المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4543 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مناظرة معتزلي مع بعضهم في حكم لعن معاوية  
  
456   07:33 صباحاً   التاريخ: 12-12-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج2 ، 61-65
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * سيرة وتاريخ /

قال الحاكم أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي البيهقي (المتوفى سنة 494 ه‍) في معرض حديثه عن معاوية في كتابه (رسالة إبليس): وأنكرت المعتزلة (1) ذلك أشد الإنكار، وقالوا: معاوية باغ ضال، فمرة ضللوه لخروجه على إمام المسلمين، وقتل عمار بن ياسر سيد أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومرة كفروه بإلحاق زياد بأبيه مع نفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنه إياه وادعاء أبيه، وقتل حجر بن عدي (2) صبرا، وأمره حتى سم الحسن (عليه السلام)، ثم تغلب على الدنيا فأظهر الظلم والعناد ومذاهب الإلحاد، وقال النبي (صلى الله عليه وآله): معاوية في تابوت من نار (3)، وقال: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه (4)، وقد لعنه أمير المؤمنين (عليه السلام) في قنوته (5)، وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعمار: تقتلك الفئة الباغية (6) فقتله معاوية (7).

ثم جرى على طريقته السفيانية ، فقتل يزيد (8) - لعنه الله - حسينا (عليه السلام) وشيعته وسبعة عشر من أهل بيته، وسلط على الناس أهل بيت زياد، ومات سكران، وتبعهما المروانية فأظهر الوليد الإلحاد، وقتل هشام زيد بن علي (عليه السلام)، ومات مروان الحمار وهو زنديق، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا، وعباد الله خولا، ودين الله دغلا (9)، وذكروا أن الشجرة الملعونة في القرآن هم بنو مروان (10)، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) لعنهم. إلى أن قال: اجتمع يوما في ناد ناس فجرى ذكر معاوية فمدحه بعض مشايخنا، فقال: هو إمام من الأئمة!! فقال معتزلي وقال: أتقول له وقد فعل وفعل..... يعد معايبه، ونحن ساكتون، ثم أنشأ يقول: قالت: تحب معاوية؟ * قلت: اسكتي يا زانية قالت: أسأت جوابنا * فأعدت قولي ثانية أحب من شتم الوصي * أخا النبي علانية؟ فعلى يزيد لعنة * وعلى أبيه ثمانية (11) ثم قال: قيل لأعرابي أتحب معاوية؟ قال: وجدت معه أربعة (12) إن قلت معها أتحبه؟ لتكفر!! قيل: وما هي؟ قال: قاتل أبوه النبي (صلى الله عليه وآله) مرارا، وقاتل هو وصيه، وقتل ابنه يزيد الحسين بن علي (عليه السلام)، وأخرجت أمه هند كبد عم النبي (صلى الله عليه وآله) حمزة؟ فقال من حضر: لعن الله معاوية. (13) .

_________________

(1) راجع: أحوال معاوية وأراء العلماء فيه في شرح نهج البلاغة لابن الحديد: ج 5 ص 129 - 131، كتاب السبعة من السلف للفيروز آبادي: ص 183 - 223.

(2) هو: حجر بن عدي بن جبلة الكندي، صحابي جليل من شيعة أمير المؤمنين قتل مع أصحابه بأمر معاوية في مرج عذراء من قرى دمشق سنة 51 ه‍، روي عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة، فقالت: ما حملك على قتل أهل عذراء حجر وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين إني رأيت قتلهم صلاحا للأمة وبقائهم فسادا للأمة، فقالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء. (راجع: كنز العمال: ج 11 ص 126 ح 30887 وج 13 ص 586 ح 37509، دلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 457، كتاب السبعة من السلف: ص 220 - 221.

(3) تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 10 ص 58 - 59، وفيه تكملة الحديث (في أسفل درك منها ينادي: يا حنان، يا منان، الآن وقد عصيت قبل وكنت من المعاندين)، وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 217، الغدير للأميني: ج 10 ص 142.

(4) راجع: الغدير للأميني: ج 10 ص 142 - 145، وقد تقدم المزيد من تخريجاته.

(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 2 ص 260 وج 4 ص 79، ينابيع المودة: ص 162 ب 53 وفيه، قال القندوزي: قال نصر بن مزاحم: فكان علي (عليه السلام) بعد التحكيم إذا صلى الغداة والمغرب وفرغ من الصلاة وسلم قال: اللهم العن معاوية، وعمرو بن العاص، وأبا موسى، وحبيب بن مسلمة، وعبد الرحمن بن خالد، والضحاك بن قيس، والوليد بن عقبة. عن وقعة صفين لابن مزاحم: ص 552.

(6) تقدمت تخريجاته [في موضع اخر من الكتاب] .

(7) روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: لما قتل عمار بن ياسر ارتعدت فرائص خلق كثير، وقالوا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عمار تقتله الفئة الباغية، فدخل عمرو بن العاص على معاوية وقال: يا أمير المؤمنين قد هاج الناس واضطربوا، قال: لماذا؟ قال: قتل عمار، فماذا؟ قال: أليس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تقتله الفئة الباغية؟ فقال له معاوية: دحضت في قولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما ألقاه بين رماحنا، فاتصل ذلك بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي قتل حمزة لما ألقاه بين رماح المشركين. راجع: الاحتجاج للطبرسي: ج 1 ص 181 - 182، معاني الأخبار: ج 1 ص 238، المستدرك للحاكم: ج 3 ص 376، بحار الأنوار: ج 33 ص 7، وقعة صفين: ص 343.

(8) جاء في كتاب المعتضد في شأن معاوية بن أبي سفيان وبني أمية، والذي أمر أن يقرأ بعد صلاة الجمعة على المنبر: ومنه إيثاره بدين الله، ودعاؤه عباد الله إلى ابنه يزيد المتكبر الخمير، صاحب الديوك والفهود والقرود، وأخذه البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة والتوعيد والإخافة والتهدد والرهبة، وهو يعلم سفهه ويطلع على خبثه ورهقه، ويعاين سكرانه وفجوره وكفره - إلى أن قال: - ثم من أغلظ ما انتهك، وأعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن علي (عليه السلام) وابن فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع موقعه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومكانه منه ومنزلته من الدين والفضل، وشهادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنة، اجتراء على الله، وكفرا بدينه، وعداوة لرسوله، ومجاهدة لعترته، واستهانة بحرمته، فكأنما يقتل به وبأهل بيته قوما من كفار أهل الترك والديلم، لا يخاف من الله نقمة، ولا يرقب منه سطوة، فبتر الله عمره، واجتث أصله وفرعه، وسلبه ما تحت يديه، وأعد له من عذابه وعقوبته ما استحقه من الله بمعصيته. راجع: تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 10 ص 60 - 61 (في حوادث سنة 284 ه‍).

(9) المستدرك للحاكم: ج 4 ص 479 - 480، مجمع الزوائد: ج 5 ص 241، كنز العمال: ج 11 ص 117 ح 30846 وص 165 ح 31055 - 31057، دلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 507، مسند أحمد بن حنبل: ج 3 ص 80.

(10) راجع: التفسير الكبير للرازي: ج 20 ص 236 - 237، الدر المنثور للسيوطي: ج 5 ص 310، تفسير الطبري: ج 15 ص 77، دلائل النبوة للبيهقي: ج 6 ص 511، مناظرات في الإمامة للمؤلف: ص 93 - 94 (المناظرة: الثالثة عشر).

(11) الشعر للصاحب بن عباد راجع: الكامل البهائي لعماد الدين الطبري: ج 2 ص 215، روضات الجنات: ج 2 ص 30، أعيان الشيعة للأمين: ج 3 ص 359. وقد ذكر الثعالبي في يتيمة الدهر: ج 3 ص 273 مثل هذا الشعر للصاحب في معاوية بن أبي سفيان وهو: ناصب قال لي: معاوية خالك * خير الأعمام والأخوال فهو خال للمؤمنين جميعا * قلت: خال لكن من الخير خالي وذكرهما عنه أيضا في ديوان الصاحب بن عباد: ص 264.

(12) جاء عن الحسن البصري قال: أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه إلا واحدة منهن لكانت موبقة وإثما كثيرا: ادعاؤه الخلافة من غير مشورة، واستخلافه ابنه يزيد، سكيرا بالخمر، وادعاؤه زيادا أنه أخوه، وفي الحديث الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتله حجر بن عدي وأصحابه، فيا ويل له من حجر وأصحاب حجر. ينابيع المودة للقندوزي: ص 162 ب 53، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 2 ص 262.

(13) رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس للجشمي: ص 111 - 115.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.