المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2771 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

فقدان الاحساس بالأمومة
12-1-2016
سرقسطة وخواصها
5-4-2022
التأثيرات الجلدية لدواء الكاربامازبين
2024-05-16
التمثيلُ في الآية (26-27) من سورة البقرة
11-10-2014
شرح الدعاء (السادس والعشرون) من الصحيفة السجّاديّة.
2023-10-18
هل البراغيث ناقلة للأمراض؟
15-4-2021


النحو والنحاة في الاندلس والمغرب  
  
2290   02:09 صباحاً   التاريخ: 4-03-2015
المؤلف : محمد الطنطاوي
الكتاب أو المصدر : نشأة النحو وتا ريخ اشهر النحاة
الجزء والصفحة : ص153- 157
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة الاندلسية / أهم نحاة المدرسة الاندلسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015 1508
التاريخ: 4-03-2015 2060
التاريخ: 29-03-2015 2801
التاريخ: 4-03-2015 1770

إن بلاد الأندلس والمغرب في هذا الحين قد كثر فيهما علماء النحو الذين دوَّى ذكرهم في كتبه، لأنهم نشئوا بعد نضوجه واستكمال مذهبهم الخاص الذي تقدم شرحه وبعض مسائل منه، وقد خدموا هذا العلم بمصنفاتهم التي أعاضت النحو معظم ما فقده من كارثة بغداد الصماء لتوافر رغبتهم فيه وقدسية منزلته في نفوسهم، بل إن منهم من وقف بحثه ونشاطه عليه كابن عصفور وابن الضائع وغيرهما، فاكتسب النحو منهم قوة ساعدته على استطالة عمره بعد عوامل الفناء التي أصابته بإبادة كثير من كتبه وبفترة الخمول التي خيمت على علمائه من أعاصير اضطرابات المشرق وما تولد عنها مدة طويلة.

ولقد سبق لك أن النحو أوفى على الغاية في هذه البلاد هذا العصر "القرن السابع"، وكان عندهم شارة النبغ والفوق، وأن عنوان عرفانه وسمة الرسوخ فيه استظهار كتاب سيبويه، لأن له المكانة السُّمْيا عندهم، فمن لم يشتهر به فعلمه مطروح مهما حصل، ولذا كانوا يقولون عن أحمد بن عبد النور النحوي المعروف المتوفى سنة 702هـ، إنه لا يعرف شيئا، ولا دهشة من هذا الحال عندهم لأن النهضة الأندلسية في النحو هبت مصاحبة الكتاب عندهم، فللكتاب اليد الطولي في كونها وإنمائها والابقاء عليها، ولها فضل إكبارهم منزلة الكتاب عندهم والاحتفاظ به كأنفس ذخيرة لديهم. هذا؛ وعند الاعتبار والتبصر يجب أن يدرك أن ذلك إيذان بأفول نجمه من هذه البلاد، وهذا ما حدث فإنه ما تم أمر إلا بدا في النقصان، فقد اتفق أن شب ضرام الاضطرابات في البلاد وقد استولى على ملك الأندلس بنو الأحمر الذين يؤثرون الأدب على النحو والناس على دين ملوكهم، فدعا ذانك الأمران علماء النحو في البلاد إلى الاستشراف إلى القطرين "مصر والشام" وصاروا ينزحون إليهما زرافات ووحدانا إلى أن بلغ الشر أناه، وتفرق ملوك بني الأحمر شيعا واستعدى بعضهم على بعض ملوك الإفرنج فقضوا عليهم القضاء الأخير في حادث تقشعر منه الجلود وسقطت آخرة حواضر الأندلس "غرناطة" على يد فرديناند سنة 897هـ، ونكل الإفرنجة بالمسلمين، ومثلوا بتراثهم العلمي في غرناطة الصورة الكريهة التي

ص153

ارتكبها المغول في بغداد "وما أشبه الليلة بالبارحة" ففر جل من بقي من العلماء إلى القطرين كما سبق.

وفي الحق أنه لولا العلماء الذين جلوا إلى القطرين من بلاد المغرب ومعهم أغلب مؤلفاتهم لفات العالم العربي من هذا العلم قسط كبير، وهاك بعض المشهورين منهم مرتبين باعتبار سني وفياتهم:
1- الأندلسي:

هو أبو محمد القاسم علم الدين اللورقي بن أحمد، ولد بمرسية وتردد إلى بلنسية، وفيهما أخذ النحو عن ابن شريك وابن نوح وغيرهما ولقي الجزولي، وورد مصر، ثم اتجه إلى دمشق فسمع من تاج الدين الكندري كتاب سيبويه وغيره، ودفعه طموحه إلى علماء بغداد فجلس في حلقة أبي البقاء العكبري، وعاد إلى حلب واستوطن الشام، والتف الناس حوله ينهلون من معارفه إذ كان موطأ الأكناف حسن البزة، كما انتفعوا بمؤلفاته الكثيرة، منها في النحو: شرح مقدمة الجزولي، وشرح المفصل، توفي بدمشق سنة 661هـ.(1)

2- ابن عصفور:

هو أبو الحسن علي بن مؤمن الإشبيلي، أخذ عن الدباج والشلوبيني، وكان أصبر الناس على المطالعة، بيد أنه وقف عنايته على النحو فما لبث أن توحد بحمل راية النحو في بلاد الأندلس التي تجول فيها كثيرا، وحدثت جفوة بينه وبين الشلوبيني، وله مصنفات منها: المقرب وشرحه لم يتم، ومختصر المحتسب لابن جني، وثلاثة شروح على الجمل الكبيرة للزجاجي، كان رقيق الدين، جلس آخر حياته في مجلس شراب رمي بالنارنج إلى أن مات سنة 663هـ.(2)

3- ابن مالك:

هو أبو عبد الله محمد جمال الدين بن عبد الله الطائي، ولد بجيان "بلد بالأندلس" وسمع من الشلوبيني أياما، ثم ورد المشرق حاجا، ثم استوطن الشام فسمع بدمشق من السخاوي، وبحلب من ابن يعيش الحلبي، ثم تصدر لإقراء العربية في حلب مدة فدمشق التي توطنها، فأتى بما أعجز الأوائل لقوة حافظته، فكان يستشهد بالقرآن، فإن لم يجد فالسنة، فإن لم يجد فأشعار العرب التي كان في استذكارها نسيج وحده، وصنف مؤلفات نظما ونثرا تشهد له بالتفوق على من تقدم، وجمع بعضهم أكثرها في نظم ذكره السيوطي في البغية، ولنقتصر

ص154

هنا على النحوية، فمن النظم "الكافية الشافية" استوعب فيها كل ما سمعه وشرحها و"الألفية" وهي ملخص الكافية طبقت شهرتها الآفاق، وترجمت إلى لغات، وعليها شروح كثيرة استقرأها كشف الظنون، ومن شروحها شرح ابن الناظم، وشرح المرادي، وشرح ابن عقيل، وشرح الأشموني، وسنذكر عنهما نبذة عند الكلام على ترجمة مؤلفيها، ومن النثر "الفوائد" و"تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد"، ولا غرو أن طلاب اللغة العربية مدينون لهذا الإمام الذي أسدى هذه الذخائر، فما أحراه بكتاب منفرد، فيه التعريف بحياته ومؤلفاته وما فيها بالتفصيل، نعم إن المحسن لا يضيع عمله عند الله فقد جعل الله لابن مالك لسان صدق فيمن بعده، فمؤلفاته وأقواله تناقلتها العلماء في كتبهم مشارقة ومغاربة، فالرضي القريب منه زمنا وهو من المشارقة نقل عنه في شرحه الكثير من مقاله، والمغاربة ومن في القطرين اتبعوه واعتمدوا عليه فكان قطب دائرتهم.
هذا؛ والغريب من ابن خلكان الذي كان يشيعه إلى بيته بعد صلاة كل يوم تعظيما له ألا يترجم له في وفيات الأعيان، توفي رحمه الله بدمشق سنة 672هـ.
4- ابن الضائع:

هو أبو الحسن علي بن محمد الإشبيلي الكتامي، لازم الشلوبيني وأخذ عنه كتاب سيبويه بين قراءة وسماع، ثم فاق أترابه وأبدع في التصنيف، له شرح على سيبويه جمع فيه بين شرحي السيرافي وابن خروف مع الاختصار الحسن، وله مشكلات عجيبة أبداها في كتاب سيبويه سبق الإلماع إليها في الكلام على علم النحو وعلمائه في الأندلس والمغرب في المطلب الأول، وشرح على الجمل الكبيرة للزجاجي، وكان لا يعتمد في الاستشهاد على الحديث مخالفا سنة ابن خروف في التعويل عليه، توفي سنة 680هـ.

5- ابن أبي الربيع:

هو أبو الحسين عبيد الله بن أحمد الإشبيلي، تلقى عن الدباج والشلوبيني ولم يكن في طلبة الشلوبيني أنجب منه، ثم هاجر من إشبيلية بعد استيلاء الإفرنجة عليها إلى سبتة وتوطنها، ووقعت مناظرة بينه وبين مالك بن المرحل هل يقال: "كان ماذا؟" ونتج عنها مهاجاة بينهما مقذعة نال فيها ابن الربيع من ابن المرحل وصنف مؤلفا خاصا بمنعها، ولذا قال مالك:

عاب قوم كان ماذا....... ليت شعري لما هذا
وإذا عابوه جهلا.......... دون علم كان ماذا(3)

ص155

ومن مؤلفات ابن أبي الربيع النحوية شرح سيبويه، وشرح الجمل للزجاجي، وقد رأيت في حاشية الشمني على المغني الباب الأول مبحث "لكن" أن كتاب "البسيط" من مؤلفاته مع أني لم أطلع على هذا الكتاب ضمن مؤلفاته في ترجمته، ومع أن ابن عقيل عند قول الناظم:
وفعل امر ومضى بنيا          وأعربوا مضارعا إن عريا
قال: "ونقل ضياء الدين بن العلج في البسييط" وتابعه على ذلك السيوطي في فهرس بغية الوعاة "باب الكنى والألقاب والأسماء والإضافات" عند حرف الباء ونصه: "صاحب البسيط ضياء الدين بن العلج أكثر أبو حيان وأتباعه من النقل عنه ولم أقف له على ترجمة"، والله أعلم بالحقيقة، توفي سنة 688هـ.
6- ابن آجرّوم:

هو أبو عبد الله محمد بن محمد الصنهاجي "نسبة إلى صنهاجة قبيلة بالمغرب" المشهور بابن آجروم "الفقير الصوفي" بلغة البربر، ولد بفاس وذاع فضله في علوم كثيرة إلا أنه غلبت عليه القراءات والنحو ولم يؤثر عنه في النحو إلا مقدمته التي طبقت شهرتها الآفاق وترجمت إلى عدة لغات وتناولها بالتعليق عليها كثير من الأعلام، ومن أشهر شروحها بين أيدينا شرح الشيخ حسن الكفراوي المتوفى سنة 1202هـ، قال السيوطي في بغية الوعاة: "وهنا شيء آخر وهو أنا استفدنا من مقدمته أنه كان على مذهب الكوفيين في الجو لأنه عبر بالخفض وهو عبارتهم، وقال: الأمر مجزوم وهو ظاهر في أنه معرب وهو رأيهم، وذكر في الجوازم كيفما والجزم بها رأيهم، وأنكره البصريون فتفطن" توفى بفاس سنة 723هـ.(4)

7- أبو حيان:

هو محمد أثير الدين بن يوسف الغرناطي، ولد بمطخارش "من ضواحي غرناطة" وتلقى عن كثير منهم ابن الضائع ودرس بين ظهرانيهم، ثم هاجر وضرب في مغارب الأرض ومشارقها وأخذ عن كثير ممن لقيه، ثم انتهى به المطاف إلى القاهرة فأخذ عن ابن النحاس، وتصدر في الجامع الأقمر وصنف كثيرا، فمن مؤلفاته النحوية: "التذييل والتكميل في شرح التسهيل" وملخصه "ارتشاف الضرب من لسان العرب"، وكان على مذهب ابن الضائع في منع الاستشهاد بالحديث، لذا رد على ابن مالك في شرحه على التسهيل بكلام مسهب، توفي رحمه الله بالقاهرة سنة 745هـ.(5)

ص156

8- الشاطبي:

هو أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي، تلقى العربية وغيرها عن أئمة المغاربة، منهم أبو القاسم السبتي وأبو عبد الله التلمساني والمقري وابن لب فنبغ في فنون متنوعة وصنف فيها مؤلفات أعجب بها العلماء، منها "الموافقات" في أصول الفقه، ومن مؤلفاته النحوية: شرحه على الألفية لابن مالك فإنه المنهل العذب الذي اغترف منه النحاة بعده.
ومن آرائه الصائبة تجويزه الاستشهاد بالحديث إذا علم أن المعني به فيه نقل الألفاظ لمقصود خاص بها كالأحاديث المنقولة في الاستدلال على فصاحته -صلى الله عليه وسلم- خلافا لابن خروف وابن مالك المجيزين مطلقا وابن الضائع وأبي حيان المانعين مطلقا، وقد أوفى هذا المبحث حقه في باب الاستثناء، ونقله عنه بحذافيره البغدادي في مقدمة الخزانة، توفي الشاطبي بالأندلس سنة 790هـ.(6)

ص157

____________________

(1) ترجمته في معجم الأدباء ونفح الطيب القسم الأول الباب الخامس، وبغية الوعاة.

(2) ترجمته في فوات الوفيات، وبغية الوعاة، وشذرات الذهب.

(3) ذكرت المناظرة في ترجمة مالك: في نفح الطيب "الباب السابع" من القسم الأول: وبغية الوعاة، وشرح درة الغواص في الوهم 35.

(4) ترجمته في الضوء اللامع، وبغية الوعاء، وشذرات الذهب.

(5) ترجمته في الوافي، وفوات الوفيات، والدرر، والبغية، وحسن المحاضرة "أئمة النحو واللغة"، ونفح الطيب "الباب الخامس - القسم الأول"، والشذرات، والبدر الطالع.

(6) ترجمته في "نيل الابتهاج بتطريز الديباج" ديباج ابن فرحون.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.