المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4543 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مناظرة السيد عبد الله الشيرازي (قدس سره) مع بعض العلماء في حكم لعن معاوية ويزيد  
  
405   07:30 صباحاً   التاريخ: 12-12-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج2 ، 65-71
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * سيرة وتاريخ /

قال السيد عبد الله الشيرازي (قدس سره) (1): كان معنا عدد كبير من إخواننا أبناء العامة في محل نزولنا بالمدينة المنورة والذي كان معروفا آنذاك ب‍ بستان الصفا حين حل شهر محرم الحرام وقرب موعد عاشوراء الحسين (عليه السلام) رغبنا في إقامة مجلس عزائه - سلام الله عليه - ولما كان الجانب الذي كان يسكنه أولئك النفر من أبناء العامة واسعا بحيث يفي للغرض عرضنا عليهم الفكرة فاستجابوا بخير وأقمنا المأتم الحسيني، وذات يوم أثناء اجتماعنا مع إخوتنا السنة وفيهم بعض العلماء ورجال الفضل، تداولنا الحديث عن فضائل علي (عليه السلام) ومقاماته، فصدقوا ونقلوا الأحاديث الكثيرة في ذلك عن النبي (صلى الله عليه وآله) مثل قوله: يا علي لحمك لحمي ودمك دمي (2) وما ورد أن المحب لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) محب للنبي ومبغضه مبغضه (3) حتى انجر الكلام بيني وبينهم إلى لعن معاوية، قالوا: لا يجوز!

قلت: ولعن يزيد؟ قالوا: جائز، فإنه قتل الحسين (عليه السلام). قلت: لا بد أن يكون مقتضى مذهبكم هو عدم جواز لعن يزيد، وجواز لعن معاوية. أما جواز لعن معاوية فبمقتضى ما ذكرتم من قول النبي (صلى الله عليه وآله) في حق علي (عليه السلام) وقوله: اللهم عاد من عاداه (4) ومن المسلم أن معاوية بن أبي سفيان عادى عليا أكثر مما يتصور إلى آخر عمره، ولم يتب وأمر بسبه (عليه السلام) في جميع الأمصار، ولم يرفع عنه السب إلى آخر عمره (5).

وأما عدم جواز لعن يزيد فبمقتضى تمامية البيعة له من المسلمين وصيرورته خليفة ومن أولي الأمر، وعندكم إطاعة ولي الأمر واجبة بمقتضى الآية الشريفة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ } [النساء: 59] فمتابعة يزيد وامتثال أمره حتى بالحرب مع الحسين (عليه السلام) وقتله كان واجبا على المسلمين!! وعلى مذاقكم أنه (عليه السلام) خارج على إمام زمانه، ولذا أشاعوا في ذلك الوقت أنه خارجي، وعند ورود أهله وعياله أسارى إلى الشام كانوا يقولون بأنهن أهل بيت الخارجي.

قالوا: كيف يمكن القول بعدم جواز لعن يزيد وعدم جواز سبه، مع أنه فعل ما فعل بالحسين (عليه السلام) وأصحابه وأهل بيته؟

قلت: إن كنتم تلتزمون بجواز لعن يزيد فهذا يدل على أن المقصود من أولي الأمر في الآية الشريفة ليس كل من ولي الأمر ولو بالقوة والسيف كائنا من كان، وإلا كيف يجوز لعنه؟ بل لا بد وأن يكون المقصود الولي الذي عينه الله تبارك وتعالى وأعطاه الولاية، ولا بد من تعيينه من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وقد بينه الله تبارك وتعالى في الكتاب وبينه النبي (صلى الله عليه وآله) في السنة، وهذا لا يتم إلا على مذهب الشيعة والإمامية.

فقال واحد منهم: لا بد في الجواب عن هذا الحديث من المراجعة إلى من هو أعلم منا.

توضيح: أما البيان من الله تعالى ففي قوله عز من قائل: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] حيث إجماع المفسرين بل المسلمين على أن الآية نزلت في شأن علي (6) (عليه السلام) حين تصدق بخاتمه الشريف - وهو راكع - على السائل، ولا يكون المقصود من الولي: المحب لمنافاته مع كلمة إنما الدالة على الحصر، كما ذكر في مبحث الكلام مفصلا، وبينه أيضا في قوله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83] عرف الله تبارك وتعالى أن وصف الولي لا بد أن يكون من شأنه رفع الجهل وحصول العلم للسائلين والمستفتين ومن المعلوم أنه ما كان ولا يكون كذلك غير علي والأئمة من ولده (عليهم السلام) ولذا كان يرجع الخليفة الثاني في المشكلات إلى علي (7) (عليه السلام)، ولم يكن يدعي أبو بكر هذا المطلب، بل صرح ابن حجر وغيره في كتبهم أنه كان يقول: أما في باب الفرائض فارجعوا إلى فلان، وفي باب قراءة القرآن فارجعوا إلى فلان - إلى آخر ما يذكرونه - أما أنا فلتقسيم الأموال وإعطائها لكم. فإذا كان هذا حال الخليفتين الأولين، فكيف حال من بعدهما من الخلفاء الأمويين والعباسيين، وفي زماننا هذا الملوك والسلاطين والأمراء على المسلمين، وكلهم يدعون ولاية الأمر، ويتمسكون هم وأتباعهم بالآية الشريفة في وجوب إطاعتهم ولزوم إنفاذ أمرهم؟ والإيراد المهم والإشكال الأعظم على هذا الأساس أنه عند اختلاف الولاة وتعددهم مثل زماننا هذا، من هو ولي الأمر الذي تجب إطاعته؟ ومن هو الإمام الذي قال النبي (صلى الله عليه وآله) في الحديث المسلم بين الفريقين من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية (8) ونحن لسنا فعلا في مقام بيان هذا المطلب تفصيلا ونكتفي بهذا المقدار، والعاقل تكفيه الإشارة (9).

_________________

(1) هو: آية الله العظمى المرحوم السيد عبد الله بن السيد محمد طاهر الموسوي الشيرازي، أحد الفقهاء الكبار والمراجع العظام، ولد في مدينة شيراز سنة 1309 ه‍، هاجر إلى النجف الأشرف سنة 1333 ه‍، وحضر عند كبار علمائنا الأبرار أمثال السيد أبي الحسن الإصفهاني والشيخ آغا ضياء الدين العراقي، والشيخ النائيني وغيرهم، وبقي في النجف الأشرف حتى عام 1345 ه‍ ثم هاجر إلى مدينة شيراز وتولى فيها الشؤون العلمية والدينية إلى أن اضطرته الظروف آنذاك إلى الهجرة ثانية إلى النجف الأشرف عام 1354 ه‍، وباشر فيها سعيه الدؤب في تدريس بحث الخارج أصولا وفقها، ورعاية الدارسين وتوجيههم حتى هاجر منها في عام 1395 ه‍ واستقر في مدينة مشهد المقدسة قائما فيها بأعباء المرجعية وبمهامه الدينية والعلمية مما أسهم في تطوير الحوزة العلمية في مشهد حتى تخرج على يديه الكثير من علماء الدين، وقد كان (قدس سره) - في أي بلد يحل فيه - يشارك الناس همومهم ويطلع على القضايا المصيرية ويسهم فيها بما يتجاوب فيما يراه من المسؤولية الدينية وتكليفه الشرعي، توفي - عليه الرحمة - في مشهد المقدسة عام 1405 ه‍، من أعماله الخيرية هو تأسيسه المركز الصحي للحوزة العلمية في مدينة مشهد حيث يوفر هذا المركز إلى الآن خدماته الطبية لرجال الدين، ومن مصنفاته وآثاره: 1 - الحاشية على العروة 2 - كتاب القضاء 3 - الاحتجاجات العشرة 4 - رسائل فقهية 5 - تنقيح الأصول 6 - محاضرات في الحج وغيرها. استفدنا هذه الترجمة من كتاب قبس من حياة الإمام الشيرازي .

(2) راجع: فرائد السمطين: ج 1 ص 150 ح 113 وص 332 ح 257، لسان الميزان: ج 2 ص 413 - 414، مجمع الزوائد: ج 9 ص 111، ينابيع المودة: ب 6 ص 50، نظم درر السمطين: ص 79 بتفاوت.

(3) فقد روي عنه أنه قال (صلى الله عليه وآله): من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني، راجع: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني: ج 3 ص 287 - 288 ح 1299، كنز العمال: ج 11 ص 601 ح 32902 وص 622 ح 33024، نظم درر السمطين: ص 101 - 103، وجاء في مجمع الزوائد: ج 9 ص 121: عن ابن عمر قال: بينا أنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ظل بالمدينة ونحن نطلب عليا إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا إلى علي (عليه السلام) وهو نائم في الأرض، وقد اغبر فقال: لا ألوم الناس يكنونك أبا تراب، فلقد رأيت عليا (عليه السلام) تغير وجهه واشتد ذلك عليه فقال: ألا أرضيك يا علي قال: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي، فمن أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع، ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة جاهلية يحاسبه الله بما عمل في الإسلام. رواه الطبراني. وفي فرائد السمطين: ج 1 ص 332 ح 257 في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأم سلمة: فاسمعي واشهدي لو أن عبدا عبد الله ألف عام وألف عام وألف عام بين الركن والمقام ثم لقى الله عز وجل مبغضا لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وعترتي أكبه الله على منخريه يوم القيامة في نار جهنم.

(4) حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) هو أشهر من أن يذكر، فقد ذكرته جل مصادر أهل السنة فمنها على سبيل المثال: كنز العمال: ج 11 ص 332 ح 31662 وص 602 ح 32904 وص 608 ح 32945 - 32951، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: ج 1 ص 231 ح 275 وج 2 ص 5 ح 503 - 593، خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) للنسائي الشافعي: ص 96 ح 79 - 90، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص 56 و59، أسد الغابة لابن الأثير: ج 1 ص 367 وج 2 ص 233 وج 3 ص 92، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ج 1 ص 245 - 258 ح 244 - 250، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص 30 - 34، الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 122 ح 4، ميزان الاعتدال للذهبي: ج 3 ص 294، ذخائر العقبى للطبري: ص 67، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 19 ص 217.

(5) وقد تقدمت المصادر التي تثبت ذلك.

(6) تقدمت تخريجات نزولها في أمير المؤمنين (عليه السلام) [في موضع اخر من الكتاب].

(7) وناهيك قوله غير مرة: لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر، وقوله: لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن، وقوله أيضا: لولا علي لهلك عمر. راجع: المناقب للخوارزمي: ص 96 - 97 ح 97 و98، فرائد السمطين: ج 1 ص 344 - 345 ح 266 و267، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: ج 2 ص 361 - 362، فضائل الخمسة من الصحاح الستة: ج 2 ص 273.

(8) راجع: المعجم الكبير للطبراني: ج 19 ص 388 ح 910، حلية الأولياء لأبي نعيم الاصفهاني: ج 3 ص 224، مجمع الزوائد لأبي بكر الهيثمي: ج 5 ص 218، كنز العمال للمتقي الهندي: ج 1 ص 103 ح 463 و464، الأصول من الكافي للكليني: ج 1 ص 376 - 377 ح 1 - 3، بحار الأنوار للمجلسي: ج 23 ص 78 ح 9، الغدير للأميني: ج 10 ص 359 - 360.

(9) الإحتجاجات العشرة للسيد عبد الله الشيرازي: ص 39 - 42.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.