أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-02-2015
3658
التاريخ: 12-08-2015
2499
التاريخ: 27-03-2015
6834
التاريخ: 27-03-2015
6561
|
اعلم أن المندوب مدعو ولكنه متفجع عليه ، فإن شئت ألحقت في آخر الاسم الألف ، لان الندبة كأنهم يترنمون فيها ، وإن شئت لم تلحق كما لم تلحق في النداء(1).
واعلم ان المندوب لا بد له من أن يكون قبل اسمه " يا " أو " وا " كما لزم " يا " المستغاث به والمتعجب منه .
واعلم أن الألف التي تلحق المندوب تفتح كل حركة قبلها مكسورة كانت أو مضمومة لأنها تابعة للألف ، ولا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحاً (2).
ص57
فأما ما تلحقه الألف فقولك : وازيداه ، إذا لم تضيف الى نفسك ، وإن أضفت الى نفسك(3) ، فهو سواءٌ ، لأنك إذا أضفت زيداً الى نفسك فالدال مكسورة ، وإذا لم تضف فالدال مضمومة ، ففتحت المكسور كما فتحت المضموم . ومن قال يا غلامي وقرأ (يا عبادي) قال : وازيديا إذا أضاف ، من قبل أنه إنما جاء بالألف فألحقها الياء وحركها في لغة من جزم الياء ؛ لأنه لا ينجزم حرفان(4) ، وحركها بالفتح لأنه لا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحاً .
وزعم الخليل أنه يجوز في الندبة واغلاميه ؛ من قبل أنه قد يجوز أن أقول واغلامي فأيين الياء كما أبينها في غير النداء ، وهي في غير النداء مبنية فيها اللغتان : الفتح والوقف . ومن لغة من يفتح أن يلحق الهاء في الوقت حين يبين الحركة ، كما ألحقت الهاءُ بعد الألف في الوقف لأن يكون أوضح لها في قولك يا رباه .
فإذا بينت الياء في النداء كما بينتها في غير النداء جاز فيها ما جاز إذا كانت غير نداءٍ . قال الشاعر ، وهو ابن قيس الرقياتِ(5) :
ص58
تبكيهم دهماء معولة وتقولُ سلمى وارزيتيه
وإذا لم تلحق الالف قلت : وازيدُ إذا لم تُضف ، ووازيدِ إذا أضفتَ ، وإن شئت قلت : وازيدي . والإلحاق وغير الإلحاق عربيٌ فيما زعم الخليل رحمه الله ويونس .
وإذا أضفت المندوب وأضفتَ الى نفسك المضاف إليه المندوب فالياء فيه أبداً بينةٌ ، وإن شئت ألحقت الألف ، وإن شئت لم تلحق . وذلك قولك : وانقطاع ظهرياه ، ووا انقطاع ظهري وإنما لزمته الياء لأنه غير منادى .
واعلم أنك إذا وصلت كلامكَ ذهبت هذه الهاء في جميع الندبة ؛ كما تذهب في الصلة إذا كانت تبينُ به الحركةُ .
وتقول : واغلامَ زيداه ، إذا لم تضف زيداً الى نفسك . وإنما حذفت التنوين لأنه لا ينجزم حرفان . ولم يحركوها في هذا الموضع في النداء إذ كانت زيادة غير منفصل من الاسم ، فصارت تعاقب ، وكانت أخف عليهم ، فهذا في النداء أحرى ، لأنه موضعُ حذفٍ .
وإن شئت قلت : واغلامَ زيدٍ ، كما قلت : وازيدُ .
وزعموا أن هذا البيت يُنشد على وجهين ، وهو قول رؤبة (6) :
فهي تُنادي بأبي وابنيما
ص59
ويروى : " بأبا وابنما " ، فما فضل ، وإنما حكى نُدبتها .
واعلم أنه إذا وافقت الياءُ الساكنة ياء الإضافة في النداء لم تُحذف أبداً ياءُ الإضافة ولم يُكسر ما قبلها ، كراهيةَ للكسرة في الياء ، ولكنهم يلحقون ياءَ الإضافة وينصبونها لئلا ينجزم حرفان .
وإذا ندبتَ فأنت بالخيار : إن شئت ألحقت الألف وإن لم تُلحق جاز كما جاز ذلك في غيره . وذلك قولك : واغلامياه وواقاضياه ، وواغلامي وواقاضي(7) يصير مجراه ها هنا كمجراه في غير الندبة ، إلا أن لك في الندبة أن تُلحق الألف ، وكذلك الألف إذا أضفتها إليك مجراها في الندبة كمجراها في الخبر إذا أضفت إليك .
وإذا وافقت ياءُ الإضافة ألفاً لم تحركِ الألف ، لأنها إن حركت صار ياءً ، والياءُ لا تدخلها كسرةٌ في هذا الموضع . فلما كان تغييرهم إياها يدعوهم الى ياءٍ أخرى وكسرةٍ تركوها على حالها كما تُركت ياءُ ماضيَّ ، إذ لم يخافوا التباساً وكانت أخف ، وأثبتوا ياءً الإضافة ونصبوها لأنه لا ينجزم حرفان . فإذا ندبتَ فأنت بالخيار إن شئت ألحقت الألف كما ألحقتها في الأول وإن شئت لم تُلحقها ،
ص60
وذلك قولك : وامثناياه وامثناي(8) . فإن لم تُضف الى نفسك قلت : وامثناه(9)، وتحذف الأول لأنه لا ينجزم حرفان ولم يخافوا التباساً : فذهبتْ كما تذهب في الألف واللام ، ولم يكن كالياء لأنه لا يدخلها نصبٌ .
ص61
________________
(1) قال السيرافي : الندبة تفجع ونوح من حزن وغم يلحق النادب على المندوب عند فقده ، فيدعوه وإن كان يعلم أنه لا يجيب لإزالة الشدة التي لحقته لفقده ، كما يدعو المستغاث به لإزالة الشدة التي قد رهقته . ولما كان المندوب ليس بحيث يسمع احتيج الى غاية بعد الصوت ، فألزموا أوله (يا) أو (وا) ، وآخره الألف ، في الأكثر من الكلام ، لأن الألف أبعد الصوت ، وأمكن للمد .
(2) المندوب حكمه حكم المنادى ، فيبنى إن كان علماً مفرداً أو نكرة مقصودة ، وينصب إن كان مضافاً أو شبيهاً بالمضاف . والأغلب أن يزاد على المندوب ألف ، وهي إن زيدت وجب فتح ما قبلها ، ثم جاز في حالة الوقف زيادة هاء السكت ، مثل : وازيداه . وتقول في إعرابه :
وا : حرف منادى ندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
زيداه : منادى مبني على ضم مقدر منع من ظهوره فتحة المناسبة للألف ، في محل نصب ، والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب : ونقول : واعبد الحميداه :
وا : حرف نداء . عبد : منادى منصوب بالفتحة الظاهرة .
الحميداه : مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها فتحة المناسبة للأسف ، والألف حرف زائد ، والهاء هاء السكت .
(3) عرفت أن المنادى المضاف الى ياء المتكلم له أحكام خاصة وإذا ندب المضاف الى ياء المتكلم الساكنة الثابتة جاز حذفها ومجيء ألف الندبة مفتوحاً قبلها فتقول في : واغلامي ، واغلاما . وجاز فتح الياء وزيادة ألف الندبة بعدها فتقول : واغلاميا . ويصح عند الوقف زيادة هاء السكت : واغلاماه ، واغلامياه .
(4) (لا ينجزم حرفان) تعبير كان يطلقه سيبويه على ما عرف في اصطلاح - النحاة بعد ذلك بأنه (لا يلتقي ساكنان).
(5) هذا البيت شاهد على إلحاق هاء السكت بالمندوب لبيان حركة الياء عند الوقف ، وموضع الشاهد هو : وارزيتيه ، وإعرابه :
وا : حرف نداء مبني السكون لا محل له من الإعراب .
رزية : منادى منصوب بفتحة مقدرة منع ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة .
الياء : ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه .
الهاء : هاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
(6) هذا شاهد على المندوب المضاف الى ياء المتكلم ، إذ يجوز فيه الوجهان ، إثبات الياء وزيادة ألف الندبة كما في رواية (وابنيما) او قلب الياء ألفاً ثم زيادة ألف الندبة (وابناما) .
وابنم . لهجة في ابن ، والميم زائدة ، وهناك خلافات بين النحاة حول إعرابها ، أيكون الإعراب على النون أم على الميم ، وشاهد سيبويه على أن الميم زائدة والإعراب على النون ، بدليل وجود ياء المضاف بعد لفظة (ابن) ثم الميم الزائدة .
(7) إذا أضيف المثنى وجمع المذكر السالم المنصوبان الى ياء المتكلم فإن معنى ذلك وجود ياء ساكنة ـ هي حرف النصب ـ قبل ياء المتكلم ، والأصل : غلامي + ي ، قاضي + ي . فإذا ندب هذان الاسمان امتنع حذف ياء المتكلم ووجب بناؤها على الفتح، وجازت زيادة ألف الندبة وعدمها فتقول ، واغلامياه أو اغلاميَّ ، واقاضياه ، أو واقاضيَّ .
وتقول في إعراب : واغلامياه ، وا : حرف نداء . غلاميَّ : منادى منصوب بالياء وياء المتكلم ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ، والألف زائدة ، والهاء للسكت . وهكذا .
(8) إذا كان المندوب المضاف الى ياء المتكلم منتهياً بألف مثل : مصطفى ، وجب بقاء الياء ، ووجب بناؤها على الفتح وجاز إلحاق ألف الندبة وعدمه ، فتقول ، وامصطفاياه أو وامصطفاي .
(9) فإذا كان المندوب المنتهي بالألف غير مضاف الى ياء المتكلم وأريد زيادة ألف الندبة وجب حذف الألف الأول فتقول وامصطفاه . وتقول في إعرابها :
مصطفاه . منادى مبني على ضم مقدر للتعذر على الألف المحذوفة ، والألف الموجودة زائدة ، والهاء للسكت .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|