المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مواد النشرة- خبر مع صور متحركة
28-9-2020
Confluent Hypergeometric Function of the First Kind
10-6-2019
تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية- إنتاج الخرائط لاستخدامات الأراضي والموارد الطبيعية
30-8-2021
مساحة وتضاريس العراق
27-3-2017
المقريزي
9-2-2017
Free-Fall Acceleration
6-3-2016


الشعر الغنائي  
  
2132   04:50 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1 ص55-56
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015 2922
التاريخ: 22-03-2015 2780
التاريخ: 23-03-2015 12314
التاريخ: 1-04-2015 4237

قضى اليونان بضعة قرون وليس عندهم غير الشعر القصصي، وفيه اخبارهم وآلهتهم وحروبها وعلاقاتها بالبشر. ثم قالوا الشعر الغنائي وقد نضج عندهم نحو القرن السابع قبل الميلاد على إثر الحوادث السياسية والحروب التي قامت بين الاحزاب اليونانية وتغلب فيها الشعب على الاشراف كما تقدم. فهاج الظفر قرائحهم وأعقب ذلك التنازع بين الاسبارطيين والمسينيين وبين يونان آسيا الصغرى وجيرانهم فذاقوا لذة التغلب، فجاش في صدور الشعراء احساس لم يتعودوه من قبل، كما اصاب العرب الحجازيين على إثر خروجهم من سلطة الحميريين، ثم بما قام بينهم من النزاع والحروب في القرون الأولى قبل الإسلام.. فإنها انطقتهم وحركت نفوسهم كما سيجيء.

فأصبح اليونان في القرن السابع قبل الميلاد أهل دولة وتمدن ورخاء، فصاروا في حاجة الى شعراء يحضونهم على الثبات في الحرب او يمدحون بسالتهم ويطرون اعمالهم ويصفون حضارتهم.. فظهر الشعر الغنائي او الموسيقي وفيه المدح والهجاء والحماسة والفخر والرثاء، ووضعوا الاوزان الجديدة له. وطبيعي ان الظفر يبعث على المدح، والموت يولد الرثاء، والحب يستدعي النسيب والغزل. فصار ملوك اليونان وكبراؤهم يقربون الشعراء او الغنائيين لسماع المدح كما فعل العرب في ابان دولتهم، فكثر الشعراء الغنائيون عندهم واستاذهم بندار. وشاع الشعر الغنائي فيهم، فاستغاثوا به عن الشعر القصصي .. كأنهم اشتغلوا بإثارة العواطف والحث على الفضائل عن تقرير الحقائق وسرد الحوادث.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.