المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

البحث حول الراوي إسماعيل بن أبي زياد السكوني الشعيري.
13/12/2022
الحسن الفعلي والحسن الفاعلي
2023-08-24
شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري
4-6-2017
Oncogenes and Cancer Cells
26-10-2015
من حكم بعض الأنبياء
31-7-2016
الأمر والنهي والعرض
23-12-2014


مزاعم قوى الصراع لتوهين تلك كرامة الولادة في الكعبة  
  
2636   04:57 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 139
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

لا شك ان شخصية مهمة في الاسلام كشخصية علي بن ابي طالب (عليه السلام) استقطبت الكثير من اهتمام الاعداء الذين تضررت مصالحهم الاجتماعية والسياسية من حزمه (عليه السلام) وشجاعته في الحروب والمعارك التي خاضها جنباً الى جنب مع رسول الله (صلى الله عليه واله). فكان الصراع الاجتماعي بين الاسلام وقادته من طرف وبين فحول الجاهلية الذين التحفوا بلحاف الدين لاحقاً من أجل مصالحهم الدنيوية من طرف آخر صراعاً فيه الكثير من الادوات لتزوير التأريخ، وقلب الروايات رأساً على عقب، وتبديل عناوين الكرامات والمعاجز، وتغيير الصفات ونحوها على ما نراه في ثنايا هذا البحث. فكان من لوازم الصراع الاجتماعي ان يُزعم ولادة شخص مزيّف في الكعبة ايضاً حتى يُستهان بأهمية تلك الكرامة التي خصّها الباري عزّ وجل لعليّ بن ابي طالب (عليه السلام). فاختلقوا ولادة «حكيم بن حزام بن خويلد» في الكعبة المشرفة، توهيناً لولادة علي (عليه السلام). ولكن ذلك الاختلاق المزعوم لم يقدّر له الصمود فترة طويلة. فقد اجمعت الامة على اختلاف مذاهبها باختصاص تلك الكرامة بعليّ (عليه السلام).

 

فقد روى الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) عن مصعب بن عبد الله حول ولادة حكيم بن حزام المزعومة: «ان ام حكيم ولدته في الكعبة، ضربها المخاض وهو في جوفها، ولم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد». وعلّق الحاكم النيسابوري على كلام مصعب بن عبد الله فقال: «وهمّ مصعب في الحرف الأخير. وقد تواترت الاخبار ان فاطمة بنت اسد ولدت امير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه في جوف الكعبة». وهذا التشكيك بولادة حكيم من الحاكم النيسابوري، المعروف بضبطه وتقدمه في العلم والحديث والرجال عند علماء السنّة، يحطّم ذلك الاختلاق المزعوم ويكشف انه انما اُفتعل من اجل التوهين بكرامة امير المؤمنين (عليه السلام). 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.