المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

كنـدة
14-11-2016
Compounds
27-7-2020
استجابة الحرّ
7-8-2017
الاتجاهات الرئيسية لمحاسبة المسؤولية الاجتماعية- الاتجاه الثاني
4-3-2019
تحدّي القران بأنّه تبيان كلّ شي‏ء
23-04-2015
الكحولات المكوثرة Polyol
6-9-2019


المنتفعون والمتضررون من ولاية علي (عليه السلام)  
  
2863   01:26 مساءً   التاريخ: 4-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 532-533.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2022 2345
التاريخ: 14-2-2019 2734
التاريخ: 14-10-2015 3407
التاريخ: 8-02-2015 3355

          واذا كان السؤال المطروح هو: من الذي انتفع من ولاية علي (عليه السلام) ومن الذي تضرر ؟ لكان الجواب هو : ان الذي انتفع من ولايته (عليه السلام) الفقراء والمحرومين واهل البصيرة والدين والمؤمنين الذين كانوا يعشقون الوصول الى الله سبحانه عبر العبادة واعمال الخير والجهاد من اجل الاسلام، لقد كان خير الولاية يصبُّ في مصلحة الدين.

          اما الذي تضرر من ولايته (عليه السلام) فهي الطبقة الثرية التي تجمعت اموالها من الظلم والاضطهاد يوم كانت مقدرات الامور بيدها في مكة، حيث لمست جدية علي (عليه السلام) في تطبيق العدالة الاجتماعية وتكسير اصنام النظام الطبقي، وتلك الطبقة لا تزال تحكمها الاعراف القبلية ولم يتعمق الايمان في قلبها.

          وعلى اي حال، فان كلاً من المجموعتين حاولتا التأثير على قرار الولاية، وكانت المجموعة المتضررة من الولاية اقوى في التأثير وامضى في التنظيم، فحاولت التأثير على قرار الولاية عبر ثلاثة طرق نقلها لنا التأريخ :

          الاول : منع رسول الله (صلى الله عليه واله) من كتابة وصيته في مرضه عندما زعموا انه كان يهجر، حيث تذكر لنا المصادر التأريخية ان النبي (صلى الله عليه واله) "عندما حضرته الوفاة وكان معه في البيت رجال فيهم عمر، قال (صلى الله عليه واله) : هلمّوا اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده، فقال عمر : ان رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ! فاختلف اهل البيت واختصموا، فلما كثر اللغط والاختلاف..، قال النبي (صلى الله عليه واله): قوموا عني".

          الثاني : البقاء في المدينة وعدم الالتحاق بجيش اسامة بدعوى انهم يريدون ان يحدثوا برسول الله (صلى الله عليه واله) عهداً، وانهم لو خرجوا الى جيش اسامة لسألوا الركب عن حالة النبي (صلى الله عليه واله) وهم يكرهون ذلك، وتلك اعذارٌ لا تقبل وجهاً منطقياً غير السياسة.

          الثالث : الاجتماع في سقيفة بني ساعدة بمعزل عن علي (عليه السلام) وهو الخليفة الذي عينه رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم الغدير، والاحتجاج بين المهاجرين والانصار بـ (نحن الامراء وانتم الوزراء)، ثم (لا يجتمع سيفان في غمد واحد)، ثم إكراه الناس على البيعة للخليفة الاول.

          لقد كان تأثير مجموعة قريش على فكرة الولاية الشرعية سلبياً على صعيدي الوسائل والنهايات، فقد حطمت اعمال تلك المجموعة كل اهداف التخطيط النبوي للاُمة بعد رحيله (صلى الله عليه واله) الى العالم الآخر، لقد كان معلوماً ان رسول الله (صلى الله عليه واله) جمع المسلمين في ذلك اليوم القائظ تحت حر الهجير في مفترق طرق الصحراء من اجل ان يبقى الدين محفوظاً باليد الامينة، ومن اجل ان يتنعم المستضعفون والمضطهدون والمعذبون في الارض بخيرات الدين ونعمه.

          ولكن ارادة قريش شاءت الا ان تعصي ارادة النبي (صلى الله عليه واله) وتكسر اقواله (صلى الله عليه واله) وتتذرع بمختلف الحجج من اجل ان تسيطر على زمام الامور بعد وفاته (صلى الله عليه واله)، ناسية قول الله تعالى في محكم كتابه : {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36].

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.