أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2019
2793
التاريخ: 29-11-2018
2268
التاريخ: 15-6-2018
2457
التاريخ: 24-5-2017
4642
|
أسباب سقوط الدولة الأموية
ولسقوط الدولة الأموية أسبابٌ، منها: أَنَّ الأمويين شددوا النكير على العلويين، وساموهم الخسف، وكان أولاد الحسين [عليه السلام] بَعْدَ مقتل أبيهم صغارًا، فلمَّا مضى الزمن شبُّوا، وحاولوا أَنْ يأخذوا بثأر أبيهم، وكان أَوَّل حَجَر في سقوط بني أمية قَتْل سليمان بْن عبْد المَلِك لأبي هاشم، وَقَدْ عَهِدَ أبو هاشم عِنْدَ قَتْلِه إلى محمد بْن علِيٍّ رأْس العباسيين، وكان الأمويون يحْذرون العلويين أَكْثَرَ مما يحْذرون العباسيين، وذلك أَمْكَنَ العباسيين أَنْ يَبُثُّوا دَعْوَتَهُم ضد الأمويين في اطمئنان.
والثاني: أَنَّ الدولة الأموية كافأَتْ رجالها العظام أسوأ مكافأة — والرجال العظام في الدول قليل — فلمَّا فقدَت الدولة الأموية رجالها فقدَت جانبًا عظيمًا مِنْ قوَّتها، فكان مِنْ رجال الدولة الأموية المخلصين: موسى بْن نُصَيْر فاتح الأندلس، وخالد بْن عبْد الله الْقَسْرِي، ويزيد بْن المُهَلَّب، وقتيبة بْن مُسْلِم، وَمِنْ خطأ الخلفاء الأمويين ظُلْمهم لأمثال هؤلاء الرجال، فقَتَلوا بَعْضهم؛ كخالد بْن عبْد الله، وقتيبة بْن مُسْلِم، ويزيد بْن المُهَلَّب، وزُجَّ بموسى بْن نُصَيْر في السِّجن.
وسَبَب ثالث وهو: تَبَاعُدُ أطراف المملكة بسَبَب الاتساع في الفتوح، فبلغت دائرة مُلْكِهم ما لَمْ تَبْلُغه قَبْلهم غَيْر دولة الرومان؛ فما بَيْن النهرين المعروف بالجزيرة، وإيران، وقِسْم مِن الأفغان، والتركستان، والقوقاز، وأرمينيا، وشِبْه جزيرة العرب، وسوريا، ومصر، والمغرب، والأندلس كُلُّها دخلَتْ في حوزة سُلْطانهم، وضَبْطُ هذه الأقطار المختلفة المترامية الأطراف صعْب جدًّا، وخصوصًا إذَا كان الخلفاء ليسوا بالأقوياء الحازمين، بلْ مِن الضعفاء الذين يَجْرون وراء شهواتهم، ولذلك كان مِنْ حَزْم الدولة العباسية، ومِنْ قواعدها الأساسية عَدَم التوسع في الفتوح.
يضاف إلى ذلك: ما حبا الله به العباسيين مِنْ أمثال أبي مسلم الخراساني الذي نجَح نجاحًا باهرًا في الثورة على الأمويين، والدعوة للعباسيين فاستطاع بذلك أَنْ يَنْتَقِم مِن العرب جزاءً وفاقًا لِمَا انتَقَمَ العرب مِن الفرس في مبدأ الإسلام.
وكان رجلًا عظيم الشخصية جبارًا، أدار الحرب على الأمويين في مهارة ونشاط وقسوة حتى نجَح، ومع ذلك كافأه أبو جعفر المنصور أسوأ مكافأة بقتله بعْد أَنْ مَهَّد له الطريق، وأزال منه كُلَّ ما اعترضه مِنْ عقبات … شأن الأمويين في نوادر رجالهم، وشأن الرشيد — فيما بعْد — فيما فَعَلَه مع البرامكة.
كُلُّ هذه الأسباب تجمعت، وكانت سببًا في سقوط الدولة الأموية، وقيام العباسيين بَعْدَهم يَنْكُلون بهم، ويفتكون بكُل مَنْ عثروا عليه مِنْهم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|