المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22

معنى كلمة عقل
17-12-2015
نظام رعاية الأبقار في فترة الرعي
2024-10-27
خمسة من المندوبات في الصلاة
7-1-2020
ذنب الخيل أو ذنب الفرس Horse tails (Equisetum telmateia)
2023-03-29
مفهوم الحرية ومعناها
20-4-2022
تطور الصحافة وانتشارها
2024-11-16


العبادة والزهد [عبادة الامام علي (عليه السلام) وزهده]  
  
3554   02:58 مساءً   التاريخ: 13-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 621-623.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2016 3640
التاريخ: 19-10-2015 6576
التاريخ: 30-01-2015 3255
التاريخ: 13-4-2019 6797

كان الامام (عليه السلام) في تلك الفترة الحرجة يعيش أقصى حالات العبادة والزهد، يقول ابن ابي الحديد: «وأما العبادة فكان اعبد الناس واكثرهم صلاة وصوماً، ومنه تعلّم الناس صلاة الليل وملازمة الاوراد وقيام النافلة...»، وإذا تأملنا دعواته ومناجاته ووقفنا على ما فيها من اجلال المولى عزّ وجلّ، لعرفنا ما انطوت عليه نفسه من القطع واليقين بالله والاخلاص له سبحانه وتعالى.

وكانت صلاته (عليه السلام) مطابقة لصلاة رسول الله (صلى الله عليه واله)، فليس فيها من البدع شيئاً، والى ذلك تشير رواية مطرف بن عبد الله، قال: «صليت انا وعمران بن حصين خلف علي بن ابي طالب فكان اذا سجد كبّر، واذا رفع رأسه كبّر، واذا نهض من الركعتين كبّر، فلما انصرفنا اخذ عمران يدي فقال: لقد صلّى صلاة محمّد، ولقد ذكّرني صلاة محمّد (صلى الله عليه واله)».

وفي زهده (عليه السلام) قيل: «واما زهده رضي الله عنه فهو من الامور المشهورة التي اشترك في معرفتها الخاص والعام، واما ما رويناه عنه في مسند الامام احمد بن حنبل رحمه الله وغيره انه رضي الله عنه قال: لقد رأيتني وأني لأربط الحجر على بطني من الجوع، وان صدقتي لتبلغ اليوم اربعة آلاف دينار، وفي رواية اربعين الف دينار، فقال العلماء رحمهم الله: لم يرد _ رضي الله عنه _ به زكاة مال يملكه، وانما اراد الوقوف التي تصدّق بها وجعلها صدقة جارية، وكان الحاصل من غلّتها يبلغ هذا القدر، قالوا: ولم يدّخر رضي الله عنهقطّ ما لا يقارب هذا المبلغ ولم يترك حين توفي الا ستمائة درهم، وروينا انه كان عليه ازارٌ اشتراه بخمسة دراهم».

فلا ريب ان يسمع عمار بن ياسر (رضي الله عنه) قول رسول الله (صلى الله عليه واله): «يا علي ، ان الله تعالى زيّنك بزينةٍ لم تزيّن العباد بزينة أحب الىالله تعالى منها، هي: زينة الابرار عند الله عزّ وجلّ، الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئاً، ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً، ووهب لك حبّ المساكين، فجعلك ترضى بهم اتباعاً ويرضون بك اماماً».

وروي ايضاً ان علياً (عليه السلام) عوتب «على تقلله في الدنيا وشدة عيشه ، فبكى وقال: كان رسول الله (صلى الله عليه واله) يبيت الليالي طاوياً وما شبع من طعام ابداً، ولقد رأى يوماً ستراً موّشى على باب فاطمة (رضي الله عنها وأرضاها) فرجع ولم يدخل وقال: ما لي ولهذا؟ غيّبوه عن عيني، ما لي وللدنيا، وكان يجوع فيشدّ الحجر على بطنه، وكنت اشدّه معه، فهل أكرمه الله بذلك أم أهانه؟ فإن قال قائل: أهانه كذب ومرق، وان قال: أكرمه فيعلم ان الله قد أهان غيره حيث بسط له الدنيا وزواها عن اقرب الناس اليه واعزهم عليه حيث يخرج منها خميصاً، وورد الآخرة سليماً، لم يرفع حجراً على حجر ولا لبنة على لبنةٍ، ولقد سلكنا سبيله بعده، والله لقد رقّعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قيل لي: ألا تستبدل بها غيرها؟ فقلت للقائل: ويحك اعزب، فعند الصباح يحمد القوم السرى».

روى احمد باسناده عن ابي مليكة قال: «لما ارسل عثمان الى عليّ رحمة الله عليهما في التعاقب وجده مئتـزراً بعبائة محتجزاً بعقال وهو يهنأ بعيراً له».

وروى ايضاً باسناده عن عمرو بن قيس، قال: «قيل لعلي (عليه السلام) لِمَ ترقع قميصك؟ قال: يخشع القلب ويقتدي به المؤمن».

وقال المعتزلي: «قيل لجعفر بن محمد (عليه السلام): ان قوماً ها هنا ينتقصون علياً (عليه السلام)، قال: بمَ ينتقصونه...؟ وهل فيه موضع نقيصة؟ والله ما عرض لعلي (عليه السلام) أمران قطّ كلاهما لله طاعةٌ الا عمل بأشدّهما وأشقهما عليه، ولقد كان يعمل العمل كأنه قائم بين الجنة والنار، ينظر الى ثواب هؤلاء فيعمل له، وينظر الى عقاب هؤلاء فيعمل له، وان كان ليقوم الى الصلاة، فاذا قال: وجّهت وجهي، تغيّر لونه حتى يعرف ذلك في وجهه، ولقد أعتق الف عبد من كدّ يده، كلّهم يعرق فيه جبينه وتحفى فيه كفّه...».

وبكلمة، فقد كانت عبادته حالة عقلية وروحية درج (عليه السلام) عليها منذ ان كان صبياً مع رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقد عبد الله سبحانه سراً وعلانية في الغار، وعبد الله سبحانه في الكعبة يوم كان ازلام قريش يصبون عليهما العذاب، وعبد الله عزّ وجلّ في ساحات الحروب الكبرى ضد الشرك، وليس عجيباً ان يستمر عليٌّ (عليه السلام)، بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله)، في عبادته المشهودة التي كانت تأخذ جلّ وقته وتفكيره.

ولا شك ان الزهد في الدنيا ملازمٌ للعبادة، فكلما ذاب العبد في التفكر في خالقه ومولاه عزّ وجلّ، كلما زهد في اموره الدنيوية المادية كاللباس والطعام والمال والملك، وهكذا كانت حياة علي (عليه السلام) مملوءة زهداً وصلاةً وتفكراً في الله جلّ وعلا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.