المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2653 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


محاولات الأفراد  
  
1458   02:29 صباحاً   التاريخ: 16-4-2019
المؤلف : د. احمد مختار عمر
الكتاب أو المصدر : البحث اللغوي عند العرب
الجزء والصفحة : ص304- 321
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / مستويات علم اللغة / المستوى الدلالي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-4-2019 1781
التاريخ: 17-4-2019 2230
التاريخ: 17-4-2019 625
التاريخ: 17-4-2019 4167

 

محاولات الأفراد :
أخذت هذه المحاولات أشكالًا متعددة ربما كان أهمها:
1-
وضع منهجية جديدة للمعجم العربي.
2-
تأليف المعاجم الميسرة.
3-
إعادة ترتيب المعاجم القديمة ترتيبًا سهلًا.
4-
معاجم المستشرقين.
وسنتناول كل محاولة من هذه المحاولات بالعرض السريع:
1-
أما وضع المنهجية الجديدة للمعجم العربي فقد قام بعبئه أحمد فارس الشدياق "1804 - 1887" الذي شغل نفسه بالعمل المعجمي منذ نعومة أظفاره. ومعظم آرائه عن المنهجية المعجمية تجدها في مقدمة كتابه "الجاسوس على القاموس" وفي ثنايا نقداته للقاموس المحيط.
كما أنه أشار إلى بعضها في كتابه "سير الليال في القلب والإبدال". ومن هذا وذاك يمكن أن نستخلص الأسس الآتية:
أ- ترتيب المادة اللغوية:
يختار الشدياق ترتيب المادة اللغوية على الترتيب الهجائي العادي، ثم يوازن بين طريقتي الصحاح وأساس البلاغة ويختار الثانية "فالأولى عندي ترتيب الأساس للزمخشري والمصباح المنير للفيومي، أعني مراعاة

ص304

أوائل الألفاظ دون أواخرها". ويرد على من يفضل طريقة الصحاح قائلًا: "فإن قيل: إن الترتيب على الأوائل لا يعين الشاعر على جمع الألفاظ التي تأتي على روي واحد، فالأولى ترتيب الصحاح - قلت: الخطب هين. فعلى اللغويين أن يبينوا سر الوضع وعلى الشعراء أن يؤلفوا كتابًا في القوافي"(1).
ب- الترتيب الداخلي للمادة:
أكثر ما ضايق الشدياق في المعاجم العربية غياب النسق في عرض مفردات اللغة تحت المادة الواحدة. فما دامت المعاجم العربية قد اختارت طريقة الجذور في ترتيب الكلمات، وكانت هذه الطريقة نقتضي سرق العديد من الفروع والاشتقاقات تحت المدخل الواحد فقد كان من المنطقي أن تتفطن هذه المعاجم إلى طريقة لترتيب هذه الفروع وهو ما لم تفعله. وقد سبق أن عرضنا أمثلة لغياب الترتيب الداخلي من مادتي "عرض" و"ظفر". واقترح الشدياق للخروج من هذه الفوضى منهجًا يقوم على أساسين هما:
1-
مراعاة جانب اللفظ بتقديم الثلاثي على الرباعي والرباعي على الخماسي. وفي كل حالة يقدم المجرد على المزيد، ويبدأ بالفعل، تليه مشتقاته.
2-
مراعاة جانب المعنى عن طريق البدء بالحسي قبل المعنوي، والحقيقي قبل المجازي، واستيفاء معاني الكلمة قبل الانتقال إلى كلمة أخرى(2).
جـ- صحة التعاريف:
يشترط الشدياق لصحة التعاريف شروطًا ثلاثًا هي:
ص305

وضوحها وعدم إيقاعها في لبس. وقد عد من عدم الوضوح غموض عبارة الشرح، ولذات قسا على الفيروزآبادي في مقدمة جاسوسه لأنه يبدل عبارة المعاجم الواضحة إلى عبارة غامضة مبهمة. كما عد منه إيراد ألفاظ في التعاريف لا ترد في مظانها مع توقف المعنى عليها، كقول الجوهري في "ربح". "ربح في تجارته أي استشف" ولم يذكر استشف في بابها. وعد منه كذلك ذكر اللفظ دون تفسيره، كقول الفيروزآبادي في "صيف". "صيف الأرض كمعنى فهي مصيفة ومصيوفة ".قال الشدياق: ولم يفسره. وعبارة الصحاح: "صيفت الأرض فهي مصيفة ومصيوفة إذا أصابها مطر الصيف(3).
2-
تعدد طرقها عن طريق ذكر المرادف والمضاد، ووضع الكلمة في سياقاتها المختلفة، ومن أمثلة ذلك ذكره كلمات الألوان التي تأتي وصفًا للفظ الموت مثل:
الموت الأحمر: وهو أن يتغير بصر الرجل من الهول فيرى الدنيا في عينيه حمراء وسوداء.
الموت الأغبر: وهو الموت جوعًا، لأنه يغبر في عينيه كل شيء.
الموت الأسود: وهو الموت في غمة الماء.
الموت الأبيض: وهو موت العافية أو موت الفجأة لأنه يأخذ الإنسان ببياض لونه(4).
3-
خلوها من الدور والتسلسل. وقد سبق أن ضربنا أمثلة على ذلك من ديوان الأدب والقاموس المحيط.
ص306

د- الوقوف عند اختصاص المعجم:
يرى الشدياق أن على المعجمي أن يقصر مادته على ألفاظ اللغة غير القياسية ولذلك اعتبر من قبيل التجاوز لوظيفة المعجم ما يأتي:
1-
ذكر المعلومات الموسوعية كخواص الأشياء ومنافعها مما حرص عليه صاحب القاموس كل الحرص مع أن موضعها كتب الطب لا كتب اللغة. وكذلك المعلومات الجغرافية والأعلام....
2-
ذكر المشتقات القياسية كإيراد المبني للمجهول بعد المبني للمعلوم مع أنه من المعروف أنه حيثما وجد المعلوم المتعدي وجد المجهول. وكذلك ذكر مصدر غير الثلاثي، والنص على اسم المرة أو الهيئة أو الزمان أو المكان ...
3-
ذكر ما هو من باب الفضول أو الاستطراد الذي لا فائدة فيه. وقد أخذ الشدياق معظم أمثلته من القاموس المحيط الذي بلغ الغاية في ذلك حتى تجاوز كل حد. ومن ذلك ذكره ما كان من قبيل الخرافات مثل خرافة الرخ والجزائر الخالدات وذكره أسماء أصحاب الكهف، وحديثه عن النسطورية والبطريق والإسكندر وغيرهم(5).
هـ- وضع اللفظ المشتبه أصله في مظانه المختلفة:
هناك كلمات كثيرة في اللغة العربية يشتبه أصلها ومعرفة جذرها على اللغوي المتخصص فضلًا عن ابن اللغة العادي. وقد كان هذا النوع من الكلمات محل خلاف بين المعجميين، ولذا اختلفت مواضعه في المعاجم.
وكان رأي الشدياق وضع أمثلة هذه الكلمات حسب احتمالاتها.
ص307

الممكنة في مظانها المختلفة مع الربط بين هذه المظان. ومن أمثلة ما رأى وضعه في أكثر من موضع الكلمات الآتية:
*
كلمة "أثفية" التي توضع في "أنف" و"ثفي".
*
كلمة "مكان" التي توضع في "مكن" و"كون".
*
كلمة "ترجمان" التي توضع في "ترجم" و"رجم".
*
كلمة "كبريت" التي توضع في "كبرت" و"كبر".
*
كلمة "عفريت" التي توضع في "عفرت" و"عفر"(6).
"
وانظر كذلك كلمات: أول - است - آنق - ذرية - بذيء - دكان - بستان - ربان - اللات - هات - لدة - حاش "لله" وغيرها"(7).
ويحدد الشدياق أصولًا معينة يكثر الخلط فيها، وهي المشتملة على علة يصعب ردها إلى الواو أو الياء" "انظر أبي، وذري، وروح، ورنا، وشكا" أو المشتملة على همزة أو نون "فمزلقة الهمزة أن بعضهم يراها أصلية وبعضهم يراها منقلبة عن حرف علة. ومزلقة النون أطم وأعم فإنها تلتبس في أوائل اللألفاظ وأواسطها وأواخرها مثال الأول لفظ نرجس، ومثال الثاني العنصر ومثال الثالث الربان والدكان والبرهان ... وما لا يحصى من نظائرها"(8).
و وضع المعرب تحت لفظه:
يرى الشدياق ضرورة وضع الكلمات المعربة تحت لفظها على اعتبار أن حروفها كلها أصلية. ولذا فهو ينتقد الفيروزآبادي في وضعه كلمة "استبرق" في "برق" و "أرجوان" في "رجو" ويذكر الشدياق
ص308

أن حكم "سألتمونيها" لا يجري على الألفاظ الأعجمية؛ لأن حروفها كلها أصلية(9).
"
ز" بيان درجة اللفظ في الاستعمال:
يرى الشدياق أن من وظيفة المعجم النص على درجة اللفظ في الاستعمال فيقول: "من عادة المحققين من اللغويين أن ينبهوا على الفصيح من الكلام، وعلى غير الفصيح، وعلى الغريب، والحوشي، والمتروك، والمهمل، والمذموم واللثغة. نحو ذلك" لذا عاب على صاحب القاموس إيراده بالالفاظ إيرادًا مطلقًا من دون أن ينبه على درجتها(10).
2-
وأما محاولة تأليف المعاجم الميسرة فقد قام بعبئها أول الأمر اللبنانيين. وقد كان للنهضة المباركة التي هزت العالم العربي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وأدت إلى انتشار المعاجم المطبوعة بين الناس(11)، وقيام بعض العلماء بنقدها(12)، أو الموازنة بينها، الدعوة إلى تأليف معجم حديث - كان لكل أولئك أثر حميد في إيقاظ حمية بعض العلماء فتصدى نفر منهم لتحمل عبء وضع معجم حديث سهل.
ص309

ويلاحظ أن جميع الذين تصدوا لإخراج هذه المعاجم قد اختاروا الترتيب الهجائي العادي بحسب أوائل الكلمات، ولكن رأى بعضهم -وهم قلة- أن يبقوا على الكلمات بدون تجريد. ويلاحظ كذلك أن كل هؤلاء جميعًا قد اتجهوا نحو الاختصار والتركيز، وحاولوا ترتيب المادة ترتيبًا داخليًّا وتجنبوا عيوب المعاجم القديمة. ومنهم من زود معجمه. بصور ورسوم وزيادة في الإيضاح. ومن أشهر هذه المعاجم:
أ- "محيط المحيط" للعالم اللغوي بطرس البستاني، وهو يعتمد أساسًا على القاموس المحيط، ولكن مع حذف وإضافة، ومع تغيير نظامه إلى الترتيب الهجائي العادي. وقد ظهر في جزءين كبيرين وطبع عام 1869 م.
ب- "قطر المحيط" للمؤلف السابق. وقد ذكر أن هدفه من تأليفه "أن نضع فيها هذا المؤلف على وجه هين المراس سهل المأخذ ليكون للطلبة مصباحًا يكشف لهم عما أشكل عليهم من مفردات اللغة ... وقد سميناه بقطر المحيط، لأن نسبته إلى كتابنا المطول في هذه الصناعة المسمى بمحيط المحيط توشك أن تكون كنسبة قطر الدائرة إلى محيطها ... ".
جـ- "أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد" لسعيد الخوري الشرتوني وقد أخرجه أول الأمر في جزءين عام 1890 م، ثم أضاف إليه فيما بعد جزءًا ثالثًا بمثابة الذيل. وبرغم الجهود التي بذلها الشرتوني ليكون معجمه سليمًا من الأخطاء من العيوب لم يتحقق الكمال له. وقد أحصى الشيخ أحمد رضا هناته التي عثر عليها ونشرها في ثلثمائة صفحة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق.
د- وفي عام 1809 أخرج الأب لويس معلوف اليسوعي "توفي 1946 م" كتابه "المنجد" بقصد خدمة الناشئين. ولقد جاءت مادة الكتاب قريبة المأخذ، سهلة التناول، مع إيجاز غير مخل. وأعيد طبع المعجم عدة مرات مع زيادات واستدراكات في كل مرة.

ص310

ومع ذلك لم يسلم المعجم من المأخذ فتصدى بعض الغيورين على العربية إلى بيان أوهامه وأخطائه اللغوية والتاريخية. ومما نشر في ذلك مقالات لمنير العماري في مجلة المعرفة الدمشقية، وبحث بعنوان نظر في المجد للأمير مصطفى الشهابي.
وفي طبعة عام 1956 ألحق به الأب فردينان توتل اليسوعي قسمًا بعنوان "المنجد في الأدب والعلوم" عني فيه بالترجمة لأعلام الشرق والغرب وزينه بكثير من الصور والرسوم والخرائط(13).
هـ- "البستان"، "وفاكهة البستان وكلاهما لعبد الله البستاني، وثانيهما اختصار لأولهما. وقد ظهر الأول في مجلدين وطبع في بيروت عام 1930 م.
و وفي سنة 1958 طبع "متن اللغة" للشيخ أحمد رضا في خمسة أجزاء كبيرة ومقدمة طويلة بحث فيها من مولد اللغة وتطور اللغات إجمالًا، وعن نشأة اللغة العربية وتطورها واختلاف لهجاتها، وعن أوهام الأعلام وأغلاط أئمة اللغة. وألحق بمقدمة معجمه جداول متعددة للموازين والمقاييس والمكاييل وللكلمات المعربة حديثًا(14).
ز- الرائد لجبران مسعود، وقد صدرت أول طبعة منه عام 1965 م. وأهم ما يتميز به ترتيب الكلمات تحت حروفها المنطوقة بدون تفريق بين أصلي وزائد. وقد وضعه المؤلف وفي ذهنه خدمة الطلاب، فهو أشبه بمعجم مدرسي منه بمرجع لغوي يمكن الاعتماد عليه والإشارة إليه في المصادر.
ح- "المساعد" للأب انستاس ماري الكرملي، وقد ظهر الجزء
ص311

الأول منه بعد وفاة مؤلفه بربع قرن بتحقيق كوركيس عواد وعبد الحميد العلوجي "1972".
ويعد الكرملي أحد اللغويين المعاصرين القلائل الذين نافحوا عن اللغة العربية وبذلوا قصارى جهدهم في إظهار فضلها، وله في ذلك ما يزيد على ألف مقالة. وقد بدأ عمله في معجمه عام 1883 وظل يواصل العمل فيه حتى عام 1946. وقد سماه أولًا "ذيل لسان العرب" ثم عدل عن هذه التسمية وسماه "المساعد".
ومما ذكره الكرملي في مقدمة المعجم نعلم أن الذي دفعه إلى تأليفه ما لاحظه من خلو معاجم الأقدمين والمولدين العصريين من كثير من الألفاظ الواردة في دواوين الشعراء وكتب الأدب "فأخذنا منذ ذلك الحين بسد تلك الثغرة مدونين ما لا نجده في كتب لساننا".
وقد بنى معجمه على جملة أسس منها:
1-
ذكر مصدر الكلمة إن كانت دخيلة، وأصلها الثنائي إن كانت عربية.
2-
إذا أثبت لفظة لم ترد في المعاجم أرفقها بمحل ورودها.
3-
التنبيه إلى الأغلاط التي انسلت إلى لغتنا.
وقد توفي المؤلف بعد أن ترك المعجم مسودة مخطوطة بخطه في خمسة مجلدات ضخام.
ومن الجديد في هذا المعجم.
1-
تفسيره "الآبدة" في اصطلاح عهد العباسيين بالداهية التي تفسد الدين أو المعتقد. واستشهاده على هذا بما جاء في "نهاية الأرب" للنويري و"صبح الأعشى" القلقشندي.
2-
تصحيح استعمال "أبدًا" مع الفعل الماضي بدلًا من "قط" استشهادًا بقول أبي الهندي:

ص312

أَبا الوَليد أمَا وَاللَهِ لَو عَمِلَت ... فيكَ الشَمولُ لما حَرَّمتَها أَبَدا
وليس أدل على ضخامة هذا المعجم من أن الجزء الأول منه قد انتهى بجزء من حرف الهمزة فقط.
3-
وأما إعادة ترتيب المعاجم القديمة أو اختصارها فيدخل تحتها:
أ- "ترتيب القاموس المحيط" للشيخ الطاهر أحمد الزاوي، وقد رتبه على ترتيب "المصباح المنير" و"أساس البلاغة"، وأخرجه في أجزاء. وقد التزم فيه ترتيبا لكلمات تحت أوائلها بدون تجريدها من الزوائد.
يقول المؤلف في مقدمته: "وقد ظهر لي أن القاموس يكون أكثر فائدة لطلاب العلم، ويكون إقبالهم عليه أشد إذا أزيلت عنه هذه الصعوبة، وقدم إليهم في ثوب جديد بحيث يرتب على حروف أوائل الكلمات ... واعتبار حروف الكلمة المنطوق بها، لا فرق بين زائد وأصلي. وبذلك يسهل عليهم الوصول إلى ما قصدوا"(15).
ب- "مختار القاموس" للشيخ الزاوي كذلك. وقد رتبه على طريقة "مختار الصحاح" و"المصباح المنير"، وقال عن هدفه فيه: "وقد جعلت نصب عيني أن أختصر من أجزاء القاموس الأربعة جزءًا واحدًا يسهل على الطالب استصحابه إلى المدرسة أو الجامعة أو حيث يريد".
وقال عن منهجه: "وقد الجأتني ضرورة الاختصار إلى الاستغناء عن ذكر كثير من المواد التي لم يألفها المجتمع العام ولا تدعو الحاجة إلى استعمالها. كما حذفت أسماء الأشخاص والبلدان والأماكن والحيوانات وصفاتها.... وحذفت أسماء النباتات - إلا في القليل النادر - وخصائصها...."(16).
ص313

جـ- "المختار من صحاح اللغة" تأليف الأستاذين محمد محيى الدين عبد الحميد، ومحمد عبد اللطيف السبكي. وندع المؤلفين يشرحان مهمتهما، وما يتميز به معجمهما:
1- "
يشتمل كتابنا هذا إذن على جميع المواد التي يشتمل عليها كتاب "مختار الصحاح" الذي ألفه الإمام الرازي ولم نحذف منه شيئًا كما فعل الذين قاموا على ترتيبه من رجال وزارة المعارف المصرية".
2- "
ضبطنا مفرداته ضبطًا لا يبقى معه تردد لقارئ ولا مجال لبس على مبتدئ".
3- "
يشتمل على زيادة كثيرة هامة تبلغ مقدار نصف المختار".
4- "
رأينا أن نرتبه ترتيب الزمخشري في "الأساس" والفيومي في "المصباح"، لأنه أقرب إلى الناشئة وأسهل عليهم"(17).
د- "الإفصاح في فقه اللغة" للأستاذين حسن يوسف موسى وعبد الفتاح الصعيدي. وهو المعجم الوحيد من بين المعاجم الحديثة الذي اتبع نظام الموضوعات في ترتيبه. ولا غرابة في هذا فهو مبني على كتاب "المخصص" لابن سيده، ويعد في جملته اختصارًا له. وقد ذكر الأستاذ العقاد في تقديم هذا الكتاب أن "الإفصاح سيرحب به المحافظون؛ لأنه تراث قديم يضن عليه بأن يهجر في زوايا النسيان، وسيرحب به المجددون؛ لأنه يختصر لهم طريق التنقيب عن المفردات، وسيرحب به كل مشتغل بالترجمة في علم أو أدب أو صناعة".
أما المؤلفان فقد ذكرا السبب في تأليف هذا المعجم، كما بينا جهدهما في تأليفه، ويتلخص هذا وذاك فيما يأتي:
ص314

1- من عيوب المخصص طوله واتساعه وكثرة شواهده المنظومة والمنثورة واستطراداته النحوية والصرفية، مما جعله وقفًا على الخواص، ولذلك قاما باختصاره.
2-
المعجم مبوب بحسب ما في الكون كله من آثار في الأرض، وآيات في السماء وبكل ما تحمل الدنيا ويدب فيها من إنسان أو حيوان أو طير أو نبات، وما تحفل به بطنها من معدن، أو ينتأ فوقها من صخر وكل ما يعمله الناس من صناعة أو زراعة أو تجارة أو فنون(18).
3-
قرأ المؤلفان "القاموس المحيط" و"فقه اللغة" للثعالبي و"اللسان" والأساس وغيرها واستخلصا منها ما ند عن المخصص مما تمس الحاجة إليه.
4-
التحلية بالصور للحيوان والنبات والشجر والطيور والسمك والحشرات والأدوات.
5-
ألحق المؤلفان بالكتاب معجمًا للألفاظ مرتبًا ترتيبًا هجائيًّا على الحروف ليسهل الرجوع إلى مادته(19).
ونلاحظ على عمل المؤلفين ما يأتي:
1-
أنهما لم يفصلا بين ما هو من كلام ابن سيده وما هو من إضافاتهما، ولم يذكرا المرجع مع كل إضافة. ولو فعلا لأمكن توثيق المادة المضافة، ولتبين مقدار ما أخذاه من كتب اللغة الأخرى.
2-
برغم أن الكتاب يقع في جزءين ضخمين مجموع صفحاتهما
ص315

1396 صفحة فلم أجد في الجزء الأول كله ويقع في 664 صفحة إلا بضعًا وعشرين صورة. ومعنى هذا أن ما ذكره المؤلفان عن التحلية بالصور مبالغ فيه جدًّا بل يكاد يكون عديم القيمة.
4-
أما معاجم المستشرقين فمن أشهرها:
أ- محاولة فيشر المعجمية: وقد كان فيشر أحد كبار المستشرقين الألمان، وحجة في اللغات الشرقية من عربية وعبرية وسريانية وحبشية وفارسية وغيرها. وقد شغل كرسي الدراسات العربية بليزج منذ عام 1899. (20).
وقد عني فيشر بالمعجم العربي منذ أخريات القرن الماضي وعاش معه نحو خمسين سنة. ويظهر أن محاولته عمل معجم تاريخي للغة العربية قد تأثر فيها بمعجم أكسفورد التاريخي الذي نشر قبل مولده بقليل. ولقد قضى نحو أربعين سنة في جمع مادته وتنسيقها، وحين عرضها على مجمع اللغة العربية في مصر رحب بالفكرة، وقد قررت الحكومة المصرية عام 1936 السماح بإتمام عمله المعجمي في القاهرة، ووعدته بأن تتحمل نفقات طبعه، وأمدته بمساعدين شبان لمعاونته في القراءة والنسخ. ولكن الحرب العالمية الثانية قد اندلعت واضطر فيشر إلى العودة إلى وطنه. وتوزعت مواد معجمه بين مصر وألمانيا. وكان الأمل أن يعود فيشر بعد الحرب إلى مصر ليتم ما بدأ إلا أن المرض أقعده ثم عاجلته المنية، وتوفي عام 1949. (21).
وقد حدثنا فيشر أنه عرض فكرة تأليف هذا المعجم أولًا في مؤتمر المستشرقين الألمان في باسل Easel عام 1907، ثم في مؤتمرين آخرين
ص316

عالميين أحدهما عقد في كوبنهاجن سنة 1908 والآخر في أثينا عام 1912.
كما حدثنا عن الصعوبات المادية الكثيرة التي كانت تواجهه فتوقفه عن العمل أو تصيبه بالفتور، وعن عدم وجود ناشر ينفق على طبعه(22).
وحاول المجمع أن يلم ما تفرق من جذاذات فيشر فلم يستطع الحصول على ما نقل منها إلى ألمانيا، ولاحظ أن ما بقي منها غير مكتمل، ولم يجد ما يصلح النشر منها سوى مقدمة أعدها المؤلف، ونموذج من حرف الهمزة فطبعهما المجمع.
وقد شرح فيشر في مقدمته النقص الظاهر في المعجمات العربية السابقة الذي يرجى لأجله تأليف معجم جديد كبير، ورآه يتركز في أن "المعجمات التي صنفها العرب لم تجمع كل كلمات اللغة العربية بل جمعت الفصيح منها فقط" ثم ذكر أن "منتهى الكمال لمعجم عصري أن يكون معجمًا تاريخيًّا، ويجب أن يحتوي المعجم التاريخي على كل كلمة تدوولت في اللغة. فإن جميع الكلمات المتداولة في لغة ما لها حقوق متساوية فيها ... ولكن المعجمات العربية بعيدة كل البعد عن وجهة النظر هذه، إذ إنها لا تعالج الناحية التاريخية لمفردات اللغة".
واعتبر ذلك من عيوب المعاجم القديمة إغفالها كثيرًا من الآداب النثرية مثل "قصص البطولة لأيام العرب وكتاب السيرة لابن هشام، وكتاب المغازي للواقدي، وكتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري وغيرها من كتب الأدب القديمة. وقد حوى هذا الأدب المنثور كلمات وتراكيب كثيرة لا أثر لها في القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو الشعر القديم، وهو من بعض النواحي يقدم لنا صورة من اللغة العربية القديمة أحسن مما يقدمه الشعر".
أما المنهج الذي رسمه فيشر لمعجمه فيتلخص فيما يأتي:
1-
الرجوع إلى الواقع اللغوي المسجل، والمحدد بعصور معينة
ص317

مع البدء بالكتابة المنقوشة المعروفة بنقوش النمارة من القرن الرابع الميلادي والانتهاء بنهاية القرن الثالث الهجري، وهو القرن الذي اعتبره المجمع اللغوي منتهى ما وصلت إليه اللغة العربية الفصحى من كمال.
2-
اشتمال المعجم على كل كلمة -بلا استثناء- وجدت في اللغة.
3-
ضرورة معالجة الكلمات من النواحي السبع التالية: التاريخية، والاشتقاقية(23)، والتصريفية(24)، والتعبيرية(25)، والنحوية، والبينية، والأسلوبية(26).
وأهمية التداول التاريخي تبدو من أن اللغة دائمة التطور، ولكل كلمة تطورها التاريخي الخاص. ولهذا يجب أن يوضح هذا التطور التاريخي بمقتضى ما لدينا من وسائل وإن كانت وسائل قاصرة.
والأهمية العظمى يجب أن تعطى للموضوع الذي وردت فيه الكلمة لأول مرة في آداب اللغة. وكما يجب أن يعني ببدء تطور الكلمة يجب أن يعنى بآخر تطورها، وهل لاقت موتًا في الزمن القديم أو الحديث، أو اندثر معنى من معانيها....
4-
مراعاة ترتيب المعاني المتعددة للكلمة بتقديم المعنى العام على الخاص والحسي على العقلي والحقيقي على المجازي ونحو ذلك.
5-
تحديد المحيط اللغوي الذي تستعمل فيه الكلمة أو التعبير أو
ص318

التركيب، كلغة القرآن ولغة الحديث وأسلوب الشعر والنثر، والأسلوب التاريخي وأسلوب الفنون وغيرها.
6-
محاولة إتباع الشرح باللغة العربية بالترجمة المختصرة الإنجليزية أو الفرنسية زيادة في الإيضاح، وحتى تعين المستشرقين الذين لم يتمكنوا من اللغة العربية غاية التمكن.
ولكن إذا رجعنا إلى النموذج الذي طبعه مجمع اللغة العربية نلاحظ أن المؤلف لم يلتزم أن يطبق في هذا النموذج المنهج التاريخي الذي ادعاه ولا التسلسل الزمني لتطور كلمة، سواء من ناحية النطق أو الدلالة، وإنما كل ما يزيده على المعاجم الأخرى "القديمة منها لا الحديثة" ترتيب مادة الكلمة ترتيبًا داخليًّا، وذكر المصادر التي تعرضت لعلاج هذه الكلمة. نعم ذكر فيشر عند علاجه لكلمة الأوابد أنها وردت بمعنى المضحكات في كشاف الزمخشري من علماء القرن السادس الهجري(27).
ولكن هل الزمخشري حقًّا أول من استعملها؟ وإذا كان كذلك، أفلا يتناقض هذا مع ما سبق ذكره من الوقوف عند القرن الثالث؟ كذلك يرد في أول المادة مقارنة الكلمة بنظائرها الساميات كالأثيوبية والأكدية والعبرية والآرامية، وهو جهد قيم يسجل للمؤلف بالتقدير.
ب- معجم لين: أما اسم المؤلف فهو إدوارد وليم لين، وقد ولد عام 1801 وتوفي عام 1876 م. وأما الاسم الذي اختاره لمعجمه فهو "مد القاموس" وهو معجم عربي إنجليزي ضخم في ثمانية أجزاء، نشر خمسة منها في حياة المؤلف وثلاثة بعد مماته. وهو ليس كسائر المعاجم المزدوجة اللغة تعطى الكلمة ومعناها، وإنما هو أشبه بمعجم عربي مرفقة به ترجمة لمادته باللغة الإنجليزية.
ويقول الأستاذ نجيب العقيقي عن هذا المعجم: "ومد القاموس
ص319

جمع لأول مرة في تاريخ اللغة العربية المفردات من أمهات كتب الأدب، مما لم يرد في المعاجم القديمة أو معجمي جوليوس وفرايتاج، ومنتخبات من القرآن الكريم، بحيث أصبح قاعدة بنيت عليها معظم المعاجم العربية الأحدث عهدًا باللغات الأوروبية، وما زال من أجود المعاجم المتداولة"(28).
ويقول الأستاذ آربري: "الرئيس السابق لقسم الدراسات الشرقية بجامعة كمبردج ":"إن هذا المعجم يعد أكثر خدمة قدمها أوروبي للغة العربية"(29). ووصف فيشر المؤلف بقوله: "لين أعلم المستشرقين بالمعجمات العربية"(30).
أما عن مصادر لين فكانت المعجمات العربية التي ألفها العرب سواء المطبوعة منها والمخطوطة مما اتفق له الحصول عليها، واعتمد أكثر ما اعتمد منها على تاج العروس للزبيدي(31).
وأهم نقص في هذا المعجم أن مؤلفه مات قبل أن يتمه، إذ لم يصل فيه إلا إلى حرف القاف. وقد طرح في اجتماع دولي للمستشرقين أمر إكماله واعتبر ذلك أمرًا ذا أهمية خاصة، حتى إن كريمر "توفي عام 1961" بدأ معجمه العربي - الألماني - الإنجليزي من حرف القاف من أجل ذلك، وظهر في أربعة أجزاء(32).
ولكن يكفي لتصوير جهد المؤلف في هذا أن نعلم أنه قصد مصر خصيصي من أجله، وكان يعمل فيه بين اثنتى عشرة أربعة ساعة وأربع عشرة ساعة يوميًّا، وأفرغ الخمس والعشرين سنة الأخيرة من حياته في
ص320

إنجازه. وقد كان لين إلى جانب ذلك ممن يتقنون اللغة العربية كتابة وخطابة، وقصد مصر أكثر من مرة، وأعلن إسلامه، وتسمى باسم منصور أفندي، وتردد على الأزهر وسائر المساجد للصلاة وطلب العلم(33).
جـ- معجم دوزي أو تكملة المعاجم العربية: وهذا المعجم في الحقيقة يعد ذيلًا على المعاجم العربية، ذكر فيه ما لم يجد له ذكرًا فيها. وقد طبع المعجم في مجلدين ضخمين بالعربية والفرنسية "ليدن 1877- 1881" م وليدن - باريس 1927، ثم أعادت مكتبة لبنان طبعه مصورًا بالأوفست في بيروت "1968". وأخيرًا قام بترجمة قسم كبير منه الدكتور النعيمي.
ودوزي هو اسم الأسرة أما الاسم الشخصي فهو رينهارت، وقد تعلم مبادئ العربية في منزله، فقد كان من أسرة تحب الاستشراق ثم واصل دراستها بعد بجامعة ليدن، وتعمق في فهمها، ودرس الشعر الجاهلي. وبرغم أن دوزي عاش في هولندا فأصله فرنسي هاجر أسلافه من فرنسا إلى هولندا في منتصف القرن السابع عشر.
وقد كان مولده عام 1820 م ووفاته عام 1883م. وقد تولى إدارة مخطوطات مكتبة ليدن الشرقية ووضع فهرسين لها، كما عين أستاذًا للعربية بجامعة ليدن "1850 - 1878" وكان عضوًا في عديد من المجامع العلمية(34).

ص321

 

 

 

__________

(1) الجاسوس على القاموس ص 26، 27.
(2) الجاسوس ص 10، 11، 107، 108، وسير الليال س 11، 12، 61.

(3) الجاسوس ص 3، 14، 57، 59، وسير الليال ص 55، 260.
(4) سير الليال ص 337.

(5) الجاسوس 32، 80، 81، 241، 317، 396، 403 وسر الليال ص 46، 57، 607.

(6)الجاسوس ص 29، 32، 33.
(7) الجاسوس ص 372 وما بعدها.
(8) الجاسوس 33، 38، 286، 372.

(9) الجاسوس ص 27 - 30.
(10) الجاسوس 130 - 135.
(11) انظر عدنان الخطيب ص 45، 46، 50، وقد ذكر في ص 45، 46 أن أول طبعة لصحاح الجوهري ظهرت عام 1865م، ولكتاب الرازي مختار الصحاح عام 1870م، ولكتاب الفيروزآبادي القاموس المحيط عام 1872، ولكتاب الفيومي المصباح عام 1876م ولكتاب ابن منظور لسان العرب، وكتاب الزمخشري أساس البلاغة عام 1882م، ولكتاب الزبيدي تاج العروس عام 1889 م، وبعد محاولة استمرت ما يقرب من عشرين سنة.
(12) قبل مرور عشر سنوات على طبع القاموس المحيط مثلًا أخرج أحمد فارس الشدياق كتابه الجاسوس على القاموس وذلك عام 1881م.

(13) عدنان الخطيب، ص52، وعبد السميع محمد: المعاجم العربية ص 179 - 185 بالإضافة إلى معجم المنجد نفسه.
(14) عدنان الخطيب، ص 52، 54.

(15) مقدمة ترتيب القاموس صفحة "د". وقد سبق الحديث عن إعادة ترتيب لسان العرب.
(16) مقدمة مختار والقاموس، ص 6.

(17) مقدمة الطبعة الثانية صفحات و، ز، ح.

(18) وقد قسم المؤلفان مادته إلى ثلاثة وعشرين بابًا بدأت بباب خلق الإنسان وانتهت بباب في الخلق والعالم وأصناف الأشياء وأحوالها.
(19) وانظر مقدمة العقاد، ومقدمة الطبعة الأولى والطبعة الثانية للمؤلفين.

(20) المجمعيون، ص 145.
(21) مقدمة مدكور لمعجم فيشر صفحة "هـ"، ومقدمة فيشر ص 21، والمجمعيون، ص 145.

(22) مقدمة فيشر، ص 29 - 31.

(23) وتتناول توليد الكلمات وبحث أصول الكلمات وأنسابها.
(24) وتتناول تصريف الأفعال والأسماء.
(25) وتتناول تحقيق معنى الكلمة أو معانيها مع ترتيب المعاني والتفريق بين الحقيقي والمجازي منها.
(26) وتحدد المحيط اللغوي الذي تستعمل فيه الكلمة أو التعبير أو التركيب.

(27) وانظر: درويش: المعاجم العربية، ص 146.

(28)2/481
(29) الأعلام مادة إدوارد وليم لين.
(30) المعجم التاريخي ص 18.
(31) المرجع ص 19 ودائرة المعارف البريطانية مادة "Lane".
(32) دائرة المعارف البريطانية، مادة "Lane". والمشترقون للعقيقي 2/ 787.
(33) العقيقي 2/ 480.
)
34) المرجع السابق 2/ 685- 660، الأعلام، مادة رينهارت دوزي، وفيشر ص6. وانظر ترجمة وافية له في مقدمة الترجمة للدكتور محمد سليم النعيمي.

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



كلية الصيدلة في جامعة العميد تحتفي بتخرج الدفعة الأولى من طلبتها
قسم شؤون المعارف يعلن عن استمراره باستلام بحوث مؤتمر الإمام الكاظم (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يعلن عن تنظيم دورة تخصّصية حول التوحيد والشبهات المعاصرة
وفد حكومي من ميسان يطّلع على مشاتل العبّاسية