أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
60928
التاريخ: 31-12-2015
7336
التاريخ: 19-4-2020
2328
التاريخ: 9-4-2022
2025
|
تعد الرياح أحد عناصر المناخ الرئيسة التي حظيت باهتمام بالغ في الدراسات المناخية لما لها من علاقة مع درجات الحرارة والأمطار والضغط الجوي، وتعتبر المنظم للغلاف الجوي وبسببها تحدث كافة الظواهر الجوية ، فهي تعمل على تسوية درجات الحرارة والرطوبة والضغط الجوي بين مكان أخر ، ويظهر أن دراسة عنصر الرياح قد حظيت باهتمام الكثير من الباحثين في علوم أخرى كما أن كثيرا من الموارد الطبيعية والبشرية ونشاطات الإنسان على سطح الأرض تتأثر هي الأخرى بظروف وأحوال الرياح الطقسية والمناخية .
لذا حاولت الدراسات المناخية المعاصرة وخطط التنمية وضع الحلول والمعالجات المناسبة عندما يكون لتغيراتها اثر واضح على أي نشاط أو فعالية يقوم بها الإنسان في مظهر نشاطه العام على سطح الأرض ، فضلا عن تأثير الرياح بتفاعلها مع العناصر الأخرى في راحة الإنسان وصحته سواء أكان التأثير مضرا أم لصالحه ، فالرياح تؤثر في درجة حرارة الهواء التي تؤثر هي الأخرى على درجة حرارة الجسم إذ يؤثر ارتفاعها أو انخفاضها الشديدين في التوازن الحراري(Heat balance) لجسم الإنسان فتؤثر بالنتيجة في مزاجه ومدى نشاطه وقدرته على العمل ومدى تعرضه إلى الأمراض الناتجة عن تغير الظروف الطقسية المحيطة به ، فضلا عن الدور الذي تؤديه الرياح في التلوث البيئي سواء أكان بالعوامل الطبيعية التي تمثل بالعواصف الترابية أم الغبارية، أو تلوث كيماوي بفعل الغازات والأدخنة الناتجة عن عمليات الاحتراق المختلفة داخل المناطق الصناعية والمدن الكبرى وغيرها من مسببات التلوث ، إذ تقوم الرياح بنقلها إلى مناطق مختلفة تبعا لاتجاه هبوبها ، التي تؤثر حين بلوغها درجة التركيز العالي تأثيرا سيئا في صحة الإنسان ، كما حدث في مدينة لندن عام 1902 إذ أدى تلوث جوها بالغازات والأتربة والضباب الأسود إلى مصرع آلاف من سكانها ، وقد تكررت الظاهرة نفسها في المنطقة الصناعية في مدينة دونورا (Donoro) في بنسلفانيا عام 1948، وعلى هذا الأساس اصبح تلوث الهواء من الظواهر الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان وصحته في وقتنا الحاضر .
كما ترتبط الشؤون والأعمال الزراعية ارتباطا وثيقا بخصائص الرياح العامة والمحلية ولا يخفى على أحد اثر الرياح (wind) على النباتات أثناء مراحل نموها المختلفة لذا تعد الرياح من الشروط أو المهام التي تقع على عاتق المختصين بدراسة المناخ الزراعي ِAgricultural Climateِِِِ تحديداً وقد يكون للرياح أهميتها بالنسبة للزراعة نظرا لما لها من آثار نافعة تارة وضارة تارة أخرى ، وهنا يظهر التأكيد على الرياح المحلية اكثر من العامة* منها فهي مؤثرة على الإنتاج ومحسنة له إذا كانت ظروفها مناسبة ، والعكس من ذلك يؤدي إلى تدني الإنتاج وتدميره.
فالرياح على اختلاف أنواعها واتجاهها لها تأثير قوي على المحاصيل الزراعية في المناطق الجبلية والسهول المفتوحة التي تتعرض باستمرار للرياح الشديدة ، ويكون تأثيرها على براعم الأشجار التي تواجه الرياح اكثر من براعم الأشجار في الجانب الأخر وتؤثر أيضا على الأوراق ، فضلا عن إنها تؤدي إلى تساقط الأزهار والثمار أو تكسر الفروع الحاملة للثمار وبالتالي قلة في الإنتاج ، وقد يصل تأثير الرياح إلى قلع الأشجار أو التدمير الكامل للمزارع عندما تصل سرعتها إلى اكثر من 100ميل/ساعة ، كما حصل لكثير من مزارع الموز وقصب السكر في جزر هايتي وكوبا وغيرها من جزر البحر الكاريبي عندما تعرضت إلى تأثير مثل هذه الرياح المدمرة .
كما تسبب الرياح أيضا الدمار للكثير من المحاصيل الحقلية أثناء مراحل نموها وبخاصة مرحلة جني الثمار ، إذ تعمل على ضمور بعض المحاصيل وتكسيرها واضطجاع بعضها الأخر ، ولاسيما محاصيل الحبوب كالقمح والشعير والرز اذ تنكسر سنابلها أو تصاب ببعض الأمراض الناتجة عن اضطجاعها في الماء بعد ريها الخاطئ ، * وعليه لابد من الانتباه إلى طريقة ريها في أيام هبوب الرياح الشديدة ، فضلا عن تأثيرها المدمر أثناء موسم الحصاد . وقد يصاحب الرياح الهابة الأثرية التي تعمل على تلف ثمار الأشجار والنباتات وتغطية أوراقها بالأتربة مما يؤثر في عملية التركيب الضوئي ، ويظهر التأثير بوضوح في مختلف أنحاء القطر العراقي.
ولا يقتصر التأثير السلبي للرياح على الأضرار الميكانيكية التي سبق ذكرها فحسب إنما يتعداها إلى عمليات التلقيح وعلى عمل الحشرات الملقحة ، فضلا عن صعوبة القيام بعمليات رش المبيدات والمواد الكيمياوية لمكافحة الآفات والأمراض عندما تشتد سرعتها، وتأثيرها المباشر وغير المباشر في عملية التبخر/ النتح والإخلال بالتوازن المائي الداخلي الذي تتوقف عليه العمليات الفسلجية لنمو النبات وتقوم الرياح الشديدة السرعة ولاسيما في المناطق الجافة بتعرية التربة وتكوين الكثبان الرملية التي يؤدي زحفها نحو المناطق الرطبة وكلتا الحالتين تؤدي إلى تصحر الأرض وبالنتيجة انخفاض إنتاجيتها وفقر نظامها البيئي كما هو الحال في شرق نهر دجلة ، شمال شرق الحلة والديوانية وشبه الجزيرة العربية.
وعلى الرغم من سلبيات الرياح المباشرة وغير المباشرة في النباتات أو العمليات الزراعية التي أسلفنا ذكرها ، فأنها تمتلك عدة إيجابيات فهي تقوم بنقل حبوب اللقاح بين الأزهار والنباتات المختلفة ونقل البذور ولا سيما البذور ذات الأهداب والشعيرات التي تساعد الرياح على حملها ونقلها من مكان إلى أخر ، فضلا عن استخدام الرياح في عملية التذرية لفصل البذور عن سيقانها كما هو الحال بالنسبة للقمح والشعير ، وتستخدم الرياح كوسيلة رخيصة لرفع المياه من المستويات المنخفضة والآبار عن طريق المراوح الهوائية ، وقد اعتمدت هولندا في زراعتها على هذه الوسيلة ولاسيما في الفترات التي تقل فيها كمية الأمطار، وكذلك استخدامها لأكثر من دولة في العالم كمصدر للطاقة الحركية وفي إدارة الطواحين الهوائية وتوليد الطاقة الكهروريحية .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|