد الخبير " وكان يقرأ القرآن في ركعتين، قيل: وما من أحد على الأرض إلا وهو محتاج إلى علمه. قتله الحجاج سنة " ٩٥ " وهو ابن " ٤٩ " سنة ولم يبق بعده الحجاج إلا " ١٥ " ليلة، ولم يقتل أحدا بعده لدعائه عليه حين قتله: " اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي ".
رجال الطوسي ص ٩٠ العلامة ص ٧٩ الكشي ص ١١٠ تهذيب التهذيب ج ٤ ص ١١ سفينة البحار ج 1 ص 621.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|