يحصل العالم على كميات كبيرة من خيوط الحرير الطبيعي كل عام من شرانق ديدان بعض الحشرات حرشفية الأجنحة - بعضها يعيش معيشة برية في الأحراش والغابات والبعض الآخر نصف مستأنس يعيش بعض أطواره معيشة حرة في الأدغال ويقضي بقية عمره في المنازل حيث أماكن التربية التي يعدها له الإنسان. أما القسم الثالث من الحشرات المنتجة للحرير فقد تمكن الإنسان من استئناسها منذ زمن بعيد ومنها يحصل على معظم خيوط الحرير المستخدمة في صناعة الملابس في شتى أنحاء العالم.

وقد كان للمنسوجات المصنوعة من الحرير الطبيعي سوقا رائجة وأهمية كبيره قبل الحرب العالمية الثانية ولكن اكتشاف ألياف الحرير الصناعي، والنايلون حول الأنظار عن إنتاج الحرير الطبيعي وأصاب تجارته في شتي أنحاء العالم بضربة شديدة وذلك لارتفاع أجور العمال اللازمين للقيام بتربية ديدان الحرير وامتصاص فروع الصناعة الأخرى لهم .

وقد اتضح من الإحصائيات الرسمية في السنوات الأخيرة أن إنتاج العالم من الحرير الطبيعي قد هبط إلى نصف إنتاجه من هذه المادة قبل سنة 1942. ومازالت هذه النسبة في تدهور مستمر. ونتج آسيا أكثر من ۷۰ ٪ من جملة إنتاج العالم من الحرير بينما تنتج أوربا القدر الباقي منه ويتركز إنتاج الحرير الآن في الصين والهند واليابان. ويلاحظ أن أي تقدم في مجال الصناعة في هذه البلاد يقابله على الفور انحدار بنفس الدرجة في إنتاج الحرير الطبيعي مما يخلق جوا من القلق وعدم التفاؤل بالنسبة لمستقبل هذا النوع من الإنتاج في العلم. وتبذل الجهود الآن هنا وهناك في سبيل المحافظة على مستوى الإنتاج العالي من الحرير الخام وتوفير الضمانات اللازمة، لزيادة أرباح المنتجين وخلق الوسائل التي تؤدي إلى تشجيعهم على استمرارهم في الإنتاج.