المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

فريج – غوتلوب
3-9-2016
الأسس النظرية لجغرافية التجارة الدولية
13-1-2016
CERENKOV RADIATION
2-1-2021
احتلال الشريعة في كربلاء
7-8-2017
الجهة المختصة بالطعن القضائي للأداء الوظيفي
4/9/2022
الحرف الصناعية وأهميتها في البيئة الاقليمية
24-8-2021


التكيّف بعد الهجرة  
  
2596   02:03 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 264-267.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2017 2950
التاريخ: 5-11-2015 3647
التاريخ: 15-6-2017 2896
التاريخ: 1-6-2017 3189

انسانياً واجتماعياً مع البلد الجديد وأهله. وقد استقبلت المدينة المهاجرين من مكة واحتضنتهم، ولكن بقيت شريحة من اهل يثرب تعمل ضدّ الاسلام، وهم الذين اتخذوا صفة النفاق والكيد ضد الدين الجديد. وكان في مقدمتهم عبد الله بن ابي سلول، رأس النفاق. وقد وصفهم القرآن الكريم بالقول: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} [آل عمران: 167]، {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 168]. فهؤلاء المنافقين خذلوا المسلمين لاحقاً قبل ان تبدأ المعارك الكبرى، وثبطوا الناس عن القتال فكانوا اقرب الى الكفر منهم الى الايمان. فليس غريباً ان يعادي هؤلاء المنافقون المهاجرين ويعتبرونهم ثقلاً جديداً على مدينتهم.

لقد رافقت عملية الهجرة مشقة عظيمة انحصرت بشخصيات المهاجرين كالبعد عن الاهل وصعوبة التكيّف وضنك العيش، الا ان طبيعة المبادرة بقيّت بيد النبي (صلى الله عليه واله). فهو الذي كان يقود مجتمع المدينة وينظّم شؤون الدولة والافراد بما كان يوحيه اليه وحي السماء. فقد آخى (صلى الله عليه واله) بين المهاجرين والانصار، وآخى (صلى الله عليه واله) بينه وبين علي (عليه السلام)، وهو الذي كان يدعوهم جميعاً للقتال فيساهموا فيه ويشتركوا في تحمّل أعبائه الباهضة عدا ما يكون عند بعض الذين في قلوبهم مرض.

ولا شك ان المؤاخاة التي أعلنها رسول الله (صلى الله عليه واله) بين المهاجرين والانصار كان لها هدفان. الاول: اعادة تأهيل المهاجرين نفسياً واجتماعياً. والثاني: دمج مجتمع المهاجرين بمجتمع الانصار وتوحيدهم عقائدياً تحت راية الاسلام.

بينما كانت مؤاخاته (صلى الله عليه واله) مع علي (عليه السلام) تهدف الى تثبيت موقع علي (عليه السلام) منه (صلى الله عليه واله) ومن الرسالة ايضاً، حتى لا يفقد الذين اعماهم الحقد الجاهلي نظرتهم الواقعية لشخصيته الرسالية (عليه السلام) في خضمّ مشقة الهجرة وواقع المجتمع الجديد.

«قال ابن اسحاق: وآخى رسول الله (صلى الله عليه واله) بين اصحابه من المهاجرين والانصار... ثم اخذ بيد علي بن ابي طالب، فقال: هذا اخي» ثمّ علّق ابن اسحاق قائلاً: «فكان رسول الله (صلى الله عليه واله) سيد المرسلين، وامام المتقين ، ورسول ربّ العالمين، الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد، وعلي بن ابي طالب (رضي الله عنه) أخوين»، بينما كان حمزة بن عبد المطلب اسد الله واسد رسوله (صلى الله عليه واله) وعم رسول الله (صلى الله عليه واله)، وزيد بن حارثة مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) أخوين.

وعلّق السهيلي على ذلك على ما في هامش «سيرة ابن هشام»: «آخى رسول الله (صلى الله عليه واله) بين أصحابه حين نزلوا بالمدينة، ليذهب عنهم وحشة الغربة، ويؤنسهم من مفارقة الاهل والعشيرة، ويشدّ أزر بعضهم ببعض. فلما عزّ الاسلام، واجتمع الشمل، وذهبت الوحشة انزل الله سبحانه: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنفال: 75]، يعني في الميراث. ثم جعل المؤمنين كلهم اخوة فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] يعني في التوادد، وشمول الدعوة».

وقد كانت تلك الهجرة فريدة من نوعها، لان المهاجرين كانوا بحاجة الى تكيّف اجتماعي ؛ بينما كان المهاجرون والانصار معاً بحاجة الى تكيّف عقلي ونفسي مع العقيدة الجديدة. ولذلك كان دور علي (عليه السلام) الفكري والحربي البطولي والروحي وزهده في الحياة _ في دار الهجرة الجديد _ مهماً في تثبيت اسس الاسلام ورسالته الخالدة. وبالخصوص من خلال كفاحه مع جيش النبي (صلى الله عليه واله)، وجهاده في نشر مباني تلك العقيدة وتعليم القرآن، وضربه المثل الأعلى في القدوة.

ولم يكن التكيّف الاقتصادي للمهاجرين سهلاً، فقد بقي اغلبهم فقراء من أهل الصفة والفاقة، لا يملكون ما ينفقون. يروى ان صهيباً حين أراد الهجرة قال له كفار قريش: أتيتنا صعلوكاً حقيراً، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد ان تخرج بمالك ونفسك، والله لا يكون ذلك! فقال لهم صهيب: أرأيتم ان جعلت لكم مالي أتخلّون سبيلي؟ قالوا: نعم. قال: فاني جعلت لكم مالي. قال: فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله). فقال: ربح صهيب ربح صهيب.

وكان المهاجرون يصحبون رسول الله (صلى الله عليه واله) ويشتركون في قتال المشركين في الحروب التي خاضها (صلى الله عليه واله). وبقي علي (عليه السلام) زاهداً في معاشه وحياته. فقد كان يقاتل قتال الابطال ويشد على بطنه الحجر من الجوع.

ولكن التكيّف الاجتماعي والنفسي السريع كان مصحوباً بنـزول القرآن المجيد على النبي (صلى الله عليه واله) وايصاله الى المسلمين جميعاً. وكان القرآن وسنّة رسول الله (صلى الله عليه واله) تخلق وضعاً قانونياً جديداً للمجتمع الاسلامي الحديث، خصوصاً فيما يتعلّق بالعقود، والنكاح، والارث، والتعامل مع المؤمنين، والعبادات الجماعية. فكانت الاحكام الشرعية تثري المجتمع الجديد بقوانين النظام والحركة والعمل المشترك.

ان التكيّف السريع الذي تمّ بين المهاجرين والانصار كان متوقعاً على المدى القصير. لان الطرفين كانا يحملان تشابهاً وانسجاماً في التركيبة الثقافية والاجتماعية والاقصادية. ولكن ظهر الاختلاف واضحاً جلياً يوم السقيفة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) عندما تنادوا: منّا امير ومنكم امير.

ولكن علياً (عليه السلام) الذي آخاه رسول الله (صلى الله عليه واله) مع نفسه أول الهجرة لم يكن يفكر بذلك الفصل بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه واله)، كما كان بعض الانصار والمهاجرين يفكر بعد وفاته (صلى الله عليه واله). فقد كان الانسجام الديني تاماً بينهما (عليهما السلام)، بل كان علي (عليه السلام) جزءً من رسول الله (صلى الله عليه واله) يحمل هم العقيدة، وينظر الى ما بعد فترة المصاعب والمشاق، وكان (عليه السلام) يرى اهداف الاسلام المستقبلية بنور الله عزّ وجلّ.

لقد كانت حياة علي (عليه السلام) مبنية على الهجرة في سبيل الله، والحركة من موضع الى آخر من أجل اعلاء الاسلام. فقد انتقل من مكة الى المدينة، ومن المدينة الى الكوفة، وانتقل في معاركه من المدينة الى البصرة، ومن الكوفة الى الشام. وبكلمة، فلم يركن الى العيش الرغيد في منطقة آمنة يسترخي فيها، كما كان البعض يتوقع. بل كان يتحرك _ بيقين _ حيث ما يُرضي الله تعالى ويُرضي رسوله (صلى الله عليه واله).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.