أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015
1794
التاريخ: 4-03-2015
1882
التاريخ: 4-03-2015
4223
التاريخ: 4-03-2015
1804
|
وابن مضاء هو ابو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مضاء اللخمي القرطبي (ت 592هـ) ، تولى القضاء في دولة الموحدين ، وكان ظاهري المذهب . وقد كتب كتابه " الرد على النحاة " يهدم فيه الأصول التي قام عليها النحو العربي في المشرق ، وليس عجيباً لدى المتتبعين للفكر الإسلامي أن يتصدى ابن مضاء لنقد النحو العربي ، فالحق أنه لم يكن يقصد هدم النحو لذاته ، وإنما كان يهدف الى هدمه باعتباره وسيله لفهم الفقه المشرقي الذي اشترك هو في الثورة عليه ، وقد لفت الى ذلك الدكتور شوقي ضيف محقق الكتاب فقال : " إن من يرجع الى نصوص (كتاب الرد على النحاة) يلاحظ ملاحظة واضحة ، أن صاحبه ثائر على المشرق ، وهي ثورة تعتبر امتداداً لثورة سيده عليه ، وأيضاً فإنه يلاحظ نزعة ظاهرية في ثنايا الكتاب ، مما يؤكد صلة صاحبه بثورة الموحدين على كتب المذاهب ، ومن يعرف ؟ ربما كان ابن مضاء أحد المؤلبين على هذه الثورة ، إن لم يكن المؤلب الأول كما يقضي بذلك منصبه . والغريب أنه لم يعن بتأليف كتاب ضد فقه الثورة ، وإنما عني بالتأليف ضد النحو الشرقي ، فقد صب عنايته كلها على النحو . "(1)
و " كتاب الرد على النحاة " ينبني في اساسه على هدم نظرية (العامل) التي هي اساس النحو العربي ، وقد قدم ابن مضاء لكتابه بمقدمة " ظاهرية " يكشف فيها عن صلة النحو بالدين مؤكداً أنه إنما يعمل بتعاليم الدين في تقديم النصيحة للمسلمين ، ثم يختار مواضع يحاول فيها
ص218
إثبات خطأ النحاة في تأسيسهم لنظرية العامل ، مشيراً الى ان ابن جني قد سبقه الى أن الألفاظ ذاتها ليست هي التي تعمل الإعراب في الكلام .
ولسنا هنا بصدد دراسة هذه القضية ، لأن هذا الكتاب مقصود به تقديم نصوص من مختلف المذاهب النحوية مع التعريف العام بها ، ولكنا نلفت الى ان الكتاب وجد ترحيباً كبيراً كما ذكرنا ، وليس عجيباً أن يقدمه الدكتور طه حسين في إحدى جلسات المجمع اللغوي بالقاهرة مشيراً الى أن الأندلس تقع في (الغرب) وأنه لو أتيح لهذا الغرب أن يستمر في نقده للمناهج الشرقية لأدى ذلك الى تغيير جوهري في نمط الحياة عند العرب ، ونحن نلفت الى ذلك كي لا يغفل الدارس عن بعض الاتجاهات الحديثة في محاولة نقض النحو العربي او نقده على اقل تقدير .
وقد اتجه هذا الاتجاه بعض المحدثين مصورين للناس أنهم يقدمون شيئاً جديداً على النحو العربي ، وذلك حين أصدر الأستاذ إبراهيم مصطفى كتابه (إحياء النحو)(2) على أساس هدم نظرية العامل ، وجل ما . وضعه الأستاذ في كتابه مأخوذ من كتاب ابن مضاء ، ومرة أخرى لا نجد غرابة في أن يقدم الدكتور طه حسين للكتاب بمقدمة طويلة يدعو الناس فيها الى النظر فيما يقدمه الأستاذ إبراهيم مصطفى ومتابعته على (إحياء) النحو العربي ، غير أن الكتاب لم يسلم من النقد ، فقد أصدر الأستاذ محمد عرفه كتابه (النحو والنحاة بين الأزهر والجامعة)(3) يبين فيه الأخطاء التي يرى أن صاحب (إحياء النحو) قد وقع فيها، شارحاً
ص219
الأسس التي بنى النحويين عليها نظرية العامل ، ثم دافع الاستاذ عباس حسن عن (العامل) في كتابه (النحو الوافي)(4)، ومهما يكن من أمر فإن كتاب الأستاذ إبراهيم مصطفى لم يؤد الى النتائج التي كان يهدف إليها أصحاب (التجديد).
والآن ، نستطيع أن ننتقل الى النص الذي اخترناه من كتاب ابن مضاء ، وقد آثرنا أن نثبت مقدمة الكتاب حتى تستطيع ان تتبين دوافع الرجل واتجاهاته في تأليف الكتاب .
ص220
__________________
(1) ابن مضاء : الرد على النحاة ، القاهرة 1947 ص 11ـ12 .
(2) إبراهيم مصطفى : إحياء النحو ـ القاهرة 1937 .
(3) طبع بمطبعة السعادة بمصر 1937 .
(4) الجزء الرابع ص 73 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|