أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015
1303
التاريخ: 17-4-2018
895
التاريخ: 9-08-2015
1408
التاريخ: 22-03-2015
1701
|
رأيت من المناسب في هذا المقام أن أذكر حكايتين :
الحكاية الاُولى :
حكي ان تلميذاً من تلاميذ الفضيل بن عياض (1) ـ وهو أحد رجال الطريقة ـ وكان يعدّ من أعلم تلاميذه لمّا حضرته الوفاة دخل عليه الفضيل وجلس عند رأسه وقرأ سورة ياسين.
فقال التلميذ المحتضر : يا استاذ لا تقرا هذه السورة. فسكت الاستاذ ، ثمّ لقنه فقال له : قل لا إله إلاّ الله.
فقال : لا اقولها ، لأني بريء منها.
ثمّ مات على ذلك.
فاضطرب الفضيل من مشاهدة هذه الحالة اضطراباً شديداً. فدخل منزله ولم يخرج منه. ثمّ رآه في ا لنوم وهو يسحب به الى جهنّم.
فسأله الفضيل : بأي شيء نزع الله المعرفة منك ، وكنت اعلم تلاميذي.
فقال : بثلاثة أشياء :
أولها : النميمة فانّي قلت لأصحابي بخلاف ما قلت لك.
والثاني : بالحسد ، حسدت أصحابي.
والثالث : كانت بي علة فجئت الى الطبيب فسألته عنها فقال تشرب في كل سنة قدحاً من الخمر ، فانّ لم تفعل بقيت بك العلة.
فكنت اشرب الخمر تبعاً لقول الطبيب.
ولهذه الأشياء الثلاثة التي كانت فيّ ساءت عاقبتي ومت على تلك الحالة (2).
يقول المؤلّف : رأيت من المناسب أن اذكر في ذيل هذه الحكاية هذا الخبر : روى الشيخ الكليني عن أبي بصير انّه قال :
دخلت ام خالد العبديّة على أبي عبدالله عليه السلام وأنا عنده فقالت : جعلت فداك انّه يعتريني قراقر في بطني .. وقد وصف لي أطبّاء العراق النبيذ بالسويق ، وقد وقفت وعرفت كراهتك له ، فاحببتُ أن أسألك عن ذلك؟
فقال لها عليه السلام : وما يمنعك عن شربه؟
قالت : قد قلدتك ديني ، فألقى الله عزّ وجلّ حين ألقاه فاخبره انّ جعفر بن محمّد عليهما السلام أمرني ونهاني.
فقال : يا أبا محمّد ألا تسمع الى هذه المرأة ، وهذه المسائل. لا والله لا آذن لك في قطره منه ، ولا تذوقي منه قطرة ؛ فانّما تندمي اذا بلغت نفسك ها هنا ـ واومأ بيده الى حنجرته ـ يقولها ثلاثاً : أفهمتِ؟
قالت : نعم (3).
الحكاية الاُخرى :
ذكرالشيخ البهائي عطر الله مرقده في الكشكول :
احتضر بعض المترفين وكان كلما قيل له قل : لا إله إلاّ الله ، يقول هذا البيت :
يا رُبَّ قائلةٍ يوماً وقد تَعِبَت
أين الطريق الى حَمّامِ منجابِ .
وسبب ذلك أن امرأةً عفيفةً حسناء خرجت الى حمام معروف بحمام بنجاب ، فلم تعرف طريقه وتعبت من المشي ، فرأت رجلاً على باب دار ، فسألته عن الحمام.
فقال : هو هذا ، وأشار الى باب داره.
فلما دخلت ، اغلق الباب عليها ؛ فلما علمت بمكره أظهرت كمال الرغبة والسرور ، وقالت : اشتر لنا شيئاً من الطيب ، وشيئاً من الطعام ، وعجل بالعود إلينا.
فلما خرج واثقاً بها وبرغبتها ، خرجت وتخلصت منه.
فانظر كيف منعته هذه الخطيئة عن الاقرار بالشهادة عند الموت ، مع انّه لم يصدر منه إلاّ ادخال المرأة بيته وعزمه على الزنا فقط من دون وقوعه منه (4).
والحكايات من هذا القبيل كثيرة.
واعلم انّ الشيخ الكليني روى عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال :
« مَن منع قيراطاً من الزكاة فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً » (5).
يقول الفقير : القيراط واحد وعشرون ديناراً.
وورد قريباً من هذا المضمون في حقّ من استطاع أن يحج ولم يحج حتّى مات (6).
لطيفة :
نقل عن بعض العارفين انّه حضر عند محتضر الحاضرون منه أن يلقّن المحتضر. فلقّنه هذه الرباعية :
كر من گنه جمله جهان گردستم
لطف تو اميد است كه گيرد دستم
گوئي كه به وقت عجز دستت كيرم
عاجزتر از اين مخواه كاكنون هستم
يعني :
إن ارتكبت معاصي الدنيا كلّها
فرجائي أن يأخذ لطفك يدي
فانّك وعدتني باخذ يدي عندما أعجز
لا تشأ أن أعجز أكثر من عجزي الحالي.
__________________
(1) قال المؤلّف ; في سفينة البحار : ج 7 ، ص 103 الطبعة الحديثة :
(الفضيل بن عياض الزاهد بصري أو كوفي عاميّ ثقة روى عن أبي عبدالله عليه السلام ، له نسخة يرويها النجاشي وكان من زهدة عصره ، ذكر الصوفية له كرامات وماقات ويحكى انّه كان في أوّل أمره يقطع الطريق بين ابيورد وسرخس وعشق جارية فبينما يرتقي الجدران إليها سمع تالياً يتلوا : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16]. فقال : يارب قد آن ، فرجع وآوى الى خربة فإذا فيها رفقة فقال بعضُهم : نرتحل ، وقال بعضهم : حتّى نُصبح فانّ فضيلاً على الطريق يقطع علينا ، فتاب الفضيل وامنهم ، وحكي انّه جاور الحرم حتّى مات وكانت وفاته يوم عاشوراء سنة (187).
وله كلمات منها : ثلاثةً لاينبغي أن يُلاموا على سوء الخلق والغضب : الصائم والمريض والمسافر ؛ وقال ثلاث خصال يقسين القلب : كثرة الأكل وكثرة النوم وكثرة الكلام ، قيل : كان لفضيل ولد اسمه عليّ وكان أفضل من أبيه في الزهد والعبادة الاّ أنّه لم يتمتع بحياته كثيراً وكان سبب موته انّه كان يوماً في المسجد الحرام واقفاً بقرب ماء زمزم فسمع قارئاً يقرأ ( وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ) سورة ابراهيم / الآية 49 ـ 50. فصعق ومات ).
(2) راجعنا في ترجمة القصة ما نقله المؤلّف ; في كتابه سفينة البحار : ج 2 ، ص 727 الطبعة الحديثة ، وقد حاولنا أن نجمع ما في السفينة وما نقله هنا بالفارسية ، وإن شئت فراجع السفينة.
(3) رواه الشيخ الكليني في الكافي الشريف : ج 6 ص 413.
(4) الكشكول : ج 1 ، ص 248 ـ 249.
(5) الكافي : ج 3 ، ص 507.
(6) أقول : روى الصدوق في ثواب الأعمال : ص 281 ـ 282 ، بالإسناد عن أبي عبدالله عليه السلام :
« من مات ولم يحج حجّة الاسلام ولم تمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق الحجّ من أجله أو سلطان يمنعه فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصراياً ».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|