أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-12-2019
1171
التاريخ: 29-11-2019
1327
التاريخ: 27-11-2019
1490
التاريخ: 27-1-2023
963
|
1- الاتجاه أو التوجه في خطابها الفكري والسياسي إلى العدو أو الخصم السياسي، وقد تتجه إلى الآخر بمعناه العام وفق تحديدها له.
٢- الاختلاف عن الدعاية من حيث كونها لا تسعى إلى الإقناع أو الاقتناع، بل تستهدف القضاء على الخصم بمعنى شل قدراته الفكرية والمعنوية.
أما من حيث غايات التسميم السياسي فيمكن تحديدها في :
١ - تحطيم ايمان الخصم بعقيدته السياسية أو الدينية، أو بعدالة ومشروعية القضية التي يدافع عنها.
٢ - تحطيم التماسك النفسي والإدراكي والعقلي للخصم السياسي أو العقائدي أو الديني، وتمزيق مكونات شخصيته القومية والدينية.
٣- استغلال النجاحات التي يصل إليها الطرف المهاجم والقائم بعملية التسميم السياسي كوسيلة لإضعاف ثقة الطرف الآخر بنفسه وعقيدته.
أما جوهر عملية التسميم السياسي فيمكن القول - انطلاقاً من تحديدنا لهذه العملية - إنها تلك التي يراد بها التأثير على العقول والأفئدة عن طريق التلاعب بعناصر التكوين المعنوي، الأمر الذي يمثل قمة التوجيه السياسي أو المعنوي للخصم وهي تشمل عمليتين متوازيتين هما :
الأولى : زرع أو غرس قيم معينة صحيحة في ذاتها، ثم دفعها تدريجياً في السلم التصاعدي لنظام القيم الفردي أو الجماعي، بحيث ترتفع إلى أعلاه، ومن ثم تفرض على القيم المطلقة أو العليا النزول إلى مراتب اقل أهمية.
ولتوضيح ذلك نضرب مثلا، فلنكن أمام ثوابت مجتمعة إزاء قضية محددة، ولتكن قضية مجتمع احتلت أرضه، وبالتالي فان مطلبه العادل هو تحرير أرضه، وهو يستند في ذلك إلى مبادئ مطلقة وثابتة وشرعية تتأسس على مبادئ العدل وحق مقاومة الاحتلال، وقدسية الأرض ... الخ، وهو منطق ثابت لا يقبل المساومة أو التنازل.
تبدأ عملية التسميم السياسي عبر زرع قيم جديدة لدى طبقات في المجتمع المحكوم: الطبقة المثقفة والنخبة السياسية ... الخ، تدور حول ضرورة الاعتراف بالآخر، وقبول التعايش معه في ظل منطق العصر، وضراوة ما يترتب على الحروب من مآس، وإنها ليست حلا لأي مشكلة، ومزايا السلام والتنمية ... الخ.
وهذه القيم الجديدة في حد ذاتها ليست شيئاً سيئا، بل تعد أمراً مرغوباً فيه، وتمثل في فترة معينة تطلعات المجتمع والإنسان المعاصر، ولكن المشكلة فيما سيأتي بعد.
في مرحلة تالية تتم عملية تضخيم لهذه القيم، وتصعيد تدريجي لها بوعي وعبر وسائل الإعلام والاتصال والتعليم والتنشئة بوجه خاص، وهكذا تتصاعد هذه القيم الجدية شيناً فشيئا إلى أعلى قمة السلم الهرمي للقيم، وعندئذ تحدث عملية إحلال شعورية ولا شعورية، فإذا بهذه القيم الجديدة تحل محل القيم والثوابت القديمة كمحدد للمواقف، وإطار حاكم ومحوري للسياسات والممارسات المختلفة.
وتقود هذه العملية إلى التصادم بين النوعين من القيم، سواء تم ذلك على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي، فلنتصور مفكرا أو موظفا تصاعدت لديه قيم الشهرة والاستهلاك، والكسب السريع دون مجهود حقيقي على حساب قيم الأمانة، والعدل، والحق والشرف ، ... الخ، ماذا يفعل؟، سيكون على استعداد لأن يفعل أي شيء لتحقيق قيمه الجديدة: يسرق، ويرتشي، ويتنازل عن كرامته أو هويته ... الخ.
وعلى المستوى الجماعي فان الأمة أو النخبة التي تخضع لمثل هذه العملية سوف ينتهي بها الأمر إلى أن تمسح ذاكرتها، وتتخلى عن حقوقها الأصلية، ومقدساتها في سبيل حل مشكلاتها الاقتصادية وتحقيق التنمية أو الرفاهية الاقتصادية ... أو حتى توهمها بإمكانية تحقيق ذلك.
الثانية : عبر منطق الدعاية والتوجيه السياسي يتم تسريب أفكار وقيم معينة بحيث تؤدي إلى تصور معين للمواقف يختلف عن حقيقته الفعلية، مما يترتب عليه عند اكتشاف هذه الحقيقة نوع من الصدمة تؤدي إلى شلل نفسي، وبالتالي عدم القدرة على المواجهة لما توجده من تمزيق في الشخصية.
وقد تكون هذه العملية مقدمة لمعركة فعلية، تأتي بعدها عملية الهجوم القتالي ليتحقق النصر بأقل تكلفة، كما قد تكون لاحقة بحيث تكمل الانتصار بالقضاء المطلق على الخصم أو العدو، كوجود ذاتي ذي هوية حقيقية متميزة تجاهد في سبيل التمسك ببقائها الحضاري وليس مجرد البقاء الجسدي والعضوي.
وتتم ممارسة هذه العملية في إطار التسميم السياسي عبر آليتين أو أداتين متكاملتين هما :
أ- أداة التضليل الذي يقوم على التوظيف المخالف للواقع، والسيئ للقيم
السياسية والدينية.
ب - أداة الترويض التي تجعل تلك القيم والمواقف الجديدة ليست مستغربة، وإنما هي مطلوبة ومتسقة مع الإطار أو النظم القائمة بصرف النظر عن طبيعتها الواقعية.
وهكنا يعد التسميم السياسي أحد العمليات أو المقدمات المنطقية التي يعاد من حلالها تشكيل الإطار الذي ينطلق منه الرأي العام في مجتمع معين، بحيث يتم تشكيل ذلك الرأي إزاء القضايا التي تواجهه بشكل يتناسب مع القيم الجديدة التي غرسها، أو تسريبها إلى عقله ووعيه الجماعي أو ذاكرة النخبة المثقفة والقائدة فيه.
فعملية التسميم السياسي بهذا المعنى هي ما تخضع له " الذاكرة " و " الوعي " الجمعي للامة منذ عقدين من الزمن على الأقل في صراعها الممتد مع الكيان الصهيوني، ومؤشرات ذلك وتحليلاته يمكن أن يفرد لها موضعاً آخر. تشويش ومؤثرات أخرى :
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|