المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4543 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
باحري الموظفون والحياة الاجتماعية في عهد حتمس الاول.
2024-06-27
حالة البلاد عند تولي حور محب.
2024-06-27
التعليق على حور محب.
2024-06-27
الصلاة للملك حور محب.
2024-06-27
حور محب وإصلاح المعابد؟
2024-06-27
العيد في الأقصر.
2024-06-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


بقاء الروح في العالم البرزخي  
  
1130   01:04 صباحاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 2، ص371 - 375
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الموت و القبر و البرزخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2018 1537
التاريخ: 17-4-2018 731
التاريخ: 18-12-2018 1265
التاريخ: 9-08-2015 1057

 ورد ذلك في آيات متكاثرة وروايات متواترة، قال اللّه تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171].

وقال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ } [البقرة: 154].

و قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99، 100] ، وقد تظافرت الأخبار من الخاصة والعامة أن الروح بعد مفارقتها البدن تتعلق بأجسام‌ لطيفة في غاية اللطافة كأجسام الملائكة و الجن مشابهة للأبدان العنصرية تتعيش بها وتطيروا روى الشيخ المفيد بإسناده عن يونس بن ظبيان قال كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام ‌فقال : ما تقول الناس في أرواح المؤمنين بعد موتهم. قلت يقولون في حواصل طيور خضر. فقال سبحان اللّه المؤمن أكرم على اللّه من ذلك إذا كان ذلك يعني الاحتضار أتاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وسلّم و علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام ومعهم ملائكة اللّه عز و جل‌ المقربون، فإن انطق اللّه لسانه بالشهادة له بالتوحيد للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالنبوة و الولاية لأهل ‌البيت، شهد على ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الملائكة المقربون معهم، وإن اعتقل لسانه خص اللّه نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعلم ما في قلبه من ذلك فشهد به وشهد على شهادة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام و من حضر معهم من الملائكة فإذا قبضه اللّه إليه صيّر تلك الروح إلى الجنة في صورة كصورته، فيأكلون ‌ويشربون فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصور التي كانت في الدنيا.

وروى الصدوق في الأمالي : انه لما اسري بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مرّ على شيخ قاعد تحت‌ شجرة وحوله أطفال فقال رسول اللّه من هذا الشيخ يا جبرائيل قال هذا أبوك إبراهيم عليه السّلام. قال فما هؤلاء الأطفال حوله قال هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذيهم.

وروى القمي في تفسيره عن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام قال: إن أطفال شيعتنا من المؤمنين تربيهم فاطمة.

وهذه الأخبار الثلاثة يمكن حملها على تجسم الروح و يمكن حملها على الجسد المثالي، ولكن أكثر أخبار الباب ظاهرها الجسد المثالي نحوها أخبار أخرى ... [و] قد روي في ارشاد الدليمي و البصائر و غيرهما ان أمير المؤمنين أرى أبا بكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعد موته أن الحسن أرى بعض أصحابه أمير المؤمنين أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رأى ابراهيم عليه السّلام و جملة من الأنبياء في المعراج أن أمير المؤمنين رأى يوشع ابن نون ، وأن الصادق عليه السّلام رأى الباقر عليه السّلام بعد موته.

وورد رؤية جماعة من ‌أعدائهم بعد موتهم معذبين ونحو ذلك أخبار كثيرة ذكرناها في رسالتنا تسلية الفؤاد في ‌أحوال الموت و المعاد  ، وهي يمكن حملها على أحد الوجهين المتقدمين و على ‌الأجساد الأصلية فإن الشيخ المفيد و جملة من المتكلمين و المحدثين من الإمامية قد ذهبوا إلى أن الأنبياء و الأئمة عليهم السّلام ينقلون بأجسادهم و أرواحهم بعد الموت من الأرض إلى‌ السماء، فيتنعمون في أجسادهم التي كانوا فيها في الدنيا ، وحملوا رؤية النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‌ الأنبياء ليلة المعراج على ذلك. ونحو ذلك الأخبار الدالة على مسخ بني أمية بعد الموت ‌وزغا فإنها تحتمل الأمور الثلاثة، وإن كان احتمال الأجساد الأصلية أظهر فيها.

وروى البرسي في مشارق الأنوار عن الفضل بن شاذان من كتاب صحائف الأبرار أن‌ أمير المؤمنين عليه السّلام اضطجع في نجف الكوفة على الحصى فقال قنبر: يا مولاي ألا أفرش لك ثوبي تحتك ، فقال : لا إن هي إلا تربة مؤمن أو مزاحمته في مجلسه، فقال‌ الأصبغ: أما تربة مؤمن فقد علمنا أنها كانت أو ستكون، فما معنى مزاحمته في مجلسه، فقال: يا بن نباتة في هذا الظهر أرواح كل مؤمن و مؤمنة في قوالب من نور على منابر من‌ نور.

وروى الحسن بن سليمان في كتاب المختصر عن الأصبغ بن نباتة أن أمير المؤمنين عليه السّلام خرج من الكوفة و مرّ حتى أتى الغريين فجازه فلحقناه و هو مستلق على‌ الأرض بجسده ليس تحته ثوب فقال له قنبر: يا أمير المؤمنين ألا أبسط ثوبي تحتك، قال ‌لا هل هي إلا تربة مؤمن أو مزاحمته في مجلسه. قال الأصبغ: تربة مؤمن قد عرفناها كانت أو تكون، فما مزاحمته في مجلسه. فقال: يا ابن نباتة لو كشف لكم لرأيتم أرواح‌ المؤمنين في هذا الظهر حلقا يتزاورون و يتحدثون، إن في هذا الظهر روح كل مؤمن ‌وبوادي برهوت نسمة كل كافر. ومن الكتاب المذكور عن الصادق عليه السّلام قال: إن أرواح المؤمنين يرون آل محمد في جنان رضوى، فتأكل من طعامهم و تشرب من شرابهم وتحدث معهم في مجالسهم حتى‌ يقوم قائمنا أهل البيت، فإذا قام قائمنا بعثهم اللّه و أقبلوا معه يلبون زمرا فزمرا، فعند ذلك ‌يرتاب المبطلون و يضمحل المنتحلون و ينجو المقربون.

ومن كتاب الشفاء و الجلاء عن علي بن الحسين عليهما السّلام قال: إن المؤمن ليقال‌ لروحه و هو يغسّل أيسرّك أن ترد إلى الجسد الذي كنت فيه، فتقول ما أصنع بالبلاء والخسران والغم.

وروى ثقة الإسلام في الكافي عن أبي الحسن عليه السّلام قال: إن الأحلام لم تكن فيما مضى في أول الخلق وإنما حدثت، فقلت و ما العلة في ذلك، فقال إن اللّه عز و جل بعث ‌رسولا إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة اللّه و طاعته فقالوا إن فعلنا ذلك فما لنا فما أنت‌ بأكثرنا مالا ولا أعزنا عشيرة، فقال إن أطعتموني أدخلكم اللّه الجنة و إن عصيتموني‌ أدخلكم اللّه النار، فقالوا وما الجنة و النار، فوصف لهم ذلك فقالوا متى نصير إلى ذلك، فقال إذا متم، فقالوا لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما و رفاتا فازدادوا له تكذيبا و به استخفافا، فأحدث اللّه عز و جل فيهم الأحلام فأتوه فأخبروه بما رأوا و أنكروا من ذلك، فقال إن اللّه عز ذكره أراد أن يحتج عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متم و إن بليت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتى تبعث الأبدان.

وروى البرقي في المحاسن في الصحيح عن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام قال: قال‌

لي يا أبا محمد إن الميت منكم على هذا الأمر شهيد، قلت و إن مات على فراشه، قال و إن ‌مات على فراشه حي عند ربه يرزق.

وعن عبد اللّه بن سليمان عن الباقر عليه السّلام قال سألته عن زيارة القبور، قال: إذا كان‌ يوم الجمعة فزرهم فإنه من كان منهم في ضيق وسع عليه ما بين طلوع الفجر إلى طلوع ‌الشمس، يعلمون بمن أتاهم في كل يوم، فإذا طلعت الشمس كانوا سدى أي مهملين غير معذبين، قلت فيعلمون بمن أتاهم فيفرحون به، قال نعم و يستوحشون له إذا انصرف‌ عنهم.

وروى الكليني في الصحيح عن الصادق عليه السّلام قال: إن المؤمن ليزور أهله فيرى‌

ما يحب و يستر عنه ما يكره، وإن الكافر ليزور أهله فيرى ما يكره و يستر عنه ما يحب. قال ‌ومنهم من يزور كل جمعة و منهم من يزور على قدر عمله.

وعن أبي بصير عن الصادق عليه السّلام قال: ما من مؤمن ولا كافر إلا وهو يأتي أهله‌

عند زوال الشمس، فإذا رأى أهله يعملون بالصالحات حمد اللّه على ذلك، وإذا رأى ‌الكافر أهله يعملون بالصالحات كانت عليه حسرة.

وعن إسحاق بن عمار عن أبي الحسن عليه السّلام الأول قال: سألته عن الميت يزور

أهله قال نعم. فقلت في كم يزور. قال: في الجمعة و في الشهر و في السنة على قدر منزلته. فقلت: في أي صورة يأتيهم. قال: في صورة طائر لطيف يسقط على جدرهم‌ ويشرف عليهم، فإن رآهم بخير فرح و إن رآهم بشر حزن و اغتم.

وعنه عليه السّلام: انهم ‌يزورون أهلهم على قدر فضائلهم، منهم من يزور في كل يوم، ومنهم من يزور في كل‌ يومين، ومنهم من يزور في كل ثلاثة أيام، وأدناهم منزلة يزور كل جمعة، قال: قلت في ‌أي ساعة. قال عند زوال الشمس، ومثل ذلك. قال قلت في أي صورة. قال: في صورة العصفور أو أصغر من ذلك، يبعث اللّه عز و جل معه ملكا فيريه ما يسره ويستر عنه ما يكره، فيرى ما يسره و يرجع إلى قرة عين. وعن عبد الرحيم القصير قال قلت له المؤمن يزور أهله. فقال نعم يستأذن ربه فيأذن‌ له، فيبعث معه ملكين فيأتيهم في بعض صور الطير يقع في داره، ينظر إليهم و يسمع‌ كلامهم.

وعن أحمد بن عمر رفعه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قلت له إن أخي ببغداد وأخاف أن يموت بها، قال ما تبالي حيثما مات إنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض و غربها إلا حشر اللّه روحه إلى وادي السلام، فقلت و أين وادي السلام، قال ظهر الكوفة. أما اني‌ كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون.

وعن أبي بصير قال سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام عن أرواح المؤمنين فقال: في حجرات‌

الجنة يأكلون من طعامها و يشربون من شرابها و يقولون ربنا أقم لنا الساعة و أنجز لنا ما وعدتنا و ألحق آخرنا بأولنا.

وفي رواية أخرى قال سألته عن أرواح المشركين، فقال في‌ النار يعذبون يقولون ربنا لا تقم لنا الساعة و لا تنجز لنا ما وعدتنا و لا تلحق آخرنا بأولنا.

وعن الصادق عليه السّلام قال: إذا مات الميت اجتمعوا عنده يسألونه عمن مضى و عمن‌

بقي، فإن كان مات و لم يرد عليهم قالوا قد هوى، و يقول بعضهم لبعض دعوه حتى يسكن‌ مما مر عليه من الموت.

وعنه عليه السّلام قال: إن أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون‌ عليها، يقولون ربنا لا تقم لنا الساعة و لا تنجز لنا ما وعدتنا و لا تلحق آخرنا بأولنا. ونحو هذه الأخبار أخبار كثيرة تدل على بقاء الروح بعد الموت منعمة أو معذبة، ويلهى عنه إن‌ كان من المستضعفين.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.