جواري وقهرمانات الخليفة أبو المظفر المستنجد بالله (555- 566هـ/ 1160-1170م) (1) .

 هو الخليفة الثاني والثلاثون في قائمة السيوطي ، من الخلفاء العباسيين البغداديين ، تجاوزت  خلافته عقداً ونيف من السنوات ( 555- 566هـ / 1160-1170هـ) ، مع ان ولايته للعهد كانت قد بدأت منذ سنة 547هـ / 1152   توفي عن عمر يناهز ست وخمسون عاماً ، زوجته أرمنية بمنزلة أم ولد تسمى غضة ولدت له الحسن مستقبلاً الخليفة المستضيء (2) .  

 ومنذ خلافته استقرت الخلافة العباسية في أولاده وأحفاده حتى زوال حكم البيت العباسي عن بغداد في سنة ( 656هـ/ 1258م ) على يد المغول بشخص المستعصم بالله .

كان المستنجد خليفة عادلاً يجيد النظم البديع وله الرأي الصائب  والذكاء الغالب (3) ، لكنه لم يكن ميالاً لتملك الحظايا والمماليك والسراري  لأنه كان مصمماً على ان بذل عشرات الآلاف من الدنانير لمحاربة المفسدين واستئصالهم من بلاده (4) ( في حين كان بإمكانه اقتناء الجواري والغلمان بها ) فضلاً عن تجربته مع جواري أبيه في محاولتهم الفاشلة لخلعه من ولاية العهد لصالح أخيه المدعو" أبو علي " من حظية والده المقتفي الا ان محاولتها فشلت فـي قتل المستنجد (5) بجهود خصي شخصي نقل له أخبار مؤامرة الجواري عليه (6) ، ويذكر ابن الأثير انه عندما ثار به الجواري ضرب واحدة منهن فجرحها وأتبعها بأخرى حتى تمكنه من مؤامرتهن وهروب الجواري والقبض على أخيه "أبي علي " وأمه وسجنهما  أما مصير الجواري فقتل منهن واغرق بعضهن (7).

 حل محله في الخلافة ابنه المستضيء بعد تدبير له مؤامرة أودت بحياته داخل حمام دار الخلافة بقصر التاج (8).

______________

(1) المستنجد : هو يوسف بن المقتفي ، ولد سنة 510هـ بويع بالخلافة بعد وفاة والده وكان هو معروفاً بالرفق واطلق من المكوس شيئاً كثيراً ، ومات سنة 566هـ/ 1170م . ينظر : السيوطي : تاريخ الخلفاء ، ص443 .

(2) ابن الأثير : الكامل في التاريخ ، ج11  ص360 ؛ سبط بن الجوزي : مرآة الزمان ، ج7  ص346 ؛ السيوطي : تاريخ الخلفاء ، ص445 .

(3) الذهبي : العبر ، ق2 ، ج2 ، ص215 ؛ ابن العماد : شذرات الذهب ، ج4 ، ص250 .

(4) الذهبي : سير اعلام النبلاء ، ج14 ، ص175 ؛ السيوطي : المستظرف ، ص64 .

(5) ابن دحية : النبراس ، ص310 ؛ ابن تغري بردي : النجوم الزاهرة ، ج7 ، ص285 .

(6) ابن الدبيثي : المختصر المحتاج ، ص262 ؛ ابن كثير : البداية والنهاية ، ج13 ، ص36

(7) الكامل في التاريخ، ج11، ص439؛ ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة، ج6   ص182.

(8) ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج4 ، ص151 ؛ ابن شاكر الكتبي : فوات الوفيات ، ج3  ص175 .