أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2018
814
التاريخ: 24-11-2018
11670
التاريخ: 22-2-2019
783
التاريخ: 20-11-2018
2161
|
اليونانيون:
أول عمل لغوي في اليونان -وقد تم بالطبع قبل وصول أي تسجيلات- كان تطوير نظام هجائي للكتابة في أوائل الألف قبل الميلاد. وفي هذا النظام الهجائي مثل اليونانيون كل الأصوات سواء السواكن منها والعلل، وفيما بعد مثلوا كذلك النبر برموز خاصة به(1).
أما التفكير اللغوي فقد بدأ مرتبطًا بالفلسفة Philosophia وهي علم كان يغطي مجالًا أوسع عند اليونانيين القدماء من المصطلح philosophy اليوم. ولذلك فإن أسماء اللغويين اليونانيين الأولين هي أسماء فلاسفتهم الأولين. وربما كان أقدم ما وصلنا من أبحاث اليونانيين يرجع إلى حوالي القرن السادس قبل الميلاد على أيدي السوفسطائيين. وبعد ذلك نجد سقراط يدلي برأيه في بعض مشكلات اللغة ويليه أفلاطون "428ق م إلى 348 ق م" وأرسطو "384 ق م إلى 322 ق م"(2).
وربما كان من أهم المشاكل التي لفتت أنظار اليونانيين موضوع اللغة نفسها وهل هي أمر طبيعي أو عرفي ناتج عن اتفاق البشر. وقد خصص أفلاطون جزءًا من محاوراته لمعالجة هذه القضية وعرض وجهتي النظر المختلفتين. كما عالج أصل الكلمات أو موضوع العلاقة بين الاسم والمسمى(3). وتطور النقاش بعد ذلك ليصل إلى أيدي القياسيين Analogists والشذوذيين Anomalists، فقال الأولون: إن اللغة فطرية وقياسية ومنطقية، وقال الآخرون: إن عدم
ص61
اطراد اللغة خير دليل على بطلان الرأي الأول(4). وعلى الرغم من أن أفلاطون لم يسبق آراءه اللغوية بشكل مترابط، ولم يجمعها في مكان واحد- فقد عده الباحثون رائد الدراسات النحوية اليونانية "وأول فاحص للمشكلات النحوية"(5). ويعد أفلاطون أول من فرق بين الاسم والفعل كما أنه أعطانا تقسيمًا ثلاثيًّا للأصوات يمكن أن يكون: أصوات العلة -الأصوات الساكنة المجهورة- الأصوات الساكنة المهموسة(6). وأقر أرسطو تقسيم أفلاطون للكلمة إلى اسم وفعل وزاد عليها قسمًا ثالثًا سماه رابطه. وذلك أنه شعر أن الأفعال والأسماء تؤدي معاني مستقلة في حين أن سائر الكلمات ليس لها إلا الوظيفة النحوية فقط(7).
وبعد ذلك انتقلت الدراسات اللغوية إلى أيدي الرواقيين Stoics الذين فصلوها عن الفلسفة واعتبرت حينئذ فرعًا مستقلًّا تحت الحقل الواسع المسمى Philosophia. وقد تأسست مدرسة الرواقيين على يد Zeno "حوالي 300 ق م". وأعطى هؤلاء شخصية مستقلة لكل من الأصوات والنحو والاشتقاق، وإن كان معظم اهتمامهم منصبًّا على النحو وحده، حتى اعتبر بعضهم بدء النحو بمعناه الحديث على أيدي هؤلاء الرواقيين(8).
وعلى أيدي الرواقيين زيد قسم رابع ثم خامس إلى أقسام الكلمة الثلاثة عند أرسطو، كما قدمت شروحًا مستفيضة لآراء أرسطو اللغوية. كذلك يبدو أن الرواقيين كانوا أول من درسوا العدد والمطابقة بين الاسم
ص62
والفعل، وحالات الاسم الإعرابية، وحالات الفعل من حيث الصيغة والزمن(9).
وبعد الرواقيين تحول مركز الدراسات النحوية إلى الإسكندرية وظهرت مدرسة نحوية كاملة في الاسكندرية خلال القرن الأول قبل الميلاد كما سنعرض فيما بعد. أما في المجال فقد أنتجوا عددًا ضخمًا من المعاجم. وتقول دائرة المعارف البريطانية: إن Athenaeus قد اقتبس نصوصًا من 35 عملًا معجميًّا فقدت جميعها(10). ولكن كثيرًا من هذه المعاجم تم إنتاجه في الاسكندرية ولذا نترك الحديث عنها الآن إلى مكان آخر.
ويعتبر العلماء القرون الأولى بعد الميلاد هي العصر الذهبي للمعاجم اليونانية وبخاصة في مدينة الإسكندرية كما سنتحدث فيما بعد، ولكن اشتهر من بين المعاجم اليونانية معجم أبو قراط Hippocrate الذي ألفه Glaucus عام 180 ق م وهو معجم ألفبائي(11).
ص63
_________
(1) انظر: روبنس Short History" A" ص 12 - 13.
(2)راجع روبنس المرجع السابق ص 14 و on Language" ص3.
(3) انظر: On Language" ص 3.
)4) "On Language" ص3، وروبنس ص 17 وما بعدها.
)5) روبنس ص 14.
)6) "On Language" ص 3 و Greek Phoneers ص 107، 109، وانظر: روبنس ص 3، 10.
(7) Greek Phonears ص 110 و "On Language" ص 3 - 4.
(8) روبئس ص 27 و Greek Phonears ص 107.
(9) "On Language" ص 5، وروبنس ص 28.
(10) مادة Dietionary.
)11) الجرح ص 14 و Haywood ص 8.
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يحتفي بإصدار العدد الألف من نشرة الكفيل
|
|
|