أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2022
2345
التاريخ: 14-2-2019
2734
التاريخ: 14-10-2015
3407
التاريخ: 8-02-2015
3355
|
واذا كان السؤال المطروح هو: من الذي انتفع من ولاية علي (عليه السلام) ومن الذي تضرر ؟ لكان الجواب هو : ان الذي انتفع من ولايته (عليه السلام) الفقراء والمحرومين واهل البصيرة والدين والمؤمنين الذين كانوا يعشقون الوصول الى الله سبحانه عبر العبادة واعمال الخير والجهاد من اجل الاسلام، لقد كان خير الولاية يصبُّ في مصلحة الدين.
اما الذي تضرر من ولايته (عليه السلام) فهي الطبقة الثرية التي تجمعت اموالها من الظلم والاضطهاد يوم كانت مقدرات الامور بيدها في مكة، حيث لمست جدية علي (عليه السلام) في تطبيق العدالة الاجتماعية وتكسير اصنام النظام الطبقي، وتلك الطبقة لا تزال تحكمها الاعراف القبلية ولم يتعمق الايمان في قلبها.
وعلى اي حال، فان كلاً من المجموعتين حاولتا التأثير على قرار الولاية، وكانت المجموعة المتضررة من الولاية اقوى في التأثير وامضى في التنظيم، فحاولت التأثير على قرار الولاية عبر ثلاثة طرق نقلها لنا التأريخ :
الاول : منع رسول الله (صلى الله عليه واله) من كتابة وصيته في مرضه عندما زعموا انه كان يهجر، حيث تذكر لنا المصادر التأريخية ان النبي (صلى الله عليه واله) "عندما حضرته الوفاة وكان معه في البيت رجال فيهم عمر، قال (صلى الله عليه واله) : هلمّوا اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده، فقال عمر : ان رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ! فاختلف اهل البيت واختصموا، فلما كثر اللغط والاختلاف..، قال النبي (صلى الله عليه واله): قوموا عني".
الثاني : البقاء في المدينة وعدم الالتحاق بجيش اسامة بدعوى انهم يريدون ان يحدثوا برسول الله (صلى الله عليه واله) عهداً، وانهم لو خرجوا الى جيش اسامة لسألوا الركب عن حالة النبي (صلى الله عليه واله) وهم يكرهون ذلك، وتلك اعذارٌ لا تقبل وجهاً منطقياً غير السياسة.
الثالث : الاجتماع في سقيفة بني ساعدة بمعزل عن علي (عليه السلام) وهو الخليفة الذي عينه رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم الغدير، والاحتجاج بين المهاجرين والانصار بـ (نحن الامراء وانتم الوزراء)، ثم (لا يجتمع سيفان في غمد واحد)، ثم إكراه الناس على البيعة للخليفة الاول.
لقد كان تأثير مجموعة قريش على فكرة الولاية الشرعية سلبياً على صعيدي الوسائل والنهايات، فقد حطمت اعمال تلك المجموعة كل اهداف التخطيط النبوي للاُمة بعد رحيله (صلى الله عليه واله) الى العالم الآخر، لقد كان معلوماً ان رسول الله (صلى الله عليه واله) جمع المسلمين في ذلك اليوم القائظ تحت حر الهجير في مفترق طرق الصحراء من اجل ان يبقى الدين محفوظاً باليد الامينة، ومن اجل ان يتنعم المستضعفون والمضطهدون والمعذبون في الارض بخيرات الدين ونعمه.
ولكن ارادة قريش شاءت الا ان تعصي ارادة النبي (صلى الله عليه واله) وتكسر اقواله (صلى الله عليه واله) وتتذرع بمختلف الحجج من اجل ان تسيطر على زمام الامور بعد وفاته (صلى الله عليه واله)، ناسية قول الله تعالى في محكم كتابه : {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36].
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|