المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

نهاية دولة اور
4-11-2016
الوصية ضرورة شرعية واجتماعية
2023-03-12
سؤال أبي ذر (رض) للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
2023-04-20
وجوه الطاغوت
2023-08-29
Aasan
4-10-2016
أنواع الهواء ( الكتل الهوائية)
2024-09-19


الدلالات العلمية للنصوص لاجتماع السقيفة  
  
2766   03:39 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 576-578.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016 3449
التاريخ: 24-4-2022 1857
التاريخ: 12-4-2016 3423
التاريخ: 12-4-2016 3954

         كان اجتماع السقيفة - دون ادنى ريب - اجتماعاً سياسياً عاصفاً حدد سياسة الدولة التي بناها رسول الله (صلى الله عليه واله)، لسنين طويلة قادمة، ونظرة معمّقة للاجتماع تكشف لنا حقيقة انه لا الدين ولا اخلاقه السامية كانتا الاصل في مداولة الحاضرين ونقاشهم، بل كانت الحدّة القَبلية طاغية على ذلك الاجتماع الحاسم، وهنا نقاط لابد من الاشارة اليها :

          1 - لم يكن بين وصية رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) يوم الغدير بالولاية وبين وفاته (صلى الله عليه واله) الا سبعون يوماً، وتلك مدة قصيرة زمنياً لا يمكن الادعاء فيها بنسيان خطبته (صلى الله عليه واله) في حجة الوداع ووصاياه فيما يتعلق بالولاية.

          2 - كان النـزاع بين المهاجرين والانصار حول الخلافة - في وقت كان فيه رسول الله (صلى الله عليه واله) مسجى في داره - يمثّل عدم رسوخ الدين في قلوبهم، وتحكم النـزعات الجاهلية فيهم، واندفاعهم نحو السلطة اكثر من اندفاعهم نحو الدين، وفلسفة التنازع ذاتها توحي بعدم فهم الدين ولا ادراك دوره الاجتماعي في بسط الانسجام والتآخي وانكار الذات.

          3 - ان اجتماع قريش في السقيفة بتلك الصورة لم يكن اجتماعاً تلقائياً، بل كان ينمّ عن تخطيط مسبق، ويدلُّ عليه الانسجام التام في المواقف الحساسة تلك من الانصار.

          4 - كانت فلسفة «نحن الامراء وانتم الوزراء»، و«لايجتمع سيفان في غمد واحد» التي جاءت بها قريش في السقيفة تثير الكثير من الاسئلة الحساسة دون جواب لحد الآن، فكيف تم توزيع الادوار السياسية تلك ؟ وما هو المسوغ الشرعي لذلك ؟ وما هو المقياس فيه ؟

          5 - مقدار العداوة والرفض والتحدي والاحتجاج من قبل سعد بن عبادة من جهة في مواجهة بعض رموز قريش من جهة اخرى يثبت ان تلك القضية بينهما كانت لا تقبل حلاً وسطاً، وكذلك كان موقف الزبير بن العوام والحباب بن المنذر.

          6 - كان موقف علي (عليه السلام) موقفاً شريفاً ينمُّ عن عصمته وامامته وشرفه الاعلى في الدين، فقد احتج عليهم احتجاجاً شرعياً بان لا يُخرِجوا سلطان محمد (صلى الله عليه واله) عن داره - اي عمن كان اهلٌ للولاية - وذكّرهم بانهم سلبوا الولاية غصباً من اهل البيت (عليه السلام).

          ولكنهم احتجوا بصغر سنه (عليه السلام) وعدم معرفته بالامور، الا انهم تناسوا انه هو الذي خلّفه رسول الله (صلى الله عليه واله) في تبوك على المدينة، وبلّغ عنه سورة براءة، واوصى به يوم الغدير، واحتج عليهم بان اهل بيت النبوة (عليهم السلام) ليس فيهم الا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالِم بسنن رسول الله (صلى الله عليه واله)..، وهي صفات كافية للادارة الدينية للمجتمع الاسلامي.

          7 - كان موقف الانصار موقف ذهول، لانهم في البداية وبعد ان تنكروا لاهل البيت (عليهم السلام) طمحوا بالخلافة لانفسهم، وعندما تبين لهم دهاء قريش السياسي استسلموا لها، وتظاهروا بانهم لم يسمعوا احتجاج علي وفاطمة (عليهما السلام).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.