تقديم ما تعتقد وسيلة الاعلام (صحافة ورقية او الكترونية او اذاعة او تلفزيون) انه يمثل فوائد إلى المتلقين كالمعلومات الجديدة والتشويق والتسلية.

اما في الدول التي كانت تسمى بالكتلة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفيتي قبل نهايته فكان التركيز على وظيفة الخبر وليس على مفهومه اي ان وظيفة الخبر هي خدمة اهداف طبقات معينة ولهذا لوحظ ان الخبر في تلك الحقبة كان ذا طابع دعائي أيدولوجي سياسي وهذا ما جعله في نظر البعض يفتقد جانباً من مصداقيته بسبب المبالغة والتضخيم وخلط ما هو فني بالأيدولوجي ومع ذلك فان د. فاروق ابو زيد في مؤلفه (فن الخبر الصحفي) تناول دور الخبر في المجتمع الاشتراكي ولم يركز على ماهيته اذ قال (الخبر في المفهوم الاشتراكي هو وسيلة من وسائل تكوين الوعي الاشتراكي وسلاح فعال في الصراع الأيدولوجي وذلك كنتيجة السرعة في انتقال الخبر وفعالية الوسيلة الاعلامية) واضاف ان الاسس التي يقوم عليها الخبر (شروط نشر الخبر) في النظام الاشتراكي وواجبات الصحافة تقوم على الواقعية والارتباط بقضايا المجتمع.

وهناك أيضاً اهمية الحدث او الخبر فالعالم اليوم يتعامل مع كم هائل من الاحداث والاخبار على مدى 24 ساعة ولذلك فان وسائل الاعلام أياً كانت قدراتها لا تستطيع نشر الا كم او عدد من هذه الاحداث او الاخبار وهذا لا يعني ان ما ينشر هو كل المهم ولا يعني عدم اهمية ما لم ينشر فثمة اسباب قد تقدم خبراً او حدثا على اخر فالخبر (المهم) يخضع في جانب مهم منه على تقدير هيئة التحرير او حارس البوابة ليجد طريقه إلى النشر في هذه الوسيلة او تلك فهذه الجهة المسئولة عن الصحيفة او الاذاعة او التلفزيون تقرر ان هذا خبراً جديراً بالنشر لانه يهم اكبر عدد من الجمهور.

وتأخذ طبيعة الحدث او الخبر ان كان محليا او اقليمياً او عالميا اهميتها ولكل من هذه البيئات شروطها وضوابطها في نشر الاخبار التي تهم جمهوراً محلياً داخل البلد والحد او المدينة الواحدة او في اطار دول الاقليم الجغرافي او خبراً يقع في بقعة من العالم تشعر وسيلة الاعلام سواء أكانت محلية او اقليمية او عالمية انه يهم اكبر عدد من متلقيها.

ويعتقد عدد من الباحثين ان الخبر هو ما يصنعه الاعلامي او انه انعكاس لرؤيته او للزاوية التي يرى منها الحدث وان الخبر لابد وان يجمع في ثناياه مادة مؤثرة ومتغيرة ومشوقة باستمرار وتدور غالبا حول الصراع وتحمل عنصر المفاجأة.

وأياً كان تعريف الخبر فانه اصبح اليوم سلعة تتحكم فيها الاسواق الاعلامية وتخضع للصراع والتنافس وهي صناعة لها مرتكزاتها وفي مقدمة هذه المرتكزات وجود اعلامي يتمتع بخصال وخصائص وقدرات تستطيع التقاط فكرة الخبر الجوهرية وشم رائحتها بها يمكنه من تحقيق السبق الصحفي.