إن الإجرام المعقد هو أحد سمات التطور التكنولوجي والتقدم العلمي الحاصل في العالم، فثمة جرائم عديدة ترتكب من خلال عدة حلقات تشكل وتؤلف جريمة معقدة قد يصعب أو يستحيل على السلطات كشفها أو حل لغزها، وبالتالي أضحى خطر هذه الجرائم  في أنه ناقوسا يدق معلنا حرب على البشرية(1) تعد الجريمة المنظمة العابرة للحدود والإرهاب، من حيث المبدأ، من بين أكثر أشكال الإجرام تعقيدا( 2)، فهذين النوعين من الإجرام يلتقيان من حيث درجة التنظيم والتخطيط، إذ أن كليهما يقتضي، في سبيل ارتكاب الأنشطة الإجرامية، درجة عالية من التنظيم القائمة  على توزيع الأدوار والمهام، والتخطيط المحكم لنجاح العمليات الإجرامية(3) إذا كان التنظيم والتخطيط أهم خصائص الجريمة المنظمة العابرة للحدود، إذ بهما تنشأ وتستمر الجماعات الإجرامية( 4)، فإن هذين الخاصيتين أضحتا من خصائص بعض الجماعات الإرهابية، فالإرهاب المعاصر يقوم على فكرة التنظيم الإرهابي، هذه الفكرة هي  المسؤولة عن إفراز الجمعيات السرية والتشكيلات الإرهابية في شتى بقاع العالم(5) يتضح أن التنظيم يمكن أن يعتبر سمة أو خاصية بالنسبة للإرهاب، كما هو الحال في الجريمة المنظمة(6)، وبالتالي يصدق أن نقول أن الجماعة الإرهابية حالها حال الجريمة المنظمة العابرة للحدود، يأخذ التنظيم فيها الشكل الهرمي.

______________

1- نسرين عبد الحميد نبيه، السلوك الإجرامي المعقد، ط الثانية، مكتبة الوفاء القانونية، الإسكندرية مصر، سنة 20 ص 5 .

2- علي سالم علي سالم النعيمي، المواجهة الجنائية للجريمة المنظمة، دراسة مقارنة، رسالة دكتوراه في الحقوق، قسم   القانون الجنائي، كلية الحقوق بجامعة عين شمس، سنة 2011. ص 26 .

3-  كوركيس يوسف داود، الجريمة المنظمة، ط الأولى، الدار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان  الأردن، سنة 20 ص 63.

4-  مايا خاطر وياسر الحويش، مقال بعنوان: الجريمة المنظمة وسبل مكافحتها، مجلة جامعة دمشق للعلوم الاقتصادية   والقانونية، المجلد 27 ، ع الثالث 2011 . ص 513

5- حسام محمد السيد أفندي، التشكيلات العصابية في القانون الجنائي، دراسة مقارنة، دار النهضة العربية، القاهرة   مصر، سنة 2011 ص 245

6- محمد سامي الشوا، الجريمة المنظمة وصداها على الأنظمة العقابية، دار النهضة العربية، القاهرة مصر، سنة  1998. ص 41