المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العباس بن الفرج
22-06-2015
التصادم اللامرن Inelastic Collision
14-12-2021
هل الأحاديث الناهية عن النياحة واللطم صحيحة أم لا ؟ وماذا يترتب عليها ؟
1-10-2020
Conversational implicatures
6-5-2022
William Gemmell Cochran
14-11-2017
Alexander Johnson Merriles
18-5-2017


عبر وحكايات في مسألة العديلة عند الموت  
  
1345   11:07 صباحاً   التاريخ: 19-12-2018
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة
الجزء والصفحة : 120- 124
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الموت و القبر و البرزخ /

رأيت من المناسب في هذا المقام أن أذكر حكايتين :

الحكاية الاُولى :

حكي ان تلميذاً من تلاميذ الفضيل بن عياض (1) ـ وهو أحد رجال الطريقة ـ وكان يعدّ من أعلم تلاميذه لمّا حضرته الوفاة دخل عليه الفضيل وجلس عند رأسه وقرأ سورة ياسين.

فقال التلميذ المحتضر : يا استاذ لا تقرا هذه السورة. فسكت الاستاذ ، ثمّ لقنه فقال له : قل لا إله إلاّ الله.

فقال : لا اقولها ، لأني بريء منها.

ثمّ مات على ذلك.

فاضطرب الفضيل من مشاهدة هذه الحالة اضطراباً شديداً. فدخل منزله ولم يخرج منه. ثمّ رآه في ا لنوم وهو يسحب به الى جهنّم.

فسأله الفضيل : بأي شيء نزع الله المعرفة منك ، وكنت اعلم تلاميذي.

فقال : بثلاثة أشياء :

أولها : النميمة فانّي قلت لأصحابي بخلاف ما قلت لك.

والثاني : بالحسد ، حسدت أصحابي.

والثالث : كانت بي علة فجئت الى الطبيب فسألته عنها فقال تشرب في كل سنة قدحاً من الخمر ، فانّ لم تفعل بقيت بك العلة.

فكنت اشرب الخمر تبعاً لقول الطبيب.

ولهذه الأشياء الثلاثة التي كانت فيّ ساءت عاقبتي ومت على تلك الحالة (2).

يقول المؤلّف : رأيت من المناسب أن اذكر في ذيل هذه الحكاية هذا الخبر : روى الشيخ الكليني عن أبي بصير انّه قال :

دخلت ام خالد العبديّة على أبي عبدالله عليه السلام وأنا عنده فقالت : جعلت فداك انّه يعتريني قراقر في بطني .. وقد وصف لي أطبّاء العراق النبيذ بالسويق ، وقد وقفت وعرفت كراهتك له ، فاحببتُ أن أسألك عن ذلك؟

فقال لها عليه السلام : وما يمنعك عن شربه؟

قالت : قد قلدتك ديني ، فألقى الله عزّ وجلّ حين ألقاه فاخبره انّ جعفر بن محمّد عليهما السلام أمرني ونهاني.

فقال : يا أبا محمّد ألا تسمع الى هذه المرأة ، وهذه المسائل. لا والله لا آذن لك في قطره منه ، ولا تذوقي منه قطرة ؛ فانّما تندمي اذا بلغت نفسك ها هنا ـ واومأ بيده الى حنجرته ـ يقولها ثلاثاً : أفهمتِ؟

قالت : نعم (3).

الحكاية الاُخرى :

ذكرالشيخ البهائي عطر الله مرقده في الكشكول :

احتضر بعض المترفين وكان كلما قيل له قل : لا إله إلاّ الله ، يقول هذا البيت :

  يا رُبَّ قائلةٍ يوماً وقد تَعِبَت

                                     أين الطريق الى حَمّامِ منجابِ .

وسبب ذلك أن امرأةً عفيفةً حسناء خرجت الى حمام معروف بحمام بنجاب ، فلم تعرف طريقه وتعبت من المشي ، فرأت رجلاً على باب دار ، فسألته عن الحمام.

فقال : هو هذا ، وأشار الى باب داره.

فلما دخلت ، اغلق الباب عليها ؛ فلما علمت بمكره أظهرت كمال الرغبة والسرور ، وقالت : اشتر لنا شيئاً من الطيب ، وشيئاً من الطعام ، وعجل بالعود إلينا.

فلما خرج واثقاً بها وبرغبتها ، خرجت وتخلصت منه.

فانظر كيف منعته هذه الخطيئة عن الاقرار بالشهادة عند الموت ، مع انّه لم يصدر منه إلاّ ادخال المرأة بيته وعزمه على الزنا فقط من دون وقوعه منه (4).

والحكايات من هذا القبيل كثيرة.

واعلم انّ الشيخ الكليني روى عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال :

« مَن منع قيراطاً من الزكاة فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً » (5).

يقول الفقير : القيراط واحد وعشرون ديناراً.

وورد قريباً من هذا المضمون في حقّ من استطاع أن يحج ولم يحج حتّى مات (6).

لطيفة :

نقل عن بعض العارفين انّه حضر عند محتضر الحاضرون منه أن يلقّن المحتضر. فلقّنه هذه الرباعية :

كر من گنه جمله جهان گردستم

لطف تو اميد است كه گيرد دستم

گوئي كه به وقت عجز دستت كيرم

عاجزتر از اين مخواه كاكنون هستم

يعني :

إن ارتكبت معاصي الدنيا كلّها

فرجائي أن يأخذ لطفك يدي

فانّك وعدتني باخذ يدي عندما أعجز

لا تشأ أن أعجز أكثر من عجزي الحالي.

__________________

(1) قال المؤلّف ; في سفينة البحار : ج 7 ، ص 103 الطبعة الحديثة :

(الفضيل بن عياض الزاهد بصري أو كوفي عاميّ ثقة روى عن أبي عبدالله عليه السلام ، له نسخة يرويها النجاشي وكان من زهدة عصره ، ذكر الصوفية له كرامات وماقات ويحكى انّه كان في أوّل أمره يقطع الطريق بين ابيورد وسرخس وعشق جارية فبينما يرتقي الجدران إليها سمع تالياً يتلوا : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16]. فقال : يارب قد آن ، فرجع وآوى الى خربة فإذا فيها رفقة فقال بعضُهم : نرتحل ، وقال بعضهم : حتّى نُصبح فانّ فضيلاً على الطريق يقطع علينا ، فتاب الفضيل وامنهم ، وحكي انّه جاور الحرم حتّى مات وكانت وفاته يوم عاشوراء سنة (187).

وله كلمات منها : ثلاثةً لاينبغي أن يُلاموا على سوء الخلق والغضب : الصائم والمريض والمسافر ؛ وقال ثلاث خصال يقسين القلب : كثرة الأكل وكثرة النوم وكثرة الكلام ، قيل : كان لفضيل ولد اسمه عليّ وكان أفضل من أبيه في الزهد والعبادة الاّ أنّه لم يتمتع بحياته كثيراً وكان سبب موته انّه كان يوماً في المسجد الحرام واقفاً بقرب ماء زمزم فسمع قارئاً يقرأ ( وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ) سورة ابراهيم / الآية 49 ـ 50. فصعق ومات ).

(2) راجعنا في ترجمة القصة ما نقله المؤلّف ; في كتابه سفينة البحار : ج 2 ، ص 727 الطبعة الحديثة ، وقد حاولنا أن نجمع ما في السفينة وما نقله هنا بالفارسية ، وإن شئت فراجع السفينة.

(3) رواه الشيخ الكليني في الكافي الشريف : ج 6 ص 413.

(4) الكشكول : ج 1 ، ص 248 ـ 249.

(5) الكافي : ج 3 ، ص 507.

(6) أقول : روى الصدوق في ثواب الأعمال : ص 281 ـ 282 ، بالإسناد عن أبي عبدالله عليه السلام :

« من مات ولم يحج حجّة الاسلام ولم تمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق الحجّ من أجله أو سلطان يمنعه فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصراياً ».  

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.