المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4545 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
العوامل الخطرة في زيادة البيلروبين Risk Factors for Hyperbilirubinemia
2024-06-29
زيادة البيلروبين الولادي Neonatal hyper bilirubinemia
2024-06-29
تصنيف اليرقان
2024-06-29
اليرقان Jaundice
2024-06-29
أمراض الكبد Liver disease
2024-06-29
الكبد The liver
2024-06-29

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


وحشةُ القبر (العَقَبَةُ الأُولى في القبر)  
  
1891   10:08 صباحاً   التاريخ: 23-12-2018
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة
الجزء والصفحة : 127- 136
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الموت و القبر و البرزخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2018 6526
التاريخ: 22-03-2015 958
التاريخ: 22-03-2015 685
التاريخ: 22-03-2015 1131

* في كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) :

( وإذا حمل الميت الى قبره فلا يفاجأ به القبر لأنّ للقبر أهوالاً عظيمة. ويتعوذ حامله الله مِن هول المطلع. ويضعه قرب شفير القبر. ويصبر عليه هنيئة ثمّ يقدّمه قليلاً ويصبر عليه هنيئة ليأخذ اهبته ، ثمّ يقدمه الى شفير القبر ) (1).

وقال المجلسي الأول في شرح هذا الحديث :

( ولو انّ الروح قد فارقت البدن ، وانّ الروح الحيوانية قد ماتت ، أما النفس الناطقة فحية. وانّ تعلقها بالبدن يزول على نحو الكلية. وانّ الخوف مِن ضغطة القبر وسؤال منكر ونكير ورومان « فتان القبور » ، والخوف من عذاب البرزخ موجود ليكن عبرة للآخرين ليفكروا انّ ذلك واقع بهم في المستقبل.

وفي حديث حسن (2) عن يونس قال : حديث سمعته عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) ما ذكرته وأنا في بيت إلاّ ضاق عليّ. يقول : اذا أتيت بالميت الى شفير قبره فامهله ساعة ، فانّه يأخذ أهبته للسؤال (3).

وروي عن البراء بن عازب ـ أحد الصحابة المعروفين قال :

بينما نحن مع رسول الله (صلى الله عليه واله) اذا بَصَرَ بجماعة فقال : علامَ اجتمع عليه هؤلاء؟

قيل : على قبر يحفرونه.

قال : ففزع رسول الله (صلى الله عليه واله) ، فبدر بين يدي أصحابه مسرعاً حتّى انتهى الى القبر فجثا عليه.

قال : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع. فبكى حتّى بلَّ الثَّرى من دموعه ، ثمّ اقبل علينا ، قال : أي اخواني لمثل اليوم اعدوا (4).

* ونقل الشيخ البهائي عن بعض الحكماء انّه رُئيَ في ساعة موته يتحسر ويتأسف.

فقيل له : ما هذا الذي يرى منك؟

فقال : ما يُظَنُّ بِمَن يسافر سفراً بعيداً بدون زاد ولا مؤونة ، ويسكن في قبر موحش بلا مؤنس ، ويرد على حاكم عادل بدون حجّة؟!

* وروى القطب الراوندي أنّ عيسى نادى امه مريم : بعد ما دفنت فقال : يا امّاه هل تريدين أن ترجعي الى الدنيا؟

قالت : نعم لأُصلي لله في ليلة شديدة البرد واصوم يوماً شديد الحر ، يا بني فانّ الطريق مخوف (5).

* وروي : انَّ فاطمة (عليها السلام) لمّا احتضرت أوصت علياً (عليه السلام) فقالت : « اذا أنا مت فتول أنت غسلي وجهزّني ، وصلّ عليَّ وانزلني قبري والحدني ، وسوّ التراب عليّ ، واجلس عند رأسي قبالة وجهي ، فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء فانّها ساعة يحتاج الميت فيها الى أُنس الأحياء » (6).

* وروى السيّد ابن طاووس ; عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) انّه قال :  « لا يأتي على الميت ساعة أشدّ من أول ليلة فارحموا موتاكم بالصدقة ، فان لم تجدوا فليصل أحدكم ركعتين يقرا فيهما فاتحة الكتاب مرّة وآية الكرسي مرّة ، وقل هو الله احد مرّتين ، وفي الثانية فاتحة الكتاب مرّة والهاكم التكاثر عشر مرّات وسلم ويقول :

اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وابعث ثوابها الى قبر ذلك الميت فلان بن فلان ، فيبعث الله مِن ساعته الف ملك الى قبره مع كل ملك ثوب وحلة ويوسع في قبره من الضيق الى يوم ينفخ في الصور ويعطى المصلي بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات ويرفع له أربعون درجة » (7).

صلاة اُخرى :

يصلى لرفع وحشة الليلة الاُولى في القبر ركعتين ، يقرا في الركعة الاولى الحمد وآية الكرسي ، ويقرا في الركعة الثانية الحمد وانّا انزلناه عشر مرّات ، فإذا سلم يقول :

« اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد وابعث ثوابها الى قبر فلان » (8).

ويذكر اسم الميت عوضاً عن « فلان ».

حكاية :

نقل شيخنا ثقة الاسلام النوري ( نوّر الله مرقده ) في ( دار السلام ) عن شيخه معدن الفضائل والمعالي مولانا الحاجّ ملا فتح علي السلطان آبادي  ( عطر الله مضجعه ) قال :

كان من عادتي وطريقتي أن اصلي ركعتين لكل مَن سمعته مات في ولاء أهل البيت : في ليلة دفنه سواءاً عرفته أو جهلته. ولم يكن أحداً مطلعاً على ذلك ، الى أن لقاني يوماً في الطريق بعض الأصدقاء فقال :

انّي رأيت البارحة فلاناً في المنام ـ وقد توفي في هذه الايّام ـ فسألتُه عن حاله ، وما جرى عليه بعد الموت.

فقال : كُنتُ في شدة وبلاء وآل أمري الى العقاب عند الجزاء إلاّ أن الركعتين اللتين صلاهما فلان ـ وسمّاك ـ انقذتني من العذاب ، ودفعت عني مضاضة العقاب ، فرحم الله أباه لهذا الاحسان الذي وصل منه اليَّ .

ثمّ سألني عن تلك الصلاة فأخبرته بطريقتي المستمرّة ، وعادتي الجارية (9).

* ومنَ الأشياء النافعة أيضاً لوحشة القبر اتمام الركوع كما روي عن الامام محمّد الباقر (عليه السلام) انّه قال :

« مَن أتَمَّ ركوعه لم تدخله وحشة القبر » (10).

* وورد في الخبر أيضاً :

« مَن قال مائة مرّة ( لا إله إلاّ الله الملك الحقّ المبين ) أعاذه الله العزيز الجبار مِنَ الفقر وأنسَ وحشة قبره واستجلب الغنى واستقرع باب الجنّة » (11).

* وكذلك قراءة سورة يس قبل النوم (12).

وكذلك صلاة ليلة الرغائب ، وقد ذكرت هذه الصلاة مع بعض فضائلها في مفاتيح الجنان في أعمال شهر رجب (13).

* وروي :

« ومَن صام اثني عشر يوماً من شعبان زاره في قبره كلّ يوم سبعون ألف ملك الى النفخ في الصور » (14).

* ومَن عاد مريضاً أوكل الله تعالى به ملكاً يعوده في قبره الى محشره (15).

* وروي عن أبي سعيد الخدري انه قال :

سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : يا علي! بشر وبشر فليس على شيعتك حسرة عند الموت ، ولا وحشة في القبور ، ولا حزن يوم النشور (16).

__________________

(1) مَن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق : ج 1 ، ص 170.

(2) أي ان سند الحديث حسن.

(3) لم نجده في الشرح العربي المطبوع باسم ( روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه ) ولعله في الشرح الفارسي فان المجلسي الأول شرحان على الفقيه.

وأما الرواية فموجودة في الشرح العربي ونقلناها منه : روضة المتقين : ج 1 ، ص 450.

وقد رواها الكليني في الكافي : ج 3 ، ص 191 ، كتاب الجنائز ـ باب ( في وضع الجنازة دون القبر ) ـ ح 2.

(4) مسند أحمد بن حنبل : ج 4 ، ص 294 وروى الشهيد في : مسكن الفؤاد ، ص 107 ، الطبعة الحجرية عن البراء بن عازب باختلاف يسير ، ونقله الشيخ النوري في المستدرك : ج 2 ، ص 465 ، باب 74 ، ح 2476 ، الطبعة الحديثة.

ومما يناسب المقام ما رواه أحمد بن حنبل أيضاً عن البراء بن عازب انّه قال :

(خرجنا مع النبي (صلى الله عليه واله) في جنازة رجل من الانصار ، فانتهينا الى القبر ولمّا يلحد ، فجلس رسول الله (صلى الله عليه واله) ، وجلسنا حوله ، وكأنّ على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت في الأرض فرفع رأسه ، فقال :

استعيذوا بالله من عذاب القبر. (مرّتين ، أو ثلاثاً) ثمّ قال :

إنّ العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا ، واقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنّة ، وحنوط من حنوط الجنّة ؛ حتّى يجلسوا منه مدّ البصر ، ثمّ يجيء ملك الموت (عليه السلام) حتّى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجي الى مغفرة من الله ، ورضوان.

قال : فتخرج تسيل ، كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها. فإذا أخذها يدعوها في يده طرفة عين حتّى يأخذوها فيجعلونها في ذلك الكفن ، وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض.

قال : فيصعدون بها ، فلا يمرون ـ يعني بها ـ على ملأ من الملائكة إلاّ قالوا : ما هذا الروح الطيب؟

فيقولون : فلان ، بن فلان ؛ بأحسن اسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا.

حتّى ينتهوا بها الى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ؛ فيفتح لهم ، فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتّى ينتهى به الى السماء السابعة ، فيقول الله عزّ وجلّ اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، واعيدوه الى الأرض ، فانّي منها خلقتهم وفيها اعيدهم ومنها اخرجهم تارة اُخرى.

قال : فتعاد روحه في جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : مَن ربك؟ فيقول ربّي الله.

فيقولان له : ما دينك؟ فيقول : ديني الاسلام.

فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟

فيقول : هو رسول الله (صلى الله عليه واله).

فيقولان له : وما علمك؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت.

فياندي مناد من السماء : إن صدق عبدي فافرشوه من الجنّة والبسوه من الجنّة وافتحوا له باباً الى الجنّة. قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مدّ بصره ... الحديث) مسند أحمد : ج 4 ، ص 287.

(5) رواها النوري في مستدرك الوسائل : ج 1 ، ص 591 ، الطبعة الحجرية ، كتاب الصيام ، أبواب الصوم المندوب ، باب 2 ، ح 6 ، عن لب اللباب للراوندي.

(6) راجع البحار : ج 82 ، ص 27 ، ح 13 ، عن مصباح الأنوار ، ونقله عنه الشيخ النوري ; في المستدرك : ج 2 ، ص 339 ، باب 32 ، ح 2133. ونقله أيضاً في المستدرك : ج 2 ، ح 477 ، باب 79 ، ح 2509. وتجده في مصباح الأنوار : ص 257.

(7) فلاح السائل للسيّد ابن طاووس : ص 86 ـ 87.

(8) في المصباح للشيخ الكفعمي : ص 411 الطبعة الحجرية. قال : « وصلاة هدية الميت ليلة الدفن ركعتان ، في الاُولى الحمد ، وآية الكرسي ، وفي الثانية الحمد والقدر عشراً ، فإذا سلّم قال : اللّهمّ صلي على محمّد وآل محمّد ، وابعث ثوابها الى فلان ».

وذكرها الشيخ الكفعمي في : البلد الأمين : ص 164 ، ونقلها عنه الحر العاملي في الوسائل : ج 5 ، ص 285 ، كتاب الصلاة : أبواب بقية الصلوات المندوبة باب 44 ، ح 2.

ونقلها المجلسي في البحار : ج 91 ، ص 219 ، ح 5.

(9) دار السلام : ج 2 ، ص 315.

(10) الدعوات للقطب الراوندي : ص 276 الطبعة الحديثة ، قال : « وعن سعيد بن جناح قال:

كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال مبتدءاً ... الخبر) ونقله عنه المجلسي رحمه الله في البحار: ج 6 ، ص 244 ، 71 ، وفي ج 82 ، ص 64 ، ح 8 ، ورواه الصدوق في ثواب الأعمال : ص 55 (باب من أتم ركوعه) ، ح 1. ونقله عن البحار : ج 85 ، ص 107 ، ح 15.

(11) ثواب الأعمال : الشيخ الصدوق : ص 22 ( ثواب من قال لا إله إلاّ الله الملك الحقّ المبين مائة مرّة ) ح 1.

وذكره القطب الراوندي في الدعوات : ص 217.

ونقله في البحار : ج 86 ، ص 161 ح 40 ، عن (البلد الأمين) وفي ج 87 ـ ص 8 ، ح 13 ، وفي ج 93 ، ص 207 ، ح 7.

كما رواه الشيخ الطوسي في الأمالي : ص 285.

(12) روى الصدوق ; في ثواب الأعمال : ص 138 عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال: « انَّ لكل شيء قلباً وانّ قلب القرآن يس ، مَن قرأها قبل أن ينام أو في نهاره قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتّى يمسي. ومَن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكّل الله به ألف ملك يحفظونه من شر كل شيطان رجيم ، ومن كل آفة. وإن مات في يومه ادخله الله به الجنّة ، وحضر غسله ثلاثون ألف ملك كلهم يستغفرون له ، ويشيعونه الى قبره بالاستغفار له. فاذا دخل في لحده كانوا في جوف قبره يعبدون الله ، وثواب عبادتهم له ، وفسح له في قبره مدّ بصره ، وأُومن من ضغطة القبر ، ولم يزل له في قبره نورٌ ساطع الى عنان السماء الى أن يخرجه الله من قبره ... الحديث ».

وفي البحار : ج 76 ، ص 200 ، عن الامام الصادق عليه السلام انه قال : « من قرأ يس ، في ليلته قبل أن ينام وكّل الله به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم ومن كل آفة ».

لا يخفى أن هذه الرواية هي قطعة من الرواية المتقدمة.

(13) قال المؤلّف في كتابه مفاتيح الجنان المعرب : ص 139 :

(واعلم انّ أوّل ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمّى ليلة الرغائب ، فيها عمل مأثور عن النبي صلى الله عليه وآله ذو فضل كثير. ورواه السيّد في الاقبال والعلامة المجلسي رحمه الله في اجازة بني زهرة.

ومن فضله : أن يغفر لمن صلاّها ذنوب كثيرة ، وانّه اذا كان أول ليلة نزوله الى قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة ، بوجه طلق ، ولسان ذلق ، فيقول : يا حبيبي ابشر فقد نجوت من كل شدة.

فيقول : من أنت ، فما رأيت أحسن وجهاً منك ، ولا سمعت كلاماً أحلى من كلامك ، ولا شممت رائحة اطيب من رائحتك؟

فيقول : يا حبيبي انا ثواب تلك الصلاة التي صليتها ليلة كذا ، في بلدة كذا ، في شهر كذا ، في سنة كذا ، جئت الليلة لأقضي حقك وآنس وحدتك ، وأرفع عنك وحشتك ؛ فإذا نفخ في الصور ظلت في عرصة القيامة على رأسك ، فافرح فانّك لم تعدم الخير أبداً.

وصفة هذه الصلاة :

أن يصوم أول خميس من رجب ثمّ يصلي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليمة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة ، وانّا انزلناه ثلاث مرّات ، وقل هو الله أحد اثني عشرة مرّة.

فإذا فرغ من صلاته قال سبعين مرّة : اللّهمّ صلّ على محمّد النبي الاُمّي وعلى آله [وفي نسخة بدل اللّهمّ صل على محمّد وآل محمّد] ثمّ يسجد ويقول سبعين مرّة : ربّ اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم انّك أنت العليُّ الأعظم. ثمّ يسجد سجدة اُخرى فيقول فيها سبعين مرّة : سبوح قدوس ربّ الملائكة والروح.

ثمّ يسأل حاجته ، فانّها تقضى إن شاء الله) انتهى كلامه رفع مقامه.

وقد نقل العلاّمة المجلسي ; في بحاره : ج 98 ، ص 395 باب (عمل خصوص ليلة الرغائب) : عن العلاّمة في اجازته الكبيرة عن الحسن بن الدّربي ، عن الحاج صالح مسعود بن محمّد وأبي الفضل الرازي المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) قرأها عليه في محرَّم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة عن الشيخ عليِّ بن عبد الجليل الرّازي عن شرف الدين الحسن بن علي ، عن سديد الدّين عليّ بن الحسن عن عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري ، عن الحسن بن علي ، عن الحاج مسموسم عن أبي الفتح نورخان عبد الواحد الاصفهاني ، عن عبد الواحد بن راشد الشيرازي ، عن أبي الحسن الهمداني عن عليّ بن محمّد بن سعيد البصري ، عن أبيه ، عن خلف بن عبدالله الصنّعاني ، عن حميد الطوسي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ما معنى قولك : رجب شهر الله؟ قال : لأنه مخصوص بالمغفرة ، فيه تحقن الدماء ، وفيه تاب الله على أوليائه وفيه انقذهم من نزاعه ثمَّ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من صامه كلّه استوجب على الله ثلاثة أشياء :

مغفرة لجميع ما سلف من ذنوبه ، وعصمة فيما يبقى من عمره ، وأماناً من العطش يوم الفرغ الأكبر.

فقام شيخ ضعيف فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وآله إنّي عاجز عن صيامه كلّه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : صم أوَّل يوم منه ، فانَّ الحسنة بعشر أمثالها وأوسط يوم منه وآخر يوم منه ، فانّك تعطى ثواب صيامه كلّه. ولكن لا تغفلوا عن ليلة أوَّل خميس منه ، فإنها ليلة تسمّيها الملائكة ليلة الرغائب ، وذلك أنّه إذا مضى ثلث اللّيل لم يبق ملك في السّموات والأرض إلاّ ويجتمعون في الكعبة وحواليها ويطّلع الله عليهم اطّلاعة فيقول لهم :

يا ملائكتي اسألوني ما شئتم فيقولون : حاجاتنا إليك أن تغفر لصوّام رجب ، فيقول الله عزَّ وجلَّ قد فعلت ذلك.

ثم قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ما من أحد يصوم الخميس أوَّل خميس من رجب ثمَّ يصلي ما بين العشاءين العتمة اثني عشرة ركعة يفصل بين كلّ ركعتين بتسليم يقرأ في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرَّة واحدة وإنّا أنزلناه في ليلة القدر ثلاث مرّات وقل هو الله أحد اثني عشرة مرَّة ، فإذا فرغ من صلاته صلّى عليَّ سبعين مرَّة ، ويقول « اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آله ، ثمّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة : رب اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم إنّك أنت العلي الأعظم ، ثمَّ يسجد سجدة أُخرى فيها ما قال في الأولى ثمَّ يسأل الله حاجته في سجوده، فانّها تقضى.

قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : والّذي نفسي بيده لا يصلّي عبد أو أمة هذه الصّلاة إلاّ غفر الله جميع ذنوبه ، ولو كان ذنوبه مثل زبد البحر وعدد الرّمل ووزان الجبال وعدد ورق الأشجار ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممّن قد استوجب النار ، فاذا كان أوَّل ليلة في قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة فيجيئه بوجه طلق ولسان ذلق فيقول : يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كلِّ سوء فيقول : من أنت فوالله ما رأيت وجهاً أحسن من وجهك ، ولا سمعت كلاماً أحسن من كلامك ، ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك ، فيقول : يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة الّتي صلّيتها في ليلة كذا من شهر كذا ، جئتك هذه الليلة لأقضي حقك واُونس وحدتك ، وأرفع وحشتك ، فإذا نفخ في الصّور ظلت في عرصة القيامة على رأسك فابشر فلن تعدم الخير أبداً).

وقال السيّد ابن طاووس في اقبال الاعمال : ص 632 ، الطبعة الحجرية : (لا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة فيه فانّها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب وذلك انّه اذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في السماوات والأرض إلاّ يجتمعون في الكعبة وحواليها ويَطلّع الله عليهم إطلاعة فيقول لهم يا ملائكتي سلوني ما شِئتم فيقولون ربّنا حاجتنا اليك أن تغفر لصّوام رجب فيقول الله تبارك وتعالى قد فعلت ذلك ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) ما من أحد صام يوم الخميس أوّل خميس من رجب ثمّ يصلي بين العشاء والعتمة اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كل ركعيتن بتسليمة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وانّا انزلناه في ليلة القدر ثلاث مرّات وقل هو الله أحد اثنتي عشرة مرّة فاذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين مرّة يقول اللّهم صلّ على محمّد النبي الاُمّي الهاشمي وعلى آله ثمّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة سُبُوح قُدُّوسٌ رَبُ الملائكة والرّوحِ ثمّ يرفع رأسه ويقول رَبِّ اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم إنّك أنت العلي الأعظم ثمَّ يسجدُ سجدة اُخرى فيقول فيها ما قال في السجدة الاُولى ثمَ يسأل الله حاجته في سجوده فانّه تقضى إن شاءَ الله تعالى ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه واله) والذي نفسي بيده لا يصلي عبد أو امة هذه الصلاة إلاّ غفر الله له جميع ذنوبه ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر وعدد الرّمل ووزن الجبال وعدد أوراق الأشجار ويشفع يوم القيامة في سبع مائة من أهل بيته ممّن قد استوجب النار فإذا كان اوّل ليلة نزوله الى قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق فيقول يا حبيبي ابشر فقد نجوت من كل شدّة فيقول من أنت فما رأيت أحسن وجها مِنك ولا شممت رائحة اطيب من رائحتك فيقول يا حبيبي أن ثواب تلك الصلاة التي صلّيتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا جئت الليلة لا قضي حقك وانس وحدتك وارفع عنك وحشتك فإذا نفخ في الصُّور ظللت في عرصة القيامة على رأسك وانّك لن تعدم الخير من مولاك أبداً).

(14) روى ذلك الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال : ص 87 ، ورواه في فضائل الأشهر الثلاثة ص 47 ، ح 24.

ورواه في الأمالي : ص 29 ، المجلس 7 ، ح 1 ونقله المجلسي في البحار : ج 97 ، ص 69 ، ح 7.

(15) أقول : روى الصدوق في ثواب الأعمال : ص 231 ، بإسناد صحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال :

« كان فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام) ربّه إن قال : يا ربّ اعلمني ما بلغ من عيادة المريض من الأجر؟

قال عزّ وجلّ : أوكل به ملكاً يعوده في قبره الى محشره ».

وفي : قصص الانبياء / القطب الراوندي : ص 163 ، ح 185 (قال موسى عليه السلام : يا رب ما لمن عاد مريضاً؟ قال : أوكل به ملكاً يعوده في قبره الى محشره .. ). ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 13 ، ص 354 ، ح 52. وروى الكليني في الكافي : ج 3 ، ص 120، كتاب الجنائز باب (ثواب عيادة المريض) ، ح 4 ، عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال : « ايّما مؤمن عاد مؤمناً في الله عزّ وجلّ في مرضه وكّل الله به ملكاً من العواد يعوده في قبره الى يوم القيامة ».

وفي ج 3 ، ص 120 ح 5 : بسند صحيح عن الامام الصادق عليه السلام قال : « من عاد مريضاً من المسلمين وكّل الله به أبداً سبعين ألفاً من الملائكة يغشون رحله ويسبحون فيه ، ويقدسون ، ويهللون ، ويكبرون الى يوم القيامة نصف صلاتهم لعائد المريض ».

وروى أيضاً في ج 3 ، ص 121 ، ح 7 بإسناده عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال : « من عاد مريضاً وكّل الله عزّ وجلّ به ملكاً يعوده في قبره ».

(16) تفسير فرات : ص 348 ، ح 375. وفي البحار : ج 7 ، ص 198 ، ح 73 ، وتكملة الحديث (ولكأنّي بهم يخرجون من جدث القبور ينفضون التراب عن رؤوسهم ولحاهم ، يقولون : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن انّ ربّنا لغفور شكور الذي احلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب).

وفي البحار أيضاً : ج 39 ، ص 228 ، عن عائشة ، قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : « حسبك ما لمحبّك حسرة عند موته ، ولا وحشة في قبره ، ولا فزع يوم القيامة ».

وفي البحار : ج 6 ، ص 200 :

عن ام سلمة (رضي الله عنها) قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام :

« يا علي انَّ محبيك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج انفسهم وأنت هناك تشهدهم ، وعند المساءلة في القبور وأنت هناك تلقنهم ، وعند العرض على الله وأنت هناك تعرفهم ».




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.