أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2017
784
التاريخ: 22-03-2015
1701
التاريخ: 16-12-2018
7208
التاريخ: 17-12-2018
7714
|
... صرح بعض العامة بأن الصبيان يسألون أيضا، واختلفوا في الأنبياء فقيل إنهم يسألون وقيل لا لأن السؤال على ما ورد في الحديث عن ربه وعن دينه وعن نبيه ، ولا يعقل السؤال عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من نفس النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
وفيه ان ذلك لا يدل على عدم السؤال مطلقا، بل عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
ولا يجري ذلك أيضا في نبي على ملة نبي آخر، والذي يظهرمن قواعد العدلية وظواهر النصوص الواردة في الباب أنه إنما يسأل في القبر المكلف الكامل دون الصبي والمجنون بل المستضعف ، وأما الأنبياء و الأئمة فالأولى عدم التعرض لذلك نفيا أو إثباتا لعدم ورود نص صريح فيه، وعدم تعرض أحد من علمائنا السابقين له، وإن كان المفهوم من فحوى الأخبار الدالة على عدم سؤال من لقن، وما دل على أنه يسأل وهو مضغوط، وما دل على رفعة شأنهم العدم.
وروى العامة أيضا في كتبهم عن أبي إمامة الباهلي أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: إذا مات أحدكم وسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على قبره، وليقل يا فلان ابن فلانة يسمع و لايجيب، ثم يقول يا فلان ابن فلانة الثانية فيستوي قاعدا، ثم ليقل يا فلان ابن فلانة فإنه يقول أرشدنا يرحمك اللّه، فيقول اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا اللّه و ان محمدا عبده و رسوله، وأنك رضيت باللّه ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، وبالقرآن كتابا، فإن منكرا و نكيرا يتأخر كل واحد منهما.
فيقول انطلق فما يقعدنا عند هذا وقد لقن حجته، فقال يا رسول اللّه فإن لم يعرف أمه، قال فلينسبه إلى حواء، وظاهر الحديث أن السؤال لا يكون لمن يلقن.
وقد قال بذلك الشهيد رحمه اللّه منا. وقال الصدوق في رسالة العقائد: اعتقادنا في المسائلة في القبر انها حق لا بد منها ، فمن أجاب بالصواب فاز بروح و ريحان في قبره و بجنة نعيم في الآخرة، ومن لم يأت بالصواب فله نزل من حميم في قبره وتصلية جحيم في الآخرة.
وأكثر ما يكون عذاب القبر من النميمة و سوء الخلق والاستخفاف بالبول، وأشد ما يكون عذاب القبر على المؤمن مثل اختلاج العين أو شرطة حجام، ويكون ذلك كفارة لما بقي عليه من الذنوب التي تكفرها الهموم و الغموم و الأمراض و شدة النزع عند الموت، ثم ذكر فعل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مع فاطمة بنت أسد عند موتها ...
وقال الشيخ المفيد رحمه اللّه في شرحه: جاءت الأخبار الصحيحة عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن الملائكة تنزل على المقبورين فتسألهم عن أديانهم ، وألفاظ الأخبار بذلك متضافرة، فمنها ان ملكين للّه تعالى يقال لهما ناكر و نكير ينزلان على الميت فيسألانه عن ربه و نبيه و دينه وإمامه، فإن أجاب بالحق سلماه إلى ملائكة النعيم، وإن أرتج عليه سلماه إلى ملائكة العذاب. وقيل في بعض الأخبار إن اسمي الملكين اللذين ينزلان على المؤمن مبشرو بشير، و قيل انه سمي ملكا الكافر ناكرا و نكيرا لأنه ينكر الحق و ينكر ما يأتيانه به و يكرهه، وسمي ملكا المؤمن مبشرا و بشيرا لأنهما يبشرانه من اللّه تعالى بالرضا و الثواب المقيم، وإن هذين الاسمين ليسا بلقب لهما وإنهما عبارة عن فعلهما، وهذه أمور يتقارب بعضها من بعض ولا يستحيل معانيها و اللّه أعلم بحقيقة الأمر فيهما.
وقد قلنا ... إنما ينزل الملكان على من محض الإيمان محضا، ومحض الكفر محضا، ومن سوى هذين فيلهى عنه. ... ولا ينزل الملكان إلا على حي، ولا يسألان إلا من يفهم المسألة و يعرف معناها ، وهذا يدل على أن اللّه تعالى يحيي العبد بعد موته للمسائلة، ويديم حياته بنعيم إن كان يستحقه أو بعذاب إن كان يستحقه.
والغرض من نزول الملكين ومساءلتهما العبد أن اللّه تعالى يوكل بالعبد بعد موته ملائكة النعيم و ملائكة العذاب، وليس للملائكة طريق إلى مايستحقه إلا بإعلام اللّه تعالى ذلك لهم، فالملكان اللذان ينزلان على العبد أحدهما من ملائكة النعيم و الآخر من ملائكة العذاب، فإذا هبطا لما و كلا به استفهما حال العبد بالمسألة، فإن أجاب بما يستحق النعيم قام بذلك ملك النعيم و عرج عنه ملك العذاب، وإن ظهرت فيه علامة استحقاق العذاب وكّل به ملك العذاب و عرج عنه ملك النعيم، وقد قيل إن الملائكة الموكلين بالنعيم و العقاب غير الملكين الموكلين بالمساءلة، وإنما يعرف ملائكة النعيم وملائكة العقاب ما يستحقه العبد من جهة ملكي المسائلة فإذا سألا العبد و ظهر منه ما يستحق به الجزاء تولى منه ذلك ملائكة الجزاء،و عرجا ملكا المسائلة إلىمكانهما من السماء،و هذا كله جائز و لسنا نقطع بأحد القولين دون صاحبه، إذ الأخبار فيه متكافئة و العادة لنا في معنى ما ذكرناه الوقف و التجويز.
وإنما وكل اللّه تعالى ملائكة المسائلة و ملائكة العذاب و النعيم بالخلق تعبدا لهم بذلك، كما وكّل الكتبة من الملائكة بحفظ أعمال الخلق وكتبها ونسخها و رفعها تعبدا لهم بذلك، وكما تعبد طائفة من الملائكة بحفظ بني آدم، وطائفة منهم بإهلاك الأمم، وطائفة بحمل العرش، وطائفة بالطواف حول البيت المعمور، وطائفة بالتسبيح، وطائفة بالاستغفار للمؤمن ثم قال و طريق مسائلة الملكين الأموات بعد خروجهم من الدنيا هو السمع و طريق العلم برد الحياة إليهم عند المسائلة هو العقل، إذ لا تصح مسائلة الأموات واستخبار الجمادات، وإنما يحسن الكلام للحي العاقل لما يكلم به و تقريره و إلزامه بما يقدر عليه، مع انه قد جاء في الخبر أن كل مسائل ترد إليه الحياة عند مساءلته ليفهم ما يقال له فالخبر بذلك أكد ما في العقل و لو لم يرد خبر بذلك لكفى حجة العقل فيه.
وقال في موضع آخر من شرح العقائد: الذي ثبت من الحديث في هذا الباب أن الأرواح بعد الأجساد على ضربين، منها ما ينقل إلى الثواب والعقاب، ومنها ما يبطل فلا يشعر بثواب ولا عقاب.
وقد روي عن الصادق عليه السّلام ما ذكرناه في هذا المعنى و بيناه فسئل عليه السّلام عمن مات في هذه الدار أين تكون روحه، فقال عليه السّلام من مات و هو ما حض للإيمان محضا أوما حض للكفر محضا نقلت روحه من هيكله إلى مثله في الصورة وجوزي بأعماله إلى يوم القيامة، فإذا بعث اللّه من في القبور أنشأ جسمه و ردّ روحه إلى جسده و حشره ليوفيه أعماله فالمؤمن ينتقل من جسده إلى مثل جسده في الصورة فيحل في جنات من جنات الدنيا يتنعم فيها إلى يوم المآب، والكافر تنتقل روحه من جسده إلى مثله بعينه ويجعل في نار فيعذب بها إلى يوم القيامة.
وشاهد ذلك في المؤمن قوله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي } [يس: 26، 27] الآية.
وشاهد ما ذكرناه في الكافر قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: 46] فأخبر سبحانه أن مؤمنا قال بعد موته و قد أدخل الجنة يا ليت قومي يعلمون، وأخبر أن كافرا يعذب بعد موته غدوا و عشيا و يوم تقوم الساعة يخلد في النار، والضرب الآخر ما يلهى عنه ويعدم نفسه عند فساد جسمه، فلا يشعر بشيء حتى يبعث و هو من لم يمحض الإيمان محضا ولا الكفر محضا.
وقد بيّن اللّه تعالى ذلك عند قوله: {إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا} [طه: 104] فبيّن أن قوما عند الحشر لا يعلمون مقدار لبثهم في القبور،حتى يظن بعضهم ان ذلك كان عشرا.
ويظن بعضهم أن ذلك كان يوما وليس يجوز أن يكون ذلك من وصف من عذب إلى يوم بعثه ، لأن من لم يزل منعما أو معذبا لا يجهل عليه حاله فيما عومل به ، ولا يلتبس عليه الأمر في بقائه بعد وفاته.
وقد روي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال: إنما يسأل في قبره من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا، فأما ما سوى هذين فإنه يلهى عنه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|