• النقود 

ان العمل المنتج هو العمل الذي يبذل فيه الانسان جهده ، ويختلف ثمن السلعة بمقدار ما يبذل فيها من جهد وان دخل الفرد من العمل المنتج مصادره الفلاحة ويقصد بها الزراعة كمهنة وتليها الصناعة في التدرج بالظهور بنظر المفكر الاسلامي ابن خلدون ثم التجارة ، ان القيمة هي التي قادت ابن خلدون لهذا الامر لأن العمل الانساني المبذول من قبل البشر يخلق قيمة ، وان الدخل صورة النقود التي يعتبرها ابن خلدون وسيلة للتداول على المستوى الدولي مثلما على وسيلة للتداول على المستوى المحلي ، ويمكن ان تكون أداة للإدخار أي انها مستودع للقيمة ، كما يوضح ابن خلدون ان كمية النقود المتواجدة في بلد ما والمستخدمة في التداول لا تتجاوز حاجة المجتمع اليها .

• المنافسة الحرة ومجال تدخل الدولـة 

آراء ابن خلدون في تشجيع المنافسة الحرة وينبذ ابن خلدون الاحتجان (ويعني حجز البضاعة من قبل الدولة أي احتكار الدولة) بين افراد المجتمع وعدم تدخل الدولة في النشاطات الاقتصادية المختلفة معتقداً بأن المنافسة الحرة تؤدي الى توزيع السلع في الأسواق على أكمل وجه وحسب رغبة كل منطقة وذوقها ، وان الأعمال الانتاجية التي تقوم بها الدولة في غير صالح الدولة ولا المجتمع ككل ، ويرى ابن خلدون هذا الامر وهو استنتاج لدور القطاع الخاص في أخذ دوره في المنافسة لتأمين السلع الغذائية والحاجات الأخرى الى المستهلكين لها من افراد المجتمع ... حيث يرى ان تدخل الدولة يبدأ في الشيء البسيط ويزداد يوماً بعد يوم الى ان يصل الى فرض السلع على المجتمع وتحديد أسعار المواد بشكل قسري وهذا يؤدي الى اختلال الأسواق وكساد الاقتصاد ، وان الآثار الضارة لتدخل الدولة وهو جانب ايراد الدولة يوضحها ابن خلدون بعمل مقارنة بين الارباح الذي يمكن الحصول عليها فيما لو تركت هذه الفعاليات للافراد ، يجد ابن خلدون ان لو تركت النشاطات الاقتصادية بيد الافراد لتأخذ دورها في الانتاج والبيع ويكون دور الدولة بأخذ حقها من الضريبة فإن الانتاج سوف يزداد ، اما في حالة الاستيلاء على المحصول من قبل الدولة وتحديد تسعيرة تُعطى للفلاح لكي تأخذ الدولة دورها في البيع تجعل المنتج يعزف عن الانتاج ويصيبه الكدر (عدم الرضا) مما يسبب عدم الاستمرار في الانتاج وتحصل الازمات بسبب عدم الرضا وعدم ممارستهم لنشاطاتهم الانتاجية ، اما لو ترك المنتج ينـتج بالمنافسة فيستطيع البيع بالسعر الذي يحدده السوق ، وبذلك يزيد من انتاجه ويحصل على مورد اكبر وبدورها الدولة تحصل على مورد اقتصادي اعلى من الضريبة وبذلك أثبت ان ترك النشاط الاقتصادي بيد القطاع الخاص أفضل من مساهمة الدولة في وضع يدها على انتاج البياعات (المنتجيـن) . 

• دور الانفاق الحكومي في تحقيق المستوى الحضاري المطلوب

يرى ابن خلدون ان دور الدولة يقتصر على ايجاد حالة التوازن الاقتصادي والذي له أهمية كبيرة في الانفاق الحكومي ودفع عجلة العمران والتطور الحضاري في المجتمعات البشرية ويؤمن هنا بدور الطلب الحكومي في تحريك النشاطات الاقتصادية وتطور المجتمع من مجتمع زراعي الى مجتمع صناعي أكثر تحضراً وأكثر رفاهيةً ، حيث ان الانفاق الحكومي سيخلق دخولاً للرعيـة ، وارتفاع الدخول سيؤدي الى تشجيع المنتجين على زيادة استثماراتهم وإنشاء الصناعات ، كما وينبه ابن خلدون الى مخاطر اكتناز الدولة لإيراداتها الضريبية على مستوى الاستخدام في البلد ، حيث ان هذا الانجاز سيؤدي الى قلة الانفاق وسيحصل الكساد في الأسواق وتضعف الأرباح في المتاجر فيقل الخراج لذلك ، لأن الخراج والجباية تكون عادة من التعاملات .