أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2018
1611
التاريخ: 9-08-2015
935
التاريخ: 13-4-2017
1002
التاريخ: 11-08-2015
3164
|
قال تعالى في أوصاف القيامة : {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} [التكوير: 10].
وقال الله تعالى في سورة الانشقاق : {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا} [الانشقاق: 7 - 12] .
* روى العياشي عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال : اذا كان يوم القيامة دفع الى الانسان كتابه ، ثمّ قيل له اقرأه.
قلت (1) : فيعرف ما فيه؟
فقال : انّه يذكره ، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا نقل قدم ولا شيء فعله الاّ ذكره ، كأنه فعله تلك الساعة ، فلذلك قالوا : {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف: 49] (2) .
* وروى ابن قولويه عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : ( من زار قبر الحسين (عليه السلام) في شهر رمضان ومات في الطريق لم يعرض ولم يحاسب. ويقال له : ادخل الجنة آمناً ) (3).
* وقال العلاّمة المجلسي ; في التحفة :
روي بسندين (4) معتبرين عن الامام الرضا (عليه السلام) انّه قال :
« مَن زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتّى اخلصه من أهوالها :
اذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً وعند الصراط وعند الميزان) (5).
* وقال في (حق اليقين) : روى الحسين بن سعيد في كتاب (الزهد) عن الامام الصادق (عليه السلام) قال :
« انّ الله تبارك وتعالى اذا أراد أن يحاسب المؤمن اعطاه كتابه بيمينه وحاسبه فيما بينه وبينه ، فيقول : عبدي فعلت كذا وكذا ، وعملت كذا وكذا؟
فيقول : نعم يا رب قد فعلت ذلك.
فيقول : قد غفرتها لك ، وأبدلتها حسنات.
فيقول الناس : سبحان الله ، أما كان لهذا العبد سيئة واحدة؟!!
وهو قول الله عزّ وجلّ : {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا} [الانشقاق: 7 - 9].
قلت : أي أهل؟
قال : أهله في الدنيا هم أهله في الجنة إن كانوا مؤمنين.
قال : واذا أراد بعبد شراً حاسبه على رؤوس الناس وبكته ، واعطاه كتابه بشماله. وهو قول الله عزّ وجلّ :
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا} [الانشقاق: 10 - 13] .
قلت : أي أهل؟
قال : أهله في الدنيا.
قلت قوله : {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} [الانشقاق: 14] .
قال : ظنّ انّه لن يرجع.) (6).
وهذه اشارة الى انّ المنافقين والكفار تغلّ أيديهم ، ويعطون كتبهم من وراء رؤوسهم الى شمالهم ، وقد اشير الى هاتين الحالتين في أدعية الوضوء عند غسل اليدين :
(اللهمّ اعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حساباً يسيراً).
و ( اللّهمّ لا تعطني كتابي بشمالي ولا من وراء ظهري ، ولا تجعلها مغلولة الى عنقي) انتهى.
يقول المؤلّف : رأيت من المناسب في هذا المقام أن نتبرك بذكر رواية نقلها السيّد ابن طاووس رضوان الله عليه انّه : (كان علي بن الحسين (عليهما السلام) اذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبداً له ولا امةً.
وكان اذا أذنب العبد والأمة يكتب عنده : (أذنَبَ فُلانٌ. أذنَبَت فلانة يوم كذا وكذا) ولم يعاقبه. فيجتمع عليهم الادب ، حتّى اذا كان آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم وجمعهم حوله ، ثمّ أظهر الكتاب ، ثمّ قال يا فلان فعلت كذا وكذا ، ولم أُؤدّبك اتذكر ذلك؟
فيقول : بلى يا بن رسول الله.
حتّى يأتي على آخرهم ، فيقورهم جميعاً ، ثمّ يقوم وسطهم ، ويقول لهم : ارفعوا أصواتكم ، وقولوا : يا علي بن الحسين انّ ربك قد أحصى عليك كلما عملت ، كما أحصيت علينا كلما عملنا ، ولديه كتاب ينطق عليك بالحقّ لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيت إلاّ أحصاها ، وتجد كلما عملت لديه حاضراً كما وجدنا كلما عملنا لديك حاضراً ، فاعف عنا تجده عفوّاً ، ربّك رحيماً ، ولك غفوراً ، ولا يظلم ربك أحاً ، كما لديك بك كتاب ينطق علينا بالحقّ لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة مما اتيناها إلاّ احصاها ، فاذكر يا علي بن الحسين ذلّ مقامك بين يدي ربّك الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال حبّة من خردل ، ويأتي بها يوم القيامة ، وكفى بالله حسيباً وشهيداً ، فاعف واصفح يعفو عنك المليك ويصفح ، فانّه يقول : {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] .
قال : وهو ينادي بذلك على نفسه ، ويلقنهم ، وهم ينادون معه ، ينادون معه ، وهو واقف بينهم يبكي وينوح ويقول : ربّ انّك أمرتنا أن نعفو عمّن ظلمنا فقد ظلمنا انفسنا ، فنحن قد عفونا عمّن ظلمنا كما امرت ، فاعف عنّا فانّك أولى بذلك منّا ومن المأمورين ، وأمرتنا أن لا نردّ سائلاً عن أبوابنا وقد اتيناك سؤّالاً ومساكين ، وقد أنخنا بفنائك وببابك نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك فامنن بذلك علينا ولا تخيبنا فانّك أولى بذلك منّا ومن المأمورين ، الهي كرمتُ فاكرمني اذ كنت من سؤّالك ، وجدتُ بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك يا كريم.
ثمّ يقبل عليهم ، فيقول : قد عفوتُ عنكم ، فهل غفوتم عني ، ومما كان مني إليكم من سوء ملكة ، فانّني مليك سوء لئيم ظالم مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل؟
فيقول : قد عفونا عنك يا سيدنا ، وما أسأت.
فيقول لهم : قولوا : اللهمّ اعف عن علي بن الحسين كما عفا عنا ، واعتقه من انار كما اعتق رقابنا من الرق.
فيقولون ذلك.
فيقول : اللّهمّ آمين لابّ العالمين. اذهبوا فقد عفوت عنكم ، واعتقت رقابكم رجاءاً للعفو عني ، وعتق رقبتي. فيعتقهم.
فإذا كان يوم الفطر اجازهم بجوائز تصونهم وتغنيهم عماّ في أيدي الناس.
وما من سنة إلاّ وكان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأساً الى أقل أو أكثر ، وكان يقول :
انّ لله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار سبعين ألف ألف عتيق من النار كلاً قد استوجب النار ، فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان اعتق فيها مثل ما اعتق في جميعه ، وانّي لأحب أن يراني الله وقد اعتقت رقاباً في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار) (7).
__________________
(1) الضمير عائد على الراوي وهو (خالد بن نجيح).
(2) تفسير العياشي : ج 2 : ص 328.
(3) كامل الزيارات : ص 330 ـ 331.
(4) أقول : رواه الصدوق في (عيون أخبار الرضا) : ج 2 ص 255 : بإسناده التالي : حدثنا علي بن أحمد بن محمّ بن عمران الدقاق ، ومحمّد بن أحمد السناني ، وعلي بن عبد الله الوراق ، والحسين بن ابراهيم بن هشام المكتب رضي الله عنهم قالوا :
حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي الأسدي ، عن أحمد بن محمّد بن صالح الرازي ، عن حمدان الديواني قال : قال الرضا عليه السلام.
ورواه الصدوق في الخصان : ص 167 قال :
حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال : حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي عن أحمد بن أحمد بن محمّد بن صالح الرازي عن حمدان الديواني ...
ورواه في الأمالي : ص 106 ، المجلس 25 ، ح 9 ، بالإسناد المتقدم في الخصال.
(5) ورواه العلاّمة المجلسي في البحار : ج 102 ، ص 34 ـ عن الكتب الثلاثة التي قدّمنا ذكرها.
(6) كتاب الزهد : للحسين بن سعيد الاهوازي : 29 طبعة قم ، ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 7 ، ص 324 ، ح 17.
(7) اقبال الأعمال : للسيّد ابن طاووس : ص 260 ـ 261 ، الطبعة الحجرية طهران.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|